تولى تامير باردو رئاسة جهاز الموساد الإسرائيلي بين العامين 2011-2016. ومن المعلوم أنّ كلّ من يعمل في مجال المخابرات، خاصة أولئك الذين يتولون مواقع قيادية مسؤولة، تبقى لهم صلات ويُكلّفون أحياناً بمهمات استثنائية تجعلهم على اطلاع دائم على بعض الخفايا والخبايا والخطط، ويكون لكلامهم في أيّ مسألة أبعاد ودلالات يجب أخذها في عين الاعتبار.
من هنا تأتي ضرورة قراءة ما ورد في الجزء الثاني من حديث تامير باردو لصحيفة «جيروزاليم بوست»، خاصة أنه تحدث مطوّلاً عن خطّة لم تُنشَر من قبل تهدف للقضاء على حزب الله عن طريق العقوبات التي يقودها تحالف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبعض العرب.
وفقاً لباردو، فإنّ إمكانية تقييد حزب الله بالعقوبات أسهل بعشر مرّات من تقييد إيران. وإذا فعلها الرئيس الأميركي سيكون للعقوبات تأثير كبير على المأزق النووي الإيراني.
لماذا وُصفت هذه الخطّة بـ «الثورية» وما هي آلية تنفيذها؟
يقول باردو في هذا الشأن، «لبنان هو الدولة الوحيدة في العالم التي لديها كيان أقوى من الجيش. حزب الله هو لبنان، إنه جزء من الحكومة ويشارك في جميع القرارات السياسية، هو منفصل عن الجيش، فجيشه ضخم ولديه الكثير من الخبرة القتالية التي لا ينبغي الاستخفاف بها. في حال تمّ فرض جوانب قليلة من العقوبات القاسية على لبنان، فسيكون ذلك أكثر فعاليّة من خوض حرب ضدّ حزب الله.»
ويتابع باردو قائلاً «خلال حرب لبنان الثانية عام 2006، كان هناك مفهوم عام بمهاجمة حزب الله فقط. أمّا الآن فهذا المبدأ عفا عليه الزمن.»
وذهب الرئيس السابق للموساد إلى أبعد من ذلك، مضيفاً: «لا يزال بإمكان إسرائيل شنّ حرب ضدّ حزب الله، لكنّ في الوقت الراهن، لهزيمته بالكامل سيتعيّن علينا غزو شمال لبنان بسبب صواريخه بعيدة المدى. وتشير التقديرات إلى أنّ إرسال قوّات بريّة إلى عمق شمال لبنان من المرجّح أن يؤدّي إلى ارتفاع معدّلات الخسائر في صفوف المدنيين وقوّات الجيش الإسرائيلي عمّا كان عليه خلال الحرب الأخيرة. بالإضافة إلى كلّ هذا، يُقال إنّ الجبهة الداخلية الإسرائيلية أصيبت بحوالي 130.000 صاروخ من حزب الله.»
كما تابع باردو «أصرّ على أنه يمكننا حلّ المشكلة اللبنانية بطرق مختلفة وأكثر ملاءمة. في حال أعلن ترامب فرض عقوبات على لبنان كما فعل ضدّ إيران، فلا يمكن الاقتصاد اللبناني الصمود أكثر من ثلاثة إلى أربعة أشهر، لبنان ليس إيران، هو دولة صغيرة تعتمد على الغرب والدول السنيّة المعتدلة. إنّ هذه الاستراتيجية يمكن أن تغيّر قواعد اللعبة، في حال دمجت بين قدرة ترامب مع فرنسا ودعم دول الخليج المعتدلة لأن لها مصالح مشتركة في تحييد حزب الله في اليمن ومناطق أخرى».
ويردف باردو: «أعتقد أنه من المؤسف للغاية أنّ هذه الاستراتيجية لم يتمّ تنفيذها لأن من الأسهل بكثير على الدول الأخرى أن تترك إسرائيل تواجه وحدها حزب الله. فهم لا يأخذون بالاعتبار دخول إيران إلى سورية من خلال حزب الله وتورّطه مع الميليشيات الشيعية العراقية.»
يضيف باردو «أنّ العقوبات ستضرّ، على المدى القصير، بالسنّة والمسيحيين في لبنان، لكن الضرر سيكون أقلّ كلفة من نشوب حرب بين إسرائيل وحزب الله».
River to Sea Uprooted Palestinian
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!
No comments:
Post a Comment