Friday, 26 October 2018

وتبقى القصة… فلسطين



Image result for ‫ابراهيم الأمين الخميس‬‎ابراهيم الأمين

الخميس 25 تشرين الأول 2018

القصة ليست قلّة احترام لمن قتله آل سعود بما بقي عندهم من دم بارد. القصة ليست تمرّداً على المشهد العام المنقسم بين تمنيات بأن «يضرب الله الظالمين بالظالمين» انتقاماً لقهرهم شعوب الأرض، وبين وقائع تقول بأن أهل الجريمة، وإن اختلفوا، فذلك على طريقة القيام بالقتل فقط. كاد دونالد ترامب أن يقول لآل سعود: ما هكذا تكون عمليات التخلّص من المعارضين… كان يمكن أن تكونوا أقل غباءً وأكثر فطنة في التستّر على فعلتكم!

أما السلطان أردوغان، فيريد إدخالنا في لعبة أحجية تخفي كلمات سر تخصّ مصالح دولته وحكمه وديكتاتوريته وجرائمه بحق معارضيه، والصحافيين منهم على وجه الخصوص. لعبة تؤدي الوظيفة ذاتها، أي إسكاتهم بألف طريقة، وإيذاءهم بما يثبت القول إنّ الصمت أشد إيلاماً من القتل!

في أوروبا الغارقة في كهولةٍ تأتي على كل شيء فيها، يرتفع الصوت «احتراماً» لمزاج عام لا أكثر. لكن الجمهور نفسه صار يريد الدولارات والأعمال، ولا يأبه كيف السبيل إلى ذلك. أليست فرنسا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا هم أهل الاستعمار الأصليين؟ ألم تُبنَ المدن الساحرة في هذه الدول على أكتاف المقهورين، وبخيرات المستعمرات القريبة والبعيدة؟

ولأن الحكاية الأصلية هي حكايتنا نحن. حكاية القهر التي تُمثّل الظلم بعينه والقتل بعينه، فلا شيء مهما كبر أو جرى تكبيره، ومهما أُبرز أو تمّ تلميعه، يحجب الشمس عن فلسطين. أليست هي أم البدايات وأم النهايات؟

لو اهتم العالم بفلسطين، ونطق وكتب وغرّد وعلّق بعُشر ما قام به خلال الأسابيع الثلاثة، لكان العدو المجبول بفكرة القتل تراجع قليلاً. لَكان أنين الناس خفّ ولو قليلاً، لكان المحاربون أخذوا استراحة قبل استئناف أكبر وأطول عملية تحرّر وطني في تاريخنا المعاصر…

لكن، اللسان الوحيد الذي ينطق والصوت الوحيد الذي يرفع اسم فلسطين وعلمها ولفظها، يأتي من أهل الأرض نفسها، من الشباب الذين يمتهنون الاستشهاد جيلاً بعد جيل!

لا صوت يعلو فوق صوت فلسطين.

الفلسطينيون يواصلون المقاومة: إسرائيل لا تنعم بالهدوء

عبد القادر عقل

الفلسطينيون يواصلون المقاومة: إسرائيل لا تنعم بالهدوء
شارك حشد كبير في تشييع الشهيد بشارات أمس في بلدة طمّون، شمالي الضفة المحتلة (الأناضول)

  الخميس 25 تشرين الأول 2018

لم تنجح المحاولات الإسرائيلية لعزل الضفة عن واقع المواجهة المستمرة، تماماً كما لم تنجح في عزل غزة أو المقدسيين. صحيح أن الكلّ يواجه بما أمكن، لكن المعادلة الثابتة أن الفلسطينيين لم تتوقف مقاومتهم، وأن العدوّ لا ينعم بالهدوء… ولعل مشاهد تشييع الشهيد محمد بشارات أمس، والاحتضان للمطارد أشرف نعالوة، ومشاهد البطولة المتوالية في غزة، خير دليل على ذلك

رام الله: يمكن الحديث بإحباط كبير عن الواقع الفلسطيني حالياً: سلطتا أمر واقع تتنازعان، واحدة لا تملك قرارها، والأخرى محاصرة. مقدسيون يخسرون بلدتهم القديمة بسبب غياب رادع لمسربي العقارات. غزة تئنّ تحت حصار شديد لم يُخفَّف منه شيء رغم كل الوعود. والضفة ساحة مفتوحة لجيش ينظّم ألوية للبحث عن مطلوب مختفٍ في كيلومترات محدودة منذ ثلاثة أسابيع. رغم ما سبق وأكثر، ثمة من يقرر أن يحمل سكينه ويطعن جندياً مدججاً بالسلاح، وآخر يصبر سبعة أشهر وهو يعمل تحت إدارة المستوطنين في أحد المصانع ليخطط لعمليته بنجاح، ويختفي بعدها.

بعبارة أخرى: إنها معركة الإرادة التي قرر الفلسطينيون أن يخوضوها، والمستمرة يومياً بدلالة العمليات الفدائية الفردية التي لم يستطع أي أمني أو عسكري أو سياسي إسرائيلي تحمّل شجاعة القرار والقول إنها انتهت. أكثر من ذلك، لا يزال هناك من يعرف أنه رغم الضريبة العالية التي يمكن أن يدفعها، هو وذووه، يصرّ على المقاومة. حتى حينما تتخلى السلطة والفصائل عن دورها، يتصدى الشبان للجنود والقوات الخاصة المتسللين في جنح الليل، بل يحاصرونهم ويضطرونهم إلى طلب التعزيزات والنجدة.

في الجهة المقابلة، يتواصل النزف البشري في غزة، حيث قرر المحاصَرون أن ينقلوا معركة الاستنزاف إلى الجهة الثانية من الحدود، بعدما ابتكروا وسائل لم تكن لتخطر ببال عدو، أو حتى مقاوم. وبينما تنبئ الساعات المقبلة بأن اتفاقاً ما يُصاغ ويُعدّل منذ أكثر من سنتين، فإن المقاومة لا تزال تستشعر رائحة غدر إسرائيلي، مقررة مواصلة الاستنفار والاستعداد لأي مواجهة، في وقت لم تخفض فيه الجماهير مشاركتها على الحدود، ضاربة نماذج تعجز الكاميرات عن ملاحقتها.

شهيد في استنفار شعبي

بالعودة إلى الضفة، شهدت الساعات الأربع والعشرون الأخيرة استشهاد شاب برصاص العدو خلال مواجهات في طوباس (شمال) بحثاً عن أحد المطلوبين، علماً أنه على بُعد نحو 45 كيلومتراً، كانت قوات العدو تواصل في الوقت نفسه البحث عن مطلوب آخر منذ ثلاثة أسابيع، وتحديداً داخل المنطقة الشرقية في طولكرم. وخلال هذه الاقتحامات، يُصّر الفلسطينيون على مواجهتها بأدوات المقاومة التقليدية، كما أعلن العدو ليلة أمس أن مركبة مسرعة تجاوزت حاجزاً قرب مدينة حلحول (شمال الخليل) وأطلقت النار على مجموعة من الجنود.

Related Videos

Related Posts


River to Sea Uprooted Palestinian   
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!

No comments: