Monday 29 April 2013

The suicidal American stupidity

الحماقة الأميركية انتحار


‏الأحد‏، 28‏ نيسان‏، 2013

أوقات الشام

غالب قنديل
تمضي القيادة السورية في تنفيذ خططها الجديدة في توقيت مناسب سياسيا وعسكريا على إيقاع مناخ شعبي حاسم في دعمه لدولته الوطنية وفي ثقته بزعامة الرئيس بشار الأسد وفقا للاعترافات الغربية المتلاحقة إعلاميا وسياسيا.

أولا: إن حركة الجيش العربي السوري في الميدان تتجه إلى تصفية العديد من البؤر الإرهابية القيادية وقد أجمع الخبراء على اعتبار تحرير العتيبة ضربة قاصمة لشبكة القاعدة وفرعها السوري جبهة النصرة بينما تلاحقت انهيارات العصابات الإرهابية في ريف القصير وتستمر عمليات الجيش العربي السوري في ريفي إدلب وحلب وداخل مدينتي حمص وحلب بالإضافة إلى ما ينجزه الجيش السوري من خطوات متقدمة في محافظات درعا و الرقة ودير الزور ويمكن لمن يتابع أن يعرف أن إعلان حمص مدينة آمنة واسترجاع القصير سيشكلان حسما لسيطرة الدولة الوطنية في المنطقة الوسطى التي تشكل أكثر من ربع مساحة سوريا والتي تضم محافظتي حمص وحماه ، ومسار العمليات خلال المرحلة المقبلة يتجه إلى حسم السيطرة كليا في المدن الكبرى ومحيطاتها الريفية واسترجاع السيطرة الكلية على الطرق الدولية داخل سوريا بحيث أن تحقيق هذا الهدف الذي يحتاج لبضعة أشهر سوف يتيح إحياء الدورة الاقتصادية في البلاد وسيطلق عملية عودة النازحين إلى سوريا خصوصا في ظل الأوضاع المزرية التي يعيشون تحت وطأتها في جميع دول الجوار: لبنان وتركيا والأردن وفقا لما تشير إليه الأخبار الواردة كل يوم.

ثانيا: إن التهديدات الأميركية التي يراد منها التهويل على الدولة السورية وحلفائها في معسكر المقاومة ومجموعة البريكس بزعامة روسيا لا تطرح إلا احتمال ارتكاب حماقة كبرى إذا مضت الولايات المتحدة في تنفيذ تهديدها بالعدوان العسكري المباشر بعد فشل الحرب العالمية التي تستعمل الإرهاب القاعدي وجوقة العملاء في المنطقة بجميع حكوماتهم وأنظمتهم بقيادة إسرائيل وآخر المحطات كان توريط الأردن في أعمال عدائية مباشرة سترفع من كلفة هذا التورط خلال الفترة المقبلة.

الخطة التي بشر بها باراك أوباما ونسج خيوطها بعدما باع مهلة جديدة لحكام قطر والسعودية وتركيا في رهانه الواهم على تعديل التوازن الميداني السوري سقطت أما المغامرة فنتيجتها معروفة والتهويل بها لا يغير شيئا في التوازن الواقعي على مستوى المنطقة والعالم وهذا ما يعرفه الأميركيون الذين يخترعون أكاذيب السلاح الكيماوي ليقيدوا الانتصار السوري مسبقا بحملات ضغوط وعقوبات جديدة.

ثالثا: إن أي مراجعة علمية لخيارات الحرب الأميركية المهول بها تعيد تظهير ميزان القوى حيث الولايات المتحدة ودول الغرب عموما غارقة في أزمتها المالية التي استوجبت تخفيضات كبيرة على موازناتها العسكرية وحيث تمتلك منظومة المقاومة المرجح انخراطها الفوري في أي مواجهة ضد العدوان الأجنبي على سورية بشكله الجديد تمتلك من القدرات الردعية ما يكفي لإشعال حرب كونية حذر منها هنري كسينجر منذ بداية الأحداث السورية و عندما غزل بعض المسؤولين الأميركيين على منوال الانتقال من الحرب بواسطة الإرهاب والحلف التركي الخليجي إلى تحريك الجيوش الأطلسية نحو سوريا.

الأسئلة الكبرى التي تطرح نفسها استراتيجيا حول مثل هذا الاحتمال تقود إلى توقع مقاومة ضارية و شاملة في المنطقة ردا على أي عدوان فقدرات الردع السورية الهائلة ازدادت فاعلية من حيث التجهيز والاستعداد لا سيما في منظومة الدفاع الجوي وسلاح الصواريخ الذي سيكون جاهزا لدك إسرائيل والمواقع الأميركية والكثير من المنشآت الحيوية في تركيا والأردن ومعاقل الإرهاب والعدوان في لبنان بينما يخلص بعض المحللين إلى توقع فتح المقاومة والجيش السوري للجبهتين اللبنانية والسورية ضد إسرائيل أما عن القوة الصاروخية الإيرانية فغني عن البيان أنها تكفي كما قال الإمام الخامنئي لمسح إسرائيل من الوجود عدا عن إغلاق جميع ممرات تدفق النفط إلى الغرب وهو ما سيولد انهيارات اقتصادية ومالية ضخمة ومن الأهداف التي يجب أن يخشى عليها الأميركيون من حجم الرد الإيراني فهي منابع النفط في الخليج والقواعد الأميركية وقطع الأسطول الحربي الأميركي والأطلسي وسيكون موضع السؤال الأكثر حرجا هو ما يمكن أن يقوم به الأسطول الروسي المرابط قبالة الساحل السوري.

رابعا هذه المؤشرات والتوقعات ترجح أن يكون الكلام الأميركي نوعا من الهرطقة والتهويل الفارغ مع إبقاء احتمال الحماقة واردا لكن المواجهة الكبرى إن حصلت فسوف ينجلي غبارها عن هزيمة مدوية للغرب و عن كارثة ستحل بإسرائيل وبتركيا وبجميع المتورطين من حكام الخليج والأردن بينما ستشكل مثل هذه الحرب والمقاومة السورية لها عنصر تثوير كما فعلت مقاومة مصر للعدوان الثلاثي و هو ما سوف يطيح بكل ما تخيله الأميركيون من مكاسب محققة في مناخ ما سمي بالربيع العربي فالتشظي والاضطرابات الداخلية واندلاع التمرد الشعبي من جديد تحت عنوان سوريا وفلسطين ولبنان سيغدو احتمالا واقعيا .

صمود سوريا وتقدمها في مقاومة العدوان ولد ديناميات جديدة في العالم والمنطقة أما التثوير الكبير و الحاسم الذي يمكن أن تحدثه مقاومة الحماقة الاستعمارية الأميركية الصهيونية فسيكون حاسما وكليا لصالح معسكر المقاومة والتحرر في الشرق وفي العالم لأنها ستحول التهديد إلى فرصة نادرة طال انتظارها.
الشرق الجديد
River to Sea Uprooted Palestinian  
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!

No comments: