مجزرة صنعاء: الإعلام المارق يبرئ آل سعود
الأبطال السعوديون يغيرون على تل أبيب ويقتلون 1000 جندي اسرائيلي
نارام سرجون
بعد انتظار دام مئة سنة نزفّ الى الامة العربية خبرا وصلنا الآن وهو أن الطيارين الأبطال السعوديين أغاروا على أحد معسكرات الجيش الاسرائيلي وتمكنوا من قتل ألف جندي ومستوطن اسرائيلي .. وقد تواصلت الغارات حتى على سيارات الاسعاف التي وصلت لانقاذ المصابين من المحتلين الصهاينة ..
عفوا .. أعتذر لكم عن هذا الخلل البسيط في نقل الخبر المستحيل .. وهو أن الغارات انحرفت بضع درجات فقط عن شمال المملكة تسببت بانحراف الصواريخ آلاف الكيلومترات ووصلت الى جنوبها وقتلت ألف مواطن يمني مدني في اجتماع عزاء .. في جريمة لم تحدث منذ جريمة ملجأ العامرية العراقي التي قتل فيها الامريكان ألف مواطن عراقي التجؤوا اليه لتجنب الغارات الامريكية ..
اليوم جلست الشعوب العربية التي تتحالف مع السعودية على مائدة عشاء عليها ألف جسد يمني .. وأكلت هذه الشعوب لحم ألف يمني في وليمة دموية رهيبة .. لحوم اليمنيين تملأ بطون العرب الذين ينافقون ملوك النفط .. ولحومهم توزع اليوم على موائد السودان حيث لن يجوع شعب عمر البشير بعد اليوم .. واللحم اليمني يوزع في الخليج المترف الذي صار معتادا على أن يأكل اللحم الحلال البشري .. وفي فلسطين حيث سلطة لاتملك حتى رفاهية رفض حفلات الدم السعودية .. وفي غزة حيث حماس تنافق وهي تشرب النفط وتغازل الملوك .. وفي مصر التي تستضيف هذا القيء السعودي .. وفي لبنان حيث تيار المستقبل الذي لحم اكتافه سيصير من لحوم اليمنيين بعد أن كان من لحم النفط ..
وملأت اليوم المعارضة السورية التي تثرثر في السعودية عن الانسان وعن المجرمين والشبيحة .. ملأت بطنها لحما بشريا طريا طازجا بنكهة يمنية .. فأبطال الحرية والثورات والحالمين بسقوط الطغاة لايمكن أن يروا الا البراميل المتفجرة في قرى ادلب .. أما براميل النفط التي تهبط عليهم مالا ورفاها فانها تهبط على قلوبهم بردا وسلاما .. ولاتستغربوا ان هللوا لسقوط ألف ألف طاغية يمني على يد الملك العظيم صاحب العزم والحزم ..
الجميع مسلمون في وليمة اللحم البشري في اليمن هذه الليلة .. الآكل والمأكول .. ولن يلام السعوديون والأمريكان والصهاينة على جرائمهم بحقنا .. ولكن الجماهير التي تأكل لحم اليمنيين على موائد المساعدات السعودية والتي تلزم الصمت في شوارع السودان والخليج ومصر وفلسطين وغزة ولبنان والمغرب هي التي تأكل النار في بطونها .. وهي التي لاتحشو أفواهها باموال بل بجثث اليمنيين ..
لاتوجد لدى اليمنيين خوذ بيضاء تتوقف اليوم لتلتقط الصور وتوزعها على العالم .. لأن الخوذ البيضاء تتلقى أموالها من السعودية وهي لاتتقن التمثيل الا في شوارع حلب .. ولن توجد هناك تمثيليات في شوارع اوروبة تصور انقاذ الضحايا وتفرش الغبار في الطرقات كما تقعل الخوذ البيضاء التي ستصبح مثل طاقية الاخفاء عندما يبحث عنها الناس في مآسي اليمن .. ولايملك اليمنيون من يبكي عليهم على البث الحي لـ (السي ان ان) ..ولن يغضب مقدم برنامج الاتجاه المعاكس ويبهدل (النظام السعودي) ويصاب بنوبة من الهستيريا ..
ولن يظهر عزمي بشارة كي يتوجع ويصدر كتبا عن درب الآلام اليمني .. ولم تجدوا محطة عالمية واحدة جاء مراسلوها يشمشمون رائحة الغبار في حلب ويبحثون عن ثياب ودمى الأطفال بين الأنقاض .. لن يبكي على اليمنيين أحد .. لا اتحاد علماء المسلمين ولا خلفاء بني عثمان .. ولن توضع صور أطفالهم وهم يعلوهم الغبار على المقاعد كي تبكي مذيعات السي ان ان وال بي بي سي عليهم .. ولن يكون هناك خبر عاجل يقطع انسياب المسلسلات وأخبار البورصة في سكاي نيوز وفرانس 24 الا مثل أي خبر عن انزلاق التربة في قرية من قرى الهند .. ولن تقطع المقابلات مع ملكات الجمال وملكات الأزياء للحديث عن ملوك البؤس والفقر .. فالموتى فقراء اليمن .. والقاتل ملك وهابي .. ملأ بطنه من لحوم ملايين العرب والمسلمين .. كما ملأ أبوه بطنه وبطون أولاده من لحوم العرب والمسلمين ..
نحن نعلم أن شعب اليمن أصلب من جبال اليمن وحضرموت .. بل ان صلابة جباله من صلابة رجاله وأن لاقوة على الأرض ستمنعه من النصر وتلقين مملكة الشر درسا في القتال والرجولة والفروسية التي يفتقدها أرباع الرجال .. ولكن لاأدري ماذا نسمي هذه الأمة الهزيلة التي تسكت عن جرائم السعوديين ومجازر الخليجيين بحق بقية شعوب العرب من أجل حفنة من الدولارات .. ياللعار أن تصبح أسرائيل أكثر بلد آمن في الشرق في زمن صار فيه العرب أكثر الأمم عددا ومالا ورجالا ..
رحم الله العقيد القذافي الذي قال في آخر أيامه وهو يحضر آخر القمم العربية عندما تأمل هذه الأمة التي يتزعمها أهل الخليج وهم يتشفون بمصير صدام حسين: هذه أمة قد جاء أجلها .. هذه أمة قد أجلها ..
ورحم الله الشهيد غسان كنفاني
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!
No comments:
Post a Comment