لهذه الأسباب لن تسقط سورية
|
يعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية؛ نبيل العربي، أن الأزمة السورية "أرجعتنا إلى الحرب الباردة"، مستشهداً على ذلك باستمرار الخلافات، خصوصاً بين الولايات المتحدة وروسيا، مما يعوّق توصل مجلس الأمن إلى اتفاق على وضع حد لهذه الحرب.
لا شك أن سيطرة الولايات المتحدة على منطقة الشرق الأوسط، التي تعتبر فيه سورية الموقع الأهم جغرافياً، وذلك من خلال إسقاط الحكم في دمشق واستبداله بحكم موالٍ لها، على غرار باقي الدول العربية، ستمنع من خلال ذلك الصين وروسيا وإيران من الوصول إلى البحر المتوسط، الذي يشكل عقدة المواصلات العالمية منذ فجر التاريخ، خصوصاً أن إيران كقوة إقليمية عظمى كانت داعمة للمقاومة العراقية، التي كبّدت أميركا خسائر فادحة، وما تزال طهران تدعم المقاومة في لبنان في وجه العدو "الإسرائيلي"، الأمر الذي يتعارض مع السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، والتي تأتي حماية الأمن القومي "الإسرائيلي" في سلّم أولوياتها.
من هنا جاءت الدعوات الغربية والعربية لسورية إلى تنفيذ تطبيق إصلاحات سياسية، لكن مضمون هذه الدعوات هو قطع علاقة دمشق مع طهران، لتتحول عندها نقطة تلاقٍ سعودي - تركي - قطري لإقفال المنطقة على إيران، على ما يؤكد مرجع استراتيجي، غير أن دمشق رفضت هذه الدعوات.
ولكي يتحقق المطلب المذكور، يجب إسقاط الحكم في سورية، وهذا ما جرت وتجري محاولته، ولكنه بقي متماسكاً لعوامل عدة:
أولاً: صمود الجيش.
ثانياً: تماسك الأجهزة الأمنية.
ثالثاً: بدء الرئيس بشار الأسد بالحركة الإصلاحية.
رابعاً: استمرار الدعم الروسي - الصيني المطلق له، خلافاً لما جرى في ليبيا، فهما لن يُخدعا مرتين.
إضافة إلى العامل الإيراني الذي كان سيمنع روسيا والصين من التخلّي عن الحكم في سورية، لأنه في حال خسر سورية يعني أنه خسر ورقة "حزب الله"، كورقة استراتيجية في الصراع مع "إسرائيل"، وبالتالي تعرّض أمنه للخطر؛ إن بحرب عسكرية، أو من خلال إذكاء حركة احتجاجية تحت عنوان إصلاحي كما حصل في السابق على ما يؤكد المرجع.
لكن سورية صمدت حتى الساعة، وأفقد الرئيس بشار الأسد دول الغرب كل الأوراق التي تعتمد عليها في الداخل، وأثبت أنه مستعد أن يتحمل خسائر سياسية عندما يتم المس بالثوابت التي يؤمن بها، وما كان يحضّر هو تقسيم المنطقة بكاملها.
ولا ريب أن الشرذمة التي تشهدها صفوف "المعارضة السورية" ما هو إلا دليل على انقسام للقوى الداعمة لها، خصوصاً بعد الإنجازات التي يحققها الجيش السوري في حربه على الإرهاب على امتداد الأراضي السورية، خصوصاً في ريفيْ دمشق والقصير، فكان "الصيد الثمين" في قرى ريف القصير، حيث عثر على أنفاق تصل إلى الحدود اللبنانية، تستخدم لتسلل المسلحين وتهريب السلاح إلى الداخل السوري، إضافة إلى مخازن كبيرة للأسلحة والذخائر، قد تكون أهم وأكبر المخازن التي دهمتها القوات المسلحة حتى الآن، وتشكل أيضاً شرياناً رئيسياً للإرهابيين على امتداد انتشارهم في سورية على ما رجحت مصادر عسكرية.
وانعكست إنجازات الجيش في مختلف المناطق، خصوصاً في ريفي دمشق والقصير، رعباً على المسلحين، وأدت إلى انهيار حالاتهم المعنوية وضرب الثقة فيما بينهم، وإلى القيام باغتيالات متبادلة بين أفراد المجموعات المسلحة في مدن عدة.
وهكذا يحقق الجيش السوري إنجازاً تلو الآخر، ويعزز ثقة شعبه به أكثر فأكثر، فلقد باتت المجموعات المسلحة على وشك السقوط الكامل، وبالتالي سقوط المراهنة على هزيمة سورية، فالجيش ماض في سحق الإرهابيين حتى النهاية، ولا حوار مع القتلة، على ما أكدت مصادر معنيّة.
ويختم المرجع بالقول: "طالما لم يستطيعوا إزالة الحكم في سورية، فسيتعاطون مع الواقع لا محال".
الثبات
No comments:
Post a Comment