تقول الحكاية مع هذا الأوروبي صاحب التجارب المليئة بالمجازر المباشرة وغير المباشرة ضدّ شعوب منطقتنا العربيّة والإسلامية إنّ: طعن الخديعة أخطر من عدو بلا خرطوش…!
أميركا لم يعد لديها ولا رصاصة في جعبتها لتطلقها ضدّ إيران…!
لكن خديعة أوروبا أخطر من هذا الموقف الأميركي العاجز…!
ظريف الأكثر تفاؤلاً يقول إنها لم تنفذ 11 تعهّداً لها تجاه إيران…!
تتظاهر أوروبا كذباً أنها لا تزال ملتزمة بالاتفاق النووي،
لكن لم يعد أحد في إيران يصدّق أوروبا حتى أكثر المراهنين عليها.
ولما كان المؤمن كيّساً فطناً، وليس كيسَ قطن، فإنّ على لبنان أن يأخذ الدرس مما حصل معه في ما بات يسمّى بالمبادرة الفرنسية أو خريطة طريق قصر الصنوبر…
ها هو ماكرون ينحاز عملياً وبشكل لا لبس فيه لصالح أميركا وينضمّ الى فريق ترامب الانتخابي…
إطلاق النار السياسية على حزب الله وتحميله مسؤولية فشل مبادرته والتلويح بالخيار «الإسرائيلي» السعودي الذي أبطنه عندما قال:
لا يستطيع حزب الله أن يكون جيشاً لمحاربة «إسرائيل» و»ميليشيا» في سورية وحزباً سياسياً «محترماً» في لبنان…!
وسنصبر 4 الى 6 أسابيع لنرى، هل سيختارون الخيار الديمقراطي أم الخيار الآخر…!؟
وهو الذي ضمّنه شروحه وهو يتحدث عن الكيانين «الإسرائيلي» والسعودي اللذين قال إنهما يطالبان بإعلان الحرب على حزب الله…
والذي وصفه في بداية المؤتمر الصحافي بأنه مغامرة…
بينما لوّح به في نهاية المؤتمر الصحافي…!
لكن ما لم يقله ماكرون في المؤتمر الصحافي هو المهمّ والأخطر، فما هو:
إنني، أي ماكرون، كلفت من قبل الإدارة الأميركية بتجريب فكرة المبادرة لحشر الحزب والمقاومة، فإنْ نجحت بها أكون قد أدخلت لبنان بنفق الحرب الناعمة التي تأخذ لبنان من خلال «حكومة المهمة» الى الصلح والتطبيع مع الكيان الإسرائيلي، من بوابة ترسيم الحدود البحرية وووو…
وإنْ لم أنجح في ذلك، حمّلت الحزب وسلاح المقاومة المسؤولية، وعندها أترك المجال للأصيل الأميركيّ أن يخوض المعركة المباشرة وأنا ذيلٌ مراوغ له، كما فعلت مع الحالة الإيرانية في غمار لعبة البوليس السيّئ والبوليس الجيد التي يلعبونها هو وسيّده الأميركي مع إيران منذ انسحاب الرئيس المهرّج دونالد ترامب من الاتفاق النووي…!
وعودة إلى لبنان من جديد، فإنّ ما لا يعرفه ماكرون المدّعي، عن لبنان هو أنّ هذا البلد أكبر مما يتصوّر ولا تلخصه سلطة فاسدة ولا أحزاب تخون وطنها، كما قال وكلاهما اصلاً من صناعته وصناعة أسياده، بل إنّ لبنان بات راشداً وكبيراً وذا همّة عالية ومنغرسة أوتاده في أرض تطهّرت بدماء عشرات ومئات وألوف الشهداء القادة، ولم يعُد أحد، أيّ أحد، مهما تجبّر واستعلى أن يحرّك فيه حجراً عن حجرـ من دون إرادة سيد لبنان وسياج لبنان المحصّن بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة…
ولبنان هذا غير قابل للانفجار ولا الانهيار أبداً…
تهويلكم مردود عليه إذ لدينا من خزائن المفاجآت ما سيجعلكم تنبهرون وتبلعون ألسنتكم…!
مَن سينفجر وينهار هي الولايات المتحدة الأميركية التي باتت كتلة ميليشيات متعدّدة بمئات الألوف تهدّد وحدة الاتحاد الأميركي وأمن أميركا القومي والحرب الأهلية على الأبواب مباشرة بعد الانتخاب فاز ترامب أم بايدن. فالأوّل سيأتي بالتقسيم والانفصال والتجزئة وصولاً الى الحرب، بينما الثاني سيقود مباشرة الى الحرب الأهلية كما يقرّ، ويعترف كبار محللي وكتاب الأعمدة الأميركيين ومنهم توماس فريدمان على سبيل المثال لا الحصر…
وسيّدك ترامب هذا يا مسيو ماكرون هو بعظمة لسانه قال إنه لن يسلم السلطة اذا فاز منافسه، ما يعني انّ كذبكم وخداعكم حول ديمقراطية الغرب باتت على المحكّ وبالمباشر على التلفاز وهو ما سنحضره جميعاً على الهواء مباشرة بعد الثالث من تشرين الثاني نوفمبر المقبل مجدّداً بكلّ شفافية ووضوح…!
فعلى مَن تكذب ولماذا تراوغ وعلى مَن تتحايل عندما تقول إنك تحبّ لبنان وتحبّ مساعدة لبنان..!؟
انت لا تحبّ إلا نفسك وعائلة روتشيلد، وما أنت إلا مدير بنك في هذه المجموعة، تصرّفت هكذا حتى في المؤتمر الصحافي وأنت تعامل طبقتك اللبنانية الفاسدة والخائنة كزبائن مفلسين تريد تغييرهم حسب هندسة مالية دولية جديدة صدرت تعليماتها إليك، ولم تكن رئيس جمهورية فرنسا أبداً…!
الآتي من الأيام والأسابيع سيبيّن للناس مَن هو الصادق ومَن هو الكذاب مع أول آذان بعد يوم نصر مبين آتٍ سنشهده نحن الممهّدون لجغرافيا آخر الزمان!
بعدنا طيّبين قولوا الله…
No comments:
Post a Comment