في ظلّ توالي انشغال العالم بجائحة كورونا التي تجتاح العالم لا سيما في الولايات المتحدة الأميركية التي تحوّلت فيها الجائحة الى أزمة سياسية لم تحل دون غياب او تغييب لبنان عن متابعة إدارة ترامب. هذه المتابعة التي لم تكن حباً للبنان ولا لشعبه إنما هي تأكيد على استهدافه أميركياً وإسرائيلياً بالتعاون مع مخبري البيت الابيض في بيروت وبعض مرتزقة السفارة الأميركية، والاستهداف يطال لبنان بكلّ مكوّناته التي ترفض الانصياع لتلك السياسات التي دمّرت اقتصاده نتيجة وجود طغمة سياسية عملت على مدى سنوات على تنفيذ سياسات البيت الأبيض.
وليس من باب المصادفة ان تأتي زيارة بومبيو إلأى الكيان الغاصب ولقاؤه نتنياهو بعد دعوة مجلس الأمن لتطبيق القرار 1559، الذي ينصّ على نزع سلاح (الجماعات المسلّحة) وعدم التورّط في النزاعات الخارجية، وهذا يعني الدعوة لتجريد المقاومة من سلاحها وفرض المزيد من الحصار على لبنان وسورية في ظلّ أزمة اقتصادية خانقة يعاني منها لبنان بعد تأزّم الوضع الاقتصادي. تزامن مدروس من حيث التوقيت في ممارسة المزيد من الضغوط الأميركية على لبنان ضغوطات اقتصادية تتمثل بالحصار الذي يقوده «الجنرال» رياض سلامة في معركة تدمير اقتصاد لبنان بعدما أبدع في التعاون مع الأميركيين في ملفات مالية عديدة لا سيما على مستوى المقاومة بعد إشادة الأميركيين بأدائه وتعاونه في تلك الملفات.
في ظلّ تلك الأزمات يصعّد صندوق النقد الدولي من شروطه ويرفع من وتيرتها مقابل الموافقة على إعطاء لبنان قرض في حال التزم لبنان بشروط صندوق النقد الدولي التي لا تحمل أية معايير اقتصادية او تنموية، إنما تحمل شروطاً أميركية «إسرائيلية» من أجل إرضاخ لبنان وتسليم سلاح المقاومة وتغيير مهمات القوات الدولية في ظلّ الحديث عن إغلاق المعابر الغير الشرعية بين لبنان وسورية، وهو خطوة أتت بالتزامن مع الحديث عن تطبيق القرار1701، لتحقيق ما عجز الصهيوني عن تحقيقه في عدوان تموز على لبنان عام 2006، أهداف أشار إليها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمته الأخيرة في ذكرى استشهاد القائد السيد مصطفى بدر الدين، محذراً من خطورة الطرح، ومؤكداً على انّ العدو يريد استهداف عناصر القوة في لبنان التي تصدّت للعدوان «الجيش والشعب والمقاومة». وعلى أساس ذلك فإنّ لبنان مقبل على أزمة كبيرة قد تصل الى حدّ الانفجار في ظلّ إصرار أميركي على المضيّ في معركة حصار المقاومة من خلال عدة جبهات. جبهة داخلية لبنانية سياسية بقيادة مرتزقة السفارة وجبهة اقتصادية يقودها «الجنرال» رياض سلامة الذي لا يزال يمعن في تدمير اقتصاد لبنان دون رادع أو محاسب لما يشكله من خط أحمر أميركي. وجبهة خارجية يقودها حلف الشرّ الثلاثي الأميركي الصهيوني السعودي. وإزاء ذلك فإنّ أيّ مغامرة قد يقدم عليها هذا الحلف ضدّ المقاومة في لبنان وسورية لن يكون ثمنها أقلّ من إشعال المنطقة بأسرها وفرض معادلات جديدة للمقاومة في ظلّ مواجهة كبيرة سيدفع ثمنها الكيان الصهيوني وداعميه من إدارة ترامب وتحالف الشر.
River to Sea Uprooted Palestinian
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!
No comments:
Post a Comment