يوليو 4, 2018
ناصر قنديل
– لم يكن اتصال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بالرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية سعد الحريري اتصال مجاملة بين صديقين للتهنئة بعيد زواج الأخير، ولطلب المشورة حول مضمون ما سيبحثه عشية زيارته لكوريا الشمالية أو للتداول في حصيلة المشاورات الجارية بين بومبيو ووزراء خارجية الدول الخمس المعنيين بالتفاهم النووي الإيراني الذين سيجتمعون الجمعة بغياب أميركي بعد انسحاب واشنطن من التفاهم، فلبنان حاضر في السياسة والاهتمامات الأميركية من بوابتين: الأولى الأمن «الإسرائيلي» الذي تعتبره واشنطن أولويتها ومن منظاره تهتمّ بسلاح المقاومة التي يمثلها حزب الله وتستهدفه واشنطن بالعقوبات، ومن المنظار ذاته تهتمّ بالنزاع النفطي بين لبنان وكيان الاحتلال. والثانية جواره الجغرافي مع سورية وترابط الملفات السياسية والأمنية، خصوصاً ملف النازحين السوريين في لبنان، ومستقبل البحث بعودتهم بين لبنان وسورية، كما ما سيكون على جدول أعمال القمة التي ستجمع الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي منتصف الشهر، وموضوعها الرئيس سورية، وما تستعدّ له واشنطن من تغليف هزيمتها هناك بالسعي لمكاسب تربط انسحابها بانسحاب إيران، خصوصاً انسحاب حزب الله.
– تختصر الحدود اللبنانية السورية عدداً من القضايا التي تهتمّ لها واشنطن، فمن جهة هناك زيارة وزير الطاقة «الإسرائيلي» يوفال شتاينتس إلى واشنطن، والاجتماع الذي خصّص في البيت الأبيض لما تسمّيه واشنطن بالنزاع النفطي اللبناني «الإسرائيلي»، وتناول مشروع ربط تسوية النزاع بترسيم الحدود في مزارع شبعا بين لبنان وسورية، لإثارة العراقيل بوجه استثمار لبنان ثروته من النفط والغاز، وافتعال مسؤولية سورية في تبرير هذه العرقلة. بينما موقف لبنان واضح وهو أنّ الانسحاب «الإسرائيلي» من مزارع شبعا لا يحتاج ترسيماً لبنانياً سورياً، وسيكون سهلاً بتّ مصير الحدود بين الدولتين بعدما تنسحب «إسرائيل». وفي الحدود اللبنانية السورية قضية عودة النازحين، والسعي لربطها بدور أممي عبر ما تقترحه بعض المنظمات التابعة للأمم المتحدة من منحها شراكة على الجانب اللبناني من الحدود، بداعي الحاجات المتصلة بحركة النزوح والعودة. والأهمّ هو ما يتصل بالحدود من حركة للمقاومة وإمدادها اللوجستي، وشراكتها العسكرية في سورية، والسعي الأميركي لفرض قيود على هذه الحركة بالاتجاهين، بالتزامن مع طرح الانسحاب الأميركي من سورية ضمن صيغة التسوية المعروضة على قمة هلسنكي. والمشروع المقترح أميركياً هو إخضاع هذه الحدود للقرار 1701، وهو ما سبق لقادة تيار المستقبل وقوى الرابع عشر من آذار أن نادوا به، مراراً بطلب أميركي، هو دائماً تعبير عن الرغبة «الإسرائيلية».
– يحتاج الأميركي إلى موقف لبناني عنوانه مطالبة حزب الله بالخروج من سورية، والسعي لفرض رقابة أممية على الحدود، يستقوي به في قمة هلسنكي من جهة، كما يحتاج إلى تريّث في تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة لضبط إيقاع ولادتها على مهمات تنتظر تفاهمات هلسنكي حول سورية، خصوصاً بما يتصل بالمطالب الأميركية المتصلة بوجود حزب الله في سورية.
– بعد عودة الحريري ستصل السفيرة الأميركية في بيروت عائدة من واشنطن محمّلة بدفتر الشروط الأميركي، وسيظهر التسهيل من التعطيل، لكن كلّ شيء سينتظر توقيت ساعة هلسنكي.
Related Videos
Related Articles
- مراد لـ«الأخبار»: سنكون سوبر معارضة إذا استُبعدنا عن الحكومة
- جنبلاط من بعبدا: لدينا الحق بكامل التمثيل الدرزي
- جنبلاط متمسّك بـ«الفيتو الميثاقي»
- حزب الله ليس طرفاً في معركة الأحجام المسيحية
- «الأرثوذكسي» يُطبّق في الحكومة… بعد الانتخابات
- القوات في الحكومة: جعجعة ولا طحين
- الأردن يدفع الفصائل إلى «تسوية» تشمل درعا والقنيطرة
River to Sea Uprooted Palestinian
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!
No comments:
Post a Comment