Sunday, 9 May 2021

تصعيد إسرائيلي متنقّل في القدس والمقاومة تُحذّر: ردّنا آتٍ

 السبت 8 أيار 2021

تصعيد إسرائيلي متنقّل في القدس والمقاومة تُحذّر: ردّنا آتٍ
ترافقت الصلوات في المسجد الأقصى، أمس، مع العديد من التظاهرات والوقفات الاحتجاجية (أ ف ب )

غزة في وقت كان فيه الفلسطينيون يترقّبون موعد اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى بعد غدٍ الاثنين، سبقت قوات العدو المستوطنين إلى ذلك باقتحامها المسجد واشتباكها مع المصلّين وإغلاقها الحرم القدسي بالكامل. خطوة تصعيدية هي الأكبر منذ سنوات، استدعت مواقف مندّدة من فصائل المقاومة، التي حذّرت العدوّ من أنّ عليه «أن يتوقّع ردّنا في أيّ لحظة». يأتي ذلك فيما يتصاعد التوتّر في المدينة المحتلّة على خلفية قضية حيّ الشيخ جرّاح، التي تحوّلت إلى مادّة اشتباك يومي مع العدو، في محاولة من الفلسطينيين لحماية أهالي الحيّ من خطر الترحيل

في خطوة تصعيدية هي الأكبر منذ سنوات، اقتحمت قوات الاحتلال المسجد الأقصى، وأطلقت النار والغاز المسيل للدموع على المصلّين الذين تصدّوا لعملية الاقتحام، ما أوقع عشرات الإصابات في صفوفهم. وتواصَل الاقتحام لساعات تخلّلتها عمليات اعتقال للمصلّين، والهجوم على غرفة الأذان، وقطع أسلاك مكبّرات الصوت. وتلت ذلك خطوة تصعيدية أخرى، بإغلاق العدو الحرم القدسي بالكامل، ومنعه صلاتَي العشاء والتراويح فيه، وسط سخط فلسطيني ودعوات إلى التصعيد. وأعلنت حركة «حماس» أن رئيس مكتبها السياسي، إسماعيل هنية، يُجري اتصالات مع عدد من المسؤولين في المنطقة لوقف الاعتداءات على المصلّين في الأقصى، فيما أكّد الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي»، زياد النخالة، أن «ما يجري في القدس لا يمكن السكوت عليه، وعلى العدو أن يتوقّع ردّنا في أيّ لحظة».

وكان نحو 70 ألف فلسطيني قد أدّوا صلاة الجمعة الرابعة والأخيرة من شهر رمضان في رحاب المسجد الأقصى، جرّاء الإجراءات المشدّدة التي حالت دون وصول المصلّين إلى المسجد، والتي ترافقت مع نشر تعزيزات كبيرة في مدينة القدس المحتلّة. وجاء ذلك بعد يوم من توجيه محمد الضيف، قائد أركان الجناح العسكري لحركة «حماس»، «الإنذار الأخير» إلى العدو لوقف ما يجري في المدينة، الأمر الذي دفع الاحتلال إلى رفع درجة التأهّب على حدود قطاع غزة وفي الضفة والقدس. وحذّر خطيب الجمعة من «الخطر القادم، وسياسة الظلم التي يمارسها الاحتلال»، مستدركاً بأن «ذلك لن يدوم أمام الصامدين والصابرين في بيوتهم». وعلى مدار اليومين الماضيين، عاشت المدينة ساعات قاسية تخلّلتها اشتباكات عنيفة مع الاحتلال، الذي سمح للمستوطنين في حيّ الشيخ جرّاح بالاعتداء على مائدة إفطار أعدّها الفلسطينيون أمام البيوت المهدّدة بالإخلاء، بالتزامن مع نصْب زعيم حزب «الصهيونية الدينية»، يائير بن غافير، مكتباً له في الحيّ، وهو ما كان كفيلاً بتفجير الأوضاع ودفْع الصائمين الفلسطينيين إلى الهجوم على خيمته وتكسيرها ومهاجمة سيّارات المستوطنين وحرق إحداها. وعلى الفور، دفعت قوات العدو بعناصر كبيرة من وحدات القمع إلى حيّ الشيخ جرّاح، حيث اعتقلت العشرات من المقدسيين، وأصابت 20 آخرين بجروح، فيما رصدت وسائل الإعلام المستوطنين وهم يحملون المسدّسات ويوجّهونها نحو الفلسطينيين العزّل لإرهابهم.

استشهد شابّان فلسطينيان بعد إطلاق النار عليهما من قِبَل الاحتلال قرب جنين


وترافقت الصلوات في المسجد الأقصى، أمس، مع العديد من التظاهرات والوقفات الاحتجاجية، التي دعت المقاومة في غزّة إلى قصف مدينة تل أبيب وتلقين الاحتلال درساً كبيراً. وأصيب العشرات من الفلسطينيين في قمع الاحتلال لمسيرات شعبية في عدد من مناطق الضفة المحتلّة، إذ اعتدى جنوده على فعالية جبل صبيح السلمية في بلدة بيتا جنوبي نابلس شمال الضفة الغربية، بالإضافة إلى المسيرة الأسبوعية في قرية كفر قدوم شرقي قلقيلية لمناهضة الاستيطان. وتلا ذلك قمع وقفة دعم وإسناد لأهالي منطقة عين البيضا المهدّدة بالاستيلاء عليها جنوبي شرقي يطا جنوب الخليل. وخلال المسيرة الأسبوعية شمال شرق قرية بيت دجن شرقي نابلس، أصيب شاب فلسطيني برصاصة في قدمه وآخرون بالاختناق، بعد مهاجمة العدو المسيرة والاعتداء عليها عقب صلاة الجمعة. وعصر أمس أيضاً، اقتحم مستوطنون مسلّحون حيّ الشيخ جرّاح، في مقابل تنظيم الفلسطينيين مسيرة وفعاليات تضامنية مع أهالي الحيّ الذين يواجهون خطر الترحيل. واستخدمت قوات الاحتلال قنابل الصوت لتفريق المتظاهرين وإغلاق مداخل «الشيخ جرّاح» لمنع وصول المتضامنين إليه.

في هذه الأثناء، أجّلت المحكمة العليا في دولة العدو البتّ في قضية إخلاء الفلسطينيين أربعة منازل في الحيّ لمصلحة مستوطنين، إلى يوم الاثنين المقبل، بعد إبلاغ المحامين المحكمة برفض عقد اتفاق مع المستوطنين يقضي بملكيّة الأخيرين للأرض. يأتي ذلك فيما قرّرت السلطة الفلسطينية نقل ملفّ الحيّ إلى المحكمة الجنائية الدولية. وتصاعدت قضية «الشيخ جرّاح» دولياً، بعدما حثّت الأمم المتحدة، على لسان المتحدث باسم مفوضيّتها السامية لحقوق الإنسان روبرت كولفيل، الاحتلال الإسرائيلي، أمس، على إنهاء جميع عمليات «الإخلاء القسري» بحق الفلسطينيين في الحيّ، محذّرة من أن أفعال تل أبيب قد تشكّل «جرائم حرب». وأكّدت أن القدس الشرقية لا تزال جزءاً من الأراضي الفلسطينية المحتلّة، ويسري عليها القانون الإنساني الدولي، وعليه فإن إسرائيل لا تستطيع فرض منظومتها التشريعية في الأراضي المحتلة والقدس الشرقية.

إلى ذلك، استشهد شابّان فلسطينيان، وأصيب ثالث بجروح خطيرة، جرّاء إطلاق النار عليهم من قِبَل الاحتلال قرب مدينة جنين في الضفة. وزعمت مصادر عبرية أن المنفّذين كانوا في طريقهم إلى داخل الأراضي المحتلّة، بهدف تنفيذ عملية عسكرية كبيرة، لكن الجيش أوقف الحافلة التي كانت تقلّهم ونقلها إلى حاجز سالم قرب جنين، ما دفعهم إلى الاشتباك مع الجنود هناك.


فيديوات مرتبطة


مقالات مرتبطة


River to Sea Uprooted Palestinian   
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!

No comments: