Monday, 29 April 2013

محللون صهاينة : «حزب الله» جيش فولاذي لا يمكن خرقه عسكرياً ومخابراتياً


‏الإثنين‏، 29‏ نيسان‏، 2013

أوقات الشام

محمود زيات

منذ ان حققت اسرائيل «انتصارا مدويا» على اعدائها، باسقاط طائرة من دون طيار فوق حيفا.. هي الثانية التي تُصيب الكيان الاسرائيلي وجنرالاته بالصدمة، جراء قدرة «اعداء اسرائيل» على التحليق فوق الاراضي الفلسطينية المحتلة بهدف الاستطلاع ، والمجتمع الاسرائيلي يعيش حالة فقدان التوازن ، وسط ارباك وقلق من مخاطر حقيقية باتت تهدد الدولة العبرية.

هي المرة الثانية منذ نشوء الكيان الصهيوني، تحلق طائرة استطلاع من دون طيار، في الاجواء الفلسطينية المحتلة، .. تُطلق طائرة من دون طيار فوق اجواء حيفا، بعد الطائرة «ايوب»، وللمرة الثانية.. يُصاب قادة الكيان الاسرائيلي وجنرالات حروبه بالذعر والارباك ، في ظل تزايد المخاوف داخل المجتمع الاسرائيلي الذي بات ينظر الى «دولته» على انها مهددة فعلا.. من خطر قادم من الشمال. حلقت .. صوّرت.. ارسلت معلومات.. رُصدت واُسقطت، ورُفع مستوى الاستنفار على الحدود مع لبنان، ووُضع سلاح الجو في حالة من الجهوزية العالية، وجُهزت بطاريات الباتريوت التي خططت اسرائيل لادخالها الى منظومة دفاعاتها، بعد الهزيمة المدوية لها في عدوانها على لبنان خلال شهري تموز وآب عام 2006، فيما اللافت، وعلى غير العادة، فان اي طائرة اسرائيلية لم تحلق فوق الجنوب، منذ الاعلان عن اسقاط «طائرة حيفا»، عل قادة الاحتلال ما زالوا غارقين في قراءة الرسالة الجديدة، التي اُرسلت من جهة ما!، على الرغم من النفي المقتضب لـ «حزب الله» اي علاقة له في العملية.

كثرت الروايات الاسرائيلية التي تحدث بعضها عن معطيات تشير الى اقلاع «طائرة حيفا» من مدينة صيدا، متجهة نحو الحدود، علما ان اي تقرير عن قوات الامم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان «اليونيفيل» لم يؤكد هذه الرواية، انطلاقا من ان اي تحليق في اجواء منطقة جنوب الليطاني مرورا بالمياه الاقليمية اللبنانية مركز قطع بحرية لليونيفيل، وصولا الى الحدود مع فلسطين المحتلة ، سيكون ضمن دائرة الرصد الخاص برجال القبعات الزرق الدولية، وهذا الامر ادخل اسرائيل وكبار خبرائها العسكريين في دوامة البحث عن مصدر اقلاع الطائرة، والجهة التي تقف وراء هذه العملية، من دون ان تصل الى نتيجة.


مسح جوي لمراكز حيوية.. منها نقاط التنقيب عن النفط

المحللون الصهاينة الذين اطلعوا على المعلومات التي توفرت لديهم عن مسار تحليق «طائرة حيفا» ، توقفوا مليا عند المسح الجوي الذي نجحت الطائرة في تحقيقه ، طال اهدافا حيوية اسرائيلية، ومنها مطار عسكري يقع بين حيفا وبحيرة طبريا ، ومرفأ حيفا ومخازنه ومحطات الكهرباء ومراكز المعامل الكيمائية، فيما لم يستبعد هؤلاء ان تكون الطائرة قد اجرت مسحا لحقول النفط الحديثة ونقاط التنقيب المقررة عن الغاز في عمق البحر. فاسرائيل التي لم تكن قد استفاقت من صدمتها، اثر اطلاق صاروخ الى داخل فلسطين المحتلة ، انطلاقا من صحراء سيناء المصرية، يأتي اليها جوا ما يزيد من ارباكها ومخاوفها ، ويتخوف المحللون الاسرائيليون من قدرة «حزب الله» على مفاجأة اسرائيل في اي حرب متوقعة بحيث تكون فلسطين المحتلة بطولها وعرضها تحت مرمى «حزب الله» برا وبحرا وجوا.

حين يصف احد ابرز المحللين العسكريين الصهاينة زافير زائر «حزب الله» بـ «الجيش الفولاذي الذي لا يمكن خرقه عسكريا ولا مخابراتيا»، فان الامور وصلت لدى قادة الاحتلال الى حد اعتبار «حزب الله» الخطر الاقوى الداهم»، وترى اوساط مطلعة على «الحرب الساخنة» التي تدور بين الكيان الاسرائيلي من جهة، وحزب الله ومقاومته من جهة ثانية ،ان اسرائيل تدرك ان اي رد عسكري على الغارة في اجواء حيفا، سيكون بمثابة مغامرة غير محسوبة النتائج، لا مزاح مع «حزب الله» في رسم التقديرات العسكري او المراهنات الخاطئة تتعلق بالوضع في الداخل السوري، او الحملة المنظمة على سلاح المقاومة في الداخل اللبناني، لان المعادلة التي صنعتها المقاومة خلال عدوان العام 2006، ما تزال سارية المفعول، لا بل ان المقاومة ، وعلى الرغم من حملات الاستهداف التي تطالها، نجحت في تعزيز هذه المعادلة، من دون ان يغيب عن بال قادة الاحتلال وجنرالاته، ان «حزب الله» يملك الكثير من المفاجأت العسكرية، اذا ما اقدمت اسرائيل على ارتكاب حماقة او مغامرة ضد لبنان.

نصائح اوروبية للاسرائيلين: لا تقدروا الوضع بصورة خاطئة.. تمهلوا

حينها ، تضيف الاوساط، سيكتشف الاسرائيليون حجم النقص الذي يعانون منه في مجال جمع المعلومات والاستقصاءات الامنية، ووضع بنك اهداف «دسم» للمعركة المقبلة.. فالتقديرات العسكرية الخطأ التي قد تكون اسرائيل بنت على اساسها حسابات المواجهة المقبلة، لن تعطي لهم النتائج الخطأ.. بل الخطيئة، وهو ما اشار اليه تقرير عسكري نشرته صحيفة «يديعوت احرونوت»، الذي تحدث عن تلقي اسرائيل نصائح اوروبية واميركية بعدم تقدير الوضع بصورة خاطئة.. تمهلوا.. ولننتظر، بكلام آخر .. لن يُشغل «حزب الله» ترسانته الصاروخية في جبهة غير الجبهة مع اسرائيل ، ولن يضعضع حركة استنفاره الدائم على جبهة الجنوب ، تحسبا لعدو قال عنه امين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله ، في اليوم الاول من تحرير القسم الاكبر من الجنوب عام 2000 «نحن في جوار عدو متآمر، طبعه العدوان والارهاب ، طبعه العنصري يفرض عليهم التآمر الدائم ، ولذلك يجب ان نبقى في جهوزية دائمة ، نحفظ مقاومتنا وجيشنا ووطننا، نحصن الانتصار، ولنثبت ان لبنان هو القلعة التي لا يمكن ان تهزمها العواصف والا الاعاصير ولا يمكن ان تشقُّها الزلازل».

وترى الاوساط نفسها، ان اسرائيل ستكون مجبرة على التعامل مع الواقع العسكري الذي فُرض عليها، واقع مرير باتت اسرائيل مقتنعة به اكثر من اي وقت مضى، هذا الواقع رسمه قادة الاستخبارات العسكرية الذين تحدثوا عن ان اسرائيل ستكون تحت رحمة 200 ألف صاروخ موجهة منذ اشهر نحو لائحة طويلة وطويلة جدا من الاهداف الحيوية والحياتية التي من شأنها اذا ما استهدفتها منظومة صواريخ المقاومة ، ان تشل قدرة جيش الاحتلال على المواجهة وتفقده السيطرة على قرار الحرب والسلم، وبالتالي ، فان الوضع في هذه الحالة سيكون فاجعة ستحل باسرائيل.

 طائرة من اسطول يمتلكه «حزب الله»

برأي كبار المحللين العسكريين الاسرائيليين، فان «حزب الله» هو الجهة الوحيدة القادرة على تحدي اسرائيل والتلاعب بالخطوط الحمراء الاسرائيلية، فمحلل الشؤون العسكرية في صحيفة «معاريف» عامير ربابورت قال «ان جنرالات الجيش الاسرائيلي مقتنعون بأن الطائرة التي حلقت فوق حيفا قبل ايام، هي جزء من أسطول كبير لطائرات من دون طيار بات يمتلكه حزب الله .

اما محلل الشؤون العسكرية في صحيفة «يديعوت أحرونوت» أليكس فيشمان فيرى» في ارسال «طائرة حيفا» من قبل «حزب الله» رسالة مزدوجة: أولا الى تل أبيب، مفادها: إحذروا، لا تستغلوا حقيقة أن حزب الله غارق في سوريا لكي تنفذوا هجوما، فنحن في كامل قوتنا، فيما الرسالة الثانية موجهة الى منتقديه في الداخل وفي العالم العربي مفادها: لم نترك الصراع المسلح مع اسرائيل».

ما هو ثابت، ان اسرائيل بجنرالاتها.. ستنشغل في البحث عن الجهة التي اطلقت التي حلقت مؤخرا فوق اجواء فلسطين المحتلة.. او ستبقى تنتظر اطلالة امين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله، ليعلن شيئا ما عن «طائرة حيفا»، كما فعل مع «طائرة ايوب» قبل اشهر.



الديار
River to Sea Uprooted Palestinian  
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!

No comments: