«إسرائيل» تخشى حرب استنزاف
على الجبهة الشمالية واختفاء الكيان!
محمد صادق الحسيني
في ظل الإحباط الشديد، الذي يسود الأوساط العسكرية والأمنية «الإسرائيلية»، نتيجة تراكم انتصارات حلف المقاومة على كامل مسرح المواجهة، خاصة انتصارات الميدان السوري، وبالرغم من الهرطقات التي يحاول نتن ياهو تسويقها على انها حقائق ومعلومات، سواء تلك الخاصة بإيران أو المسرحية الهزلية الخاصة بلبنان، وجدنا لزاماً علينا أن نطمئن جمهور المقاومة وكل الأحرار في العالم.
وكذلك تجمّع المستوطنين اليهود في فلسطين المحتلة والذين يطلق عليهم البعض تسمية «الإسرائيليين» بأن الوضع المعنوي والنفسي لجيش الاحتلال «الإسرائيلي» وقادة مختلف صنوف أسلحته ليست على ما يرام. وإليكم الأسباب:
أولاً: التصريح الصحافي، الذي ادلى به المستشار الجديد للرئيس الأميركي لشؤون سورية يوم 28/9/2018 جيمس جيفيري James Jeffrey، على هامش أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة، والذي قال فيه: «ليس لدينا توجّهات لإجبار الإيرانيين على مغادرة سورية إضافة الى اننا لا نعتقد ان الروس سيستطيعون إخراج الإيرانيين من سورية» على افتراض أنهم قرروا ذلك .
وهذا الكلام واضح لا لَبْس فيه: إقرار بعجز الولايات المتحدة وأذنابها عن تغيير موازين القوى في الميدان السوري وترك جيش نتن ياهو يواجه مصيره المحتوم: الهزيمة المدمّرة في الحرب المقبلة مع قوات حلف المقاومة.
ثانياً: إن رئيس أركان الجيش «الإسرائيلي»، الجنرال غادي إيزنكوت وقائد سلاح الجو «الإسرائيلي»، الجنرال عاميكام نوركين، كانا يعتقدان أنهما من نسور الجو في السماء السورية، ولكن أحداث مساء 17/9/2018 أثبتت عكس ذلك. إذ إن طياري هذا السلاح حاولوا التغطية على فشلهم في تنفيذ مهمتهم عن طريق إسقاط الطائرة الروسية، اليوشن 20، مما أدى الى استشهاد 15 ضابطاً من خيرة الضباط الروس في مجال الاستطلاع الإلكتروني.
لكن التطورات التي شهدها الميدان السوري، خاصة في مجال التسلّح وتطوير وسائط الدفاع الجوي والحرب الإلكترونية، والتي أعقبت إسقاط الطائرة الروسية والزيارة الفاشلة لقائد سلاح الجو «الإسرائيلي» الى موسكو، وقيام وزير الدفاع الروسي، الجنرال سيرجي شويغو، بالإعلان عن تلك الإجراءات شخصياً، قد جعل الموقف «الإسرائيلي» ينزلق الى وضع دراماتيكي جداً.
ثالثاً: وهذا ما أكده تصريح مستشار مجمع الصناعات المختص بتكنولوجيا الاتصالات الراديو إلكترونية Radio- Electronic Technologies، السيد فلاديمير ميخييف Vladimir Micheyev، والذي قال فيه: «إن أنظمة الدفاع الجوي السورية وانظمة الحرب الإلكترونية السورية التي تم تشغيلها بعد إسقاط الطائرة الروسية قادرة على رصد أية طائرة «إسرائيلية» أو سعودية أو أي طائرة تنطلق من القواعد الأميركية هناك أو في الاْردن أو حتى أوروبية وهي لا زالت على الأرض. أي بمجرد أن تتحرك أي طائرة «إسرائيلية» أو أوروبية أو من القواعد الأميركية في أوروبا من العنبر باتجاه مدرج الإقلاع تقوم الرادارات وأجهزة الرصد الإلكتروني السورية بالتقاطها ورصدها وإعطائها رقماً أو رمزاً كود فيتم إدخاله إلى أدمغة بطاريات الصواريخ، الروسية والسورية، المضادة للطائرات التي تبدأ التعامل العملياتي معه قبل الانطلاق مما يجعل نسبة النجاح في أسقاط الهدف تصل إلى ما يزيد على 98 .
فهل يفهم جنرالات وضباط أركان العدو معنى هذا الكلام!؟
إنه يعني قدرة أسلحة الدفاع الجوي السورية على ضرب أي طائرة من طائراتكم قبل أن تتحرك من مكانها. أي أن أجواء كلّ من سورية ولبنان وفلسطين المحتلة وغيرها قد أصبحت منطقة حظر طيران يمنع عليكم القيام بأي نشاط جوي عملي ومؤثر فيها اللهم إلا للاستعراض..!
وهذا بالضبط هو الدافع الذي جعل مستشار ترامب لشؤون سورية يبشّركم بعدم قدرة الولايات المتحدة على إخراج إيران من سورية وبالتالي انعدام وجود أي إمكانية لديكم للتأثير في موازين القوى الميدانية في ساحات المواجهة، من باب المندب مروراً بقطاع غزة ولبنان وفلسطين وصولاً الى العراق وإيران.
رابعاً: وبالإضافة الى ما تقدم، حول قدرات الدفاعات الجوية السورية وأجهزة الحرب الإلكترونية، فإن ما يزيد الوضع الاستراتيجي «الإسرائيلي» تعقيداً وكارثية، وليس الوضع التكتيكي فقط والمتصل بإمكانيات محاولة تنفيذ عمليات إغارة جوية أو قصف صاروخي لأهداف عسكرية في الأراضي السورية، إن ما يزيد هذا الوضع تعقيداً هو تفعيل القيادتين الروسية والسورية لمنظومات الدفاع الجوي من طراز /يبشورا / ام 2 / Pechorsa M 2 والذي يسمى أيضاً: نيفا / اس 125 / Neva – S 125 والمخصص للتصدي للأهداف الجوية التي تطير على ارتفاعات منخفضة جداً، سواء كانت مروحيات أو صواريخ جوالة صواريخ كروز مثل التوماهوك أو غيرها من الأهداف الجوية التي قد تنفذ بمعنى تفلت من أو تخترق النظام من شبكة صواريخ أس 300 وأس 400 .
أي أن تكامل هذه الأنظمة أصبح يقدم حماية أو مظلة جوية قادرة، وبنسبة 100 على تأمين أجواء كافة المدن والمنشآت العسكرية والمدنية الهامة في كافة أنحاء سورية ولبنان.
خامساً: ولكل الأسباب المذكورة أعلاه، مضاف اليها خوف القادة العسكريين والمدنيين في «إسرائيل» من مفاجآت أخرى، على صعيد القدرات التسليحية لقوات حلف المقاومة، فإن وضع هؤلاء القادة يسوده الإحباط الشديد والخوف مما يخبئه لهم المستقبل، خاصة أن قادة «إسرائيل» قد تولّدت لديهم قناعة بأن الموقف الروسي تجاه كيانهم قد أصبح موقفاً معادياً ولَم يعد موقفاً متشدداً أو منتقداً فقط.
وهو بالتالي بدأ يقترب من موقف الاتحاد السوفياتي السابق من «إسرائيل» والذي كان موقفاً مؤيداً للعرب بلا تحفظ.
وبكلمات أخرى، فإن موجة الرعب التي تجتاح الكيان «الإسرائيلي» لا بد أن يكون أحد أسبابها هو القناعة «الإسرائيلية» بأن روسيا تؤسس لحرب استنزاف جديدة ضدّ الجيش «الإسرائيلي» على الجبهة الشمالية تذكر بحرب الاستنزاف التي خاضتها مصر عبد الناصر على جبهة قناة السويس ومعها قوات الثورة الفلسطينية في الأردن حتى سنة 1970 وفي الجولان السوري حتى عامي 1972/1973. تلك الحرب التي مهدت الطريق أمام انطلاق حرب تشرين 1973 والانتصار الذي تحقق خلالها.
سادساً: لا بد من القول لـ«جنرالات» الجيش «الإسرائيلي» بأنه آن الأوان لتقديم أحر التعازي لكم بـ «الجيش الذي لا يُقهر» وبسلاح الجو «المتفوق» والذي «كان يملك» السيطرة الجوية في اجواء «الشرق الأوسط «…!.
وإلى اللقاء مع صواريخ بيشورا / 2 / وما بعد بعد بيشورا /2 / Pechora 2 .
في هذه الأثناء ثمة من يسأل:
هل اقتربت نهاية «إسرائيل» كما تنقل تقارير تتحدث عن هجرة مليونية تنتظرها روسيا وأميركا من الكيان..!؟
يكفي في هذا السياق التذكير بأن يهود اميركا شكلوا أخيراً ميليشيا أسموها: سيف داود / تعدادها 300 ألف مسلّح يتم تدريبهم والإشراف على تشكيلاتهم العسكرية من قبل ضباط متقاعدين في الجيش «الإسرائيلي».
الهدف من وراء ذلك هو: حماية اليهود من حملات الإبادة في الولايات المتحدة مستقبلاً، كما يقول هؤلاء!
بعدنا طيّبين، قولوا الله.
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!
No comments:
Post a Comment