Saturday 18 July 2020

أن يهرب المجرم الأميركي ماكينزي… فهذا يعني أنهم مهزومون





أن يهرب ائد المنطقة المركزية الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال ماكينزي بطوافة عسكرية من مطار بيروت الدولي فهذا فيه الكثير الكثير من الدلالات وأهمّها أنّ الأميركيين مهزومون ويجرّون أذيال الخيبة والفشل في لبنان والمنطقة أمام صلابة وانتصارات محور المقاومة…
ولمَن لا يعرف فإنّ هذا الموقع هو موقع لأهمّ مسؤول عسكري ميداني في الجيش الأميركي في الحروب التي خاضتها وشنّتها وحرّكتها الولايات المتحدة الأميركية على امتداد العالم… وبالمناسبة فإنّ أسلاف ماكينزي كان لهم دورٌ كبير في الحرب الإرهابية العالمية التي تُشنّ على سورية وقيادتها وجيشها وشعبها ودورها المحوري في المنطقة منذ أكثر من تسع سنوات… حيث كانوا «يجتمعون” مع بعض كبار المسؤولين في لبنان «وعينهم على سورية” فيشغّلون مَن يشغّلون في حربهم الفاشلة التي استخدموا فيها كلّ إمكانياتهم وقذاراتهم..
وكم كان ماكينزي وقحاً عندما قال في زيارته «اللبنانية” إنّ «لبنان شريك مهمّ للولايات المتحدة وسنستمرّ في دعم الجيش اللبناني بصفته الممثل المسلح الوحيد لحكومة لبنان… وأنّ لدى «إسرائيل” مصالح أمنية مشروعة ونتطلع الى اليوم الذي لا يكون فيه أيّ تهديد ضدّها ينطلق من جيرانها”.
على المكشوف فإنّ ماكينزي وغيره من المجرمين الأميركيين لا يُخفون أعمالهم وتآمرهم وخططهم العاملة ليل نهار لمصلحة الكيان الصهيوني الغاصب حيث لم يعد الدبلوماسيون منهم يتخفّون وراء ستار من الخطاب «الدبلوماسي المتحفِّظ” إعلامياً وشكلياً ليُخفوا أعمالهم القذرة، وها هو بومبيو وشينكر والسفيرة الأميركية في عوكر يتدخلون في شؤون لبنان الداخلية ويصرّحون بوقاحة ضدّ حزب لبناني كبير هو حزب الله، وضدّ مقاومتنا البطلة التي سجّلت في مثل هذه الأيام من تموز _ آب عام 2006 أروع الإنتصارات على العدو الصهيوني المدعوم أميركياً..
المجرمون الأميركيون يعملون بوضوح في استهداف حزب الله من خلال الأحداث اللبنانية، ولا تعنيهم سوى بالاستخدام والتوظيف
«الإصلاحات ومحاربة الفساد ومصلحة لبنان” في شيء وإنما تعنيهم في الأساس والجوهر مصالحهم ومصالح «إسرائيل» فقط عبر استهداف حزب الله الذي بات يمثّل خطراً وجودياً على الكيان الصهيوني المجرم…
وعلى الرغم من الأبواق المأجورة عبر بعض وسائل الإعلام المسخّرة من طرف الإنتهازيين والعملاء الذين يتستّرون وراء قناع «النضال والثورة” لأجل تنفيذ أهدافهم الخاصة وأهداف مشغِّليهم، حيثُ أن «القوة الناعمة” الأميركية تدخّلت كثيراً وانكشفت في التضليل الإعلامي والتلاعب بعقول الناس وركوب الموجات الجماهيرية والقضايا المطلبية المحقة والمشروعة، فيتأكد في كلّ لحظة من نهارٍ أو ليل ما قاله السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبيكين قبل اندلاع الحريق والإنفجار الشعبي الكبير في لبنان حين أكد أنّ الأميركيين يهيّئون لفوضى في لبنان، وقال حرفياً: إنّ ما يحصل في لبنان على صعيد أزمة العملة الأجنبية المستجدة هو بسبب «الخطّة الأميركية لإحداث الفوضى في لبنان”.
وأضاف: إنّ «الفوضى كما يريدها الأميركيون هدفها ضرب حزب الله في لبنان ومِن خلفه خصوم أميركا في المنطقة”، وتابع: «إنّ مجموعة العمل لأجل لبنان والمُشَكَّلة من سفراء الدول الخمس الكبرى كانت دائماً تضع في بندها الأول مبدأ الحفاظ على الاستقرار الداخلي والوضع الأمني، لكنني مؤخّراً بتُّ أشعر أنّ الأميركيين يُهملون هذا المبدأ في خطّتهم التي توصِلُ إلى انهيار الوضع الاقتصادي وحصول غليان شعبي، وهم بذلك يهدّدون استقرار لبنان في حربهم لتطويع خصوم أميركا بدل الحفاظ على هذا البلد وحمايته”.
وسأل زاسبيكين: «ما هي الجهة الوحيدة التي ستحافظ على تماسكها في حال الانهيار الاقتصادي وانهيار الدولة؟ ثمّ أجاب بنفسه قائلاً: إنه «حزب الله”…
وليس دفاعاً عن الفاسدين في السلطة اللبنانية الذين يجب أن يُحاسَبوا وأن تُسترجعَ الأموالُ التي نهبوها من الشعب اللبناني، هناك ملفات وقضايا ستُفتح للذين يركِبون الموجة ويحاضِرون بالعفّة وهم «ما هم عليه” من عمالة وإجرام وفساد كبير يغطّونه من خلال محطات تلفزيونية فضائية يدّعي أصحابُها اليوم أنهم «ثوريون” وهم في حالة التُّخمة من جرّاء التمويل الخارجي والصفقات الداخلية والخارجية القذرة، حيث يتحدّثون في كلّ شيء ولكنهم «مؤدّبون” أمام حاكم مصرف لبنان الذي يعمل منذ فترة طويلة من الزمن لصالح الأميركيين لأنهم من طينته وعلى نفس المستوى بالعمالة والفساد والإفساد.
وهنا أجدّد التأكيد أننا نحن الثوّار ولآخر مدى ولن يستطيعَ شُذّاذُ الآفاق من خلال محاولات «الإحتلال المدني” سرقة نضالاتنا وأغانينا وثورتنا الحقيقية لمصلحة «ثورات الفوضى الأميركية” المدمِّرة كما جرى في العديد من بلدان المنطقة والعالم.
وأصِلُ الى بيت القصيد لأقول: إنه وعلى طريقة التخلّص من حسني مبارك وبن علي والبشير فإنّ «مركز اللعب” بالمخابرات الأميركية يعمل بجدية من خلال «الحرائق المشتعلة” على التخلّص من قيادات سياسية حاكمة وإحلال قيادات جديدة تدّعي أنها «حيادية” للوصول الى هدفها السرّي والعلني ألا وهو «القضاء” على حزب الله اللبناني المقاوم… وهذا مستحيلٌ لأن هذا الحزب متجذّرٌ في أرضنا الوطنية الطيبة ولأنّ قائده وعدنا دائماً بالانتصارات المحقّقة بإذن الله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*إعلامي وباحث في علم الإجتماع السياسي

River to Sea Uprooted Palestinian   
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!

No comments: