ثمّة حدث بنيويّ على مستوى العالم في طريقه للوقوع من شأنه تغيير شكل وجوهر خريطة التحالفات وموازين القوى العالميّة.
وهو يؤسّس لمرحلة جديدة من التحوّلات والتحديات تتراجع فيها قوى فيما تصعد أخرى لتشكيل جغرافيا آخر الزمان أو ما يُسمّى لدى الأيديولوجيين جغرافياً عصر الظهور…
قوى تقليدية كبرى تتراجع وتضمر فيما قوى جديدة ستأخذ محلّ الصدارة في عالم مليء بالمفاجآت…
في العام 2002 وفي أوج تدافع العالم وتشابكاته بين مَن يدعو لصراع الحضارات (هانتينغتون) ومَن يدعو للحوار بين الحضارات (محمد خاتمي) يقوم الرئيس الصيني بزيارة إلى إيران هي الأولى له بعد الثورة الإسلامية ليعبّر عن تضامنه مع التيار الإيراني المعتدل والعقلاني مقابل الغرب المتوحّش الذي كان يريد الانتقام من كل ما هو غير أميركيّ، بما فيه اوروبا التي كانت بدأت تصفها معاهد الدراسات الأميركية بانها جزء من النصف المظلم من العالم وتحضر لصعود نظرية (نهاية التاريخ) لفوكو ياما، ويتوّج لقاءه بالإمام السيد علي الخامنئي…
يومها كان الخامنئي يعدّ لورقة سمّاها في ما بعد الخطوة الثانية للنهضة الإيرانية الصاعدة… وساعتها بالذات رأى الامام الخامنئي بان اللحظة مناسبة ليقترح على الرئيس الصيني تحالفاً استراتيجياً ضد العنجهيّة والتوحّش الأميركي المتفاقمين…
في تلك السنة اعتذر الرئيس الصيني قبول العرض موضحاً ان بلاده لم تنهِ بعد استعداداتها لعمل كهذا، وهي بحاجة لتنضج ورقتها الخاصة بها في المواجهة ضد أميركا أولاً ومن ثم لكل حادث حديث…
عاد الرجل إلى بكين من دون ان تحدث الزيارة تحوّلاً مهماً في علاقات البلدين عدا انطباعاً لافتاً لديه بوجود جرأة عالية لدى إيران على النظام الدولي التقليدي الذي كان يئن منه العالم واعتقاد راسخ بان لدى الإمام ما يقوله… لينهمك في ما كان يعدّه حزبه من منظومة تحدّ للإمبراطورية الأميركية عرفت في ما بعد بمبادرة «حزام واحد طريق واحد» القاضية بإخراج أميركا تدريجياً وبالاقتصاد وليس بالمواجهة العسكرية عن تصدّر المشهد الدولي للعالم كما نقل لنا السفير المخضرم يومها لي شينتاغ. لكنه لما عاد الى طهران في العام 2016 أي بعد 14 عاماً في ظلّ ظروف دولية اعتبرها مؤاتية وهي خروج إيران من حصار دولي منهك، ونضوج منظومة مبادرته الاقتصادية المعروفة بطريق الحرير، كان هذه المرة هو المبادر في عرض التحالف على الإمام السيد علي الخامنئي…
لعلّ المتابعين والمحللين والباحثين يذكرون انّ موضوع عقد اتفاقيه استراتيجية، بين جمهورية الصين الشعبية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، إنما طرح لأول مرة في ذلك الوقت بالذات وأخذ يخضع للبحث والدراسة والتمحيص، من قبل الطرفين، اي منذ شهر 1/2016، حيث طرح هذا المشروع على بساط البحث، أي مباشرة بهد انتهاء الرئيس الصيني شي جين بينغ الى طهران في ذلك التاريخ، حيث جاء في بيان مشترك، صدر عن محادثات الرئيسين، بينغ وروحاني، «أن البلدين قد اتفقا على إجراء مفاوضات لعقد اتفاق تعاون موسّع لمدة 25 سنة»، ينص على تعاون واستثمارات في مجالات مختلفة لا سيما النقل والموانئ والطاقة والصناعة والخدمات».
أيّ انّ هذه الاتفاقية الاستراتيجية، التي تم توقيعها يوم السبت الماضي في طهران، من قبل وزيري خارجية البلدين وانغ يي ومحمد جواد ظريف، ليست وليدة اللحظة وإنما هي نتيجةً لدراسات وأبحاث معمقة، نظراً لطبيعتها الاستراتيجية، التي ستسفر عنها نتائج هامة، في المجالين الاقتصادي والسياسي، وعلى صعيد العالم أجمع، وليس فقط على صعيد العلاقات الثنائية بين البلدين، او على علاقتهما بدول الإقليم فقط، وذلك للأسباب التالية:
ـ أولا: الحجم الهائل للاستثمارات المتبادلة، التي سيتم الاتفاق عليها في هذه الاتفاقية، والتي ستصل الى 600 مليار دولار، خلال العقد الثاني من القرن الحالي. حسب ما كتبته صحيفة «بتروليوم ايكونوميست»، في شهر 9/2019، حيث أوضحت بأنّ الصين ستستثمر ما مجموعه 280 مليار دولار في صناعة النفط والغاز الإيرانية، إضافة الى استثمار 120 مليار دولار في قطاع النقل وبناء مطارات وموانئ الى جانب مبالغ كبيرة أخرى لم يعلن عنها حتى الآن، في مجالات أخرى .
أما صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية فقد نشرت في شهر 7/2020، أن هذه الاتفاقية هي عبارة عن شراكة اقتصادية وأمنية كاملة وأنها لن تقتصر على مجال دون غيره، اذ ان من بين المجالات الهامة، التي سيجري تطويرها في إيران، هو مجال البنى التحتية للجيل الخامس في شبكات الاتصالات (G5)، الى جانب تجهيز البنى التحتية لتشغيل نظام تحديد المواقع العالمي الصيني الجديد (ليكون بديلاً عن نظاكم: جي بي إس المستخدم حالياً).
ـ ثانيا: الطبيعة الشمولية أو الشاملة لهذه الاتفاقية، التي تغطي قطاعات الاقتصاد الإيراني الاساسية، مما يجعلها أقرب إلى خطة إنجاز للبنى التحتية اللازمة لتنفيذ جزء هام من مشروع الصين العملاق، حزام واحد طريق واحد، الأمر الذي يجعل هذه الاتفاقية أقرب الى قاعدة انطلاق، لتعزيز وتسريع الخطوات التالية، المرتبطة بتنفيذ هذا المشروع الصيني، خاصة باتجاه دول آسيوية عديدة محيطة بإيران، من خلال إنشاء شبكات سكك حديدية تربط هذه الدول مع الموانئ الإيرانية، إلى جانب الدول الأفريقية والأوروبية، من خلال الطرق التجارية التي تربط الموانئ الإيرانية عبر التاريخ بأفريقيا وآسيا، انطلاقاً من شمال المحيط الهندي ومضيق هرمز والبحر الأحمر (وهذا ما يفسّر مشروع الحرب الأميركية الإسرائيلية السعودية على اليمن بالمناسبة).
ـ ثالثا: إنّ هذه الاتفاقية الاستراتيجية سوف توفر لإيران عمقاً استراتيجياً هاماً وشريكًا دولياً يسارع الخطى للتربع على عرش العالم، اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً، الامر الذي سيساعد إيران بقوة على تجاوز التأثيرات السلبية للعقوبات الأميركية، الاقتصادية والمالية، عليها، كما سيساعدها في الاستغناء عن الشركات الأوروبية المختلفة التخصصات والتي تخلت عن السوق الإيرانية خضوعاً للأوامر الأميركية.
اي انّ البدء بتنفيذ هذه الاتفاقات سوف ينعش الاقتصاد الإيراني بشكل كبير جداً، مما سيدفع بإيران الى مزيد من التقدم المعرفي والعلمي والتكنولوجي والصناعي، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على حياة ملايين الإيرانيين الذين فرضت عليهم عقوبات قاسية حرمتهم من الاستفادة من ثروات بلادهم ونالت من مستوى حياتهم وزادت من معاناتهم ليس لسبب إلا لأنهم قرّروا رفض الهيمنة الأميركية على مقدرات بلادهم، التي قرّروا ان تكون تحت سيادتهم وفي خدمة شعبهم وليس في خدمة الشركات الأميركية والأوروبية المتعددة الجنسيات.
ـ رابعا: كما أنّ من الضرورة بمكان النظر الى هذه الاتفاقية من منطلق توقيت توقيعها، الذي يجري الآن، اي بعد مرور سنة على المبادرة الاستراتيجية الصينية، الخاصة بـ «الشرق الاوسط»، والتي طرحت في اجتماعات الدورة التاسعة لمنتدى التعاون العربي الصيني، التي عقدت في شهر تموز 2020 وأهم ما جاء في تلك المبادرة يومها :
الدعوة للاحترام المتبادل، الالتزام بالعدالة والإنصاف، تحقيق عدم انتشار الاسلحة النووية، العمل سوياً على تحقيق الامن الجماعي، وتسريع وتيرة التنمية والتعاون. وقد اتبع وزير الخارجية الصيني وانغ يي، الذي مثل بلاده في الاجتماع المشار إليه اعلاه، يومها طرح هذه المبادرة بتصريحات زادت من وضوحها وأكدت أهميتها، عندما قال خلال الاجتماع: «لا يجوز للمجتمع الدولي اتخاذ قرارات بشأن منطقة «الشرق الأوسط» بدلاً عن شعوب المنطقة». وتابع قائلاً: «إنّ الجانب الصينيّ يدعم بكل ثبات جهود دول «الشرق الأوسط» في الدفاع عن سيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها… وأن الصين ترفض أي تدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة مهما كانت الحجة».
وهذا يعني بشكل واضح جداً أن الصين ستدعم دول المنطقة، وعلى رأسها إيران، في التصدّي للعبث الأميركي الأوروبي فيها والمستمر منذ عشر سنوات، سواءٌ في سورية او العراق او ليبيا او اليمن او فلسطين المحتلة، التي تم تشريد شعبها وإقامة كيان الاحتلال الاسرائيلي على ارضه المغتصبة منذ عام 1948.
ولم يقف الوزير الصيني عند هذه التوضيحات وإنما أضاف وقتها ما هو أهمّ وأعمق لكلامه هذا، حيث قال: «إنّ الصين كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي، وبلد كبير مسؤول، قد أصبحت (أيّ الصين) قوة محافظةً ومدافعةً ومساهمة بشكل حازم في النظام الدولي القائم (الراهن) والسلام والتنمية في «الشرق الاوسط».
وعلى الرغم من أنّ هذا الكلام ليس في حاجة للتفسير إلا انّ من الضروري التأكيد على أن الصين تكون قد أعلنت، من خلال هذا الكلام، أنها باتت قطباً اساسياً، ان لم تكن القطب الأساسي، في معالجة المشاكل الدولية والوقوف في وجه سياسات «الهيمنة الغربية وفرض الأمر الواقع بالقوة»، ما يعني انّ مثل هذه الأزمنة الرجعية والإمبريالية قد ولَّت الى غير رجعة.
ـ خامسا: كما لا بدّ من الإشارة الى ان هذه الاتفاقية سوف تفتح آفاقًا جديدةً، على كلّ المستويات، لكلّ من العراق وسورية ولبنان، للانخراط بشكل فعّال، في مشروع طريق واحد وحزام واحد الصيني العملاق، مما سيؤدي الى نهضة اقتصادية عملاقة في تلك البلدان. ويوسّع بالتالي مجالات التعاون بين الصين والدول العربية جميعها، التي قال عنها وزير الخارجية الصيني، في الاجتماع المذكور أعلاه، أنها أهم شريك تجاري دولي في العالم.
وعلى الرغم من أن إيران ليست دولة عربية إلا أنها، وبحكم الكثير من الأسباب والعوامل، جزء أساسيّ، لا بل قوةً إقليميةً كبرى، في منطقة غرب آسيا، الامر الذي يعني أننا أمام تشكل كتلة اقتصاديةٍ كبرى، يزيد عدد سكانها على 500 مليون نسمة وتمتلك ثروات هائلةً، يمكن ان تستثمر بالتعاون الإيجابي مع الصين، في تحقيق ازدهار شامل لشعوب المنطقة، على الرغم من بعض العقبات الموجودة حالياً، بسبب السياسات غير المدروسة لبعض الدول العربية، والتي لن توصل الى اية نتيجة ايجابية لشعوبنا، خاصةً أن هذه السياسات المتبعة من بعض حكامها، التابعة لواشنطن وتل ابيب، قد شكلت رأس حربةٍ لهجوم مضاد للمشروع الصيني طريق واحد وحزام واحد، وبتمويل من هذه السلطات الرجعية.
فها هو الرئيس الاميركي، جو بايدن، يقترح خلال حديثه الهاتفي مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون قبل يوم فقط من زيارة الموفد الصيني لطهران، التفكير في إنشاء ما سماه «بديل ديموقراطي» لمشروع «طريق واحد حزام واحد» الصيني. ايّ انّ بايدن قد أعلن عن مشروع تخريبي للتعاون الصيني الإيراني ومن ثم تعاون الصين مع الدول العربية.
وهنا أيضاً من الضروري بمكان فهم ما اعلنت عنه الامارات العربية المتحدة، من استثمار 10 مليارات دولار في مشاريع اقتصادية مختلفة في الكيان الصهيوني، وذلك قبل أيام معدودة من جولة الوزير الصينيّ للمنطقة، على أنه خطوة أولى على طريق مسار تخريبي إماراتي، بالتعاون مع الكيان الصهيوني، لإلحاق الضرر بالمصالح الاستراتيجية لكلّ من الصين والدول التي تتعاون معها.
ومن هنا أيضاً فإنّ البعض يعتقد بقوّة، بأنه لا بدّ للصين من أن تعيد النظر في سياساتها الاستثمارية، في كلّ من تل ابيب وابو ظبي، خاصة انّ ولي عهد ابو ظبي هو من وقف شخصياً وراء تحريض وزير خارجية ترامب، مايك بومبيو، على تحذير تل أبيب بشدّة من الموافقة على تسليم إدارة ميناء حيفا لشركة موانئ صينية، كما انه هو نفسه الذي حرّض نتن ياهو، عبر دوائر يهودية معينة في الولايات المتحدة (رجل الأعمال اليهودي الاميركي رون لاودَر كمثال) على منع مشاركة الشركات الصينية، في مناقصة لبناء محطة توليد كهرباء، في منطقة بئر السبع، والتي بلغت تكاليف إقامتها ملياراً ونصف المليار دولار!
إنه التنين الصيني الذي يتقدم بخطى ثابتة ومحسوبة بدقة في منطقة نفوذ تاريخية للولايات المتحدة الأميركية ويلاحقها بفطنة عالية وبقدر وهي تتراجع القهقرى يوماً بعد يوم وتحزم حقائبها مغادرة بلادنا بما فيها خيار ستصل اليه في يوم قريب واشنطن وهو التفكير جدياً بإغلاق قاعدتها المتقدمة في المنطقة وهي «إسرائيل» التي باتت تشكل مع الزمن عبئاً ثقيلاً على كاهلها…
وبهذا نكون قد دخلنا بالفعل عملية انتقال مركز ثقل العالم شرقاً مع ظهور قوى إقليمية وأقطاب عالمية مهمة في المسرح الدولي تكاد تكون فيه إيران بيضة القبان في ميزان معادلاته الجديدة في التاريخ كما في الجغرافيا.
بعدنا طيبين قولوا الله…
فيديوات ذات صلة
مقالات ذات صلة
- الاتفاق الصينيّ الإيرانيّ يقلق الأميركيّين والأوروبيّين
- نقاط على الحروف الأميركيّ بطة عرجاء والزمن الصينيّ الروسيّ الإيرانيّ لا يرحم
- إيران: وزير الخارجية: فترة القطبية الأحادية والغربية في النظام الدولي انتهت
- بايدن “قلق” من الاتفاق الإيراني الصيني الاستراتيجي
- بكين ــ طهران: شراكة على حافّة العقوبات
- اتفاق طهران وبكين «في وجه الولايات المتحدة»
The center of gravity of the world is moving east … and Tehran is the center of the intersection of history and geography
Iran – China: Brzezinski’s nightmare
Mohammed Sadiq Al-Husseini
A global structural event is on its way to being transformed into a map of alliances and the balance of global power.
It establishes a new phase of transformations and challenges in which forces are retreating while others are ascending o form the geography of the end of time or the so-called the age of the Savior’s appearance…
Major traditional powers are retreating while new powers will take the lead in a world full of surprises…
In 2002, at the height of the global scramble and entanglement between advocates of a clash of civilizations (Huntington) and advocates of dialogue between civilizations (Muhammad Khatami), the Chinese president paid a visit to Iran, his first after the Islamic revolution, to express his solidarity with the moderate and rational Iranian current in exchange for the Wild West, which wanted revenge on all that is un-American, including Europe, which was described by American studies as part of the dark half of the world and preparing for the rise of Fukuyama’s theory (the end of history), culminated in his meeting with Imam Ali Khamenei…
At that time, Khamenei was preparing a paper that he later called the second step of the rising Iranian renaissance … And at that very moment, he saw that the moment was appropriate to propose to the Chinese president a strategic alliance against the escalating American arrogance and brutality …
In that year, the Chinese president apologized to accept the offer, explaining that his country had not completed its preparations for a confrontation with America
The man returned to Beijing without making a significant shift in the relations of the two countries (with remarkable impression that Iran had a high boldness in the traditional international system from which the world was moaning, and a firm belief that the imam had something to say) to get involved in what his party was preparing to challenge the the American Empire with was later known as “One Belt, One Road” initiative to gradually drive America out, by economy, and not the military confrontation, at the forefront of the international scene of the world, as Veteran Ambassador Li Chintag conveyed to us at the time. But when he returned to Tehran in 2016, that is, after 14 years under international conditions, which he considered favorable, namely Iran’s exit from an exhausted international blockade, and the maturity of the system of his economic initiative known as the Silk Road, this time he was the initiator of presenting the alliance to Imam Ali Khamenei
Perhaps observers, analysts and researchers will mention that the subject of a strategic agreement between China and Iran, was presented for the first time at that particular time and was subject to research, study and scrutiny by both parties, that is, since 1/2016, when this project was presented. The discussion, started immediately after the end of the Chinese President Xi Jinping to Tehran on that date, as it was stated in a joint statement issued by the two presidents, Ping and Rouhani, that the two countries have agreed to conduct negotiations to conclude an expanded cooperation agreement for a period of 25 years, in various fields, especially transport, ports, energy, industry and services.
This strategic agreement, which was signed last Saturday in Tehran by the foreign ministers of the two countries, Wang Yi and Muhammad Javad Zarif, is not a product of the moment, but rather the result of in-depth studies and research, given its strategic nature, which will yield important results, in the economic and political fields. And at the level of the whole world, and not only at the level of bilateral relations between the two countries, or their relationship with the countries of the region only, for the following reasons:
This strategic agreement, which was signed last Saturday in Tehran by the foreign ministers of the two countries, Wang Yi and Muhammad Javad Zarif, is not a product of the moment, but rather the result of in-depth studies and research, given its strategic nature, which will yield important results, in the economic and political fields. And at the level of the whole world, and not only at the level of bilateral relations between the two countries, or their relationship with the countries of the region only, for the following reasons:
First: The huge volume of mutual investments that will be agreed upon in this agreement, which will reach $ 600 billion, during the second decade of this century. According to what was written by the newspaper «Petroleum Economist», in the month of 9/2019, where it indicated that China will invest a total of 280 billion dollars in the Iranian oil and gas industry, in addition to investing 120 billion dollars in the transport sector and building airports and ports in addition to other large sums that have not been announced. Reported so far, in other areas.
As for The New York Times ( 7/2020), the agreement is a complete economic and security partnership and will not be limited to one area alone. Among the important areas that will be developed in Iran is the field of infrastructure. For the fifth generation in communications networks (G5), in addition to preparing the infrastructure to operate the new Chinese global positioning system (to be an alternative to your system: GPS currently used).
Second: The comprehensive nature of this agreement, which covers the basic sectors of the Iranian economy, which makes it closer to a plan for the completion of the necessary infrastructure to implement an important part of the giant China project, one belt, one road, which makes this agreement closer to a starting base, to strengthen and accelerate the next steps related to the implementation of this Chinese project, especially towards many Asian countries surrounding Iran, through the establishment of railway networks linking these countries with Iranian ports, as well as African and European countries, through trade routes linking Iranian ports throughout history with Africa and Asia. From the north of the Indian Ocean, the Strait of Hormuz and the Red Sea (this is what explains the US-Israeli-Saudi war project on Yemen, by the way).
Third: This strategic agreement will provide Iran with an important strategic depth and an international partner that accelerates the pace to ascend the throne of the world, economically, politically and militarily. The specialties that were abandoned from the Iranian market in compliance with American orders.
The start of the implementation of these agreements will greatly revitalize the Iranian economy, which will push Iran to further knowledge, scientific, technological and industrial progress, which will positively affect the lives of millions of Iranians who have been imposed harsh sanctions that have prevented them from benefiting from the wealth of their country and have compromised their lives and increased their suffering for no reason other than their decision to reject the American hegemony over the capabilities of their country, which they decided to be under their sovereignty and in the service of their people and not in the service of American and European multinational companies.
Fourth: It is also necessary to look at this agreement in terms of the timing of its signing, which is taking place now, that is, one year after the Chinese strategic initiative for “the Middle East”, which was presented at the meetings of the ninth session of the Arab-Chinese Cooperation Forum, which was held in July 2020 and the most important things that came in that initiative on that day:
Calling for mutual respect, commitment to justice and equity, achieving non-proliferation of nuclear weapons, working together to achieve collective security, and accelerating the pace of development and cooperation. Chinese Foreign Minister Wang Yi, who represented his country in the afore mentioned meeting, followed the day to present this initiative with statements that increased its clarity and emphasized its importance, when he said during the meeting: “The international community should not take decisions regarding the” Middle East “region instead of the peoples of the region. ». He added, “The Chinese side firmly supports the efforts of the” Middle East “countries in defending their sovereignty, independence and territorial integrity … and that China rejects any interference in the internal affairs of the countries of the region, regardless of the argument.”
This means very clearly that China will support the countries of the region, foremost of which is Iran, in confronting American and European tampering with it that has been going on for ten years, whether in Syria, Iraq, Libya, Yemen or occupied Palestine, whose people have been displaced and the Israeli occupation entity has been established on its usurped land. Since 1948.
The Chinese minister did not stop at these clarifications, but added what is more important and deeper, as he said: “China, as a permanent member of the UN Security Council and a responsible large country, has become a conservative force, defending and contributing decisively to the existing (current) international order ,peace, and development in the “Middle East”
Although this talk does not need to be explained, it is necessary to emphasize that China has announced, through these words, that it has become a major pole, if not the main pole, in dealing with international problems and standing in the face of “Western hegemony and imposing the status quo by force », which means that such reactionary and imperial times are over forever.
Fifthly: It must also be noted that this agreement will open new horizons, at all levels, for Iraq, Syria and Lebanon, to effectively engage in the One Road and One Giant Chinese Belt project, which will lead to a giant economic renaissance in those countries. Consequently, it expands the areas of cooperation between China and all Arab countries, which the Chinese Foreign Minister said, in the afore mentioned meeting, that it is the most important international trade partner in the world.
Although Iran is not an Arab country, it is, by virtue of many reasons and factors, an essential part, and indeed a major regional power, in the West Asia region, which means that we are facing the formation of a major economic bloc, whose population exceeds 500 million people and possesses wealth. It can invest in positive cooperation with China, in achieving comprehensive prosperity for the peoples of the region, despite some obstacles that currently exist, due to the ill-considered policies of rulers of some Arab countries, affiliated with Washington and Tel Aviv, acting as the spearhead of a counterattack on Chinese project, One Road, One Belt, funded by these reactionary authorities.
Here is the US President, Joe Biden, proposing, during his telephone conversation with British Prime Minister Boris Johnson, just a day before the Chinese envoy’s visit to Tehran, to consider establishing what he called a “democratic alternative” to the Chinese “one road, one belt” project. In other words, Biden announced a sabotage project for Chinese-Iranian cooperation, and then China’s cooperation with Arab countries.
Here, too, it is necessary to understand what the UAE announced, investing $ 10 billion in various economic projects in the Zionist entity, a few days before the Chinese minister’s tour to the region, as a first step on the path of Emirati sabotage, in cooperation with the Zionist entity to harm the strategic interests of both China and the countries that cooperate with it.
From here also, some strongly believe that China must reconsider its investment policies, in both Tel Aviv and Abu Dhabi, especially since it was the Crown Prince of Abu Dhabi who personally stood behind the incitement of Mike Pompeo, to warn Tal Aviv strongly against handing over the administration of Haifa Port to a Chinese port company, and it is the same who incited Yahoo, through certain Jewish circles in the United States (American Jewish businessman Ron Lauder, as an example) to prevent Chinese companies from participating in a tender to build a power plant In the Beersheba region, whose construction costs amounted to one and a half billion dollars.
It is the Chinese dragon that is advancing steadily and precisely in a historical area of influence of the USA and is pursuing it with high acumen and as much as it retreats day after day and packs its bags to leave our country, including an option that will arrive soon in Washington, which is thinking seriously about closing its advanced base in the region, which is «Israel »Which has become with time a heavy burden on its shoulders.
Thus, we have already entered the process of moving the center of gravity of the world to the east, with the emergence of regional powers and important global poles in the international stage in which Iran is almost the egg in the balance of its new equations in history as well as in geography.
Related Videos
Related Articles /Posts
- اتفاق استراتيجي بين إيران والصين لربع قرن.. ماذا في الدلالات والتوقيت؟ A strategic agreement between Iran and China for a quarter of a century. for a quarter of a century.
- The Decline Of The Modern Western World
- US/NATO vs. Russia-China in a hybrid war to the finish
- In Quest of a Multipolar Economic World Order
No comments:
Post a Comment