Monday, 16 November 2020

خطوط دفاع مأرب تنهار: معسكر الماس في أيدي قوّات صنعاء

الأخبار

 رشيد الحداد السبت 14 تشرين الثاني 2020

خطوط دفاع مأرب تنهار: معسكر الماس في أيدي قوّات صنعاء
جرى التحام مباشر بين قوّات هادي وصنعاء قبيل سقوط المعسكر (أ ف ب )

أحكمت قوّات صنعاء، بعد أسبوعَين من المعارك، سيطرتها على معسكر الماس الاستراتيجي الذي يُعدُّ آخر وأهمّ خطوط الدفاع عن مدينة مأرب. تَطوّرٌ فَتح الطريق أمام الجيش و«اللجان» للتقدُّم في اتجّاه المدينة، سواء من صحراء الجدعان، أم من الخطّ الرئيس الرابط بين صنعاء ومأربصنعاء | سقط معسكر الماس الاستراتيجي الواقع غربي مدينة مأرب بأيدي قوّات صنعاء، فجر يوم أمس، ما أدّى إلى انهيار مَن تبقّى مِن قوّات موالية للرئيس المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي، في محيط المعسكر. هذا التقدُّم الاستراتيجي الذي خاضت قوات الجيش و”اللجان الشعبية” من أجله معركةً مصيريّة مع قوّات هادي، في الأسبوعين الماضيين، يتيح المجال للتقدُّم نحو مدينة مأرب من صحراء الجدعان، أو من الخطّ الرئيس الرابط بين العاصمة ومأرب.

سقوط المعسكر الذي يُعدُّ آخر وأهمّ خطوط الدفاع عن مدينة مأرب، مَنح قوات الجيش و”اللجان الشعبية” هامشاً واسعاً للسيطرة على ما تبقّى من المناطق الصحراوية المحيطة بالمدينة، والتقدّم في اتّجاه منطقة الدشوش المطلّة على معسكرَي صحن الجن وتداوين ووزارة دفاع هادي الواقعة عند البوابة الغربية لمأرب، وكذا السيطرة على مساحة جغرافية كبيرة في صحراء الجدعان المحيطة بالمدينة، وتأمين القوّات المتقدّمة نحو مأرب من أيّ هجمات غادرة من الخلف، أو أيّ التفاف عسكري للقوّات المعادية.

وأكّد مصدر قبلي في مأرب، في حديث إلى “الأخبار”، سقوط معسكر الماس الاستراتيجي ووادي الماس وجميع المناطق والأودية والمواقع المحيطة به، مشيراً أيضاً إلى سقوط الخطّ الإسفلتي الرئيس الرابط بين صنعاء ومأرب بعد سيطرة الجيش و”اللجان الشعبية” على منطقة حلحلان بالكامل، ونقل المعركة إلى ما بعد نقطة الكسارة في اتّجاه مأرب. وكانت قوات صنعاء أحكمت سيطرتها، بعد معارك عنيفة، مساء الثلاثاء، على مفرق معسكر الماس ونقطة الشرطة العسكرية، وصولاً إلى صحراء اللسان التي كانت تُستخدم من قِبَل المرتزقة كخطّ إمداد أخير للدفاع عن المعسكر. وعلى رغم محاولة الطرف الآخر بناء التحصينات والاستبسال في الدفاع عن المعسكر، إلّا أن طائرات العدوان استهدفت الموالين له، في اليومين الماضيين، بعد غارات هستيريّة شنّتها لإعاقة تَقدُّم قوّات الجيش و”اللجان الشعبية” نحو المعسكر. من جهته، وصف قيادي في قوّات هادي، يدعى سلطان الروسا، المواجهات “الفاصلة” التي جرت مساء الخميس قبيل سقوط المعسكر بـ”الحرب التي لا تشبه أي حرب”، مشيراً، في تغريدة عبر “تويتر”، إلى أن “عناصر الطرفين التحما وجهاً لوجه للمرة الأولى”.

فرّت قوّات هادي في أعقاب سقوط معسكر الماس، نحو صحراء الجدعان


هذا التطوّر المهمّ تزامن مع سقوط معظم مناطق وقرى مديرية رغوان الواقعة بالقرب من معسكر الماس بأيدي قوّات الجيش و”اللجان الشعبية” في الأيام الماضية، ونجاح وساطات قبليّة بتفعيل اتفاقات كانت قوات صنعاء أبرمتها مع قبائل رغوان في تموز/ يوليو الماضي، والتزمت بموجبها يتجنيب القرى والمدن التابعة للمديرية ويلات الدمار وعدم اعتراض أبناء قبيلة الجدعان المنسحبين من صفوف قوّات هادي، في مقابل السماح لها بالدخول سلميّاً إلى مناطقهم. اتّفاقات توسّعت ودفعت كبار مشائخ قبيلة الجدعان التي تمتدّ أراضيها من شرق صنعاء وصولاً إلى غرب مأرب وشرق الجوف، إلى زيارة صنعاء الأربعاء الماضي، وإعلان الولاء لقيادة “أنصار الله”. هذه الخطوة أثارت جدلاً واسعاً في أوساط قوّات هادي التي اعتبرت تأييد قبيلة الجدعان لصنعاء، صدمة معنوية كبيرة ستفقد الجبهات الموالية لـ”التحالف” التوازن والصمود في المعركة، لكون أبنائها قاتلوا في صفوفه على مدى ثلاث سنوات، وقتل 700 منهم في جبهات القتال.

وفرّت قوّات هادي في أعقاب سقوط معسكر الماس، نحو صحراء الجدعان التي تمتدّ من المدخل الغربي لمدينة مأرب إلى شرق الجوف. وتفيد المصادر بأن قيادة القوات المشتركة وصلت مساء الخميس إلى معسكر تداوين، أحد أهمّ مقرات قوّات التحالف السعودي – الإماراتي شمال غرب مدينة مأرب، حيث عَقدت اجتماعاً طارئاً بحضور ضبّاط سعوديين لتدارس الموقف، في ظلّ اشتداد المعارك غربي المدينة. إلّا أن صاروخاً بالستياً، لم تُعلِن صنعاء مسؤوليتها عنه، كان لهذا الاجتماع بالمرصاد، ليتسبّب في وقوع عدد كبير من القتلى والجرحى، منهم قيادات عسكرية كبيرة موالية لهادي، وثلاثة ضباط سعوديين تفيد المعلومات بمقتلهم. وجاء الهجوم الصاروخي على الاجتماع بعد يومين من مقتل قائد اللواء أول مشاة جبلي الموالي لهادي، العميد محمد مسعد جعبان، في جبهة مدغل في ظروف غامضة، وذلك عقب خلافات تصاعدت بينه وبين رئيس أركان قوّات هادي، اللواء صغير بن عزيز. ولا يستبعد مراقبون أن تصاعد الغارات “الخاطئة” التي تستهدف بعض مجاميع قوّات هادي في جبهات مأرب، تندرج في إطار التصفيات بين الأجنحة المتصارعة في جبهات مأرب والجوف.

وكانت قوات هادي قد صعّدت عسكرياً، خلال الساعات الـ72 الماضية، في جبهات خب والشعف في محافظة الجوف، محاولةً بذلك تخفيف الضغط على جبهات غرب مأرب، ورفع معنويات عناصرها المنهارة، فردّت قوات صنعاء، الخميس، بشنّ هجوم واسع في اتّجاه منطقة اليتمة الواقعة على الحدود مع السعودية، لتسيطر على مناطق الدحيضه والتبة الحمراء وقرن السعراء شرق الجوف.

زورقان وطائرات مسيّرة تستهدف السعودية

بعدما هدّدت “أنصار الله”، قبل أيّام، عشية “قمّة العشرين” المزمع عقدها في الرياض يومَي 21 و22 الجاري، باستهداف مواقع عسكرية واقتصادية حيويّة في الداخل السعودي، بدأت الحركة تنفيذ تهديداتها اعتباراً من مساء الأربعاء، حين هاجمت بزورقين مفخّخين مسيّرين منصّة تفريغ عائمة تابعة لمحطّة توزيع المنتجات البترولية في جيزان جنوب المملكة، ما أدّى الى اندلاع حريق في المنشأة، بحسب اعتراف السلطات السعودية. اعترافُ جاء على لسان “مصدر مسؤول في وزارة الطاقة” أكّد في حديث إلى وكالة الأنباء السعودية، “واس”، أنه “تمّ التعامل مع حريق اندلع يوم الأربعاء بالقرب من منصّة تفريغ”، مشيراً إلى أن”الحريق اندلع بعدما اعترض التحالف (…) زورقين مفخّخين في جنوب البحر الأحمر”، ما أدّى إلى “اندلاع حريق في الخراطيم العائمة في المنصة، وقد تم التعامل مع الحريق، ولم تحدث أي إصاباتٍ أو خسائر في الأرواح”. كذلك، أعلن التحالف السعودي – الإماراتي، يوم أمس، “اعتراض 5 طائرات مسيّرة تابعة للحوثيين، اثنتان منها في الأجواء اليمنية”، كانت قد أطلقتها قوات صنعاء في اتجاه أهداف داخل الأراضي السعودية.
(الأخبار)


فيديوات مرتبطة

مقالات مرتبطة


River to Sea Uprooted Palestinian   
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!

No comments: