** Please scroll down for the English Machine translation **
معركة تحرير مأرب… أهميتها وتداعياتها
طرح البدء بمعركة تحرير مدينة مأرب، التساؤلات حول مدى أهميتها وتداعياتها على مسار الحرب والتسوية السياسية ومستقبل اليمن، لا سيما أنّ التقدّم الكبير الحاصل في الميدان الذي يحققه تحالف اللجان الشعبية والجيش اليمني قد أدّى إلى رفع منسوب درجة اهتمام الدول الغربية بمجرياتها.. لما لذلك من انعكاسات على موازين القوى على صعيدي الميدان والسياسة.
انّ الإجابة على هذه التساؤلات وأسباب هذا الاهتمام الغربي الذي عكس مستوى القلق من التطورات الميدانية في مأرب، إنما يكمن في العوامل التالية:
أولاً، انّ إنجاز تحرير مدينة مأرب يعني عملياً سقوط آخر وأهمّ معقل للسعودية وحكومة هادي التابعة للرياض، وحزب الإصلاح الإخواني في شمال اليمن، مما سيشكل هزيمة مدوية لقوى العدوان على اليمن، ويحسم سيطرة تحالف اللجان الشعبية والجيش اليمني على كلّ المحافظات الشمالية وصولاً إلى الحدود مع محافظات جنوب اليمن.. وإبعاد التهديد عن العاصمة صنعاء، وبالتالي انهيار أحلام الرياض وحكومة هادي في استعادة السيطرة على شمال اليمن انطلاقاً من مأرب…
ثانياً، إنّ مأرب تقع جغرافياً على الحدود مع المملكة السعودية لجهة مدينتي جيزان وشرورة السعوديتين من الجهة المقابلة لمأرب.. وهذا يجعل استمرار السعودية بالعدوان، في مواجهة احتمال انتقال المعركة البرية إلى قلب هاتين المدينتين، وهو ما تتخوّف منه الرياض، وتحاول القوى التابعة لها التهويل من خطورته بالقول انّ قوات صنعاء اذا سيطرت على مدينة مأرب سوف يؤدّي ذلك الى سقوط خطّ الدفاع الأوّل عن مدينتَي جيزان وشرورة، وسيفتح سقوطها الباب أمام حركة «أنصار الله» لتوسيع نفوذها إلى كامل الحدود السعودية المشتركة مع اليمن.. وقد ذهب مدير التوجيه المعنوي السابق لقوات هادي في مأرب، اللواء محسن خصروف، إلى حدّ القول: «إنّ سقوط مأرب مُقدّمة لسقوط الرياض».. وذلك في محاولة لدفع الحكومة السعودية للزجّ بكلّ قوّتها لمنع سقوط مأرب بأيدي قوات اللجان والحكومة الشرعية في صنعاء…
ثالثاً، إنّ تحرير مأرب سيؤدّي إلى تحرير الثروة النفطية والغازية الهامة الموجودة فيها، والتي كانت تستغلها السعودية والقوى التابعة لها، وتحرم أهل اليمن منها، مما سيمكن حكومة صنعاء من امتلاك موارد هامة تعزز صمود اليمنيين ومقاومتهم في مواجهة العدوان والحصار المفروض عليهم منذ بدء الحرب على اليمن.. الأمر الذي سيشكل تحوّلاً كبيراً لمصلحة تعزيز تحرر اليمن من الهيمنة والسيطرة الأميركية السعودية، إذا ما أخذنا في الاعتبار أنّ أحد أهداف الحرب على اليمن إنما هو منع اليمنيين من التحكم في استغلال ثروتهم، من الغاز والنفط، التي يُقال إنّ اليمن يحوز على كميات كبيرة منها، وخصوصاً في مأرب، وإذا أحسن استغلالها فإنها تمكّن اليمن من تنمية اقتصاده وتحسين حياة الشعب، وتحوّل اليمن إلى دولة قوية مستقلة..
كما يوجد في مأرب محطة صافر لتوليد الطاقة الكهربائية بالغاز التي تغذي العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات الشمالية والوسطى.. فيما سدّ مأرب يوفر مياه الري لمساحات شاسعة من الاراضي الزراعية، ولهذا اختيرت مأرب، في القدم، عاصمة للدولة السبئية، خلال الألفية الأولى قبل الميلاد، وفيها عرش ومحرم بلقيس.. وكانت تشكل حصناً لصدّ الغزاة الذين سعوا إلى احتلال اليمن منذ أيام الإمبراطورية الرومانية التي عجزت جيوشها عن احتلالها.. وكذلك جيوش الدولة العثمانية.
رابعاً، إنّ تحرير مأرب سيؤدي إلى تعزيز الموقف السياسي لتحالف اللجان الشعبية والحكومة الشرعية في صنعاء، في أيّ مفاوضات مقبلة لتحقيق التسوية للأزمة اليمنية، ويحدّ كثيراً من قدرة واشنطن والسعودية وحكومة هادي على فرض شروطهم..
خامساً، انّ تحرير مأرب وما يعنيه من انهيار آخر وأهمّ معقل لحكومة هادي وحلفائها، سيؤدّي إلى خلق مناخ عام بالهزيمة، وانهيار معنويات مقاتليهم، الأمر الذي سيولد تداعيات سريعة في مناطق سيطرتهم في جنوب اليمن، تسعر من الصراعات، المحتدمة أصلاً في ما بينهم، حول المسؤولية عن الهزيمة من جهة، وحول السيطرة على الجنوب من جهة ثانية، مما سيؤدّي إلى نقمة شعبية واسعة تعزز موقف القوى المعارضة لوجود المجلس الانتقالي وقوات هادي المدعومة سعودياً، ويوفر ظروفاً مواتية كي يتحالف أبناء الجنوب مع اللجان الشعبية والجيش اليمني لاستكمال تحرير المحافظات الجنوبية، من سيطرة قوات هادي والمجلس الانتقالي.. المدعومين من تحالف قوى العدوان.
هذه النتائج والتداعيات المتوقعة من جراء تحرير مأرب، هي التي تقف وراء ارتفاع درجة اهتمام الدول الغربية بما يحصل في مأرب، وفي المقدمة الولايات المتحدة، والتي عبّر عنها بمسارعتها إلى إطلاق التصريحات التي تدعو إلى وقف هجوم أنصار الله والقوات المسلحة اليمنية في مأرب، لمنع حصول التحوّلات النوعية في موازين القوى، لمصلحة تحالف أنصار الله والقوى الوطنية، على حساب الموقف الأميركي السعودي الذي سيجد نفسه يجلس إلى طاولة المفاوضات المقترحة لحلّ الأزمة، وهو في حالة من الضعف بعد أن مُنيَ بهزيمة قاسية، الأمر الذي يجعل حركة أنصار الله وحلفاءها في موقع من يملك القدرة على فرض الشروط، قبل انطلاق المفاوضات بوقف العدوان والحصار، وخلال المفاوضات بفرض شروط للتسوية تعزز قدرة الشعب اليمني على تقرير مصيره بعيداً عن التدخلات الخارجية.
انطلاقاً مما تقدّم يمكن فهم لماذا يرفض تحالف اللجان والجيش اليمني وقف الهجوم لاستكمال إنجاز تحرير مدينة مأرب.. ولماذا يرتفع منسوب القلق السعودي الأميركي الغربي من ذلك..
فتحرير مدينة مأرب سيشكل انتصاراً نوعياً يتوّج الانتصارات التي تحققت على مدى سنوات الحرب، وهزيمة كبرى لدول العدوان والقوى التابعة لهم، وسقوط أهدافهم التي سعت إلى القضاء على انصار الله والقوى الوطنية وإعادة إخضاع اليمن ومنع خروجه من فلك التبعية، لما يمثله من موقع جغرافي هامّ على طريق التجارة الدولية وفي الخليج حيث تتركز السيطرة الاستعمارية الأميركية على ثروات النفط والغاز وطرق إمدادها في مياه الخليج وباب المندب… وهو ما جعل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تدعو إلى وقف هذه الحرب لاحتواء تداعياتها السلبية على النفوذ الاستعماري الأميركي، وتعرب عن القلق من سيطرة حركة أنصار الله على مأرب، الأمر الذي قد يسهم في تسريع خطوات واشنطن لوقف الحرب، ومحاولة الحدّ من تداعيات الهزيمة، وتدفيع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ثمن هذه الهزيمة، وهو ما ظهرت مؤشراته من خلال إعلان البيت الأبيض انّ الرئيس بايدن سيتواصل مباشرة مع الملك سلمان، وليس مع ولي العهد، ومن ثم الإفراج عن تقرير الاستخبارات المتعلق بجريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي.. وذلك في سياق إعادة تقييم العلاقات الأميركية مع السعودية.. ما دفع المراقبين إلى التساؤل عما إذا كانت إدارة بايدن تسعى الى تقديم محمد بن سلمان كبش فداء بتحميله مسؤولية الكارثة في اليمن، والظهور في صورة من أوقف هذه الحرب لإعادة تلميع صورة أميركا في اليمن، وتمكين الدبلوماسية الأميركية من لعب الدور المنوط بها للحدّ من الخسائر واحتواء تداعيات الهزيمة… وإعادة ترميم وتعزيز نفوذ أميركا في اليمن من خلال التسوية السياسية.. لكن السؤال هل ستتمكن من ذلك، خصوصاً بعد أن اصبح هناك مقاومة تحرّرية يمنية تملك مشروعاً للتحرر، وتسعى إلى تحقيق استقلال اليمن بعيداً عن الهيمنة والتبعية للولايات المتحدة والحكومة السعودية.. ونجحت بداية في الصمود في مواجهة العدوان، واحتواء اندفاعته، ومن ثم الانتقال من الدفاع إلى الهجوم، وفرض معادلات الردع بعد أن تكمنت من نقل الحرب إلى الداخل السعودي، وتحرير المحافظات اليمنية الشمالية من سيطرة تحالف العدوان، الواحدة تلو الأخرى، حتى أصبحنا على مقربة من تحرير واستعادة آخر محافظة شمالية، وهي محافظة مأرب الاستراتيجية من جميع النواحي، الجغرافية، والاقتصادية، والعسكرية، والسياسية.
The battle to liberate Marib … its significance and repercussions
The start of the battle for the liberation of Marib raised questions about its importance and its implications for the course of war, political settlement and the future of Yemen, especially since the great progress made in the field achieved by the Coalition of Popular Committees and the Yemeni army has raised the level of interest of Western countries in their conduct. This has implications for the balance of power in the field and politics.
The answer to these questions and the reasons for this Western interest, which reflected the level of concern about developments on the ground in Marib, lies in the following factors:
First, the achievement of the liberation of Marib city means practically the fall of the last and most important stronghold of Saudi Arabia and the government of Hadi of Riyadh, and the Brotherhood Reform Party in northern Yemen, which will constitute a resounding defeat for the forces of aggression against Yemen, and resolve the control of the coalition of popular committees and the Yemeni army on all the northern provinces down to the border with the provinces of southern Yemen. The threat was removed from the capital Sana’a, thus collapsing Riyadh and Hadi’s government’s dreams of regaining control of northern Yemen from Marib…
Secondly, Marib is geographically located on the border with Saudi Arabia to the Saudi cities of Jizan and Sharorah on the opposite side of Marib. This makes Saudi Arabia’s continued aggression, in the face of the possibility of a land battle moving to the heart of these two cities, which Riyadh fears, and its forces are trying to downplay its seriousness by saying that if Sana’a forces take control of Marib city will lead to the fall of the first line of defense for the cities of Jizan and Shororah, and its fall will open the door for Ansar Allah movement to expand its influence to the entire Saudi border with Yemen. The former director of Hadi’s moral guidance in Marib, Major General Mohsen Khasrouf, went so far as to say, “The fall of Marib is a prelude to the fall of Riyadh.” In an attempt to push the Saudi government to put all its power to prevent the fall of Marib by the forces of the committees and the legitimate government in Sana’a…
Thirdly, the liberation of Marib will lead to the liberalization of the important oil and gas wealth in it, which was exploited by Saudi Arabia and its forces, and deprives the people of Yemen of it, which will enable the Government of Sana’a to have important resources that strengthen the resilience and resistance of Yemenis in the face of aggression and siege imposed on them since the beginning of the war. This would be a major shift in favor of strengthening Yemen’s liberation from U.S.-Saudi hegemony and control, considering that one of the objectives of the war on Yemen is to prevent Yemenis from controlling the exploitation of their wealth, from gas and oil, of which Yemen is said to have large quantities, especially in Marib, and if it is best exploited, it enables Yemen to develop its economy and improve the lives of the people, and turn Yemen into a strong independent state.
There is also a gas-fired safir power plant in Marib that feeds the capital Sana’a and a number of northern and central provinces. The Marib Dam provides irrigation water for vast areas of agricultural land, which is why Marib was chosen, in the old days, as the capital of the Sabean state, during the first millennium BC, with a throne and the Sanctuary of Balqis. It was a bulwark to repel the invaders who had sought to occupy Yemen since the days of the Roman Empire, whose armies were unable to occupy it. So are the armies of the Ottoman Empire.
Fourthly, the liberation of Marib will strengthen the political position of the Coalition of Popular Committees and the Legitimate Government in Sana’a, in any future negotiations to achieve a settlement to the Yemeni crisis, and greatly limit the ability of Washington, Saudi Arabia and Hadi’s government to impose their conditions.
Fifthly, the liberation of Marib and the collapse of the last and most important stronghold of Hadi’s government and its allies will create a general atmosphere of defeat, and the collapse of the morale of their fighters, which lead to a rapid collapse in their areas of control in southern Yemen, exacerbating the conflicts, already raging between them, over responsibility for the defeat on the one hand, and over control of the south on the other hand, which will lead to a broad popular revulsion strengthening the position of forces opposed to the presence of the Transitional Council and Hadi forces backed by Saudi Arabia, and provides favorable conditions for the people of the south to ally with the popular committees and the Yemeni army to complete the liberation of the southern provinces, from the control of Hadi forces and the Transitional Council … supported by the coalition of aggression forces.
These results and the expected repercussions from the liberation of Marib are behind the high level of interest in Western countries, and in the forefront is the United States, which was expressed its hasten to launch statements calling for an end to the attack of Ansar Allah and the Yemeni armed forces in Marib, to prevent qualitative shifts in the balance of power, in favor of the Alliance of Ansar Allah and national forces, at the expense of the American-Saudi position, which will find itself sitting at the negotiating table proposed to solve the crisis, while it is in a state of weakness after suffering a severe defeat, which makes the Ansar Allah movement and its allies in a position to impose conditions, before the start of negotiations to stop the aggression and blockade, and during the negotiations to impose terms for a settlement that enhance the ability of the Yemeni people to determine their own destiny away from foreign interventions.
Based on the foregoing, it can be understood why the coalition of committees and the Yemeni army refuses to stop the attack in order to complete the achievement of liberating the city of Ma’rib … and why the level of Saudi-American-Western concern is high.
The liberation of the city of Ma’rib will constitute a qualitative victory that culminates in the victories achieved over the years of the war, a major defeat for the states of aggression and their forces, and the fall of their objectives, which sought to eliminate Ansar Allah and national forces, re-subjugate Yemen and prevent its exit from the orbit of dependency, because of the important geographical location it represents. The international trade route and in the Gulf, where the American colonial control is focused on oil and gas wealth and its supply routes in the Gulf waters and Bab al-Mandeb … President Joe Biden’s administration is calling for an end to the war to contain its negative repercussions on U.S. colonial influence, and expresses concern about Ansar Allah’s control of Marib, which could speed up Washington’s steps to stop the war, try to reduce the repercussions of the defeat, and pay for the defeat, which was highlighted by the White House’s announcement that President Biden would communicate directly with King Salman, not the crown prince, and then release the intelligence report on the murder of Saudi journalist Jamal Khashoggi. This is in the context of a reassessment of U.S. relations with Saudi Arabia. What led observers to question whether the Biden administration is seeking to cast Mohammed bin Salman as a scapegoat by blaming him for the disaster in Yemen, appearing in the form of those who stopped this war to re-polish America’s image in Yemen, and enable U.S. diplomacy to play its role in reducing losses and containing the repercussions of defeat… Restoring and strengthening America’s influence in Yemen through a political settlement. But the question is will it be able to do that, especially after there has become a Yemeni liberation resistance that has a project for liberation, and seeks to achieve Yemen’s independence away from the hegemony and subordination of the United States and the Saudi government … and it succeeded at the beginning. In steadfastness in the face of aggression, containing its impulsivity, and then moving from defense to attack, and imposing deterrence equations after it transcended the transfer of the war into the Saudi interior, and the liberation of the northern Yemeni provinces from the control of the aggression coalition, one after the other, until we became close to liberating and restoring The last northern governorate, which is the strategic Marib governorate, in all its geographical, economic, military and political aspects.
No comments:
Post a Comment