في مقال مزلزل , تجدونه في الرابط اسفل المقال , بمناسبة ذكرى رحيل الرئيس السابق حافظ الاسد اعلن القيادي السوري المعارض والحقوقي هيثم المناع عن خيبة امله من الثورة الحادثة في بلاده. وعبر عن تحسره لوقوعها اصلا مؤكدا ان خيارات الرئيس الراحل الذي وصفه ب“الاعظم” هي الاعمق والانسب في ادارة الشان السوري ( مقال هيثم المناع)… ولئن لم يكن ما صرح به هيثم المناع جديدا من حيث السخط على ما وصلت اليه الاوضاع في سوريا والتعبير عن الخيبة من ثورة علق عليها العديدون امالا كثيرة ,والتأكيد على ان نظريات الديمقراطية وحقوق الانسان بالمفهوم الغربي لا تتناسب مع الحالة الراهنة للمجتمعات العربية التي ما زالت تحتاج الى انساق الزعامة والمستبد المستنير العادل …مع ان مثل هذا الموقف من الشائع المألوف عند فئات عديدة عربية وغير عربية , فان اهمية ما قاله المناع تتأتى من الجوانب التالية
اولا هو مثقف عربي درس الطب وعلوم الاجتماع ومتحصل على الدكتوراه في الانتروبولوجيا , كما الف العديد من الكتب والدراسات واشتغل مع عدة مؤسسات عالمية لحقوق الانسان والمجتمع المدني …وبالتالي فهو منطقيا يستند في نظرته وتقييمه للاشياء الى تجربة قيمة و كفاءة بحثية وعمق اكاديمي لا يستهان به
ثانيا انه احد القياديين السياسيين المشرفين على الثورة السورية , انخرط عن قرب في مطابخها الداخلية واطلع على خوافيها وما يدور حولها لا سيما وهو الذي تقلد خطة رئيس هيئة الانفاذ المعارضة .
ثالثا , وهذا هام جدا حسب عديد المتابعين , وهو ان ما قاله هيثم المناع لا ينطبق على الحالة السورية فحسب , بل يستقيم مع اكثر من وضع من اوضاع ثورات بلدان الربيع العربي على غرار الحالتين الليبية واليمنية تحديدا ثم الحالة التونسية الاقل هلاكا نسبيا رغم تعثرها الواضح..
لاشك ان العناصر السالفة الذكر تجعل مما كتبه هيثم المناع (وهو صديق مقرب للمنصف المرزوقي) اكثر من مجرد ردة فعل غاضبة , او مزاج متعكر من الثورات وارتداداتها..لان القيمة العلمية والاعتبارية للرجل لا تسمح له بذلك ..وهو اكثر مما يردده العوام في السر وفي الجهر..فيفهم منه اذن محاولة اولى من نوعها لنقد ذاتي , لا شك انه سيهز النخب القاعدة التي تقف عليها النخب الفكرية والسياسية الجديدة في بلاد ما يسمى ب”الربيع العربي”
(انقلاب ب180 درجة) – شاهد ماذا كتب ابرز معارض سوري في الاسد :”انت الاعظم”
تونس-الاخبارية-عرب-نزاعات-رصد
كتب د. هيثم المناع احد ابرز معارضي النظام السوري و رئيس هيئة الانفاذ المعارضة بذكرى رحيل حافظ الأسد النص التالي
رسالة إلى حافظ الأسد من كاره للنظام
بعد كل ما جرى .. وبعد التعرف على شعبي السوري .. وعلى مثقفيه وفئاته وحدود تفكيرها..أقر أنا الكاره السابق للنظام.. و الهارب من الخوف والذل.. والعائد إليه لاحقا بإرادتي.. أن حافظ الأسد أعظم رجل في التاريخ السوري..فهو أفهم من الأدباء والمثقفين بأنفسهم.. أدرى من المتدينين بربهم وأعلم من الخونة… والقتلة بما في صدورهم.
حافظ الأسد عرف السوريين جيدا.. وعرف أفضل طريقة ممكنة لسياستهم ..فحاسب كلا كما يستحق تماما بحسب أثره في المجتمع دون أدنى ظلم..عرف كيف يرضي المتدينين ويضحك على عقولهم ويكسبهم..أجبر الدين أن يبقى حيث يجب أن يبقى.. في البيت والجامع..فلا يخرج إلى الحياة السياسية.. وأشرك بالمقابل كل الطوائف في الحكم
طهر الأرض من المجرمين والقتلة.. وجفف منابعهم الطائفية بالقوة..وكسب البيئات الدينية المعتدلة التي تسمح لغيرها بالحياة..و إندمج فيها فأحبته من قلبها وأغلبها لا تزال مخلصة له حتى الآن
لم أكن عرف ما هي الطائفية على أيامه و قضيت أغلب سني عمري لا أجرؤ على التلفظ بأسماء الطوائف حتى بيني وبين نفسي..كم كان ذلك جميلا .. أن يقمع رجل عظيم الشر الكامن فينا حتى قبل أن ينبت
عرف نوعية المثقفين لديه.. فعامل كل منهم كما يستحق..إحترم بعضهم وقال له أفكارك لا تنفع هنا فاص
مت أو ارحل وعد متى شئت..مثل نزار قباني والماغوط وممدوح عدوان وأدونيس..ومن لم يفهم أو كان حالما وربما كان سيستسبب بالبلبلة فقد جنى على نفسه وسجن حتى لو كان من طائفته فلا فرق عند هذا الرجل العادل.. مثل عارف دليلة وعبد العزيز الخير و مئات أخرين
ميز المثقفين الطائفيين والحاقدين المخربين للمجتمع كما أثبت الزمن اللاحق فسجنهم..و إن لم يكونوا قد استحقوا سجنهم وقتها -و لا أعتقد – فقد استحقوه بجدارة لاحقا..مثل ياسين الحج صالح وميشيل كيلو وحازم نهار وفايز سارة ولؤي حسين وأمثالهم
طوع المثقفين الدنيئين الذين يبحثون عن مستأجر..ووجد لهم عملا يتعيشون منه طالما هم تحت الحذاء..حيث مكانهم المستحق.. مثل حكم البابا وعلي فرزات وأمثالهم
إهتم بالفنانين والشعراء السوريين والعرب الذين يستحقون الاهتمام ..مثل مصطفى نصري والجواهري والرحباني. وغيرهم
حصر الدعارة في أماكن مخصصة لها بدل أن تنتشر في الشوارع والمقاهي وأماكن العمل والصحف
عرف كيف يستقر الحكم ويتوازن دون مشاكل .. استعمل الوطني كالشرع ..والوطنيين المؤلفة قلوبهم..أي من يحتاج للمال حتى يبقوا وطنيين كخدام والزعبي وأمثالهم
أطعم الفاسدين بميزان دقيق.. وصرامة.. فكانوا لا يجرؤون على القضم أكثر مما يسمح لهم..أرضى التجار والعائلات الكبيرة
كان رجلا ترتعد له فرائص أعدائه وأصدقائه في الداخل والخارج.. فحكم أطول مدة في التاريخ السوري الحديث
كان حافظ الأسد الحل الأمثل لسورية مع الأخذ بعين الاعتبار طبيعة الشعب وثقافته وظروف البلد والأخطار المحيطة به..فبنى سورية الأمن والأمان..سورية المنيعة في مواجهة أعدائها.. سورية المدارس والمستشفيات المجانية .. سورية السلع المدعومة ..سورية الفقر الموزع بالتساوي بين الجميع.. ولو كان الغنى ممكنا لوزعه بالتساوي..عاش بسيطا فقيرا.. ومات فقيرا لا يملك شيئا..
كان رجال دولته يتمتعون بالنساء والمال والاستجمام في أجمل مناطق العالم وهو يعيش في شقته المتواضعة.. لا يفكر إلا بمصلحة الشعب.
عرف كيف يضع حذائه في فم إسرائيل والغرب وأعوانهم ملك الأردن وعرب البعير والميليشيات اللبنانية..
عادى عرفات والسادات وكل من فرط بشبر من أرض فلسطين
ضبط الميليشيات الفلسطينية بالقوة و بنى مقاومة لبنانية و دعم الفلسطينية ووجهما تجاه العدو و بنى توازن رعب يعمل الأعداء وعملاؤهم في الدخل والخارج منذ سنوات على تفكيكهما..
بنى لسورية قيمة أكبر من مساحتها وقدراتها قبل أن ينقض عليها أعداؤه بعد مماته لاعنين روحه
فعل كل ذلك باللين والحب عندما كان ينفع.. وبالشدة والبطش تارة أخرى
لا يزال كارهوه يخشونه حتى الآن..لن يستطيعوا هزيمته في رؤوسهم.. ومهما حدث سيبقى ذلا أبديا لهم.. لن يستطيعوا تجاوزه..
كثير كثير .. لا مجال يتسع لتعداد مناقب هذا العظيم العظيم..كان رجل دولة من أرفع طراز.. لا يتكرر إلا كل بضعة قرون
أقول هذا.. أنا مناصر الإنسانية والحريات وحقوق الإنسان..بعد تجربتي مع شعبي السوري ومثقفيه وموالاته ومعارضته..لاقتناعي أن سياسة حافظ الأسد هي السياسة الأمثل التي تخفف الألم السوري الكلي إلى حده الأدنى..والدليل ما يحدث الآن
وأعلن أني مستعد للعيش في سورية تحت حكم رجل مثله بغض النظر عن طائفته طالما أنه على عهده لا يجوع فقير ولا يجرؤ أحد على استباحة دم أحد .. ولا تستطيع الكلاب أن تفلت في الشوارع
تعلم أنك ولدت في المكان الخطأ والزمن الخطأ بين الناس الخطأ.. عش بسلام كما يليق بك بين الانبياء
هيثم مناع
Related Articles
No comments:
Post a Comment