–
قد لا يكون الموقف الرافض للمشاركة في الحكومة المقترحة برئاسة الرئيس سعد الحريري الذي أصدره التيار الوطني الحر مستساغاً من الكثير من حلفائه أو من الشارع، لأن اللبنانيين عموماً والقوى السياسية المعنية بالملف الحكومي خصوصاً، يستشعرون الحاجة للتسهيل لاستيلاد حكومة وصولاً للقول إن المطلوب بنظر الناس هو أي حكومة.
–
الذين أزعجهم موقف التيار أكثر من الذين لم يرغبوا به من موقع النية الحسنة، هم أصحاب النيات السيئة الذين عبّر بلسانهم جيفري فيلتمان عن جعل التيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل يدفعون ثمن العلاقة بالمقاومة وتقديم الغطاء الدستوري والوطني لها عبر موقع رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية وحجم التمثيل المسيحي الذي يعبّر عنه التيار، وخير طريقة لمعاقبة التيار هي بجعله هدفاً مكشوفاً لإطلاق نار سياسي وإعلامي نجح بتصويره مسؤولاً عن الخراب الاقتصادي رغم عدم شراكته بالنهج الذي صنع هذا الخراب، بينما نجح الضخ الإعلامي بجعل الرئيس سعد الحريري مرشحاً مقبولاً لرئاسة الحكومة مجدداً من قبل شارع خرج غضباً من سياسات مالية ومن فساد ترمز إليهما السياسات التي تعاقب رموز الحريرية على تكريسها، ولذلك يصير الانتقام من التيار ممكناً إذا تمّ تحجيمه أولاً واستدراجه ثانياً لقبول المشاركة بحكومة تكرّس هذا التحجيم، ليثبت بالجرم المشهود أنه مجرد طالب سلطة.
–
موقف التيار برفض المشاركة قلب قواعد الاشتباك. فهو لن يعطل بتوقيع رئيس الجمهورية ولادة حكومة يقبل بها حلفاؤه، الذين يشكل معهم الغالبية النيابية، ولن يشارك في تغطية هذه الحكومة مسيحياً، وسيحاسبها نيابياً وشعبياً. وهذا يجعل التيار في موقع قوة يربك مشاريع إضعافه.
موقف التيار أعاد الملف الحكومي إلى البحث مجدداً، لأن الموقف سلاح.
التعليق السياسي
مواضيع متعلقة
- حكومة تصريف الأعمال هي الأفضل
- مشاورات مكثفة ستقرّر مصير الاستشارات والحكومة… بانتظار موقف نصرالله اليوم
- اتجاه لتكليف الحريري الاثنين بأكثرية ضعيفة والمعركة في التأليف مصادر عونيّة لـ«البناء»: فليتحمَّل الحريري المسؤولية.. وحزب الله لرئيس المستقبل: كفى دلعاً ولا حكومة بالشروط الأميركية
- مغامر ضد التاريخ
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!
No comments:
Post a Comment