Pages

Friday, 2 October 2020

صفعتا سيد المقاومة لكلّ من نتنياهو وماكرون…


حسن حردان

وجه أمين عام حزب الله المقاوم سماحة السيد حسن نصرالله، خلال كلمته أمس الأول، صفعتان لكلّ من رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون… ومن خلالهما الى كلّ خدّامهما في لبنان والمنطقة، المراهنين على النيل من المقاومة وسلاحها… وكان لهاتين الصفعتين أثرهما المدوي إسرائيلياً وفرنسياً، لأنهما كشفتا عدم صدقيتهما في اتهاماتهما لحزب الله المقاوم…

الصفعة الأولى، عندما تصدّى سماحة السيد، نيابة عن اللبنانيين، للإهانات التي وجّهها ماكرون لهم… وأدان تصرّفه كوصيّ على لبنان، وكأنّ ماكرون يحلم انّ لبنان لا يزال خاضعاً لاحتلاله واستعماره.. ومن حقه التطاول على الكرامة الوطنية للبنانيين وتوجيه الاتهامات بالخيانة يميناً وشمالاً وشمول كلّ القوى والاحزاب وعموم الطبقة السياسية بالفساد من دون تمييز، منصّباً نفسه قاضياً ومدّعياً عاماً… في حين من المعروف انّ من رعى وشجع على الفساد واشترك مع الفاسدين في عقد الصفقات ونهب المال العام إنما هو الغرب من خلال تحالفه مع الفريق الموالي له في لبنان، والذي حكم البلاد منذ عام ١٩٩٣ ويتحمّل المسؤولية الأولى عن إشاعة الفساد ونهب المال العام من خلال شلّ دور هيئات الرقابة والمحاسبة والعمل على إجراء المناقصات بالتراضي وتكبير كلف المشاريع… كما وجه سماحة السيد صفعة قوية لماكرون عندما فنّد اتهاماته لحزب الله وحركة أمل ورئيس الجمهورية بالمسؤولية عن تعطيل تشكيل الحكومة وعدم الالتزام بما تعهّدوا به خلال اجتماع قصر الصنوبر في بيروت… وكشف أنّ بنود المبادرة الفرنسية لم تأت على أيّ ذكر للمداورة أو من يسمّي الوزراء ويوزع الحقائب في الحكومة، أو عدد الوزراء في الحكومة، وهو ما اعترف به الفرنسي في اللقاءات الثنائية مع ممثل حزب الله…

الصفعة الثانية، فقد تجسّدت في نجاح قائد المقاومة سماحة السيد حسن نصرالله مرة جديدة في توجيه ضربة قوية إلى رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو واستطراداً إلى أجهزة الأمن الصهيونية، تماثل الصفعة التي وجهت للقوة الصهيونية عندما ضربت المقاومة الطراد الصهيوني «ساعر» بصاروخ أصابه إصابة مباشرة أمام ساحل بيروت أثناء حرب تموز 2006. حيث كان السيد نصرالله يلقى كلمة على الهواء مباشرة وقال خلالها انظروا إليها تحترق… في إشارة إلى لحظة ضرب «ساعر»…

على أنّ الصفعة الجديدة كانت إعلامية ونفسية وسياسية ومعنوية في آن، وتمّت عندما نجح سيد المقاومة في ضبط نتنياهو متلبّساً بالكذب من أعلى منبر أممي وهو يدّعي، عبر خريطة، أنً هناك مخزناً لصواريخ حزب الله في منطقة الجناج في بيروت قرب محطة لتعبئة الغاز وسط حي سكني يهدّد بحصول انفجار جديد على غرار انفجار مرفأ بيروت، حيث أعطى السيد توجيهاته عاجلة لمكتب العلاقات الإعلامية في حزب الله لدعوة وسائل الإعلام اللبناني والعربي والأجنبي إلى زيارة سريعة للمكان الذي تحدث عنه نتنياهو للتأكد من حقيقة ما يدّعيه، وكشف كذبه أمام العالم والرأي العام اللبناني، وهو ما حصل فكانت الصفعة التي تلقاها نتنياهو مدوية جداً وتشكل سقوطا له، ولأهداف الحرب الناعمة الصهيونية التي تشنّ ضدّ المقاومة منذ انتصارها التاريخي عام ألفين، بهدف الإساءة إلى صورتها وسمعتها، وإجهاض انتصارها والالتفاف اللبناني والعربي والإسلامي من حولها، وذلك عبر محاولة تصوير سلاح المقاومة بأنه بات يشكل خطراً على اللبنانيين ويستخدم لفرض سيطرة حزب الله على السلطة…

إنّ سقوط أهداف هذه الحملة الصهيونية يشكل أيضاً ضربة موجعة للحملة التي تشنّها كلّ من واشنطن وباريس ضدّ سلاح المقاومة تحت ذات الهدف الصهيوني… كما يشكل أيضاً ضربة موجعة جديدة لأجهزة الاستخبارات الصهيونية التي زوّدت نتنياهو بهذه المعلومات التي اتضح أنها كاذبة، فيما اضطرت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى ابتلاع ألسنتها، والتزام الصمت لا تعرف ماذا تقول إزاء هذه الفضيحة التي ضبط فيها نتنياهو متلبّساً، في حين ارتدّ خنجر نتنياهو المسموم الذي أراد توجيه إلى المقاومة، إلى صدره… وبالتالي فشل في تصدير أزمته، ومحاولة تسجيل هدف قاتل في مرمى المقاومة يندرج في سياق الحرب المسمومة الصهيونية للنيل من صورة وسمعة المقاومة الناصعة، ومن سلاحها، عبر الزعم بأنه خطر على اللبنانيين ويشكل رعباً لهم وأنّ هذا السلاح يخزّن بين الأحياء السكنية ويهدّد بانفجار ثان على غرار انفجار مرفأ بيروت، في محاولة خبيثة تلتقي مع أعداء المقاومة في الداخل اللبناني الذين يراهنون في ان تؤدّي حملة التحريض. والافتراء ضدّ المقاومة إلى تأليب اللبنانيين ضدّها… لكن انكشاف الكذبة كان صدمة قوية لكلّ أعداء المقاومة الذين ارتبكوا بعدما أوقعهم نتنياهو في الفخّ الذي حاول نصبه للمقاومة لإيقاعها فيه.. لكن الرياح جاءت بغير ما تشتهي سفن نتنياهو، لأنه لا يعرف ماهية المقاومة وطبيعة قيادتها التي هي أحرص ما يكون على شعبها، وهي التي حرّرت الأرض وحمت ولا تزال تحمي لبنان واللبنانيين من العدوانية والأطماع الصهيونية من خلال فرض وتكريس معادلات الردع في الصراع مع العدو، فتحوّل سلاحها الرادع إلى سلاح يرعب ويقلق قادة العدو وجيشهم المحتلّ ويشلّ قدرتهم على العدوان، كما حمت المقاومة اللبنانيين من الإرهابيين التكفيريين وقدمت ولا تزال الشهداء على هذا الطريق.. ولذلك كلّ من يحاول الإيقاع بالمقاومة من الناحية الأخلاقية سرعان ما يقع في شرور أعماله..

River to Sea Uprooted Palestinian   
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!

No comments:

Post a Comment