بقلم نارام سرجون
ان كل ماحدث في سورية خلال السنوات الخمس الماضية لايزال يشكل الحالة الأكثر ادهاشا في التاريخ من حيث ضخامته وحجمه .. فكل شيء رأيناه كان يحدث بمعاييره القصوى ..
فقد تكالبت على الدولة والشعب السوريين كل قوى الشر واجتمعت لأول مرة مع بعضها كما لم تجتمع في كل التاريخ .. القوى الصهيونية والغربية وأوروبة وأميريكا والرجعية العربية النفطية ومعظم الدول العربية والقوى الاسلامية وحتى الفلسطينية والمنظمات الارهابية العالمية وأحدث ماكينات الاعلام العالمية وأضخم مؤسسات الصحافة والدعاية .. حتى مؤسسات الامم المتحدة والجمعية العمومية انخرطت في الهجوم المتواصل بلاتوقف على الدولة السورية .. كل هذه القوى لم تجتمع في التاريخ الا مرة واحدة .. هي هذه المرة في الحدث السوري .. والمعركة العالمية السورية ..
وفيها خيضت أعنف المعارك السياسية التي استهلكت عدة قرارات دولية أحرقت بعدة فيتوات متعددة الجنسيات في زمن قياسي .. وفيها تجمع أكبر عدد من التكفيريين في التاريخ وأكبر عدد من اللحى .. وفيها قتل أكبر عدد من الارهابيين الجوالين والمهاجرين التكفيريين وقد بلغ عدة عشرات من الآلاف في مقتلة لم تحدث لهم حتى في أفغانستان ذروة العمل الجهادي الاسلامي-الأمريكي .. وفيها ظهرت أقصى حالات الشذوذ النفسي والعنفي الانساني حيث أكلت قلوب البشر نيئة وذبح الاطفال الصغار أمام الكاميرات وحملت رؤوسهم أمام أعين ذويهم .. وشهد العالم أكبر عمليات تعذيب ةقتل على البث المباشر وتم تصوير أكبر عمليات اعدام في التاريخ للأسرى والجنود والمعتقلين .. وظهر الشذوذ الجنسي بأبشع صوره حيث صدرت فتاوى جهاد النكاح ونكاح المحارم وسبي النساء واستبراء أرحام المغتصبات ..
وحدثت فيها أكبر عملية تزوير للحقائق في التاريخ حتى أن التاريخ كله أصيب بصدمة لأنه كله صار موضع شك بسبب كم التزوير العلني الذي افتضح .. وظهرت الكراهية والأمراض النفسية العدوانية والاضطهادية بأقسى صورها ..
وجرفت الحرب السورية في طريقها ملوكا ورؤساء وأمراء وزعماء حاولوا النزول في المعمعة فتحولوا الى ذكريات .. وغيرت التوزع السكاني للمنطقة وفاضت على أوروبة بأكبر عدد من البشر واللاجئين .. وفي هذه الحرب تم تدمير أكبر تراث انساني واحدى أعرق المدن في العالم .. وهي مدينة حلب ..واذا كان لابد من اعتبار أن هذه الحرب فريدة في كل شيء وفي حجم الاشتباك العالمي فان لابد من توصيف وضع أحياء حلب الشرقية على أنها تتعرض لأكبر عملية اختطاف وأكبر عملية احتجاز رهائن في التاريخ .. حيث تحتجز منظمات ارهابية عنيفة دموية عشرات آلاف الرهائن من السكان المدنيين الذين يمنعون من الخروج والنجاة بأنفسهم من المعارك التي اقتربت .. فالمدنيون في كل العالم يفرون من مناطق الاشتباكات بشكل طبيعي وهذا مفهوم في قوانين الحرب .. أما في حلب فان كل الطرق الى خارج أحياء حلب الشرقية مغلقة حيث يفرض المسلحون المحاصرون حصارا آخر داخليا على المدنيين لمنعهم من المغادرة .. لأن احتجازهم واستعمالهم كدروع بشرية من قبل المسلحين يعتبر اجراء وقائيا لأنه قد يمنع الجيش السوري من اقتحام المدينة خوفا من فداحة الثمن المدني الذي قد يتسبب فيه الاصطدام مع المسلحين وكم النار وحرب الشوارع من بيت الى بيت ..



حد سواء ..




No comments:
Post a Comment