لم تمضِ ساعات على دخول مسلحي الفصائل المسلّحة مدعومين بمدرعات وجنود أتراك حتى جاء الرد الروسيّ صاعقاً في سراقب التي قتل فيها حوالي 40 جندياً تركياً، وأصيب ضعف هذا العدد بقصف جوي روسي على مواقع للجيش التركي في ريف حلب.
وكانت الأجواء قد توترت بين تركيا وروسيا بعد فشل الاجتماع الأمني بين الطرفين في موسكو وبعدما رفضت تركيا الانسحاب من سراقب التي احتلتها بهجوم مفاجئ ليل الأربعاء – الخميس. وكان الخلاف على كل شيء تقريباً، حيث طلب الروس انسحاب تركيا بشكل كامل من سورية، بينما تحجج الأتراك بمخرجات سوتشي قبل أن يستعيد أردوغان في تصريحاته الصحافية على مدار الساعة اتفاقية أضنة لتشريع وجوده العسكريّ في سورية.
وفور حصول القصف اجتمع الكابين الأمني والعسكري التركي بشكل عاجل، وأمرت السلطات التركية بإغلاق مواقع التواصل الاجتماعي تويتر وفيسبوك وانستغرام. فيما سارعت مواقع الأخبار العالمية لنقل أخبار ما يحصل، حيث اعتبرت مواقع فرنسية أنها المرة الأولى منذ الحرب الكورية تقتل فيها روسيا جنوداً من حلف الناتو.
أردوغان الذي لعب على مبدأ حافة الهاوية مع بوتين وصل إلى مفترق طرق خطيرة على وجوده السياسيّ والجسديّ، فلا هو قادر على شنّ حرب على روسيا ولا هو قادر على إظهار خذلانه للإسلاميين الذين استغلهم طيلة عشر سنوات في الحرب على سورية، وقد يكون سيناريو خوض معركة محدودة مع روسيا مطروحاً لديه حتى ييرئ نفسه أمام الجماعات الإرهابية المسلحة التي رعاها وساندها، لكنه أيضاً هنا سوف يقع في مأزق كبير مع الجيش المفقودة معه كل أنواع الثقة. فالجيش لن يقبل بزجّه في حرب مع روسيا تلبية لرغبات أردوغان والوضع الشعبي والاقتصادي التركي لا يحملان مغامرات كهذه.
كان لافتاً تصريح أحد زعماء المعارضة في تركيا قبل أيام، عندما قال نستعدّ لتسلّم الحكم وخروج أردوغان قريباً جداً.
River to Sea Uprooted Palestinian
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!
No comments:
Post a Comment