أغسطس 15, 2017
قلنا ومنذ ما قبل المؤامرة الأخيرة على سورية التي بدأت في 15 آذار 2011، وقلنا مراراً بعد أن بدأت، إنّ سورية لن تُهزَم، وإنّ على مَن يتوهّم ولديه أحلام جميلة أو كريهة مبنية على خراب سورية ووراثتها، أنه لن يحصد غير قبض الريح و وعليه إعادة حساباته جيداً وملاقاة سورية ليس في منتصف الطريق، وإنما في أولها قبل ان تقع الفاس بالراس ويتولّد شرخ، ويكون في الموقع الأضعف، والانتهازي و …
سورية غير غيرها، وكما رأيتم فقد توقف زحف الربيع الأميركي الأصفر، بعد نجاحات سريعة حققها في دول أخرى، توقّف الزحف الأصفر في سورية، ليس لأنّ الحرب كانت سهلة عليها، ولكن لأنّها ممسكة بأمرها وقرارها وتتوفر لها وفيها قيادة وقائد حسم أمره، وتوفّرت لديه الإرادة والعزم والقدرة على المقاومة حتى النصر ولا خيار سواه، ولأنّ معظم الشعب معه، ومَن خرجوا قلة قليلة حصّنوا بخروجهم أوضاع سورية وكشفوا الدمامل الخبيثة فاستأصلوا أنفسهم من واقع سورية النظيف والريادي، من دون أكلاف سورية تُذكَر.
لقد دفعت دمشق أرضاً ووطناً وشعباً وجيشاً وقوى رديفة ومقاومة وحلفاء أثماناً باهظة، شهداء ومهجّرين وجرحى وبنى تحتية ومصانع ومقدّرات وثروات زراعية وتعدينية ومعالم حضارية، لكن الحروب تحسب بخواتيمها، وانتصار القضايا العادلة يستلزم تضحيات، لكن سورية لم تتعب، فيما تعب المعتدون وأفلسوا بما ضخوا من أموال ومرتزقة إرهابيين وتكفيريين وجهاليين إخوانيين ووهابيين. وها هم يتبارون اليوم بفضح سوءات بعضهم في ما ارتكبوا ويستعجلون الخلاص متجاهلين مَن ورّطوهم من العملاء ومآلاتهم البائسة التالية.
لقد ولّى الزمن الذي أتيح فيه احتلال العراق خلال أيام جراء ظروف محلية وإقليمية ودولية ، أو الذي دمّرت فيه ليبيا خلال أسابيع، فسورية بنت جيداً أوضاعها الداخلية بكلّ أشكالها وعمّقت صلاتها بشعبها، وكرّست صداقات دولية واسعة مهمة واستراتيجية، وتمكّنت من كشف نيات وممارسات ومخططات وهمجية مستهدفيها وارتباطاتهم وتطرّفهم وخطرهم على العالم أجمع، رغم حجم الهجمة الإعلامية والحصار الإعلامي الكبير، كما أنّ الأوضاع العالمية اختلفت وبدت المقاصد الإمبريالية الأميركية والأوروبية الغربية وتل أبيب والعثمنة الجديدة، فضلاً عن الرجعية العربية التابعة ـ واضحة تماماً.
نكرّر، رغم حجم الخسائر الهائل، سيُعاد بناء سورية بأسرع وأسلس وأحدث مما كانت عليه، وسيفرد الرخ السوري جناحيه على المنطقة، بما انتصر وكرّس من مفاهيم وطنية وقومية وحضارية وإنسانية وإرادة خلاقة، وبما عُرف به الشعب السوري من دأب وقدرات خلاقة وتحويل السلبي الى إيجابي واجتراح للحلول، وقدرة على كسب الأصدقاء والمتعاونين، وتحويل القليل الممكن إلى طاقة جبارة وقدرة أكبر بمنتهى السلاسة وأقلّ الكلف وأسرع زمناً.
ولا بدّ أنّ تجربة الدولة الوطنية السورية، في تحقيق الصمود والنصر ستدرّس لاحقاً في الكليات العسكرية والعلوم السياسية والإعلام وعلم الاجتماع.
ليلحق بركب سورية كلّ من لا يزال متردّداً خجلاً ، ويحاول تجاوز حماقات ذاته وألاعيب صغار ورّطهم بها صغار، لم يمتلكوا غير المال وأسياف محنطة، وكبار باتوا خارج الزمن بما انطووا عليه من غرور وحسابات داخلية عقيمة وخارجية لا تدرك ما انطوى عليه العالم والزمن من تغيّرات جوهرية ـ لن تجد لها حواسيبهم حلولاً أو أسباباً للتقدّم خارج إرادة الشعوب أو قسراً عنها رغم كلّ البهارج الخادعة.
أما المساعدات الإمبريالية الظاهرة، هي في الحقيقة عبء أكثر منها مساعدات، بما تنطوي عليه من أكلاف باهظة وقطيعة مع من تربطنا بهم أواصر عميقة وحقيقيةز هي فضلاً عن علاقات التاريخ والجغرافيا والديمغرافيا والدين واللغة والدم والمصير المشترك والعدو الحقيقي… تربطنا بهم مصالح اقتصادية حيث تبلغ خسارة الأردن من استمرار الاعتداء على سورية والعراق 8 مليارات دولار سنوياً، تشكل أكثر من مجموع ديون الأردن خلال سنوات سبع. فلندرك مصالحنا ونكفّ عن التسلّط على جيب المواطن ونكسب ولاءه ونعمّق انتماءه، فلا نعود بحاجة لإرسال قاتل صهيوني إلى نتنياهو لاستقباله كبطل…!
m.sh.jayousi hotmail.co.uk
Related Articles
No comments:
Post a Comment