Pages

Sunday, 1 March 2020

برود غربي حيال مناشدات أنقرة: الجيش السوري على مشارف «M4»

السبت 29 شباط 2020

بات الجيش السوري على مقربة من طريق حلب – اللاذقية من جهة أقصى ريف حماة الشمالي الغربي (أ ف ب )

تابع الجيش السوري عملياته في أقصى ريف حماة الشمالي الغربي، حيث تَمكّن من السيطرة على عدد من القرى والبلدات، بالغاً مشارف الطريق الدولي حلب – اللاذقية (M4). في هذا الوقت، تَصاعد التجاذب الروسي – التركي على خلفية مقتل عشرات الجنود الأتراك في ريف إدلب الجنوبي أول من أمس، فيما أتى التفاعل الغربي مع مناشدات أنقرة دعمها في الشمال السوري بارداًفي ظلّ ردّ تركي وُصف بـ«الهزيل» على مقتل أكثر من ثلاثين جندياً تركياً بغارات جوية روسية – سورية في إدلب أول من أمس، تابع الجيش السوري تقدمه في منطقة سهل الغاب في أقصى ريف حماة الشمالي الغربي، حيث سيطر على قرى خربة الناقوس والمنصورة وتل واسط والزيارة والمشيك وزيزون الجديدة وقسطون، ليصل إلى مشارف الطريق الدولي حلب – اللاذقية (M4)، والذي باتت تفصله عنه كيلومترات قليلة فقط، فيما يفصله عن مدينة جسر الشغور الاستراتيجية أقلّ من 10 كم. وتهدف العمليات العسكرية في أقصى ريف حماة الشمالي الغربي، وريف إدلب الجنوبي، إلى الوصول إلى الطريق المذكور، ووصله بالطريق الدولي حلب – حماه، علماً أن الطريقين يلتقيان في مدينة سراقب الاستراتجية جنوب شرق مدينة إدلب، والتي أعاد المسلحون السيطرة عليها فجر يوم الأربعاء، وقطعوا بذلك الطريق الدولي «M5». ولم تفلح محاولات الجيش السوري، منذ ليل الخميس – الجمعة، في استعادة السيطرة على المدينة؛ إذ انطلق عبر محورَي تل الشيخ منصور والدوير، من دون أن يحرز تقدّماً.
في غضون ذلك، وفي إطار الردّ التركي على مقتل الجنود الأتراك في بلدة بليون في ريف إدلب الجنوبي، قصفت المدفعية التركية نقاطاً ومواقع للجيش السوري في اللاذقية وحلب وإدلب. وطال القصف بلدتَي نبل والزهراء شمالي حلب، ومواقع للجيش في أرياف إدلب الجنوبية والشرقية. ونشرت وزارة الدفاع التركية مقطع فيديو يظهر، بحسبها، استهداف تلك المواقع، فيما اكتفت دمشق بتصريح لمصدر في وزارة الخارجية، قال فيه إن «الجيش لن يسمح للدول الغربية ووكلائها بتأبيد سيطرة الإرهابيين في سوريا». وأضاف المصدر أن الجيش «سيستمرّ في تنفيذ مهامّه المتمثلة في إنهاء الوجود الإرهابي في كلّ أنحاء سوريا». في هذا الوقت، برزت مساعٍ دبلوماسية روسية لتخفيف الاحتقان، وتجنّب أيّ صدام مباشر مع أنقرة، على رغم مشاركة القوات الروسية في غالبية عمليات القصف الجارية في إدلب. وكانت أرسلت موسكو، عقب اشتداد التطورات في إدلب، وفداً إلى أنقرة للاجتماع بالمسؤولين الأتراك. وأعلنت وزارة الخارجية التركية، أمس، أن تلك المحادثات انتهت، وأن «الوفد الروسي في الطريق إلى بلاده». وأشارت الوزارة إلى أن المسؤولين الأتراك أبلغوا الوفد الروسي «ضرورة تطبيق وقف دائم لإطلاق النار فوراً في إدلب»، و«ضرورة انسحاب قوات الحكومة السورية إلى الحدود المقرّرة في اتفاق خفض التصعيد المبرم عام 2018 بين تركيا وروسيا».
بوتين وإردوغان قد يلتقيان الأسبوع المقبل في موسكو
في غضون ذلك، أعلن الكرملين، أمس، على لسان المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف، أن «الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب إردوغان، قد يلتقيان الأسبوع المقبل في موسكو». وكان بيسكوف أعلن، في وقت سابق، أن بوتين بحث مع أعضاء مجلس الأمن الروسي الوضع في إدلب، مشيراً إلى أن «الجانب التركي لم يبلغنا بوجود العسكريين الأتراك في أماكن تجمّع الإرهابيين»، مضيفاً أن «الجنود الأتراك قتلوا خارج نطاق نقاط المراقبة». وجدّد القول إن «القوات التركية فشلت في السيطرة على أعداد كبيرة من المسلحين ومنع أعمالهم العدائية تجاه المواقع الروسية»، متابعاً أن روسيا «اتخذت جميع التدابير اللازمة لضمان أمن تركيا على طول الحدود السورية التركية». في المقابل، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ونظيره التركي، اتفقا في اتصال هاتفي على «ضرورة وقف النظام السوري وروسيا وإيران للهجمات في إدلب». وجدّد ترامب، في خلال الاتصال، «تأكيده دعم جهود تركيا لخفض التصعيد في شمال غرب سوريا وتجنب كارثة إنسانية». كذلك، أعلنت الرئاسة التركية أن أردوغان «أبلغ ترامب باستعداده لدفع الجيش السوري إلى المواقع المحدّدة في اتفاق سوتشي».
وعلى رغم مناشدة أنقرة حلفاءها في «حلف شمال الأطلسي» دعمها، فقد اكتفى «الحلف» بالتعبير عن تضامنه معها، من دون أن يقدّم تعهّدات بإجراءات جديدة للدفاع عن القوات التركية. وقال الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، إن «الحلفاء وافقوا على المحافظة على الإجراءات القائمة حالياً لتعزيز قدرات تركيا الدفاعية الجوية». بالتوازي مع ذلك، ردّت المفوضية الأوروبية على التهديدات التركية بفتح الحدود أمام اللاجئين السورييين للتدفق نحو أوروبا، بإعلانها أن الاتحاد يتوقّع من تركيا «احترام تعهّداتها الواردة في الاتفاق الهادف للحدّ من تدفق المهاجرين من سوريا»، وفق ما قال المتحدث باسم المفوضية بيتر ستانو . أما الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، فقد اعتبر أن وقف إطلاق النار في إدلب «هو الحاجة الأكثر إلحاحاً الآن قبل خروج الوضع عن السيطرة»، واصفاً استهداف القوات التركية بـ«أكثر اللحظات إثارة للقلق خلال فترة الصراع في سوريا». ومن المنتظر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً طارئاً لمناقشة التصعيد الأخير في سوريا، وفق ما ذكر دبلوماسيون.

فيديوات متعلقة



مقالات متعلقة

River to Sea Uprooted Palestinian   
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!

No comments:

Post a Comment