رجب المدهون الأربعاء 30 كانون الأول 2020
غزة | بموازاة الانفجارات واستعراض القوة ومراقبة العدو الإسرائيلي مناورة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وزّعت «الركن الشديد» رسائل متعدّدة إلى الأطراف كافة في المنطقة والإقليم. فبينما تتّجه الأنظار تجاه تطبيع الدول العربية مع العدو، أكدت غزة تموضعها في الخندق الآخر الذي يتجهّز لمواجهة الاحتلال، معلنةً أن الحصار الإسرائيلي، وكذلك المصري، سياسات لا يمكنها أن تدفع القطاع إلى التنازلات. وقد تجلّت كبرى الرسائل والدلالات في تعليق صور كبيرة لقائد «قوة القدس» الراحل، الشهيد قاسم سليماني، قبل ليلة من المناورات، وعلى مقربة من الشق البحري للمناورة.
وعلمت «الأخبار»، من مصادر فلسطينية، أن المناورة المشتركة جرت بالتنسيق مع «الأصدقاء في حلف المقاومة» الذي دعا الفصائل إلى الاستعداد لسيناريوات؛ أبرزها المشاركة في مواجهة شاملة وكبرى ضدّ العدو لتحرير الأراضي الفلسطينية. وفي الوقت الذي ظنّ فيه عدد من الدول العربية أنه يمكن إنهاء ملف المقاومة في غزة، جاء القرار الفلسطيني موحّداً خلف خيار المقاومة بمناورة تُظهر جزءاً من قدراتها بعد سنوات من مراكمة القوة، مضيفة إلى ذلك رسالة بأن دعم بعض الدول العربية لضربة كبيرة ضدّ القطاع قبل مغادرة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لن تكون ذات جدوى، فما تملكه المقاومة يؤهّلها للمشاركة في معركة التحرير وليس للحفاظ على بقائها في القطاع فقط، كما تشرح المصادر.
أيضاً، حملت «الركن الشديد» رسائل بالغة إلى رام الله، بعدما اختارت السلطة العودة علناً وبكلّ ما لديها إلى الحضن الإسرائيلي، مؤكدة خيار الوحدة في مواجهة الاحتلال الذي لا يعطي التنازلات إلّا تحت وقع الضربات. وكانت لافتة مشاركة أربعة أذرع عسكرية تنتمي إلى حركة «فتح»، وهي الأذرع التي لا يعترف بها رئيس الحركة، محمود عباس، بعد إصداره قراراً بحلّها كافة في 2007. مع ذلك، لم يكن غريباً تجاهل وسائل الإعلام التابعة للسلطة و«فتح» المناورة والاكتفاء بالترويج لاحتفالات الانطلاقة “الفتحاوية” الـ 55.
من رسائل المقاومة التحذير من أيّ ضربة كبيرة قبل رحيل ترامب
وفي الوقت الذي بات يشعر فيه الفلسطينيون بحالة أشبه بالضياع بعد انحدار السلطة وطنياً، وتغوّل الاحتلال على الضفة والقدس، وحفلة التطبيع العربية العلنية، جاءت المناورة بمكانة رسالة مهمّة لجميع الفلسطينيين في الداخل والخارج، تقول إن ثمة بصيص أمل وقاعدة صلبة يمكن الاعتماد عليها لمواجهة الاحتلال. كما تأتي هذه الخطوة تتويجاً لعمل المقاومة في غزة خلال السنوات الأخيرة على قاعدة تعبئة الشارع وبناء القدرة العسكرية. فخلال العام المنتهي 2020، كشفت المقاومة على مراحل مجموعة من عملياتها الأمنية في مواجهة الاحتلال، ليتبعها الكشف عن أن طائراتها نفذت مهمّات محدّدة فوق وزارة الأمن الإسرائيلية خلال حرب 2014، وكذلك الإفراج عن تفاصيل عملية «موقع أبو مطيبق» خلال الحرب نفسها، وليس أخيراً عثورها على «كنز عسكري» في بحر غزة واستخراجه وإعادته إلى الخدمة.
أخيراً، يرى مراقبون أن «الركن الشديد» تُمثّل «بداية فعلية لعمل الغرفة المشتركة لعمليات المقاومة» بطريقة مختلفة لكن منظمة، ما قد يؤسِّس مستقبلاً لتنسيق أكبر على المستويين العسكري والأمني، ويمهّد لتطوّر عمل الفصائل تحت «هيئة أركان موحدة».
من ملف : مناورة «الركن الشديد»: غزة ليست الحلقة الأضعف
«الركن الشديد»: 12 فصيلاً مقاوماً يبدأون مناورة واسعة
أطلقت فصائل المقاومة الفلسطينية أمس، مناورة واسعة أولى من نوعها باسم «الركن الشديد».
وأعلنت «الغرفة المشتركة» لفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، أمس، عن انطلاق مناورة «الركن الشديد»، الأولى من نوعها.
وقال متحدث باسم الغرفة خلال مؤتمر صحافي، داخل أحد المواقع العسكرية للمقاومة: «نعلن بعون الله عن انطلاق مناورات الركن الشديد التي ينفذها مقاتلونا ومجاهدونا من كافة الأجنحة تحت قيادة الغرفة المشتركة».
وأطلقت الغرفة المشتركة رشقة صاروخية تجريبية باتجاه بحر قطاع غزة بالتزامن مع إعلان بدء المناورة.
وأوضح المتحدّث أن المناورة تُنفذ بالذخيرة الحية عبر سيناريوات متعددة ومتنوعة في مناطق القطاع من شماله حتى جنوبه.
وبيّن أن المناورات «تحاكي تهديدات العدو المتوقعة وتهدف إلى رفع كفاءة وقدرة مقاتلي المقاومة على القتال في مختلف الظروف والأوقات».
وشدّد على أن «هذه المناورات الدفاعية تأكيد على جهوزية المقاومة للدفاع عن شعبنا في كل الأحوال وتحت الظروف كافة».
وأكد أن «قيادة المقاومة جاهزة لخوض أي معركة للدفاع عن شعبنا وأرضنا، ولن تقبل أن يتغول العدو على أهلنا».
وقال: «سلاحنا حاضر وقرارنا موحد في خوض أي مواجهة تُفرض على شعبنا في أي زمان ومكان».
وحذّرت الغرفة المشتركة قيادة الاحتلال «بأن مجرد التفكير في مغامرة ضد شعبنا؛ سيواجه بكل قوة ووحدة وسيحمل الكثير من المفاجآت».
وأضاف «هذه المناورات المشتركة تعبر بوضوح عن القرار المشترك ووحدة الحال بين الفصائل بكافة أطيافها».
ويشارك في المناورة 12 جناحًا عسكريًا هم: كتائب القسام، وسرايا القدس، وكتائب الشهيد أبو علي مصطفى، وألوية الناصر صلاح الدين، وكتائب المقاومة الوطنية، وكتائب شهداء الأقصى – لواء العامودي، وجيش العاصفة، ومجموعات الشهيد أيمن جودة، وكتائب الشهيد عبدالقادر الحسيني، وكتائب المجاهدين، وكتائب الأنصار، وكتائب الشهيد جهاد جبريل.
هذا وأكدت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية أن قرارهم موحّد في خوض أية مواجهة تُفرض على الشعب الفلسطيني في أي زمان ومكان، محذرة قيادة الاحتلال من أن «مجرد التفكير في مغامرة ضد شعبنا ستواجه بكل قوة ووحدة وستحمل الكثير من المفاجآت بإذن الله».
وفي السياق، تابع العدو الصهيوني هذه المناورات بقلق بالغ، ونشر «موقع إسرائيل نيوز24» خبراً تناول فيه المناورات العسكرية المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، وتضمن: «بدأت الساعة العاشرة من صباح اليوم (أمس) مناورات عسكريةٌ واسعةٌ النطاق، وهي الأولى من نوعها حيث تجري بمشاركة كافة الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، وعلى رأسها حماس والجهاد الاسلامي».
الموقع الصهيوني أضاف: «وفي المناورات العسكرية التي أطلق عليها «مناورات الركن الشديد» حيث ستديرها غرفة العمليات المشتركة للفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، وحتى اليوم قامت كل جماعة مسلحة بإجراء مناورات وحدها، وهذه هي المرة الأولى التي يجرون فيها مناورات مشتركة تكون بها لكل فصيل دور ومناطق محدّدة، وهنا تكمن أهمية هذه المناورات».
من جهته قال موقع صحيفة «يديعوت أحرنوت» إن توقيت مناورة غزة يأتي بعد مناورات الجيش الصهيوني قبل أسابيع في فرقة غزة وعند الحدود الشمالية، وأضاف أن المناورة العسكرية «الركن الشديد» تدار للمرة الأولى من غرفة عمليات مشتركة تابعة للأذرع العسكرية في قطاع غزة.
فيديوات ذات صلة
مقالات ذات صلة
No comments:
Post a Comment