يحتدم الصراع بين المرشح الديمقراطي (بايدن)، والمرشح الجمهوري (ترامب)، والذي يشغل منصب الرئيس. وكما سبق الشرح في مقال سابق، فإن المرشح الديمقراطي في موقف صعب، في مواجهة منافس جمهوري يشغل موقع الرئيس الفعلي. ومع ذلك فإنّ بايدن ومن خلفه الحزب الديمقراطي مجتمعاً وبلا أيّ انشقاقات، يقود معركة مصيرية ضد ترامب الرئيس والجمهوري، ونتيجتها هي التقدّم المستمرّ على منافسه، من دون تغيير في نتائج السباق نحو البيت الأبيض. بينما على الجانب الآخر، يقف ترامب عارياً أمام الشعب الأميركي، وفي موقف الدفاع عن موقعه الرئاسي بكافة السبل، وينتهج كل أساليب الخداع والكذب، ويعتبر أن الهجوم هو خير وسيلة للدفاع. فهو يهاجم الإعلام لأنه يسكت على خصمه بايدن الذي اتهمه بأنه «مجرم»، وأنّ الإعلام أيضاً «مجرم» لأنه يسكت على المجرم بايدن! وبذلك فإنه يريد لفت الأنظار إليه، ورسالة مبطنة للإعلام للاهتمام به في اللحظات الأخيرة! كما أنّ ترامب هاجم أيضاً الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه، بأنه يهاجمه ولا يقف إلى جواره، ودعا إلى توحّد الصفوف والوقوف معه باعتباره يواجه خطراً حقيقياً!
وبدلاً من أن يستميل الإعلام وحزبه الجمهوري بالحسنى وبالخطاب الليّن والناعم، فهو قد اختار أسلوب الهجوم الخارج عن المألوف! هو إذن يخوض المعركة في أيامها الأخيرة، تأكيداً بأنه قد أفلس ولم تعد لديه أوراق قوية يدير بها أيام المعركة الأخيرة، الأمر الذي يحتم سقوطه في انتخاب 3 نوفمبر ونحن على مقربة أيام منها. ومما يؤكد ذلك، فقد تابعنا تسريباً من داخل فريق إدارة حملته الانتخابية، يتضمّن، استعداد فريق الحملة للسقوط، ويفكرون في ترتيب الأوضاع في ما بعد الخسارة الكبرى حسب نص ما تمّ تسريبه. ومن نقل عن هؤلاء يشير إلى أنهم يبكون بعد أن تأكدوا من الخسارة، وأنه لم يعد بوسعهم إنقاذ الموقف. كما أنّ أحد رجال الحملة الانتخابية قد صرّح من دون أن يظهر اسمه، بأنه من المستحيل توقع النجاح مع شخص مثل ترامب بعد سنوات أربع أمضاها في الرئاسة، خلاصتها نتائج سلبية، ولذلك فقد فشلت كلّ الجهود المنظمة في إدارة الحملة الانتخابية، مع شخص مثل ترامب يتسم بالفوضوية والسطحية! إلى هنا، فإنّ النتيجة المحتملة بل والحتمية هي سقوط ترامب، والاستعداد لما بعد!
وعلى الجانب الآخر، فقد بدأت عملية التصويت المبكر في الولايات المختلفة، بدأت بالولايات الكبرى مثل فلوريدا وكاليفورنيا وأريزونا، وهي الولايات الحاسمة في نتيجة الانتخابات، لما تمتلكه من أكثر من نصف عدد المجمع الانتخابي الكلي، ومَن يكسبها فقد رجحت كفة نجاحه واجتيازه عتبة الوصول إلى البيت الأبيض.
وكانت قد أجريت استطلاعات بمعرفة (رويترز – إبسوس)، ونشرت نتائجها الأربعاء الماضي 21-أكتوبر، أظهرت تقدّم المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية جو بايدن، على منافسه دونالد ترامب، في ولاية فلوريدا. وكذلك الأمر في ولاية أريزونا، فإنّ بايدن لا يزال متقدماً.
كما أن بايدن يتفوّق على ترامب على مستوى جميع الولايات الأميركية بتسع 9 نقاط مئوية بين الناخبين المحتملين، وهي نسبة كبيرة مع الاقتراب من يوم الثلاثاء العظيم في 3 نوفمبر المقبل.
وطبقاً لاستطلاع آخر بين 16-20 أكتوبر، فإنّ 51%، سيصوّتون لصالح بايدن، تأكيداً لنجاحه، بينما 42% سيعطون أصواتهم للرئيس ترامب.
وفي استطلاع «رويترز – إبسوس»، قد ركز على استطلاع آراء الناخبين المحتملين في 6 ولايات هي: ويسكونسن، وبنسلفانيا، وميتشيغان، ونورث كارولينا، وفلوريدا وأريزونا، وهي الولايات الحاسمة، مَن يكسبها فقد يتأكد فوزه بالانتخابات، بأن يتقدّم بايدن إلى مقعد الرئاسة في البيت الأبيض، وخلع ترامب منه، وتأكيد رسوبه في واقعة نادرة ما تتكرّر في الانتخابات الأميركية.
وتؤكد «نيويورك تايمز»، في آخر تقرير لها عن الانتخابات الأميركية، أنّ ترامب لم يتغيّر، ولذلك فإنّ الناخب الأميركي قد يرفضه مؤكداً.
ختاماً… فإنّ كلّ المؤشرات تؤكد على سقوط ترامب ورحيله، وعلى المرتبطين بشخص ترامب داخل أميركا وخارجها في أوروبا وخاصة منطقتنا العربية والشرق الأوسط، أن يعدّوا أنفسهم لما بعد ترامب في الرابع من نوفمبر المقبل. ولنا عودة الأسبوع المقبل عن تداعيات المناظرة الثانية بين بايدن وترامب والاحتمالات النهائية للنتيجة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، والأمين العام المساعد للتجمع العربي الإسلامي لدعم خيار المقاومة، ورئيس الجمعية العربية للعلوم السياسية.
No comments:
Post a Comment