Source
منذ فترة تناقل الوطنيون السوريون خبر رحيل جاكلين خطيبة الاستشهادي الأول الضابط السوري جول جمال الذي فجر نفسه في البارجة الفرنسية التي هاجمت بورسعيد المصرية ابان العدوان الثلاثي على مصر عام 56 ..
جول جمال ضابط سوري “مسيحي” قدم نفسه قربانا سوريا من أجل مصر .. وبقي السوريون مخلصين له ولبطولته الفريدة .. وأخلصت له خطيبته بتقديمها درسا في الوفاء العظيم عندما بقيت تلبس خاتم الخطبة دون ان تنزعه حتى آخر لحظة تنفست فيها في هذه الحياة .. وكأنها تقول له ان وفاءه العظيم لأرضه ومبادئه وشعبه يستحق ان يلاقى بالوفاء العظيم ..
وفي هذه الحرب الوطنية العظمى التي عصفت بسورية منذ ثماني سنوات كان السوريون يكتشفون ان وفاء جول جمال العظيم لارضه كان حالة تعكس ثقافة مجتمع فدائي بلا حدود .. ولكن الاخبار التي يتناقلها الناس وبعض القنوات الرسمية عن انضمام قناة السويس الى الحصار الخانق على الشعب السوري ومنع مرور شحنات النفط الإيراني الى سورية فتق الجراح ونكأها ونزفت دما حتى انها لو وصلت الى قناة السويس لجعلتها حمراء .. فطوابير السيارات بلا نهاية أمام محطات الوقود .. وكل الفقراء الذين يعتمودون على وسائل النقل العام لايصلون الى أعمالهم ولا يقدرون على العمل ويفقدون موارد رزقهم اليومي وخبز أطفالهم ..
ربما لايدري كثير من المصريين أن قناة السويس افتداها ضابط البحرية السوري جول جمال بدمه عندما اندفع الشعب السوري للدفاع عن كرامة مصر وحقها المطلق في تأميم قناة السويس .. ولم يكن جول جمال وجيله من السوريين قادرا على أن يتحمل ان تفقد مصر كبرياءها ومورد رزقها وعنوان استقلالها المتمثل في قناة السويس وان يحاصر الأعداء مصر وشعبها من قناة السويس .. ولكن جاء اليوم الذي تحاصر فيه قناة السويس الشعب السوري الذي أهداها ابنه جول جمال الذي كان افتداها بروحه كي تبقى قناة السويس حرة وملكا لأهلها المصريين ..
كيف تخلص امرأة اسمها جاكلين لبطل ولاتبادله أمة بحجم مصر الإخلاص وهو الذي افتداها وترك من أجلها أمه واباه وترك حبيبته ؟؟..
هل أعتذر من جول جمال أنه حرر قناة السويس كي يأتي يوم تحاصر فيه القناة التي حررها بدمه شعبه وأمه واباه واخوته ورفاقه الذين عادوا من مصر من دون ان يعود جثمانه معهم .. فربما لايزال جسده يطفو ويهيم على وجه الموج وفي أعماق بورسعيد .؟؟.
لاأدري كيف أنقل الخبر الى روحه ولاأدري كيف أكتب له رسالة كي أتجنب النظر في عينيه .. ولاأدري كيف أبدأ الكتابة ..
فهل مثلا أقول له ان سفن فرنسا وبريطانيا وإسرائيل وأميريكا تمر على أشلائه وبقايا جسده فيما سفن سورية وأصدقائها محرمة على القناة؟؟ هل أقول له اغفر لنا اننا لانملك شيئا في تلك القناة التي دفعنا دمك ثمنا لها وان دول العدوان الثلاثي التي دحرها بجسده وأجساد المصريين والسوريين هي التي تقرر من له الحق في عبور القناة .. ؟؟
هل تراني أقول له ان دمك الذي كان وقودا لملايين العرب والمصريين واضاء قناديل المصريين والمشرقيين صار مثل بقعة زيت عائمة تدوسها سفن إسرائيل واميريكا في الذهاب والإياب ؟؟
لو عاد الزمن ياجول الى تلك اللحظة التي وضعت فيها كل الذخائر والمتفجرات في مقدمة الزورق الانتحاري الذي صعدت اليه وودعت اصدقاءك .. لهرولت وقلت لك .. الهوينى ياجول .. انني أرى لحظة في الزمان لو رأيتها لوقفت وقلت لنفسك ماكان دمي يوما بالرخيص الا من أجل الأوفياء والانقياء .. فكيف يامصر لاتحفظين الجميل .. فتخلص لي امرأة .. وتنساني أمة بحجم مصر ؟؟
فيا مصر لا تخذلي من ترك أهله أمانة في عنقك ووضع كل ثقته في أنك لن تخذلي دمه الذي سقاك الحرية …
( الأحد 2019/04/21 SyriaNow)
River to Sea Uprooted Palestinian
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!
No comments:
Post a Comment