بصراحة واختصار لأنّ أذربيجان مع الشيطان…!
هذا هو جواب الذين يتساءلون، لماذا لا تقف إيران الى جانب أذربيجان، بما انّ أذربيجان دولة مسلمة وشيعية ولديها أراض محتلة لدى أرمينيا (غير قره باغ التي هي إقليم حكم ذاتي مستقل، فهناك أراض سيطرت عليها أرمينيا خلال حرب ١٩٩٤، منها بلدة جبرائيل التي زعمت أذربيجان انها استرجعتها اخيراً) فلماذا إذن إيران لا تقف معها وتساندها…!؟
سؤال مهمّ نحاول الإجابة عنه هنا بكلّ موضوعية ومسؤولية وإليكم البراهين:
١– انّ إيران تقف بقوّة مثلها مثل كثير من الدول الى جانب هذا الحق للشعب الأذربيجاني، والذي ضمنه لها أيضاً قرار أممي اعترفت به معظم دول العالم.
٢– انّ جمهورية أذربيجان الحالية تعتبر واحدة من الدول الغارقة في الفساد والمتحالفة تحالفاً عميقاً مع الكيان الصهيوني قلباً وقالباً منذ إعلانها دولة مستقلة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي السابق، ويتحكم في قرارها نحو ٤٠ مليونير يهودي من الأقلية القليلة جداً الأذربيجانية لكنها التي تحيط بالرئيس الحالي الهام علييف، وهي التي توفر له حالياً الجسر الجوي الصهيوني من مسيّرات وتسليح متعدّد الأهداف، بالإضافة إلى تدريب مرتزقة أجانب وإرسالهم إلى باكو..!
٣– انّ جمهورية أذربيجان الحالية تلعب دوراً قذراً وخطيراً جداً تجاه الجمهورية الإسلامية حيث تحتضن ومعها تركيا مجموعات من الانفصاليين الأذربيجانيين الإيرانيين (من القسم الأصلي لأذربيجان الذي لا يزال في حضن الدولة الأمّ بعد انفصال جمهورية أذربيجان الحالية مع أرمينيا وجورجيا التي كانت أراضي إيرانية تمّ سلخها عن الوطن الأمّ في نهاية الحرب الثانية بين روسيا القيصرية وإيران القاجارية عام ١٨٢٨).
وهم الذين تحضّرهم الآن حكومتا أنقرة وباكو ليلعبوا دوراً تخريبياً على الحدود الإيرانية، بهدف تمزيق وتجزئة إيران وإشعال حرب قوميات فيها، في حال نجحتا في توسيع نطاق حرب القوقاز الحالية واستدراج إيران إليها…!
٤– انّ أذربيجان دولة قرارها ليس بيدها، والحرب الحالية التي يتمّ تسعيرها تحت غطاء حق قره باغ في الحكم الذاتي ضمن نطاق جمهورية أذربيجان كما تنصّ المقررات الدولية واسترجاع أراض محتلة لها، إنما تمّ شنّها بأمر عمليات أميركي ودعم جزء من الأطلسي وبرأس حربة أردوغانية خبيثة هدفها التحشيد ضدّ روسيا وإيران والصين، ومحاولة استنساخ سيناريو سوري من خلال عمليات نقل وتثبيت عصابات إرهابية تكفيرية من جنسيات ذات أصول سوفياتية وصينية وقوقازية في كلّ جمهوريات القوقاز وفي مقدّمها أذربيجان، بهدف السيطرة على منابع النفط والغاز والطرق الاستراتيجية التي تعيق عمليات الدفاع لثلاثي القوة الصاعد المناهض للأحادية والهيمنة الأميركية أيّ روسيا والصين وإيران في أيّ مواجهة مرتقبة.
وهي عملية هيّأت لها تركيا بنقل مستشاريها الى باكو قبل اندلاع النزاع الحالي تحت عنوان مناورات مشتركة وأبقتهم هناك، بالإضافة الى القيام بعمليات نقل واسعة لمجموعات إرهابية من سورية بتمويل قطري.
٥– انّ حكومة باكو تلعب دور المطية والأداة الطيعة بيد أردوغان الذي سيستخدمها في أيّ مقايضات مستقبلية دولية بين القوى المتصارعة في البحرين الأسود والخزر وكذلك شرق المتوسط حيث تحاول أنقرة أخذ موقع لها مستجدّ هناك، في ظلّ تحشيدات الناتو والأميركي اللذين يقاتلان قتالاً تراجعياً بعد هزائمهما المتكرّرة أمام أسوار وبوابات عواصم محور المقاومة تاركين المجال لأدواتهم الصغار ليملأوا الفراغ…!
٦– انّ سياسة الجمهورية الإسلامية الخارجية لا تقوم مطلقاً على قواعد طائفية او مذهبية في كافة الملفات الدولية والإقليمية، وإنما على قواعد العدالة والقانون الدولي ونصرة المستضعفين أينما كانوا، ومقاومة الظلم والهيمنة والتسلط من اي طرف جاؤوا…
اخيراً لا بدّ من القول بأنّ الطغمة الحاكمة حالياً في أذربيجان هي من بقايا الحزب الشيوعي السوفياتي السابق والتي باتت الآن منقسمة على نفسها بين الرئيس الهام علييف المشهور بالفساد والذي ربط مصالحه الشخصية بأنقرة واستلحاقاً بالغرب من بوابة تل ابيب، فيما زوجته مهربان التي تشغل موقع نائب الرئيس في الجمهورية والتي تترأس جمعية الصداقة الأذربيجانية الروسية وهي التي قلدها الرئيس بوتين أعلى وسام للصداقة في موسكو قبل أشهر، تتمايز عنه بعض الشيء في ميلها نحو موسكو، وهي التي أطاحت بوزير خارجية بلادها ورئيس هيئة الأركان قبل مدة بعد اتهامهما بتغليب مصالح الخارج على مصالح الداخل، ما اعتبر زعزعة للأمن القومي الأذربيجاني!
أما حكاية دعم إيران لجمهورية أرمينيا المسيحية في المقابل فهي حكاية منقوصة التداول…
فإيران لا تصطفّ مع أرمينيا ضدّ أذربيجان في الصراع حول قره باغ، وإنما تحترم وتقدّر دور جمهورية أرمينيا باعتبارها دولة مستقلة تمارس سياسة متوازنة في القوقاز، ولا تساهم مطلقاً في زعزعة استقرار المنطقة، تماماً كما هو دور المواطنين الأرمن الإيرانيين الشرفاء الذين كانوا ولا يزالون يلعبون دوراً ايجابياً في الدفاع عن سلامة واستقرار واستقلال ووحدة أراضي بلدهم ووطنهم إيران، رغم حمايتهم وحبهم وعشقهم لوطنهم الأمّ أرمينيا.
لتجدنّ أشدّ الناس عداوة للذين آمنوا اليهود…
ولتجدنّ أقرب الناس مودة للذين آمنوا الذين قالوا انا نصارى… وانهم لا يستكبرون…
المعيار إذن هو الموقف من مقولة الاستكبار والمستكبرين.
سئل الإمام علي: كيف تعرف أهل الحق في زمن الفتن، فقال: اتبعوا سهام العدو، فإنها ترشدكم إلى أهل الحق.
بعدنا طيّبين قولوا الله…
No comments:
Post a Comment