Monday, 27 April 2015
Armenian Genocide, Ottoman Daash and the roots of terrorism ..الابادة الارمنية وداعش العثمانية.. للارهاب أصول
"الابادة" الارمنية في العام 1915 على ايدي الاتراك في زمن الدولة العثمانية، اخذت هذه السنة حيزا كبيرا على الصعيد الدولي، ربما لان الذكرى المئوية لهذه الابادة تصادف هذا العام، وربما لان بعض الشخصيات تناولتها بشكل جدي وفي مقدمتهم "بابا الفاتيكان" فرنسيس، الذي وصف ما حصل بحق الارمن بالابادة واعتبر الذين سقطوا شهداء.
مواقف البابا استفزت المسؤولين الاتراك الذي شنوا حملة تصريحات ضده، رافضين كلامه حول الابادة وهم الذين يعتبرون ما جرى بالارمن مجرد احداث سقط خلالها ضحايا، في حين ترفض تركيا حتى الاعتذار لما ارتكب بحق الارمن، ما يزيد من السخط الارمني خصوصا والانساني بشكل عام على تركيا التي ترفض اعطاء الارمن حقهم ولو المعنوي بالاعتراف انهم قُتلوا ونُكل بهم، ولو في زمن العثمانيين، ما يدل على الرابط غير المحق واللاأخلاقي بين تركيا الحاضرة وتلك الامبراطورية التي قامت على الدم والقتل والمجازر.
العثمانيون طالما ارتكبوا المجازر.. والحصة الاكبر كانت من نصيب الارمن
فالدولة العثمانية التي ارتكبت الكثير من المجازر لم يقتصر اجرامها فقط على الشعب الارمني، وإن كان النصيب الاكبر من الاجرام التركي قد اصاب الارمن، حيث سقط ما يقارب المليون ونصف المليون ارمني في هذه الابادة خلال وبعد الحرب العالمية الاولى، إلا ان العثمانيين طالما ارتكبوا المجازر في المناطق التي سيطروا عليها وإن كانت الفترة التي سبقت انهيار دولتهم خلال الحرب العالمية الاولى شهدت اجراما كبيرا وهدرا لكرامة البشر الانسانية.
وبلادنا في لبنان وسوريا وفلسطين وغيرها من الدول تشهد على الاجرام التركي، وكتب التاريخ ما زالت تسجل كيف ان المحتل التركي آنذاك اعدم المئات من الشبان اللبنانيين من مختلف المناطق اللبنانية دون تمييز بحسب الدين او المذهب، فقد أقيمت يومها المحاكم العرفية وعلقت المشانق لكثيرين دون وجه حق انما فقط تنفيذا لقرارات المجرم التركي واشباعا لرغباته في سفك الدماء وإزهاق الارواح البريئة.
ويلفت في هذا الاطار، الاداء التركي الرافض للاعتراف بما ارتكبته الدولة العثمانية وما تقوم به بعض الجماعات الارهابية في سوريا والعراق المدعومة بشكل او بآخر من "تركيا الاردوغانية" نفسها، فما هذا الرابط الاجرامي بين الطرفين؟ وماذا يعني ان تكون جهة او دولة مرتكبة لجرائم عبر التاريخ وتكون اليوم هي نفسها ترتكب جريمة التحريض والدعم والمساندة للجماعات الارهابية؟ أليس في الامر دلالات معينة على مسار اجرامي لم يتوقف منذ ايام الدولة العثمانية وحتى تركيا الحديثة؟ وهل من يرفض الاعتراف والاعتذار عن جرائم ارتكبت منذ مئات السنين سيعود ليعترف بجرائم يرتكبها او يشارك فيها اليوم؟ ولِمَ لا تكون تركيا التي تحاول تجميل صورتها اليوم هي احد منابع القتل والاجرام والارهاب الذي نراه اليوم؟
فبقدر ما على الارهابيين من مسؤولية، هناك مسؤولية على الدول الراعية والمربية والمؤسسة للقتل منذ مئات السنين، فهذه الدول ومنها تركيا بدعمها للارهاب تعمل اليوم على طريقة، "من شبَّ على شيء شاب عليه"، فتركيا التي تأسست وعاشت في الماضي على دماء الشعوب من العرب والمسلمين والارمن والاكراد وغيرهم ممن لا نعلم بهم، ها هي تمارس ما نشأت عليه من قتل وارهاب ضد السوريين والعراقيين وضد الايزيديين والاكراد ولو بالواسطة هذه المرة، كما يشكل رفضها الاعتراف بالابادة الارمنية امعانا اكثر في ظلم الشعب الارمني الذي قتل اجداده على ايدي العثمانيين.
مانوجيان: لتتحمل تركيا مسؤوليتها عن الابادة الارمنية ولاعادة الحقوق لاصحابها
حول ذلك قال الوزير السابق بانوس مانوجيان إن "الاحتفال بالذكرى المئوية للابادة الارمنية هو محطة صغيرة في نضالنا رغم انها محطة تاريخية تدل على ان الاجيال اللبنانية الارمنية وكذلك الارمن في دول الانتشار استطاعت متابعة النضال بنفس روحية الآباء والاجداد"، واضاف "قبول التركي او عدم قبوله بموضوع الابادة الارمنية لا يعنينا بشيء على الاطلاق ونحن كأرمن في كل العالم سنظل نناضل في سبيل قضيتنا".
ولفت مانوجيان في حديث لموقع "قناة المنار" الى ان شعار إحياء ذكرى الابادة هذه السنة هي "نتذكر ونطالب"، واوضح "نتذكر كل تفاصيل الابادة والمجازر التركية العثمانية بحق شعبنا ونطالب تركيا الحالية التي هي الوريث الطبيعي والشرعي للدولة العثمانية بالاعتراف بالمجازر واعادة الحقوق المسلوبة من كافة النواحي للارمن سواء بالتعويض المادي او اعادة الاراضي او التعويض المعنوي من خلال الاعتراف والاعتذار عما ارتكب من مجازر بحق الارمن وكذلك تقديم كل انواع التعويضات التي تقره/ا مواثيق الامم المتحدة".
وحول موقف البابا وبعض الدول التي اعترفت بالابادة، رأى مانوجيان ان "هؤلاء سبق ان توصلوا الى قناعة بأن ما جرى بحق الارمن هو إبادة إلا انهم لم يعلنوا ذلك بشكل صريح ورسمي وواضح لظروف معينة تحكم علاقاتهم بتركيا"، وتابع "اليوم الفاتيكان وصل الى قناعة بضرورة الاعتراف بحصول ابادة بحق الارمن وهذا ما فعله حتى الآن عدد كبير من دول العالم ونحن نثمّن كل هذه المواقف الداعمة للقضية الارمنية"، ولفت الى ان "عشرات دول العالم تسير باتجاه الاعتراف بحصول ابادة بحق الارمن بغض النظر عن مصالحها مع تركيا".
واكد مانوجيان ان "تمسك الشعب الارمني بهذه الذكرى وبحقوقه كافة هو ما دفع البابا وغيره من الزعماء والدول بالاعتراف بأحقية القضية الارمنية"، وشدد على انه "لا يضيع حق وراءه مطالب لذلك فإصرار الارمن بالوصول الى حقوقهم على امتداد العالم سيجعل هذه الشعلة دائمة التوجه على مر الزمن"، واشار الى ان "الكثير من رؤساء وزعماء العالم يحضرون كل سنة إحياء هذه الذكرى تحت عنوان الابادة ولكن لا يعترفون بشكل رسمي بحصولها نتيجة وجود مصالح مع الاتراك"، سائلا "ماذا ينتظرون حتى يقولون كلمة حق بوجه الدولة التركية؟".
وبالنسبة لتبعات عدم الاعتراف بالابادة ومحاكمة تركيا، لفت مانوجيان الى انه "لو اعترفت دول العالم والامم المتحدة بالابادة الارمنية ولو تمت محاكمة تركيا على جرائمها بحق الارمن ما كانت لتحصل ابادات اخرى بحق بعض الشعوب على امتداد العالم ومنها ما طال الاقليات في العراق وسوريا من الاكراد والايزيديين على ايدي الجماعات الارهابية التي تدعمها تركيا"، وتابع "لو حوكمت تركيا وقيادتها عن الابادة الارمنية لم حصلت الابادة للشعب الفلسطيني على أيدي الصهاينة في فلسطين المحتلة".
واعتبر مانوجيان ان "الارهابيين الذين يرتكبون المجازر في العراق وسوريا هم إما ابناء او احفاد الدولة العثمانية"، وأسف ان "المشهد اليوم يتكرر من جديد في المنطقة فالاطراف التي ترتكب المجازر هي نفسها وكذلك من يدعم سياسيا ولوجستيا وماديا وعسكريا"، ولفت الى ان "تنظيم داعش الارهابي اليوم يكرر نفس الجرائم التي ارتكبتها تركيا بحق الارمن قبل مئة عام في مسار اجرامي ارهابي متواصل وبنفس الايادي ولو بعد مئة سنة".
وفي محاولة لمنع تكرار مشاهد القتل والجرائم ضد الانسانية لا بدّ من تأييد احياء ذكرى الابادة الارمنية لما تحمله هذه الذكرى من المعاني الانسانية الخالصة، فلا يمكن إنكارها لاي سبب من الاسباب لاننا بذلك نكون قد خالفنا الضمير والعقل والاخلاق والتعاليم السماوية، خاصة ان مجتمعاتنا عانت وما تزال من الارهاب الذي يمارسه العدو الاسرائيلي والعدو التكفيري، لذلك يجب السعي الدؤوب لوضع النقاط على الحروف في هذا الملف وجعل الجاني التركي يتحمل مسؤوليته التاريخية الكاملة عن افعاله وجرائمه.
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment