سبتمبر 24, 2018
محمد صادق الحسيني
تواصل الأوساط العسكرية والأمنية والصحافية الإسرائيلية البحث والنقاش حول تراجع قوة الردع الإسرائيلية، وبالتالي تراجع قدرة الجيش الإسرائيلي، بمختلف صنوف أسلحته الجوية والبحرية والبرية، عن مواجهة «الأخطار التي تهدد الدولة»، كما يسميها المحللون والباحثون الإسرائيليون. مما يعني ان «الدولة» عادت لمواجهة أخطار وجودية حقيقية، رغم ما يحاول رئيس الوزراء تسويقه من ادّعاءات أن «إسرائيل» قد حققت انتصارات هامة على صعيد تطبيع علاقاتها مع العديد من الدول العربية، خاصة الخليجية منها، وذلك لأن مصدر الأخطار التي تهدد «إسرائيل» ليس هذه الدول، وانما هي جهات أخرى يعرفها نتن ياهو تمام المعرفة.
لكنه على الرغم من ذلك يحاول باستمرار تغطية عجزه وعجز الجيش الإسرائيلي عن مواجهة أعداء «إسرائيل» الحقيقيين الذين يهدّدون وجودها فعلاً، وهم حزب الله وإيران والجيش السوري والتشكيلات العسكرية العراقية وغيرها المتعاونة مع إيران. وهي جهات مستمرة ليس في تحقيق انتصارات عسكرية هامه في كل من العراق وسورية فحسب، وانما تواصل مراكمة كميات كبيرة من الأسلحة المتطورة جداً والتي غيّرت موازين القوى بشكل كامل، رغم عدم اعتراف القيادة العسكرية للجيش «الإسرائيلي» بهذه الحقيقة بشكل واضح، ومواصلتها التركيز على بعض العمليات الجوية ضد مراكز عسكرية مختلفة في الأراضي السورية، وهي عمليات لا تعدو كونها تؤدي دور ورقة التوت في تغطية العجز الاستراتيجي للجيش الإسرائيلي.
أما عن معنى العجز الاستراتيجي فهو العجز الذي يعبّر عن نفسه بانعدام قدرة الجيش على إزالة الأخطار التي تهدّد «الدولة» على المدى البعيد، أي على المدى الاستراتيجي، حيث يتجلى ذلك في استمرار وجود وتصاعد مصادر التهديد وازدياد قوتها كماً ونوعاً بشكل لم يسبق له مثيل.
علماً انّ هناك ثلاثة ادلة موثقة على هذا العجز الشامل للجيش «الإسرائيلي»، رغم امتلاكه قوة تدميرية هائلة، قادرة على التدمير وعاجزة عن حسم نتائج الميدان، في أي حرب مقبلة يدخلها هذا الجيش.
وهذه الأدلة هي التالية :
أولاً: ما كتبه الخبير والمحلل العسكري الإسرائيلي، تامير اشيل Tamir Eshel، في نشرة ديفينس أبديت Defense – Update، التي تصدر باللغة الانجليزية، وذلك بتاريخ 8/12/2016 ، حيث كتب بأن السبب الحقيقي وراء القرار الإسرائيلي بتطوير أسلحة صاروخية عالية الدقة هو تعاظم قوة الجيش السوري وقوات حزب الله الصاروخية وحيازتها صواريخ دقيقة الإصابة تمكنها من إصابة القواعد الجوية وأهداف استراتيجية اخرى للجيش الإسرائيلي، مما سيحدّ من حركة سلاح الجو الإسرائيلي في الحرب المقبلة . ومن نافل القول طبعاً إن هذا يعني اعترافاً صريحاً باحتمال اخراج سلاح الجو الإسرائيلي من المعركة مع بداية أية حرب على الجبهة الشمالية، من خلال تدمير قواعد هذا السلاح. وبالتالي اضطرار القوات البرية الإسرائيلية، سواء في سلاح الدبابات او المشاة او المشاة المحمولة والقوات الخاصة، للقتال من دون غطاء جوي. الأمر الذي يعني حسم نتيجة الحرب، لصالح قوات الجيش العربي السوري وحلفائه، منذ اللحظة الأولى للحرب.
ثانياً: التقرير الذي أعدّه مسؤول شؤون الشكاوى في الجيش الإسرائيلي، الجنرال المتقاعد يتسحاق بريك، والذي يقع في مئتي صفحة ونشرت صحيفة هارتس الإسرائيلية، بتاريخ 17/8/2018، مقالاً حوله بقلم الصحافي عاموس هرئيل، وذلك بعد أن كان معدّ التقرير قد سلم نسخاً منه الى كل من وزير الدفاع ورئيس الاركان ورئيس لجنة الدفاع والأمن في الكنيست وعدداً آخر من المسؤولين العسكريين الإسرائيليين.
وأهم ما جاء في التقرير أنّ القوات البرية في الجيش الإسرائيلي غير جاهزة لخوض حرب برية وأن وحدات هذا السلاح تعاني من مشاكل عديدة، بنيوية ومعنوية ولوجستية، الى جانب تراجع روح الرغبة في القتال لدى الكثيرين من ضباط وجنود القوات البرية وتزايد الرغبة لديهم في الانتقال من الوحدات القتالية الى وحدات حرب السايبر أو الحرب الالكترونية. وهو ما يعني حصول نقص كبير في الوحدات القتالية في حال حصول أية حرب في المستقبل.
علماً أنّ رئيس هيئة الاركان الإسرائيلي، الجنرال غادي إيزنكوت، قد اعترف جزئياً بالمشاكل التي يعاني منها جيشه والتي تجعله غير جاهز للدخول في أية حرب جديدة على الجبهة الشمالية.
وخلاصة القول إنّ هناك جيشاً إسرائيلياً لا يقوى ولا يرغب في دخول حرب على الجبهة الشمالية بينما يستعد اعداؤه، الجيش السوري وقوات حزب الله والقوات الأخرى المدعومة من إيران، ليس فقط لصدّ أيّ هجوم ضدّهم وإنما للقيام بعمل هجومي واسع داخل الجليل الفلسطيني المحتل وصولاً الى الضفة الغربية المحتلة، حسب المعلومات المتوفرة لدى القيادة العسكرية «الإسرائيلية»، التي أجرت تدريبات عسكرية عدة لقواتها مؤخراً للتدرّب على مواجهة سيناريو كهذا، والتي كان آخرها المناورات التي أجرتها الفرقة المدرعة 36 والكتيبة رقم 13 في لواء جولاني، تساندها وحدات جوية للدعم الناري مروحيات ومقاتلات تفوق جوي لصدّ هجمات القوات الجوية المعادية المحتملة .
وقد أشرف على إجرائها كل من رئيس هيئة الاركان، الجنرال ايزينكوت، وقائد المنطقة الشمالية، الجنرال، يوفال ستريك Yoval Strick، وقائد القوات البرية، الجنرال كوبي باراك Kobi Barak، وقائد الفرقة المدرعة 36، الجنرال آفي جيل Avi Gil.
وفِي إطار محاولات إصلاح العيوب والمشاكل، التي تعاني منها صنوف قوات الجيش الإسرائيلي، ومواجهة تعاظم القوات السورية وحلفائها، خاصة القوات الصاروخية والدقة المتصاعدة لهذه الصواريخ، عمدت القيادة العسكرية الإسرائيلية الى اتخاذ قرارين استراتيجيين يعبّران عن تغييرات عميقة ستشهدها أسلحة الجيش مستقبلاً بمعنى سلاح الطيران / البحرية / القوات البرية او المشاة . وهذان القراران هما:
العمل على تغيير طبيعة ذخائر سلاح المدفعية في الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك مدفعية الدبابات، ليصبح خمسون في المئة 50 من هذه الذخائر من النوع الذكي، أي الموجه بالأقمار الصناعية، خلال سنتين من الآن.
وقد بدأ الجيش «الإسرائيلي» بالاستخدام الفعلي لهذا النوع من قذائف المدفعية الذكية خلال المناورات التي أجراها في الأسبوع الاول من شهر آب 2018 في الجولان، حيث أطلقت وحدات الكتيبة 13 التابعة للواء جولاني، التي شاركت في المناورات الى جانب الفرقة المدرعة 36، قذائف هاون عدة شديدة الدقة، من عيار 122 ملم، تسمى بالانجليزية Precision – guided mortar shells، وهي قذائف من صناعة شركات الصناعة العسكرية الإسرائيلية.
علماً أنّ شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية تشارك في عملية تحديث قذائف المدفعية وتحويلها قذائف ذكية، من خلال تزويد الشركات الأخرى التي تنتج القذائف، بفيوزات جمع فيوز لإضافتها الى القذائف غير الذكية والتي تعمل على توجيهها من خلال الأقمار الصناعية.
وقد قامت وزارة الدفاع الإسرائيلية بمنح شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية عطاء لإنتاج هذه الفيوزات الالكترونية، المسماة توب غَن Top Gun، اللازمة لتحديث قذائف مدفعية الميدان من عيار 155 ملم الى قذائف ذكية. وهذا الفيوز Top Gun قطعة إلكترونية دقيقة يتم تركيبها داخل فيوز قذيفة المدفعية نفسها، حسب ما أعلن مدير عام وحدة التطوير والإنتاج في شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية لوكالة أسوشيتدبرس، المسؤولة عن تطوير وإنتاج هذه القطعة، يعقوب غاليفات Jacob Galifat، في وقت سابق.
إعلان وزارة الدفاع الإسرائيلية عن إنشاء سلاح جديد من اسلحة الجيش، ملحق بسلاح القوات البرية، اطلق عليه اسم سلاح الصواريخ Missile Corps، حيث وقعت وزارة الدفاع الإسرائيلية عقداً تجارياً، يوم الاثنين 27/8/2018، مع شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية، تقوم الشركة بموجبه بإنتاج صواريخ لحساب الوزارة أي لحساب الجيش يتراوح مداها بين خمسة وثلاثين ومئة وخمسين كيلومتراً 35 – 150 كم .
ومن بين أنظمة الصواريخ التي تم التعاقد على إنتاجها ما يلي :
صواريخ مداها أربعون كيلومتراً 40 كم مزوّدة برؤوس متفجّرة زنة 22 كغم، تطلق من راجمات قادرة على إطلاق ثمانية عشر صاروخاً في الدقيقة 18 صاروخاً موجهة بالأقمار الصناعية، تسمى هذه الراجمة Multiple Lounch Rocket Systems MLRS .
منظومة صواريخ رماح الموجهة، وهي نظام صاروخي مطوّر عن نظام LAR 160 الذي سنأتي على ذكره لاحقاً، أو Romach Rockets GPS- guided، مداها خمسة وثلاثون كيلومتراً 35 كم موجهة بالأقمار الصناعية، بهامش خطأ لا يتجاوز 10 م.، حسب الشركة المنتجة، مما يسمح للجيش الإسرائيلي بقصف أهداف داخل مدن العدو «دون إيقاع خسائر بين المدنيين»، حسب أقوال الجيش. وتُطلق عليها تسمية AccuLAR 122 ايضاً وذلك لتمييزها عن منظومة صواريخ LAR 160.
منظومة صواريخ بريديتور هوك Predator Hawk مدى صواريخها ثلاثمئة كيلومتر 300 كم ،
– عيار 370 ملم.
– موجهة بالأقمار الصناعية وعلى نظامي GPS و G Lonass وهو نظام روسي.
– بالإضافة الى نظام توجيه ذاتي داخل رأس الصاروخ يسمّى I nterial Navigation System INS .
يبلغ وزن الرأس المتفجر مئة وأربعين كيلوغراماً 140 كلغ .
منظومة صواريخ اكسترا EXTended Range
Artillery
ويختصر اسمها بأحرف EXTRA.
موجهة بالأقمار الصناعية.
مداها مئة وخمسون كيلومتراً 150 كلم .
عيارها ثلاثمئة وستة ميليمترات 306 ملم .
وزن الرأس المتفجر مئة وعشرين كيلوغراماً 120 كلغ .
يتم إطلاقها من راجمات طراز / Lynx / صناعة شركة الصناعات العسكرية الإسرائيلية.
علماً ان الجيش الإسرائيلي قد استخدم هذا النوع من الصواريخ للمرة الأولى ميدانياً بتاريخ 7/12/2016 عندما قصف بها مطار المزة العسكري، عند الساعة 0300 من فجر التاريخ المذكور
من الجدير بالذكر أن لدى الجيش الإسرائيلي منظومات صاروخية أخرى، قديمة نسبياً، مثل :
منظومة
LAR / 160، أي Light Artillery rocket.
– مداها 45 كلم.
– عيار 160 ملم.
دخلت الخدمة في الجيش الإسرائيلي سنة 1983 . يتم إطلاق الصواريخ من خلال راجمة تحمل خمسة وعشرين صاروخاً 25 .
ورغم ذلك لن تفلحوا…
بعدنا طيببن قولوا الله.
Related Videos
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!
No comments:
Post a Comment