جماعة مرسي والصامدة دمشق
الاحد , 10 شباط 2013
المؤامرة على سوريا عالمية ، والغاية منها إسرائيلية محضة ، والدعم الإقليمي والعالمي للإرهابيين عسكريا ولوجوستيا وإعلاميا لا يتوقف ، والأنظمة العربية لا سيادة لها ولا استقلال لقرارها ، وبالتالي فهي خلف أمريكا تنعق بما تسمعه منها وعت ما سمعته أم لم تع . وأكثر هذا النعيق خدشا لحياء التاريخ وخجل الجغرافيا يأتي من النظام المصري ، فلا يكاد السيد/”محمد مرسي العياط” يفلت مناسبة دولية دون أن يذكر وجوب رحيل النظام السوري ، وبشكل فج يخلو من المسئولية ويفتقد اللياقة التي يجب أن يلتزمها رجل الدولة في إعلان موقفه .
والحقيقة أن موقف السيد/مرسي ليس موقفه كرئيس لمصر ، وإنما كعضو جماعة ملتزم بقرار مرشدها أشد ما يكون الالتزام ولو كان على حساب موقعه وما يفترضه عليه من مواقف .
ولا أعتقد أن أحدا سوف يسأل : ولماذا تأخذ جماعة السيد/مرسي هذا الموقف ؟ فتاريخ الإخوان في سوريا يجيب بذاته . لقد حاول الإخوان كن قبل التمرد المسلح على الدولة السورية في حماة أيام الرئيس حافظ الأسد الذي كان قراره سريعا وحاسما بتطويق التمرد والقضاء عليه . ولم يكن الظرف الإقليمي والدولي يسمح بإنجاح هذا التمرد كما هو الحال اليوم ، فلما تبينت ملامح ما سمي الربيع العربي من كونه ربيعا إخوانيا سواء في تونس أو مصر أو ليبيا ، أعاد إخوان سوريا الكرة في ظل المتغيرات العالمية والإقليمية الجديدة طالبين الحظر الجوي أول ما طلبوا ، والحماية الدولية ثانيا ، رافعين السلاح أخيرا .
والسؤال الجوهري ، فلماذا يأخذ رئيس الدولة العربية الكبرى موقفا مؤيدا لخارجين بالسلاح على نظام شرعي في دولة عربية مدعومين من أمريكا وإسرائيل وتركيا فضلا عن تابعيهم في الخليج العربي ممن لا يستحقون ذكرا ؟ . والحقيقة أن بعض الأسئلة تقتلها بعض الإجابات ، ومنها أن نقول لأنهم جميعا إخوان ينتمون إلى تنظيم دولي واحد . وأبدا ، لم يكن للإخوان أن يتناصروا هكذا دون أية حساسيات أو حسابات إن لم تكن ثمة مصلحة ومصلحة إخوانية عظمى تتحقق به . وقد كان للسيد/محمد مرسي أن يسكت ، أو أن يكتفي بموقف تأييدي لإخوانه في سوريا غير خال من اللياقات الواجبة بين الدول ، وتتكفل الجماعة بتصعيد موقف السيد/مرسي إلى أقصى حد دونما لياقات ولا دبلوماسية ..
إن السيد/محمد مرسي لا يؤيد الإخوان السوريين فحسب ، فهذا ظاهر الأمر ، ولكل ظاهر باطن لولاه ما أطلق عليه ظاهرا . وإنما هو يبعث برسالة تأييد إلى مجرمي سوريا وإرهابييها لكن مضمونها ينعكس على الداخل المصري في رسالة شديدة الوضوح لمن يفكر بإزاحتهم عن مكانهم ، سواء كان الشعب أو إحدى مؤسساته القادرة على إزاحتهم ، بشرعية استخدامهم للسلاح ضده . وفيما يبدو أن المضمون المنعكس إلى الداخل المصري كان بحاجة إلى زيادة إيضاح من الجماعة ، فخرج من لا يستحي منهم ليصرح أنهم سيستعينون بجيوش صديقة لو انقلب الجيش المصري عليهم .. أي والله بلا حياء . وهكذا يوجز السيد/مرسي في رسالته ويشرحها سواه من جماعته ، ليتكشّف تأييد إرهابيي سوريا عن تهديد صريح للجيش المصري فضلا عن الشعب .
إلا أن الحمقى حمفى ، وبالتالي لم ينتبهوا إلى أن في هذا المضمون ما يشي بحقيقتهم سواء حقيقة مفهوم الوطن عندهم والذي لا يهم أن يحتله جيش ما طالما سيعيدهم إلى الحكم ، أو حقيقة قوتهم وعددهم الذين يحاولون ليل نهار أن يصيبوا الشعب كله ، وليس الثوار فحسب ، برُهاب (فوبيا) الإخوان لعلهم يفلتون ضعفهم من المواجهة القادمة القادمة لا محالة . يعلمون أن أيام حكمهم معدودة وإن صارت سنة أو اثنتين ، ولذا فهم مشغولون عن الحكم وموجباته بتأمين استمرارهم بما هو مشروع وما هو غير مشروع .
ويبدو أن انتصار السلاح الإرهابي في إسقاط النظام في سوريا لا سمح الله ولا اذن أحد أوهامهم في الاستمرار ، فهو يقدم التجربة الواقعية لانتصار فئة من الإرهابيين على شعب ونظام ودولة ، لذا لا يكاد السيد/مرسي يفلت مناسبة دون أن يطالب الرئيس السوري بالرحيل عن السلطة متعجلا الإمساك بورقة تهديدنا شعبا وجيشا بالنموذج السوري لو فكرنا في إزاحتهم .
ليبحث السيد/مرسي وجماعته عن شيء آخر يطمئن به مخاوف عدم استمراره وجماعته في حكم مصر ، فبشار لن يرحل عن السلطة ، والنظام في سوريا لن يسقط ، والإرهاب هناك يلفظ أنفاسه الأخيرة ، ولن تعيده للحياة قبلة إسرائيلية أو تركية أو حتى أمريكية . ولتهددنا الجماعة في مصر بشيء آخر غير جيوش أصدقائهم ، فثلاثة دول منها القوة العظمى الوحيدة في العالم فشلت في إسقاط سوريا .
خاص بانوراما الشرق الاوسط نسمح باعادة النشر شرط ذكر المصدر تحت طائلة الملاحقة القانونية
River to Sea Uprooted Palestinian
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!
No comments:
Post a Comment