31 تشرين اول 23:07
تبدو العلاقة الروسية التركية وكأنها تتجه إلى التوتر في ظل صراع يشتد حول الأزمات المختلف عليها، بما في ذلك الأزمتان السورية والليبية. فهل ستطغى الخلافات على التفاهمات، وتتعمق الفجوة بين الجانبين؟
لروسيا وتركيا مصلحة في إقامة علاقة جيدة بينهما، وفي تجنب صدامٍ مباشر. لكنّ المصالح تتقاطع، فكلٌ يسعى إلى مزيد من النفوذ إقليمياً، وللدولتين موطئ قدم في سوريا وليبيا، أبرز بؤر التوتر، حيث الخلاف بينهما حول الأزمتين منذ سنوات.
في الأولى، يبدو الخلاف في تصاعد، حيث أن موسكو تضرب “فيلق الشام” المدعوم من أنقرة، فترسل بذلك رسالة مفادها أن الروس مستاؤون من تحركات تركيا إقليمياً. كأنما تريد روسيا بذلك أن تقول: “إن نقل المسلحين إلى القوقاز خط أحمر”. وفي ذلك أيضاً، تكثيف للضغوط على تركيا، لتقوم بسحب ثلاث نقاط مراقبة في جوار إدلب.
تركيا من جهتها، تعرب عن سخطها العميق، من تلك الغارة الروسية في إدلب، ورئيسها رجب طيب إردوغان يتهم موسكو في خطاب له، “بعدم الرغبة في السعي لتحقيق السلام في سوريا”.
الرئيس التركي من جهته لا يُبدي استعداداً لانسحاب قواته من إدلب وشمال سوريا، إلا بعد حلّ نهائي للأزمة. وثمّة شرط آخر هو طلب الشعب السوري ذلك، على حد تعبيره. فهل يتجه البلدان إلى وضع متأزم بينهما، كذاك الذي شهداه بعد إسقاط الأتراك مقاتلة روسية، أو ربما حتى أكثر تأزماً؟
قد يكون لنفاد صبر بوتين واندفاع إردوغان، ما يدفع في هذا الاتجاه. وللرئيس التركي ورقةٌ أخرى، هي النفوذ في ليبيا التي تمثل وجهاً آخر للصراع.
وفي سياق توتر العلاقات الروسية التركية، يأتي تراجع رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج عن استقالته من رئاسة الحكومة، ما قد يعيد الأزمة الليبية إلى الوراء، ويهدد بنسف جهود إيجاد حل سياسي.
كذلك، تتسع الفجوة بين الروس والأتراك، رغم حاجة الواحد منهما إلى الآخر، فكلاهما يبحث عن مكاسب تعزز مصالحه، وكلاهما يخشى على نفسه من تقزيم نفوذه.
محلي للميادين: صبر بوتين نفذ من ممارسات تركيا في سوريا
وعن توتر العلاقة الروسية التركية، رأى الخبير في الشؤون التركية حسني محلي في حديث للميادين، أن الرئيس الروسي لا يمكنه المضي بمسارات في القوقاز شبيهة بسوريا. ولفت إلى أن هناك قلق روسي جدي من الدور التركي المحتمل في القوقاز.
وفيما أشار إلى أن صبر بوتين نفد من ممارسات تركيا، إلا أن محلي أعرب عن اعتقاده بأن إردوغان لن يتراجع في سوريا، على الرغم من التفاهمات التي عقدها مع بوتين.
كذلك تساءل محلي: “ماذا فعلت موسكو أمام سيطرة أذربيجان على مساحات مهمة في ناغورنو كاراباخ بدعم تركي؟”.
واعتبر أنه لا يمكن لتركيا أن تتخلى عن الولايات المتحدة خصوصاً في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها.
كما أشار محلي إلى أن واشنطن وبرلين ساهمتا في نجاح التفاهمات الليبية-الليبية.
أوغلو للميادين: القوقاز جبهة صراع بين موسكو وأنقرة
بدوره، رأى الكاتب والباحث في الشؤون السياسية التركية فراس أوغلو، في حديث للميادين أن هناك فرق واضح في القدرات العسكرية والاستراتيجية بين روسيا وتركيا.
وقال أوغلو، إن القوقاز هي جبهة صراع واضحة بين روسيا وتركيا لاعتبارات عديدة. واعتبر أنه بإمكان تركيا المناورة بين الجانبين الأميركي والروسي “وتبقى فائزة”، على حدّ تعبيره.
كما تناول أوغلو ما يجري بين أرمينيا وأذربيجان، ورأى أن الجو الاستراتيجي الآن يناسب أذربيجان لاستعادة أراضيها.
كما رأى أن أرمينيا تتحول إلى نقطة متقدمة لفرنسا وأميركا، “وهذا الأمر ترفضه روسيا وتركيا”، وفق أوغلو.
No comments:
Post a Comment