Wednesday, 24 October 2012

Brotherhood's Merchants of Vinice تاجر البندقية المصري وأرطال اللحم الدامي .. واسكندرون رطل لحمنا



 
تاجر البندقية المصري وأرطال اللحم الدامي .. واسكندرون رطل لحمنا
 
 
ليس كل مافي الربيع العربي سيئا كما تعتقدون .. وليس كل ماتنتجه اللحى رديئا .. وليس صحيحا أن حناجر الاسلاميين لاتطلق الا تكبيرات الذباحين الذين يذبحون السوريين ويفجرون شوارعهم بنذالة ويصابون بالهستيريا لترنح مروحية .. بل هناك جانب أدبي وضّاء حيث بدأت ثمار الحرية تعطي أكلها الفكرية والثقافية الراقية التي أفرزتها الحرية الثورية .. فقد كشف منذ أيام النقاب لأول مرة عن احدى أهم المخطوطات المفقودة للكاتب المسرحي الانكليزي ويليام شكسبير التي وجدت في مصر والتي كانت بحوزة تنظيم الاخوان المسلمين مخبأة في سرية تامة عن عيون الفضوليين والدارسين ..
 
وربما ستكون هذه الوثيقة التاريخية التي كشف الاخوان المسلمون عن ملكيتهم لها أهم من حجر رشيد الذي فك رموز الكتابة الهيروغليفية.. ان هذه الوثيقة المخطوطة هي الجزء الثاني الضائع من مسرحية "تاجر البندقية" ..جزء لايقدر بثمن..فتعالوا معي للاطلاع على هذا الكنز الدفين وهذه الدرة الفكرية النادرة التي احتكرتها خزائن الاخوان المسلمين ..ولم تظهر للعلن الا منذ أيام بمناسبة وصول سفيرهم الى اسرائيل..
 
وللتذكير ففي الجزء الأول من مسرحية تاجر البندقية .. يكون الصراع بين التاجر اليهودي المرابي شايلوك والمسيحي أنطونيو الذي يعيب على المرابي أخذه للربا على القروض .. ولكن شايلوك يقبل أن يقرض أنطونيو ثلاثة آلاف دوقية دون ربا انما بشرط واحد هو أن يقتطع رطلا من لحم أنطونيو ان تأخر أنطونيو في سداد الدين ..وكان أنطونيو يريد مساعدة صديقه باسانيو بهذا المال ريثما تصل سفنه بالمال .. وبقية المسرحية معروفة وتصل ذروتها عندما يمسك شايلوك اليهودي بالسكين ليقتطع رطل اللحم من جسد غريمه الذي تأخر في سد الدين ..في هذه اللحظة يتم تنبي شايلوك الى أن العقد يشير الى حقه في رطل كامل من لحم أنطونيو فقط ولايشير العقد الى دم أنطونيو .. وعلى اليهودي قطع رطل اللحم من غير أن ينزف أنطونيو قطرة دم واحدة .. ومن هنا تبدأ مشكلة شايلوك وتنتهي المسرحية بانقاذ أنطونيو من براثن الشرير المرابي ..

في النسخة التي احتفظ بها الاخوان المسلمون عدة عقود وكشفوا عنها مؤخرا مفاجأة ثورية ستهز عرش شكسبير نفسه الذي لم يكن يتوقع أن تكشف مخطوطته .. حيث يتصالح أنطونيو مع شايلوك على غير توقع ويغفر له ويتعانقان وقد امتلأت عينا أنطونيو بالدموع ويسأل شايلوك المغفرة والصداقة المديدة الخالدة .. ويصبح صديقه الوفي .. ويتحدث أنطونيو في المخطوط الذي أخرجه الاخوان الى النور عن شايلوك بوصفه "صديقا عظيما" يرسل له أنطونيو سفيرا اسمه عاطف سالم .. ومما قالته رسالة حميمة وجهها أنطونيو الى شايلوك اليهودي الذي صار اسمه في الجزء الثاني شايلوك بيريز:
 

عزيزي وصديقي العظيم شايلوك بيريز

لما لي من شديد الرغبة في إطراد علاقات المحبة التي تربطنا لحسن الحظ، فقد اخترت السيد السفير عاطف محمد سالم ليكون سفيرًا فوق العادة ومفوضًا من قبلي لدى فخامتكم .. وإن ما خبرته من إخلاصه وخبرته وما رأيته من مقدرته في المناصب العالية التي تقلدها لما يجعل لي وطيد الرجاء في أن يكون النجاح نصيبه في تأدية المهمة التي عهدت إليه فيها'.ولاعتمادي على ما سيبذل من صادق الجهد ليكون أهلًا لعطف فخامتكم وحسن تقديرها، أرجو من فخامتكم أن تتفضلوا فتحوطوه بتأييدكم وتولوه رعايتكم، وتتلقون منه بالقبول وتمام الثقة ما يبلغكم إليه من جانبي ولا سيما إذا كان له الشرف بأن يعرب لفخامتكم عن ما أتمناه لشخصكم من السعادة وبلادكم من الرغد..التوقيع: صديقكم الوفي ..

أنطونيو (الملقب ب محمد مرسي)



Shimon Peresبالطبع هذه الرسالة هي رسالة الرئيس المصري محمد مرسي (تاجر مصر) الى شيمون بيريز (شايلوك المرابي) الذي يمتص غاز مصر بثمن بخس .. وقصة هذين الصديقين الحميمين هي تفاصيل قصة تاجر البندقية حيث اقتطع بيريز اليهودي من جسد مصر رطلا من اللحم هو سيناء مع دمها الذي نزف في اعدام آلاف الاسرى المصريين عام 67 .. ومع ذلك اتسع قلب أنطونيو (مرسي) الكبير للمغفرة والحب بعد أن ملأه الكره والغل ضد الرئيس السوري .. وصار صديقه بيريز قاطع رطل اللحم المصري صديقا عظيما وحميما .. وسامحه محمد مرسي على أرطال اللحم التي اقتطعها في لبنان وقانا .. بل وصار باسانيو السوري عدو محمد مرسي اللدود ..

لقد صدع الاخوان المسلمون والاسلاميون رؤوسنا بالبندقية التي قالوا انهم حملوها عقودا .. وملؤوا الدنيا نواحا وعويلا وصخبا لأنهم حرموا من استعمالها بسبب الديكتاتوريات .. بندقية الاخوان الخشبية لم تنزل عن أكتافهم وخطاباتهم لعدة عقود لتستريح .. وقد زينوا بها كل بياناتهم على مدى القرن العشرين تقريبا .. وكانت بنادقهم في حروف خطاباتهم تقف مكان حرف الألف في كلمة الجهاد وكلمة السلام .. وتقف منتصبة بين الآية والآية على امتداد سور القرآن الكريم ..حتى نبتت بنادقهم في عيوننا وبين أهدابنا وملأت طربوش صورة حسن البنا .. وكانت سورة الفتح منقوشة على كل بندقية من بنادقهم .. الى أن ظهرت الحقيقة الناصعة كالشمس وهي أنهم ... تجار بندقية .. وقد تقدم صفوفهم (تاجر البندقية) الأول الرئيس محمد مرسي الذي لخص نهج الاسلاميين الجدد الذين باعوا البندقية ..

ان الاسلاميين عموما وتنظيم الاخوان المسلمين خصوصا أثبتوا بجدارة أنهم ليسوا ثوارا وانهم تجار البندقية .. وأنهم باعوا بنادقهم بثمن بخس جدا .. فكل بندقية تساوي في سوق الربيع العربي سجادة حمراء رئاسية وكرسيا .. سجادة صبغها باللون الأحمر دم آلاف العرب والمسلمين ..

لم يعد بامكان كل اسلاميي هذا الربيع العربي أن ينكروا أنهم تجار بنادق .. من خالد مشعل وحماسه وفريقه الذي باع بندقيته في قطر وقبض ثمنها في سورية .. الى الاسلامي التونسي راشد الغنوشي الذي سلم بندقيته ملفوفة كالهدية بشريط أحمر في مقر ايباك في نيويورك .. وعاد بسجادة حمراء وكرسي سلطة ..مايثير الاشمئزاز هو تبريرات الاسلاميين التي تريد كسر عظام اشارات الاستفهام الكبيرة وقطع أعناقها .. واستبعادها من سطور اللغة .. وتريد دفن علامات التعجب بشكل سري من غير تشييع .. وتريد من العيون المستغربة أن تتعلم البلاهة والتجاهل .. ومن الرؤوس الموافقة وتفهم كل عمليات بيع البنادق في السوق السوداء..بل وصل النفاق ببعض كتابهم أن اسرائيل نشرت الرسالة لاسقاط البطل محمد مرسي رغم أن الأخير أكد أنه بعث بكل حرف من حروفها ملفوفا بورق الورد..الى صديقه العظيم شيمون بيريز..

كنت أقرأ بعض الكلمات المجلجلة لمثقفي الربيع العربي والتي كانت تسقينا النبيذ الثوري حتى سكرت الشوارع العربية وانتشت بوصول الرئيس محمد مرسي والاخوان للسلطة .. كنت أقرأ مصفوفات اللغة وقبضاتها المتوعدة لاسرائيل وأضحك من تهديد اسرائيل ب (مرسي الزيناتي) "اللي مابيتهزمش .. يارجالة" ..

هؤلاء الكذابون كانوا يبشروننا أن مستوطنات اسرائيل ترتجف من صوت محمد مرسي وأن معدل هجرة الاسرائيليين قد تضاعف بسبب الخوف من وصول الاسلاميين الى حدود اسرائيل الجنوبية.. وأن قلب اسرائيل يخفق من شدة الخوف وأن وجهها مصفر .. وأن ضغط دم الصهيونية مرتفع بشدة من الرعب ..وكانت النتيجة أن عدد المسيحيين المصريين الهاربين من مصر هو الذي تضاعف وليس عدد الفارين من اسرائيل .. كما أن الشرق عموما صار في ربيع الاسلاميين شرقا يغادره المسيحيون من سورية والعراق ولبنان .. ليملأه مهاجرون يهود يتقاطرون الى اسرائيل بتزايد وبالذات بعد ربيع العرب .. فماذا يساوي هذا الشرق اذا امتلأ بالاسلاميين وفرغ من مسيحييه الشرقيين؟؟ انه جسد من غير دم ..فالمسيحيون الشرقيون هم دم الشرق .. وغيابهم سيجعل الشرق مجرد جثة باردة

الاسلاميون الذين رفضوا تلكؤ حكومات الديكتاتوريات في اعلان الجهاد بدؤوا في انتاج مخدر شعبي جديد اسمه (اعطونا فرصة للاستقرار) .. ودخلت رسالة "تاجر البندقية" المصري محمد مرسي تحت هذا الشعار .. يعني فتوى جديدة تبرر للاسلاميين استعمال التقية في العلاقة مع الغرب واسرائيل وتبرر المراوغة والمناورة حتى يشتد عود الاسلام الثوري لينهض و"يرمي اسرائيل في البحر" وينفذ وعدهم الصادق الذي أطلقوه منذ عقود .. وقد سمعت بتمهيديات خبيثة تقدّر أن فترة الاستقرار الاخواني في مرحلة مابعد الثورات قد تستغرق عشرين عاما قبل أن يشتد عود الاسلاميين .. أي علينا انتظار عشرين عاما حتى يستعيد الثوار الاسلاميون بنادقهم التي باعوها بسجاد أحمر وكراسي !!..

هل رأيتم أكثر من هذا النفاق والاستغباء؟؟ انها حكاية الرجل الذي حكم الملك عليه بالموت فتفتق ذهنه عن خطة ذكية للنجاة بأن تعهد للملك بأنه يستطيع تعليم حمار الملك الغناء خلال خمس سنوات فقرر الملك اعطاءه الفرصة والا فسيقتله بعد خمس سنوات ان فشل في سماع حماره يغني .. وعندما سئل الرجل عن هذا التهور والوعد المستحيل قال: خلال خمس سنوات قد أموت أنا .. أو يموت الملك .. أو يموت الحمار ..وفي لغة الربيع العربي وانتظار استعادة البنادق المباعة .. وبعد عشرين عاما من انتظار أغنية الجهاد الاسلامية وسماع صوت رصاص بندقية الاخوان المسلمين في فلسطين اما أن تموت البندقية (أو تصدأ) أو تموت اسرائيل بسكتة قلبية .. أو يموت الشعب (وهو هنا الحمار بنظر الاخوان المسلمينكما يبدو)..

كل الاسلاميين تبين أنهم يعرفون قانون العرض والطلب وأسعار البنادق .. ولكن الاخوان السوريين قد تفوقوا على كل أصناف الاسلاميين بأنهم صاروا تجار عقارات أيضا .. فقد لفت أحد المسؤولين السوريين نظري الى أن كل الخرائط التي تنشرها وتصممها تنسيقيات الثورة السورية ومجلسها الانتقالي هي خارطة سورية "ناقصة لواء اسكندرون" الذي يظهر جزءا ولسانا طبيعيا من تركيا .. فيما الخرائط الرسمية للحكومة السورية لم تسقط حتى اليوم لواء اسكندرون من الخرائط حتى في عز الود والصداقة مع صديقنا العظيم أردوغان. والصديق الوفي أوغلو .. ورغم عدم اثارة قضية اللواء مع الأتراك فان الأتراك لم يجرؤوا على الاطلاق على طرح المساومة عليه مع القيادة السورية التي لم تتخل عن مطالبها به لكنها اعتبرته معركة ثانوية أمام معركة الوجود الكلية مع الصهيونية في اسرائيل التي رسمت خريطتها على علمها بخطين أزرقين هما نهرا الفرات والنيل ..وبينهما نجمة داود.. وبالطبع فان تمثيليات أردوغان جعلت السوريين يحسون أن لواء اسكندرون في يد أمينة .. وأن مابين الاخوة يمكن حله بالتفاهم ..

ونوه أحد المطلعين لي أن هناك وثيقة حصلت عليها الاستخبارات الروسية تشير الى أن الاخوان المسلمين السوريين من ضمن ماتعهدوا به لتركيا هو عدم المطالبة بلواء اسكندرون (رطل اللحم السوري لشايلوك التركي مع الدم السوري) وتوقيع تعهد بالتنازل عنه من قبل الحكومة السورية القادمة الاخوانية بحجة اعادة ترسيم الحدود والاعتراف بالواقع الجديد والتقادم على الخلاف .. وهناك طرف واحد من المجتمعين اقترح ابرام اتفاق تأجير مجاني لمدة 99 عاما قابلة للتمديد (نسخة وادي عربة الأردنية لاسرائيل) لكن الأتراك أصروا على العرض الأول .. ويقال ان الاخوان برروا هذه الخطوة بالابقاء على النسب الطائفية الحالية في سورية دون اختلال لأن انضمام سكان اللواء السوريين سيرفع من نسبة المسيحيين والمسلمين العلويين مما يعني أنه في سياق أي اتفاق طائف سوري متوقع ستبقى حصة الأقليات غير مؤثرة على حصة الاسلاميين ..وتحدى هذا المصدر أن يصدر أي بيان بشأن لواء اسكندرون من قبل مايسمى الثورة السورية .. التي قبل لواء اسكندرون باعت رسميا الجولان باعلان انها تحتاج صداقة اسرائيل للوصول الى السلطة في دمشق ..


Who said the people of Iskenderun are Syrians
وبالطبع فان هذا التسريب يكشف اصرار الاخوان السوريين على ترديد مقولات بيع الجولان أو أن الرئيس بشار الاسد قد وقع صك تنازل عن لواء اسكندرون لأردوغان رغم عدم وجود دليل على ذلك ورغم أن أحدا لم يمتلك البينة والاثبات القانوني ..ورغم صداقة أردوغان للثوار السوريين فلم يعطهم هذه الورقة القاتلة وطنيا لخصمه الرئيس السوري لأن أردوغان لايملكها .. والتفسير الوحيد لهذا الترويج بتخلي الأسد عن لواء اسكندرون هو تهيئة الجمهور السوري في حال وصول الاخوان الى السلطة بعد الثورة (كما اعتقدوا) فانهم سيوفون بتعهدهم للأتراك وسيقولون للسوريين انهم ليس بمقدورهم المطالبة باللواء لأن اللواء قد تم بيعه سلفا من قبل العهد " البائد " ضمن اتفاق بين حكومتين .. وعلى السوريين نسيانه في معدة تركيا الى الأبد واعتماد خريطة الثورة السورية التي قضمت اللواء .. وحتى لو تقيأت تركيا لواء اسكندرون نظريا فسيكون لها وضع الوصاية والاشراف على ولاية حلب القادمة من رحم التقسيم الجديد.

مايكتبه الاسلاميون الجدد في دفتر ثورات الشرق .. هو بيع بالجملة والمفرق للبنادق وللعقارات .. وما أبدعه يراع الرئيس محمد مرسي من كتابة مزخرفة ومرصعة بعبارات التفخيم والاخوة والصداقة العظيمة ماهي الا صك البيع الصريح للقدس والأقصى ولايقوى على كتابته الا من برع في بيع البندقيته ..

انه تاجر البندقية المصري وتاجر البندقية السوري والذي ارتد كل واحد منهما على شكسبير وعانق شايلوك ومضغ معه لحم أخيه السوري والفلسطيني واللبناني حيا .. لكنه ليس تاجر بندقية كما في السياقات الشكسبيرية (المسيحية والانجيلية) والذي لايغفر لليهودي دمويته وكراهيته وشراهته للمال والربا .. بل تاجر بندقية في السياقات الاخوانية .. حيث يقدم الاسلاميون لشايلوك رطل اللحم من جسد مصر مع الدم .. ويتبرعون له برطلين من اللحم السوري مع الدم .. ويوضع له قلب فلسطين في الطبق مغمسا بالدم ..وسنرى الكثير من بضاعتهم على أرصفة السياسة الشرقية .. وهاهو الربيع العربي لايكاد يحبو وقد امتلأت خزانة شايلوك بأرطال اللحم والبنادق التي أهديت له .. فيما مسرح الاخوان المسلمين امتلأ بالأصدقاء العظماء ..والأصدقاء الاوفياء ..من حمد بن خليفة وبندر بن سلطان .. ورجب أدوغان .. والشايلوك العظيم شيمون بيريز


فتبا للتجار والمرابين ..وتبا لبنادق الخشب .. وتبا للثورة والثوار ..

 
 
River to Sea Uprooted Palestinian
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!

No comments: