الهلباوي و حماس .. بين التزكية والترقيع واحضان حمد

رغم إقتحام غير ملفات ومواضيع للذهن واحتجاجها و" ثورتها " في ساحاته معلنةً أنها الأحق بالإهتمام والأولى بالمتابعة كونها مفصلية ومصيرية ، إلا أن الذهن أبى إلا أن يكون ديكتاتورياً ، فقمعها وزجرها وأعلن أنه سينظر في شأنها قريباً جداً ، وبرر فعلته وموقفه قائلاً أنه لا يستطيع إلا أن يرد على الاستفزازات الحمساوية بدءًا من تزكية مشعل مروراً بما يختزنه كل من الماضي القريب والحاضر من مشاهد حمساوية مشينة ومخجلة وإنتهاءً بمحاولات الترقيع والتلميع والتشذيب التي يحاول بعض قادة حماس عبرها فك براغي العقول العربية وإعادة تركيبها بشكل تتقبل معه التموضع الحمساوي الجديد وتتفهمه ... .

لا غرابة أيضاً أن يضع خالد الإسخريوطي يده في يد من باع دينه بدنياه ، وإسلامه بماله ، وربه بعبده ، ونبيه بأبا رغالٍ القطري الجنسية ، و إستبدل تقوى الإيمان ببضع حباتٍ من الفياغرا وعقد نكاح وجسد مراهقة بريئة ، ووزع فتاويه على تابعيه طبقاً للإرادة الصهيوحمدية ، فهذا الإخونجي نافق على حلفاء الأمس من أصحاب " غير ملل " إلى أن وجد ضالته في الكفر القرضاوي الطابع والطعم والهوية ، وباع حلفائه بدنانير حمد ورفاهية قصور حمد وخان دماء المقاومين و تنكر لسنين أسرهم واعتقالهم وتعذيبهم ، وتناسى غصات الألم والقهر لدى عامة الفلسطنيين ، وفضل أن يمارس أحب الهوايات إلى قلبه ... الإنحناء وتقبيل الأيادي الآثمة اسوةً برفيق دربه في " النضال " إسماعيل هنية .
إذاً فالصفقة قد تمت برعايةٍ صهيوقطرية ومباركة أمريكية إسرائيلية ، والصفقة هنا ليست في فوز مشعل برئاسة المكتب السياسي لحماس وحسب ، بل في تثبيت وترسيخ التموضع الجديد لحماس ، الإرتماء الحمساوي في الحضن الذي يكونه فخذاً أعرابياً وآخر عثماني فيما تلتف يدٌ إسرائيلية على خصر حماس من ذات اليمين وأخرى أمريكية من ذات الشمال ، على أن يكون ما بين الفخذين حمدياً بإمتياز . والصفقة تعني فيما تعني أن نبارك للشيخ الإخونجي الطائفي خالد مشعل الذي إنضم رسمياً للفريق المذكور منذ رفعه على أرض غزة علم الإنتداب الفرنسي ورمز العصابات السلفية الإخونجية التكفيرية الإرهابية المنضوية تحت لواء ما يسمى " جيشاً حراً " ؟! .لكن الصفقة تعني أيضاً إعلان الموت السريري لحماس المقاومة لسنوات طويلة قادمة وتعني نعي كل المفردات النضالية التي تغنت بها حماس عبر سنوات نضالها ومقاومتها ، ذاك النضال الذي أسس له تحالفها مع محور المقاومة والإحتضان والدعم الذي تلقته من خلاله ،، سيما في دمشق ومن قيادتها ... .
وتعني أيضاً أن الحلقات القادمة من مسلسل العار الذي أخرجه برنارد ليفي وانتجه حمد القطري ولعب فيه مشعل أحد أدوار البطولة ، سوف تشهد بيعاً إضافياً للكثير من المكتسبات في سوق النخاسة الصهيوأعرابي ووأد مفهوم المقاومة ومصطلح الدولة الفلسطينية أو القضية الفلسطينية وتبني مخلوق مشوه إبتدعته قمة العار الأخيرة في دوحة حمد يدعى " السلام مع إسرائيل " وترسيخ وشرعنة هذا المصطلح ورعايته وتحويله إلى إتفاق سلام مذل بالشروط الإسرائيلية تنجزه حماس بالإتفاق مع فتح أبو مازن أو بدونه ، برعاية أعرابية ومباركة غربية واسلاموية ، لقد كانت أولى بوادر شرعنة هذا التوجه هي الفتاوى الحمساوية التي تحاول حماس من خلالها فرض نفسها مرجعاً أساسياً ووحيداً للقرار السياسي والعسكري عبر النهج الديني التشريعي ، ومثال ذلك فتوى حماس التي تحرم العمليات الفدائية " الجهادية " ضد العدو الإسرائيلي فيما تتحول الهجمات الإرهابية في سورية في نظر حماس واعراب البادية وبعض " رجالات " الدين الإسلامي إلى عمليات جهادية ثورجية !! ... .
حماس الجديدة تقدم اليوم فصلاً من الجحود غير المسبوق لسوريا .. لدماء أطفالها و شهدائها ودموع نسائها وغصات القهر في صدور ابنائها تماماً كما تخون البندقية السورية التي قدمت لها وتغدر برصاص ابطال هذا الجيش لترد خدماته الجليلة رصاصاً في صدور أبنائه عبر ميليشياتها التي انضمت بيدقاً في الحرب المستعرة على سوريا ، وما آخر الأنباء التي اوردتها صحيفة التايمز عن تدريب الجناح العسكري لمليشيات " الجيش الحر " سوى غيضٌ من فيضان الولوج والولوغ والغرق الحمساوي في بحر الدماء السورية ، وحماس تتنكر قبل هذا وذاك لنضالات شهداء غزة وصواريخ قسامها ورغيف خبز ابنائها وابنيتها العتيقة الفقيرة وأسقفها التوتيائية واسمها وتاريخها وماضيها ومستقبلها ... .
رغم كل محاولات تلميع صورة حماس وقادتها عبر تصريحاتٍ متفرقة كالتي ادلى بها أسامة حمدان أخيراً لتشذيب موقف حماس وتسويق فهم خاص لتموضعها الجديد و " حيادتها " ، إلا أن الخيانة هي تماماً كشمس الحقيقة .. كألهبة النار .. وقذائف البراكين .. تحس بها العين حتى لو كانت مغمضة لأنها تستشعر وهجها ، ولأن لهيب نار الخيانة تحرق " خلايا " الضمير والوجدان وترصدها العقول كما الأقمار الصناعية ... .
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!
No comments:
Post a Comment