Pages

Thursday, 1 July 2021

سلاح الكلمة The weapon of the word.

**Please scroll down for the English Machine translation**

سلاح الكلمة

Visual search query image

29/06/2021

بثينة شعبان 

المصدر: الميادين نت

استمرّ الغرب بتطوير نهجه بالاهتمام بالكلمة إلى جانب الطلقة، فكانت الحرب الإعلاميّة لا تقلّ أهميّة عن السلاح المستخدم في الحروب.


Visual search query image
إنّ الكلمة في هذا الصراع هي من أمضى الأسلحة، كما أن المثقفين والمفكرين والكتّاب المؤمنين بقضاياهم جنود أساسيون.

متى سيدرك العرب أنَّ أهمية أيّ حدث تقاس بديمومة نتائجه وآثاره والقدرة على التأثير في الواقع من خلال هذه النتائج؟ ومتى سيكفّون عن التهليل والترويج، ويبدأون بتكريس الوقت والجهد لمراجعات حقيقية معمّقة وشاملة، تعزّز الصواب وتصحّح الأخطاء، لمنع الوقوع فيها مرة أخرى وتكرارها؟ 

من يتفكَّر في التاريخ الحديث للسياسات الغربية في المنطقة والعالم، لا بد من أن يصل إلى استنتاج مفاده أنهم يستفيدون من كلّ تجربة يخوضونها، ويتخذون القرارات التي تجنّبهم الوقوع في الأخطاء ذاتها مرة أخرى، وتمكّنهم من تحسين أدائهم في المرات القادمة. 

على سبيل المثال لا الحصر، اكتشفت الولايات المتحدة إبان حربها على فيتنام أنَّ الإعلام الحرّ في حينه أدى دوراً مهماً في صناعة الرأي العام الأميركي والعالمي لمصلحة فيتنام وإيصال حقيقة جرائم العدوان الأميركي فيها إلى معظم البشر؛ فقامت بعد ذلك بتغييرات جذرية في البنى الإعلامية، من الملكية إلى المواضيع والأسلوب، وحتى إلى اللغة والجمل والصياغة، بحيث لم نشهد أيّ صرخة إعلامية حين احتلَّت الولايات المتحدة العراق في العام 2003 لأسباب واهية، بل قامت في هذه الحرب بتطوير سيطرتها الإعلامية، ليصبح الإعلام المسموح به هو الإعلام المرافق للقوات فقط، بحيث يحتاج أي خبر إعلامي لموافقة القائد العسكري الأميركي في العراق. 

وقد استمرّ الغرب بتطوير نهجه بالاهتمام بالكلمة إلى جانب الطلقة، فكانت الحرب الإعلاميّة المضلّلة التي شنّها لتبرير قصف ليبيا، والعدوان على سوريا من خلال أدواته الإرهابية، والترويج للحرب على شعب اليمن، وهو ما لا يقلّ أهميّة عن السلاح المستخدم في هذه الحروب. 

ولهذا كله، توقف الغرب وقفة مهمة، إذ تمكن الشباب الفلسطيني والعربي وأحرار العالم من كسر الاحتكار الغربي للإعلام خلال الهبّة الفلسطينية المباركة، واستخدموا الإعلام الجديد لإيصال حقيقة ما يجري إلى أرجاء الأرض، وكشف كذب الصهيونية والوسائل الإعلامية المماثلة لها، والتي اعتادت أن تكون الوحيدة التي توصل النسخة التي تريد عن الأحداث إلى عقول الشعوب وقلوبهم في البلدان الغربية، بحيث أصبح دعم هذه الشعوب لجرائم الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين أمراً مسلماً به لا يجرؤ أحد على تحديه.

حين خرج مئات الآلاف في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وكندا وأستراليا يحملون الأعلام الفلسطينية، ويعبرون عن دعمهم للحق الفلسطيني ولشعب فلسطين في أرضه ودياره، دقّ ناقوس الخطر لديهم بأن إحدى أهم أدواتهم، وهي “التضليل الإعلامي”، تتعرّض لتحدٍّ غير مسبوق من قِبل من فَهِم الآلية وقرر أن يستخدمها لمصلحته حقوقه.

من هنا، يجب أن نقرأ أيضاً قرار السلطات الأميركية حجب مواقع قنوات “العالم” و”المسيرة” و”اللؤلؤة” و”فلسطين اليوم” و”نبأ” و”الكوثر” على الإنترنت، لأنَّ هذه القنوات هي قنوات مقاومة، وهي توضح الوقائع لجمهور المقاومة كي لا يكون ضحيّة للتضليل الإعلامي الغربي. لقد وصل قلق الولايات المتحدة إلى أنها اتخذت قرارات قضائية، واستولت على 33 موقعاً يستخدمها اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية، و3 مواقع إلكترونية يستخدمها “حزب الله”.

وفي الوقت الذي يُعتبر هذا العمل تقييداً صارخاً لحرية التعبير، وعملاً شائناً لكمِّ الأفواه غير المنسجمة مع الإرادة الأميركية، فإنّ هذا العمل يعبّر عن مدى القلق الذي يشعر به أصحاب القرار في الولايات المتحدة، وفي الغرب عموماً، من اتساع مساحة الفهم الحقيقي لما يقومون به من جرائم بحق الإنسانية، ودور الشبكات الإعلامية المقاومة والإعلام الجديد في إرساء أسس هذا الفهم المستحدث إلى حدّ ما. 

كما يتزامن ذلك مع إعلاء صوت الإعلام الرسمي والخاص في الصين وروسيا، وتصدّي القيادات الصينية والروسية لكلّ تصريح ينطلق من الغرب، وتقديم الجواب المناسب له، وضمان نشر هذا الجواب في الفضاء الإعلامي الغربي. هذا كلّه يعتبر جزءاً لا يتجزّأ من تشكّل العالم المتعدّد الأقطاب، والوعي بأهمية امتلاك الشرق لصوته وأدواته، وأن لا يصل هذا الصوت إلى الدول المستضعفة فحسب، وإنما إلى الدول التي تمتلك أدوات التضليل والهيمنة وتشغّلها أيضاً.

وفي هذا الإطار، إنّ تصفية المقاوم العربي الشريف نزار بنات، والذي استخدم الكلمة والفكر سلاحاً ضدّ العدوان والمعتدين، تعتبر سابقة خطيرة ومشؤومة في أعقاب الهبّة الفلسطينية والمنجزات التي تتحقّق ببطء، ولكن باستمرار، من حيث إنارة درب الناس بالكلمة الصادقة المعبّرة عن الواقع، بعيداً عن النفاق الغربي وتلاعبه بالحقائق والوقائع والأسلوب والجملة والكلمة.

إنّ أكثر ما تأثّرتُ به لخسارة الشهيد نزار بنات هو ما قالته والدته المكلومة: “أعطوا الحرية للمثقفين؛ فنزار كان موسوعة، وحرام أن يموت هكذا”. في هذه الجمل، عبّرت هذه السيدة المقاومة، والتي ربّت نزار على المقاومة، عن حرصها على القضية وعلى فلسطين، رغم خسارتها الشخصيَّة لابنها، لكنها اعتبرته خسارة لفلسطين وللقضية، لأنه كان موسوعة.

 كم هي نبيلة أولاً! وكم هي محقّة ثانياً! لأنهم في الحرب على امتلاك الصوت، يريدون تصفية الأصوات الحرّة والمنتمية في كلّ مكان، كما فعلوا دائماً، من ناجي العلي، إلى غسان كنفاني، إلى مئات الشباب المثقف المقاوم، وفي الوقت ذاته يحجبون المواقع ووسائل الإعلام.

لقد لفت نظري في مؤتمر الأمن الدولي الذي عُقد في سانت بطرسبرغ منذ أيام أنّ وزير خارجية الجزائر شكر روسيا على دعم سوريا في مكافحة الإرهاب. وفي المؤتمر ذاته، حذّر الرئيس بوتين من أنّ النظام العالمي يتمّ تقويضه، وأنّ محاولات البعض لتحقيق مصالحهم وتعزيز أمنهم على حساب أمن الآخرين مستمرةٌّ من دون رادع، بينما أكّد أنّ روسيا تحاول توسيع قاعدة التعاون الخلّاق بين الدول على أسس متساوية وبالوسائل السّياسية والدبلوماسيّة. وفي الأمم المتحدة، أكّد مندوب الصين، في وجه المحاولات الغربية لفرض فتح المعابر إلى سوريا، أنّ “تحسين الوضع الإنساني في سوريا يتطلّب جهوداً عالمية مشتركة ونهجاً شاملاً”.

إذاً، اليوم في المنطقة والعالم، وصلنا إلى نقطة يشعر فيها الغرب بأنّه يكاد يفقد سيطرته وهيمنته على منابع الثروات العربية التي ينهبها، من خلال قمع شعوبنا وتصدير أدواته الإرهابية، وهو يتحسّس بداية خلل في احتكاره التاريخي لإيصال الصورة التي يريد إلى أذهان الشعوب. 

من ناحية أخرى، هناك يقظة صينية – روسية – إيرانية – فنزويلية – سورية – فلسطينية – جزائرية، تشمل عدداً كبيراً من دول العالم، ضاقت ذرعاً بالهيمنة الغربية، وقرّرت اجتراح الأساليب والسبل لإيصال صوتها إلى مبتغاه. نحن في مرحلة قلق شديد لدى القطب الواحد من فقدان هيمنته، وإدراك متسارع للأقطاب الأخرى بقدرتهم المؤكدة على بناء عالم جديد على أساس المصير المشترك والكرامة المتساوية لبني البشر. 

إنّ الكلمة في هذا الصراع هي من أمضى الأسلحة، كما أن المثقفين والمفكرين والكتّاب المؤمنين بقضاياهم جنود أساسيون. علينا جميعاً الانتباه إلى محاولات الفتك بهم أو تشويه ما يكتبون وما يقولون لمصلحة القوى المعادية، فالعملاء المأجورون اليوم يعملون في الداخل والخارج، وقد يكون عملاء الداخل أكثر قدرة على إلحاق الأضرار بقضايانا. لا وجهات نظر في مسألة الحقّ والباطل، ولا وجهة نظر بين الانتماء والخيانة. المرحلة مرحلة حسم ووضوح وشجاعة على تسمية الأشياء والأشخاص بمسمّياتها، وعلى تأبّط الصبر والمثابرة والإيمان بالانتصار زاداً مستمرّاً لكلّ الشرفاء المؤمنين بقضايا شعوبنا المحقّة والعادلة. فلنُعِد للّغة مكانتها، وللكلمة المقاومة مكانها المشرّف، وللمثقفين المقاومين الدعم والاحترام والتقدير والمؤازرة في مهمتهم التاريخية النبيلة.


The weapon of the word.

The West continued to develop its approach to taking care of the word alongside the shot, and the media war was as important as the weapon used in the wars.

Visual search query image
The word in this conflict is the one who has spent the weapons, and intellectuals, intellectuals and writers who believe in their causes are essential soldiers.

When will The Arabs realize that the importance of any event is measured by the permanence of its consequences and its effects and the ability to actually influence through these results? When will they stop cheering and promoting, and start devoting time and effort to real, in-depth and comprehensive reviews that promote right and correct mistakes, to prevent them from falling back and repeating them?

Those who reflect on the recent history of Western politics in the region and the world must come to the conclusion that they benefit from every experience they experience, make decisions that avoid making the same mistakes again, and enable them to improve their performance in the coming times.

To name a few, during its war on Vietnam, the United States discovered that free media at the time played an important role in making American and global public opinion in Vietnam’s interest and communicating the truth about the crimes of American aggression to most people; The war is developing its media control, so that the permitted media is only the media accompanying the forces, so that any media news needs the approval of the U.S. military commander in Iraq.

The West has continued to develop its approach to taking care of the word alongside the shot, and the misguided media war it has waged to justify the bombing of Libya, the aggression against Syria through its terrorist tools, and the promotion of war against the people of Yemen, which is as important as the weapon used in these wars.

For all this, the West stopped an important pause, as the Palestinian and Arab youth and the free world were able to break the Western monopoly of the media during the blessed Palestinian gift, and used the new media to convey the truth of what is going on all over the earth, and uncovered the lies of Zionism and similar media, which used to be the only one that brought the version of events to the minds and hearts of the peoples in western countries, so that their support for the crimes of the Zionist entity against the Palestinians became taken for granted by no one dares to Challenged.

When hundreds of thousands of people in the United States, Britain, France, Canada and Australia came out carrying Palestinian flags and expressing their support for the Palestinian right and the people of Palestine in their land and homes, they sounded the alarm that one of their most important tools, “disinformation,” was subjected to an unprecedented challenge from understanding the mechanism and decided to use it for its own benefit.

Hence, we should also read the decision of the U.S. authorities to block the sites of the channels “Al-Alam”, “March”, “Pearl”, “Palestine Today”, “Akhbar” and “Kawtar” on the Internet, because these channels are channels of resistance, and they clarify the facts to the audience of resistance so as not to be a victim of Western media misinformation. The United States is concerned that it has taken judicial decisions, seizing 33 sites used by the Islamic Radio and Television Union and three websites used by Hezbollah.

While this action is a blatant restriction of freedom of expression, and an outrageous act of unconscionable mouths with American will, this action reflects the extent to which decision makers in the United States, and in the West in general, feel about the breadth of real understanding of their crimes against humanity, and the role of resistance media networks and the new media in laying the foundations for this fairly new understanding.

This also coincides with the raising of the voice of the official and private media in China and Russia, the response of Chinese and Russian leaders to every statement emanating from the West, providing the appropriate answer to it, and ensuring that this answer is published in the Western media space. All of this is an integral part of the multipolar world, and awareness of the importance of the East having its voice and tools, and reaching not only vulnerable States, but also states that possess and occupy disinformation and hegemony.

In this context, the liquidation of the Arab resistance, The Honorable Nizar Banat, who used the word and thought as a weapon against aggression and aggressors, is a dangerous and ominous precedent in the wake of the Palestinian donation and the achievements that are being achieved slowly, but constantly, in terms of lighting the path of the people with a sincere word expressing reality, away from Western hypocrisy and manipulating facts, facts, methods, sentences and words.

What was most affected by the loss of martyr Nizar Banat was what his grieving mother said: “Give freedom to intellectuals; Nizar was an encyclopedia, and he must die like this.” In these sentences, this resistance lady, who raised Nizar on the resistance, expressed her concern for the cause and Palestine, despite her personal loss of her son, but considered it a loss for Palestine and for the cause, because it was an encyclopedia.

How noble she is first! And how right she is again! Because in the war on the possession of sound, they want to filter free and belonging voices everywhere, as they have always done, from Naji al-Ali to Ghassan Kanafani, to hundreds of educated resistance youth, while blocking websites and the media.

I was struck at the International Security Conference held in St. Petersburg a few days ago that the Algerian Foreign Minister thanked Russia for supporting Syria in the fight against terrorism. At the same conference, President Putin warned that the world order was being undermined, that attempts by some to achieve their interests and enhance their security at the expense of the security of others continued unchecked, while stressing that Russia was trying to expand the base of creative cooperation between states on an equal basis and by political and diplomatic means. At the United Nations, in the face of Western attempts to force the opening of crossings into Syria, the Chinese representative stressed that “improving the humanitarian situation in Syria requires joint global efforts and a comprehensive approach.”

So, today in the region and the world, we have reached a point where the West feels that it is almost losing control and dominance over the sources of Arab wealth that it plunders, by suppressing our peoples and exporting its terrorist tools, and is feeling the beginning of a flaw in its historical monopoly to convey the image it wants to the minds of peoples.

On the other hand, there is a Sino-Russian-Iranian-Venezuelan-Syrian-Palestinian-Algerian vigilance, which includes a large number of countries in the world, fed up with Western hegemony, and has decided to go through the methods and ways to get its voice to its goal. We are in a period of great concern among the pole of the loss of its dominance, and an accelerated realization of other poles of their proven ability to build a new world on the basis of common destiny and equal dignity for human beings.

The word in this conflict is the one who has spent the weapons, and intellectuals, intellectuals and writers who believe in their causes are essential soldiers. We should all pay attention to attempts to kill them or distort what they write and what they say for the benefit of hostile forces, as the paid agents today work at home and abroad, and agents at home may be better able to harm our causes. No views on the question of right and wrong, nor a view between belonging and betrayal. The stage is a stage of determination, clarity and courage in naming things and people by their names, and on the patience, perseverance and belief in victory has continued to increase for all honest people who believe in the issues of our peoples that are right and just. Let us return to the language of its place, the word resistance has its honorable place, and the resistant intellectuals have support, respect, appreciation and support in their noble historical mission.


River to Sea Uprooted Palestinian   
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!

No comments:

Post a Comment