Pages

Saturday, 28 March 2020

أسباب تفسّر اجتياح فيروس كورونا لإيطاليا والرئيس الإيطاليّ: نحتاج لمبادرات جديدة



أعلنت السلطات الصحية الإيطالية أمس، تسجيل 969 وفاة جديدة بفيروس كورونا المستجدّ، ليرتفع إجمالي الوفيات في البلاد إلى 9134 والإصابات إلى 86498. وكانت السلطات قد أعلنت أول أمس، عن تسجيل 662 حالة وفاة جديدة بفيروس كورونا.
وتعد هذه الزيادة اليومية هي الأكبر التي تشهدها إيطاليا منذ تفشي الفيروس، علماً أنّ الحصيلة الأعلى في يوم واحد كانت قد سجلت يوم 21 آذار عندما توفي 793 شخصاً.
وتعد إيطاليا أكثر البلدان تضرراً من الوباء، حيث سجلت 9134 وفاة تليها إسبانيا 4934، ثم الصين 3292.
وأصبحت إيطاليا الدولة التي يبلغ عدد سكانها نحو 60.5 مليون نسمة، نقطة محورية لتفشي الفيروس، وفي البحث عن أسباب تفشّي الفيروس بهذا الشكل «المرعب» في أنحاء إيطاليا أكد الخبراء في مجال الصحة أنّ الأسباب التي أدت لتفشي المرض فيها بهذه الصورة يعود إلى ما يلي:
أولاً: ظلت إيطاليا في حالة إنكار لوجود المرض، ولم تتحرّك بالسرعة الكافية للانخراط في تدابير الفصل الاجتماعي والحظر، وذكرت تقارير أن أجهزة المخابرات حذّرت السلطات من الوباء المحتمل لكنها لم تتخذ الإجراءات اللازمة.
ثانياً: أما الخطأ الثاني القاتل حينها، فهو عدم وضع العائدين من الصين إلى إيطاليا في الحجر الاحترازيّ، كما فعلت دول مثل فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة. وفي هذا الصّدد، ذكر خبير صحي مع بداية انتشار المرض في إيطاليا، أن «الخطأ الأول الذي اقترفته الحكومة الإيطالية كان أنها لم تمنع الرحلات المباشرة من الصين باتجاه إيطاليا»، وهذا مكّن ذلك دخول العديد من المسافرين المصابين العائدين من الصين إليها أو المارين بها عن طريق رحلات «الترانزيت» ونشر العدوى، من دون التمكّن من مراقبتها أو تتبعها وحصرها.
ثالثاً: ومن الأسباب أيضاً أن سياسيي الصف الأول في البلاد أظهروا جهلاً في التعامل مع خطورة الأمر، وظهرت بينهم مناكفات سياسية حول الإجراءات الواجب اتباعها في ظل هذه الظروف، وقد دعا بعضهم عبر شاشات التلفزيون المواطنين إلى ممارسة حياتهم بشكل اعتيادي، رغم بوادر تفشي المرض.
رابعاً: تخلّف الإيطاليون في إجراء فحص واختبار الفيروس التاجي على نطاق واسع، على الرغم من أنه أثبت فعاليته في مكافحة الانتشار.
خامساً: هاجمت طفرة هائلة ومفاجئة من المرض الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة في المستشفيات في المنطقة الشمالية، والتي لم يكن يتوفر فيها عدد كافٍ من أسرّة وحدات العناية المركزة أو أجهزة التنفس الصناعي.
سادساً: تعتبر إيطاليا واحدة من أعلى دول العالم في ارتفاع أعمار سكانها، إذ إن نحو 23.3% من مواطنيها فوق سن 65، وهو ما زاد من فرصة انتشار المرض بينهم.
سابعاً: عزا تقرير نشرته شبكة «فوكس نيوز» انتشار المرض إلى «الترابط العائلي والثقافة التي تحدد طريقة الحياة الإيطالية»، وقال إن «وجود أسر متعددة الأجيال لا تزال تعيش تحت سقف واحد وتحيي المناسبات بشكل عائلي، قد يكون من الأسباب التي أدت إلى تفاقم تفشي الفيروس».
ثامناً: وجمع تقرير بمجلة «ديموغرافيك ساينس» المعنية بدراسات السكان بين هاتين النقطتين، وقال إن «مشكلة إيطاليا مزدوجة؛ فمن جهة تعدّ الدولة الثانية من حيث نسبة السكان الكبار في السن، ومن جهة أخرى فإن الشباب فيها يختلطون دوماً بأقاربهم الأكبر سناً، مثل أجدادهم».
تاسعاً: وتذكر تقارير أن «من المحتمل أن يكون الفيروس قد انتشر من خلال أفراد شباب أصحاء لم تظهر عليهم أي أعراض أو ظهرت أعراض خفيفة جداً، ونقلوه لكبار السن».
فيما قال الرئيس الإيطالي، سيرجيو ماتريلا، أمس، إن «أوروبا تحتاج مبادرات جديدة»، مشيراً إلى أن «المقاربات القديمة يجب أن تسقط لأنها لم تنفع شيئاً مع الواقع الجديد»، حسب تعبيره.
وقال الرئيس الإيطالي إنه «كان يأمل في أن يتحرّك الكل قبل أن يواجه فيروس كورونا الجميع في أوروبا، بدل أن يتأخروا في ذلك».

River to Sea Uprooted Palestinian   
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!

No comments:

Post a Comment