2020-06-29
يبدو الوطن العربي، في هذه اللحظة، وكأنه “ارض مشاع” لكل قادر منها نصيب: دوله متهالكة، او تائهة عن مصيرها، او فاقدة هويتها، ومصيرها ووجودها متروك للريح.
حتى جامعة الدول العربية، التي هي مجرد “مبكى”، لا تجتمع الا في مناسبات الحزن او الاغتصاب، كما تفعل الحبشة مع السودان ومصر ببناء “سد النهضة” على حساب جيرانها الاقربين واصدقائها التاريخيين، قبل أن يغزوها الاميركيون ومعهم العدو الاسرائيلي لمنحها فائضا من القوة على حساب مصر والسودان.
وسوريا غائبة او مغيبة عن جامعة الدول العربية بناء لقرار اتخذته امارة قطر العظمى ومساندة عدد من المفيدين منها، ولو على حساب قضايا العرب المقدسة، وفي الطليعة منها فلسطين..
أما العراق المنهك بترسبات حكم صدام حسين، فعلى ارضه، بعد، قوات اميركية وفرنسية، وايرانية، مع غزو تركي لبعض شماله بذريعة مقاتلة الاكراد.. علماً أن تركيا اردوغان قد شفطت من نهري دجلة والفرات ما استطاعت من المياه لتفرض العطش مع الجوع على ارض الرافدين.
..وها هو لبنان يعاني من آثار الحصار الشديد المضروب على سوريا، مع استمرار الغارات الاسرائيلية على مواقع محددة فيها بذريعة ضرب “القوات الايرانية، مع استهداف لوجود “حزب الله” كرديف، ومع تحاشي اصابة القوات الروسية المنتشرة فيها، وكذلك مواقع القوات التركية الغازية التي تحتل بعض الارض السورية في الشرق والشمال ( منبج ثم القامشلي ومحاولة التقدم نحو دير الزور) .
لن نتحدث عن السعودية وامارات الخليج فهي “رهينة المحبسين” الولايات المتحدة الاميركية والاسر الحاكمة.. وبرغم ذلك فإنها لا تتردد في غزو اليمن واعادة تقسمه إلى شمال وجنوب (صنعاء وعدن) مع خلاف حول شبه جزيرة سوقطره الخ..
في الجهة المقابلة تبرز ليبيا، التي جعلها معمر القذافي “جماهيرية” والتي يتزاحم على احتلالها، الآن، السلطان اردوغان بجيش المرتزقة معظمهم من اللاجئين السوريين إلى خليفة العثمانيين، فضلاً عن تطلع ايطاليا لاستعادة ما تعتبره من “املاكها” السابقة، كذلك فرنسا التي كانت تحتل الجنوب (سبها وما احاط بها) فضلاً عن البريطانيين الذين جاءوا إلى طبرق بذريعة أن الجنرال مونتغمري كان يجتاجها لطرد الجنرال رومل وجيش النازي بعيدا عن مصر الواقعة آنذاك تحت الاحتلال البريطاني.
لكأننا في العام 1920 حين تقاسم المشرق العربي (لبنان وسوريا والعراق بين بريطانيا وفرنسا)، كما تم اختراع امارة شرقي الاردن، لاسترضاء الشريف حسين، مطلق الرصاصة الأولى لتحرير الامة، ومن ثم تم اعطاء نجله الثاني الامير فيصل الاول ملك العراق، بدلاً من سوريا التي لم تقبله او لم يقبله (الفرنسيون عليها..)
شعب لبنان محاصر بالجوع، وشعب سوريا بخطر تقسيم الامر الواقع: فشماله مفتوح للغزو التركي، وفي دمشق وسائر المناطق القوات الروسية، وفي بعض انحاء الشمال قوات ايرانية تساندها قوت من “حزب الله”.
لقد دارت الارض بالأمة العربية دورة كاملة، فاذا “الجحاش ملك”، كما تقول العجائز واذا الماضي ذكريات موجعة، واذا المستقبل… لله يا مسحنين!.
يا أمة ضحكت من جهلها الامم!
No comments:
Post a Comment