رغدة ملكة تدمر .. وقرود طرزان
/ نارام سرجون
الإثنين، 11 آذار، 2013
نارام سرجون
بعض السياسيين ممثلون لايباريهم أحد في التمثيل .. وبعض الفنانين ممثلون كبار ومراوغون كالساسة لاتخونهم شبابيك التذاكر ولاعروض العمل.. ونعجب بهم وهم يمثلون أدوار الملوك والقادة وطرزان ملك الغابات .. ولكننا نعرف من سيرتهم الاجتماعية ومن بطولاتهم الورقية في الأزمات أنهم ليسوا ملوكا ولاقادة .. ولايمكن ان يكونوا في الحياة الا صعاليك ولايشبهون حتى الصعاليك .. ولادور لهم في الحياة الا دور القرود في مملكة طرزان .. وانما يرتدون القماش الملكي والتيجان والنياشين ويصولون ويجولون كالديكة ويصرخون كما يصرخ طرزان في المشاهد التمثيلية لأنها تمثيل وضحك على الذقون .. ويتدحرجون في مشاهد الموت كأطفال في ألعاب الحارات حيث تنتهي اللعبة ولايموت أحد .. قلوبهم كقلوب الطيور التي لاتطير ومناقيرها ضعيفة .. وأرواحهم معجونة بالعبودية والخوف .. وشرايينهم لاتحوي الا أصباغا حمراء باهتة .. وأن لاملوك بينهم ولافرسان ..وأذرعهم لاتقوى على حمل صولجان .. بل هم عرائس مربوطة بخيطان ..
لكن رغدا الفنانة السورية .. جلست في مشهد تمثيلي يوما في مسلسل العبابيد على عرش زنوبيا .. لأنها زنوبيا حقيقية .. لأنها ملكة تدمر .. وملكة الملكات ..
وقفتها مع الأحرار نقلتها من ممثلة عادية الى ملكة لها رعاياها .. ولها جنودها .. ولها خيولها .. ولها مملكتها الخاصة التي لايجرؤ صعاليك الفن وطرزاناتهم حتى على أن يقتربوا من بوابتها الكبيرة ..
لم يعد لرغدا شباك تذاكر مثل بقية الفنانين الصعاليك ومهرجي الملوك والأميرات .. بل لها شباك ذاكرة كبير في ضفاف الشرق .. وشباك الذاكرة ينفتح ليكون بابا من أبواب تدمر العظيمة ..فالملكات العظيمات تنحني لهن أبواب المدائن .. وشبابيك الذاكرة المبجلة ..
اننا نتابع هذه المليكة التدمرية منذ أن كانت أميرة تفك الحصار عن بغداد .. فمنذ سنوات عندما كان بعض كبار صعاليك الفن يغتسلون بالزيت الأسود ويتغرغرون بلعاب الأمراء ويقطرون في عيونهم بول العرب ويتوضؤون بالخضوع والقيح العربي .. ليقلدهم القلائد والأوسمة فرسان الخشب المنخور والايدز .. كانت هذه الملكة السورية تسافر بين بغداد ودمشق لكسر الحصار عن بغداد .. ولتقارع أورليانوس الروماني القادم من جديد في ثياب جورج بوش .. فمملكتها القديمة كانت بين بغداد ودمشق وحتى وصلت مصر .. والملوك لاينسون ممالكهم وعروشهم ..ولاينسون الشوارع التي ازدانت لأجلهم يوما .. والأعمدة الكبيرة التي وقفت احتراما لهم..
انشادها للنشيد العربي السوري رغم أنف الصعاليك والمتسولين كان حفل تنصيب ملكي لها بلا منازع .. استقر فيه الصولجان في يدها والتاج الملكي على رأسها .. وطافت من حولها الوصيفات والأميرات.. واستقرت في الذاكرة التي لايقدر على أن يستقر فيها ملوك الورق وقرود العرب ..
الطرزانات الفنانون وقرود الفن وصعاليك الصعاليك ..لايجرؤون على فعل ذلك.. وهم يفكرون في شباك التذاكر وعروض التمثيل وترتجف قلوبهم الصغيرة من شتائم وبذاءات وعنف الثورجيين .. بل ترونهم يختبؤون تحت جلابيب الأمراء كما القطط الأليفة الناعمة التي تتمسح بالسيقان .. ويتنافخون شرفا كما القرود التي تدافع عن حصتها في وجبة الموز ..
ولذلك يريد الثورجيون تلقينها درسا .. بالثأر من عائلتها .. لتثبت لنا رغدا أنها كانت على حق باحتقار هذه الثورات والانتصار للوطنية .. ولندرك أننا لانزال مقصرين في اجتثاث هذا الربيع وهذه اللحى .. وهذه العقول العمياء .. وأننا لانزال مقصرين في رجم القرود وأبناء القرود .. ورمي الصعاليك بالحصى وضربهم ضرب غرائب الابل..
هناك فنانون سوريون يتعرضون منذ فترة لابتزاز الأوغاد وحصارهم .. ويريد العربان أن ينام الفن السوري في فراش الزنا العربي رغما عنه ..وعرفت من بعضهم أن عقودهم ألغيت .. وان بعضهم تعرض للتهديد في لقمة عيشه صراحة .. وقالت لي احداهن انها لاتقدر حتى علاج والدتها المريضة .. فمعادلة الحرية الآن هي أن تخون وطنك أو أن تقبل بالزواج من الحكم الاسلامي وتعلن ذلك .. أو أنت تقبل بالزنا الصريح مع الثورات العربية بالقوة .. أو تكون ممن ملكت الأيمان الخليجية الثورية .. والا فانك لاتستحق الحياة ..
هذه هي حقيقة الربيع العربي والثورات العربية ..اغتصاب جماعي للأمة ..وحفلة زنا عربية .. واعدام للثقافة والفن والفكر والحرية .. وسطو علني على كل المستقبل بالسلاح والمال .. وزندقة للتاريخ .. أي باختصار عملية طحن لأمة كاملة ..عبر طحن ارادتها ونخبها وعقولها وثقافتها وفنها الرفيع ..وملوك فنها الرفيع..
ولكن هناك فنانين سوريين أدهشوني بقوتهم واعتدادهم بنفسهم وبمنسوب الحرية العالي في أرواحهم وبمستوى التحدي ورفض النوم في فراش الزنا رغم عنف الزناة وهمجيتهم .. وهناك فنانون لم أجد أجمل من صورهم وهم بين جنود سوريين .. لم أجد لوحة أجمل من تلك اللوحة التي التقطت لاحداهن حيث يقف الجمال كله محاطا بالرجولة كلها..لوحة نادرة الجمال .. لوحة الجمال والرجولة ..
لذلك سنقف مع زنوبيا السورية كملكة لفناني العرب .. لأنها بالفعل ملكة الملكات .. ولن يقدر الأوغاد على كسر روح ملكة عظيمة ..
ويحكم أيها القرود الثورية ماأصغر عقولكم .. وكم قاماتكم ضئيلة .. وأنتم تتطاولون على الملكات والملوك التدمريين ..
فمشكلة ثورجيي العرب أنهم لايعرفون من الملوك سوى ملوك المومياء وملوك المواء العربي .. ولكن سيتعلمون من ملكة تدمر الفرق بين أن تكون ملكا فيك روح الملوك وأن تكون عبدا لايحسن الا الحلب والصر .. لأن رغدا هي بين الفنانين ملكتهم .. وبين الملوك فنانتهم
River to Sea Uprooted Palestinian
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!
No comments:
Post a Comment