Pages

Friday, 1 January 2021

Morocco in the Midst of Western Sahara Storms After Normalization,المغرب في مهب عواصف صحراوية بعد التطبيع

 **Please scroll down for the English version**

المغرب في مهب عواصف صحراوية بعد التطبيع

عمرو علان - Amro 🇵🇸 (@amrobilal77) | Twitter

عمرو علان جريدة الأخبار  الأربعاء 30 كانون الأول 2020

لا يستطيع المرء إلّا أن يتعجّب من مدى قصر نظر الحكم المغربي في إقدامه على خطوته المشينة الأخيرة في التطبيع مع الكيان الصهيوني، التي يصحّ فيها وفي نظيراتها بحق وصف اتفاقيات التتبيع بالكيان الصهيوني، بحسب تعبير أحدهم. فربط الحكم المغربي هذه الفعلة بالاعتراف الأميركي بسيادة المغرب على الصحراء الغربية يضيف إلى هذه الخطوة محاذير من الناحية الاستراتيجية، تضاف إلى المحاذير التقليدية لأي تعامل مع الكيان الغاصب كما سنجادل.

في البدء، إنّ كلّ اعتراف بالكيان الصهيوني يعدّ خيانة بالمطلق لمبادئ العقيدة والثوابت القومية، بغضّ النظر عن أيّ مبرّرات واهمة أو أيّ مكاسب تكتيكية قصيرة الأمد يفرح بها المطبّعون أو بالأحرى المُستتبَعون، ولا سيما في هذه المرحلة التي يعلن فيها الكيان الغاصب ضمّ القدس وأراضي الضفة الغربية. فكل اعتراف بالكيان الصهيوني في هذه المرحلة ينطوي على تنازل عن القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين، ولا تنفع معه تبريرات من قبيل كون الاعتراف بالكيان الصهيوني جاء في سياق ما يسمّى حلّ الدولتين المرفوض أصلاً، حيث من القصور توصيف الصراع العربي الصهيوني على أنه صراع على بقعة جغرافية، بل هو صراع مع كيان استيطاني واحتلالي وظيفي. ويشكّل هذا الكيان قاعدة متقدّمة زرعها الاستعمار القديم كامتداد له في قلب الأمة العربية والإسلامية يجب اجتثاثها، فلا وظيفة لهذا الكيان سوى إطالة زمن الهيمنة الإمبريالية على شعوب منطقتنا. وأما في حالة المغرب، فنجد أنّ هذا الاعتراف قد أضاف إلى كلّ هذه المحاذير العقدية والقومية والوطنية احتمالات دخوله في مرحلة اضطرابات عبر تجدد النزاع العسكري مع سكان الصحراء الغربية وجبهة البوليساريو.
نشأت قضية الصحراء الغربية مع انتهاء الاستعمار الإسباني لتلك المنطقة في عام 1975، الذي ترك منطقة الصحراء الغربية مقسّمة بين دولتي المغرب وموريتانيا. وبعد انسحاب موريتانيا من المناطق التي كانت تسيطر عليها في الصحراء الغربية، وبعد الإعلان عن الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية في عام 1976، استمر النزاع المسلّح حول منطقة الصحراء بين جبهة البوليساريو المطالبة بالاستقلال والمغرب على تلك المنطقة إلى عام 1991، حين قرّرت جبهة البوليساريو وقف العمليات العسكرية ضد الجيش المغربي، وصدر القرار الأممي الرقم 690 بشأن قضية الصحراء الغربية الذي نص في مضمونه على إجراء استفتاء لحسم هذه القضية، إما باستقلال الصحراء أو بانضمامها إلى المغرب. ولقد تباينت مواقف الأحزاب والقوى العربية بشأن قضية الصحراء، منذ نشأتها، بين مؤيّد لحق سكّان المنطقة الصحراوية في الاستقلال وتقرير مصيرهم، ولا سيما في ظِلّ حكم المغرب الملكي الذي يعدّ رجعياً ومتخاذلاً من الناحية الوطنية، وبين معارض للمزيد من التقسيم في الأقطار العربية بغض النظر عن طبيعة حكم هذه الأقطار. أما اليوم، وبعد مقايضة المغرب لتطبيعها مع الكيان الصهيوني بفرض سيادتها على الصحراء الغربية، فيُعتقَد أن يكون لهذا انعكاس على مواقف بعض القوى العربية من قضية الصحراء لجهة تأييدها لاستقلال منطقة الصحراء عن النظام المطبّع، وإعطاء جبهة البوليساريو المزيد من المشروعية الشعبية في قتالها من أجل الاستقلال، إضافة إلى أن الاعتراف الأميركي المسموم بسيادة المغرب على منطقة الصحراء الغربية، وتجاهله للقرار الأممي الرقم 690 والوصول لحل لهذه القضية الشائكة عبر الاستفتاء يفتح الباب أمام احتمالية انهيار وقف إطلاق النار الهش بين جبهة البوليساريو والمغرب. فهذا الاعتراف الخبيث وغير المسؤول يحشر جبهة البوليساريو في الزاوية من جهة تعويلها على قرارات الأمم المتحدة من أجل التوصل لحلّ عادل لقضية سكان منطقة الصحراء، ويضع منطقة المغرب العربي بعمومها أمام احتمالات تجدد دوامة العنف والصدام العسكري، سيما أن الاعتراف الأميركي لم يأخذ في الحسبان مواقف الدول المعنية بالأمر، من الجزائر وموريتانيا. وبهذا تكون أميركا كعادتها قد صبّت الزيت على النار في بؤر التوتر في وطننا العربي، ويجد المرء نفسه مضطراً إلى موافقة مستشار الأمن القومي الأميركي السابق جون بولتون في ما ذهب إليه في مقاله الأخير في مجلة «فورن بوليسي» الأميركية بهذا الشأن، حيث وصف قرار إدارة الرئيس دونالد ترامب، الذي ستنتهي ولايته قريباً، بالاعتراف بسيادة المغرب على منطقة الصحراء الغربية بالقرار الأهوج الذي يهدّد الاستقرار في منطقة المغرب العربي بعمومه. لا نودّ تحديد موقف من قضية استقلال الصحراء الغربية في هذا المقال، لكن إذا تبنّينا جدلاً الموقف المغربي من هذه القضية الذي يعد منطقة الصحراء الغربية جزءاً من الأرض المغربية، فيمكن وصف ما فعله الحكم المغربي بأنه قد اعترف بما لا يملك لمن لا يستحق، مقابل اعتراف من لا يملك له بما يستحق.

بهذا، نجد أنّ قرار الحكم المغربي بإخراج علاقاته السرية المشبوهة مع الكيان الصهيوني إلى العلن وبشكل رسمي، وانضمامه إلى قافلة الانبطاح أمام العدو الصهيوني، لن يعود عليه إلا بخسائر استراتيجية، سواء أكان في الداخل المغربي حيث يضع الحكم في مواجهة شعبه المغربي الأصيل الذي يرفض كلّ أشكال التعامل مع عدو الأمة الأول كسائر شعوب وطننا العربي والإسلامي، أم من ناحية كونه يرفع من احتمالات تفاقم التوترات ذات الطبيعة المزمنة على الحدود الجنوبية للمملكة المغربية، وهذا بالطبيعة ستكون له انعكاسات سيئة على سائر دول المغرب العربي.
ولا ننسى ختاماً الإشارة إلى أنّ كلّ ما قدّمته الإدارة الأميركية الحالية في هذه المرحلة كمقابل لتطبيع الحكم المغربي مع كيان الاحتلال، لا يعدو كونه إعلان اعتراف بسيادة المغرب على أراضي منطقة الصحراء الغربية. وهذا الإعلان لا يُلزِم الإدارة الأميركية المقبلة ويمكنها التنصّل منه. فبأيّ أثمان بخسة ومسمومة يتقاطر جزء من النظام العربي المتهالك على بيع الثوابت الإسلامية والقومية والوطنية في أسواق نخاسة الأعداء؟ وبالتأكيد لا نستثني السلطة الفلسطينية من هذا، فهي باتت أسوأ من تلك الأنظمة العربية المتهالكة في الشكل والمضمون.

** كاتب فلسطيني وباحث سياسي

Morocco in the Midst of Western Sahara Storms After Normalization

By Amro Allan 

First published in Arabic on Al-Akhbar newspaper Wed. 30 December 2020

The short-sightedness of the Moroccan government in its recent shameful agreement to normalize and establish diplomatic relations with the Zionist Entity called ‘Israel’ is truly puzzling. The Moroccan government stated that this agreement was the result of a deal with the current U.S. administration, where the U.S. recognizes Moroccan sovereignty over Western Sahara. But this exchange adds additional strategic dangers to the usual perils presented by all normalization agreements with the Zionist Entity, as this article will argue. 

First and foremost, any recognition of the Zionist Entity is an absolute betrayal of Arab rights and national principles, regardless of any flawed justifications or any short-term tactical gains that the normalizers rejoice in. This is more so after recent developments, where the occupation declared the annexation of Jerusalem and the West Bank. It is apparent that normalizing relations with ‘Israel’ at this stage means acceptance of this annexation and abandoning the Christian and Islamic Holy places in Palestine. Any attempt to justify such steps towards normalization with ‘Israel’ must be firmly rejected – justifications such as that those normalization agreements are in the context of the two-state solution, which is a non-solution in the first place. 

The issue of Western Sahara is a remnant of the Spanish colonization of that region. After the end of Spanish colonization with the death of Francisco Franco in 1975, the Western Sahara region was divided between Morocco and Mauritania. Then, after Mauritania withdrew from the areas it controlled of Western Sahara, and the declaration of the Sahrawi Arab Democratic Republic in 1976, the armed conflict over the Sahara region between the Polisario Front for Independence and Morocco in that region continued. In 1991, the Polisario Front suspended military operations against Morocco, in return for a referendum on the future of Western Sahara status under the observation of the UN in accordance with UNSC resolution 690.

Since the inception of the Western Sahara issue, the positions of Arab political parties and Arab people in general has fallen into two main camps: those who support the right of the Sahrawi people to independence and self-determination, and who in their majority regard the Moroccan monarchy as autocratic and regressive; and those who are opposed to further partition of Arab countries regardless of the nature of the rule of these countries. However, after Morocco traded recognition of ‘Israel’ for the U.S. proclamation to recognize Moroccan sovereignty over Western Sahara, it is believed that this may cast a further shadow over the legitimacy of Moroccan claims in Western Sahara in the eyes of many Arabs, while simultaneously giving more credence to the Polisario Front’s war of independence. Moreover, the poisoned U.S. proclamation in violation of international law and UNSC Resolution 690, will diminish the Sahrawi people’s hope of ever having the referendum on the future status of Western Sahara which they were promised by the UNSC. This will likely force the Polisario Front into a corner; and will lead them to question the international community’s commitment to reach a just solution to their cause. All this opens the door wide to the possibility of the collapse of the tenuous Polisario-Morocco ceasefire. The ramifications of this déjà vu situation are dire, as this will most likely spiral the whole region into instability, especially when the US proclamation on the thorny Western Sahara issue ignored the other regional countries positions on this matter, namely Algeria and Mauritania. And one finds himself here begrudgingly agreeing with the former U.S. national security advisor John Bolton, when he argued in his article published in the Foreign Policy Magazine ‘Biden Must Reverse Course on Western Sahara’, that the U.S. proclamation may negatively affect that fragile region. Thus, one finds that the US did what it does best, namely fueling unrest in the Arab region to appease the Zionist Entity.

The aim of this article is not to take a stance on the Western Sahara conflict, but one way of viewing what Morocco did by recognizing the Zionist’s sovereignty over historical Palestine in exchange for U.S. recognition of Moroccan sovereignty over Western Sahara, is tantamount to Morocco giving what is not theirs to give, in exchange for the U.S. giving them what is not for the U.S. to give. 

Arabs will continue to regard ‘Israel’ as illegitimate, the liberation of Palestine as one of their cornerstone principles, and in that the Moroccan people are no exception. Hence, the Moroccan government’s treacherous decision to normalize relations with the Zionist Entity will only cause Morocco to suffer strategic losses in the long run, be it driving a wedge between the government and its people on the internal front, or by stirring up a dormant conflict on Morocco’s southern borders with the Polisario Front and the Sahrawi people.

** Palestinian writer and political researcher

River to Sea Uprooted Palestinian   
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!

No comments:

Post a Comment