فيما جبهة الحق والمقاومة تتماسك أكثر فأكثر وترمي أثقالها الفاسدة في وادي التيه “الإسرائيلي”، تتدافع الأحداث على جبهة المرجفين في المدينة فإذا بهم يظهرون عراة كما قد ولدوا فلا معين لمشيخاتهم ولا من نصير سوى الضمّ الى معسكر الطارئين والزائلين بانتظار نضوج ساعة المعارك الكبرى ويوم النزال الأكبر…!
هذا هو ملخّص ما يجري من استعراضات هوليودية بين كيان تقترب أيام صلاحية بقائه من الانتهاء وكيانات هي في حكم يتامى دونالد ترامب المرميّين على قارعة التغييرات الكبرى…!
يعتقد البعض أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي وسيده في البيت الابيض قد حققا اختراقاً عظيماً، بإعلانهم عن التوصل الى “اتفاقية سلام” بين “إسرائيل” ومشيخة أبو ظبي، ولكنهم ينسون في الوقت نفسه ما سبق أن أعلنه الرئيس الأميركي نفسه حول أنّ الولايات المتحدة الأميركية لا تريد البقاء في “الشرق الأوسط” إلى الأبد، وأنّ على دول المنطقة أن تحلّ مشاكلها بنفسها.
إنّ هذا الاعلان واضح المعاني والأبعاد والتداعيات التي ستترتب عليه، إنه إعلان عن انسحاب أميركيّ استراتيجيّ من منطقة “الشرق الأوسط” وذلك بهدف استجماع القوى والموارد الأميركيّة لمواجهة التحدّي الصينيّ، الذي لا يمكن أن يتمّ إذا استمرّت الاستراتيجية الأميركية في الانتشار العسكري الواسع النطاق في العالم، كما هو عليه الوضع حالياً.
أما لماذا لا يمكن مواجهة التحدّي الصيني، في ظلّ الأوضاع الحاليّه للانتشار العسكري الأميركي، فإنّ السبب في ذلك يعود إلى أنّ صعود الصين الاقتصادي، وبالتالي السياسي والعسكري السريع، لا يمكن وقفه لأسباب موضوعيّة خارجة عن إرادات البشر وتفرضها حركية (ديناميكية) النمو الاقتصادي الصيني وطبيعة علاقات الإنتاج الصناعي والقواعد التي ترتكز إليها في الصين.
وبالنظر الى النتائج التي أسفرت عنها جائحة كورونا حتى الآن، على صعيد العالم، فإنّ النجاح الصيني في مواجهته يدلّ بكلّ وضوح على امتلاك الصين لقاعدة البيانات الأكبر والأهمّ في العالم، التي ترتكز الى التكنولوجيا الرقمية الأكثر تقدماً وتطوّراً في العالم، والتي قد تكون تجاوزت تكنولوجيا إلى ما هو أكثر أهميّة. الأمر الذي يجعل الولايات المتحدة مجبرة على الاستثمار بقوة، قي قطاع التكنولوجيا العالية التطوّر، وهو أمر غير متوفر بسبب حجم الإنفاق العسكري الأميركي الحالي.
إذن فتقليص الوجود العسكري الأميركي في العالم أصبح ضرورة لا مفرّ منها، لإنقاذ الاقتصاد الأميركي حالياً ومستقبلاً، والذي سيبقى اقتصاداً غير قادر على منافسة الصيني خلال ثلاث – خمس سنوات، مما يجعل انسحاب القوات الأميركية، من “الشرق الأوسط”، أمراً ملحاً جداً.
فماذا يعني ذلك بالنسبة لدولة الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين ودول الخليج الخدمية الأخرى؟
إنّ ذلك يعني فقدان هذه الكيانات المصطنعة لقيمتها الاستراتيجية، نتيجة لانتفاء الحاجة اليها، بعد الانكفاء الأميركي التدريجي عن المنطقة. هذا الانكفاء الذي تعود أسبابه، بشكل أساسي، الى فشل المشروع الصهيوأميركي الذي عمل على تفتيت الدول العربية ومنذ احتلالهم للعراق سنة 2003.
هذا الفشل، مضافة اليه سياسات الرئيس ترامب الرعناء، المستندة الى عقل تجاري ريعي وليس الى عقل سياسي، دفعت القوى الخفية والعميقة (القوى وليس الدولة العميقة) الى الإعداد لتصويب بعض الأوضاع في “الشرق الأوسط”، خدمة للمصالح الأميركية في المستقبل. اذ انّ هذه القوى قد اتخذت قرارات هامة تنص على:
1
ـ تنحية محمد بن سلمان عن الحكم وتنصيب عمّه أحمد بن عبد العزيز ملكاً على السعودية ومحمد بن نايف ولياً للعهد وإعادة السعودية الى مسار سياساتها القديمة، وذلك تمهيداً للتغييرات السياسية التي ستنجم عن إعادة هندسة العلاقات الأميركية الإيرانية، بعيداً عن حالة الاستقطاب التي نشاهدها حالياً. وهذا يعني أنّ تنحية ابن سلمان، الذي فشل في تنفيذ ما تمّ تكليفه به من قبل الإدارة الأميركية، سواء في حرب اليمن او في غيرها من المجالات، مما حوّله الى عائق أمام المصالح الاستراتيجية الأميركية في العالم ومصدر تهديد لها. وهو الأمر الذي يوجب التخلص منه. علماً أنّ هذا القرار جدّي جداً ولا رجعة عنه وهو في مراحل تنفيذه الأخيرة، حيث تقوم الجهات الأميركية المعنية بإجراء الترتيبات اللازمة لتنفيذه بطريقة سلسة تحافظ على استقرار السعودية. أما في حال تعثّر نقل السلطة السلس، بسبب تعنّت محمد بن سلمان، فانّ ولي الأمر الأميركي سيلجأ الى أساليب أخرى لتنفيذ الخطة.
2
ـ تنحية محمد بن زايد عن ولاية العهد، في الإمارات، وتنصيب ابن رئيس الإمارات، وليّ العهد الحقيقي، سلطان بن خليفة. وهو على عكس محمد بن زايد رجل مثقف وحاصل على شهادة جامعيّة من بريطانيا وخريج كلية ساند هيرست العسكرية الملكية البريطانيّة.
علماً أنّ الجهات الأميركيّة المعنية ستشرع في تنفيذ هذا القرار بعد توقيع محمد بن زايد على اتفاقيته مع بنيامين نتنياهو، وهو ما لن يستغرق الكثير من الوقت. ومن المرجّح، حسب مصادر استخبارية أوروبية، ان يتمّ قبل نهاية هذا العام.
أما عن علاقة كلّ ما تقدّم بما يُسمّى “اتفاقية السلام”، بين مشيخة أبو ظبي و”إسرائيل”، فلا بدّ من القول، انّ الأفعال الملموسة على أرض الميدان، وطبيعة التحالفات بين القوى، التي تؤدي هذا الفعل في الميدان، سواء في محور المقاومة والقوى الدولية التي تدعمه او في المحور الصهيوأميركي الرجعي العربي، هي التي تحكم على نتائج ومخرجات ايّ عمل سياسي أو عسكري.
ايّ انّ موازين القوى الميدانيّة هي التي تحدّد مَن هو المشروع الذي انتصر ومن هو ذاك الذي هزم؟
أما إذا نظرنا الى موازين القوى، التي تحكم مسرح العمليات، في المنطقة الممتدة من أفغانستان وحتى سواحل المتوسط، فلا بدّ من أن نسجل الحقائق التالية:
أولاً: فشل الولايات المتحدة و”إسرائيل”، ومعهما نواطير النفط في السعودية والخليج، في حربهم على سورية، التي كانت تهدف إلى تدمير الدولة السوريّة وتفتيتها وإنهاء دورها كدولة محورية في حلف المقاومة، وذلك بسبب قدرات قيادتها السياسية والعسكرية، وعلى رأسها الرئيس بشار الأسد، وصمودهم الأسطوري في وجه تلك الحرب، التي تشرف على خواتيمها.
ثانياً: فشل المشروع التفتيتيّ في العراق أيضاً ونهوض القوات المسلحة العراقيّة، بكلّ صنوفها بما في ذلك قوات الحشد الشعبي، من جديد وانتصارها على المشروع الأميركيّ وأدواته التكفيرية، واكتساب هذه القوات خبرات قتالية في ميادين القتال المختلفة ما سيجعلها قادرة على خوض المعارك والانتصار فيها في أيّ ميدان كان.
ثالثاً: عودة الجبهة الشرقيّة، التي كانت مشكلة من الأردن وسورية ضدّ “إسرائيل”، رغم بعض الثغرات التي لا زالت موجودة فيها، والتي سيتمّ إغلاقها، في حال وقوع أيّ حرب في المنطقة، عن طريق عمليات مناورات برية كبرى، بالقوات الخاصة أو ما يمكن ان نسمّيه قوات الحسم السريع، تماماً كما حصل في عملية إعادة تحرير مدينة سراقب السورية، انما بفارق تكتيكي تفرضه جغرافيا الجبهة الشرقية، وهو أنّ قوات الحسم السريع ستتقدّم تحت غطاء ناري صاروخي كثيف، سواء من جنوب سورية او من غرب العراق، الى جانب الدور الذي ستلعبه القوات الصاروخية، للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، في ضرب خطوط إمداد العدو وتقليص قدرته على المناورة بالقوات، هذا إذا افترضنا أن لديه قوات برية تتمتع بروح قتالية تؤهّلها لدخول أيّ معركة.
رابعاً: فشل المحور الأميركي الإسرائيلي الرجعي العربي، وبمشاركة إسرائيلية مباشرة جواً وبراً في العمليات، وفشل هذا المحور في تحقيق ايّ تقدّم مهما كان بسيطاً خلال عدوانه، المستمرّ منذ خمس سنوات، على اليمن. وبالتالي فشله في الانتصار على قوات الجيش اليمني وأنصار الله الذين يواصلون تحقيق الانتصارات والإمساك بالأرض ويثبتون بذلك انّ التفوّق النوعي في السلاح، لأيّ طرف كان، لا يعني شيئاً، في حال وجود طرف آخر لديه المقاتلون (أيّ قوات برية) وهم الذين يتمتعون بمعنويات قتالية عالية ولديهم الاستعداد لدخول أيّ معركة والانتصار فيها.
فها هي مجلة “ذي ناشيونال انتريست الأميركية” قد نشرت موضوعاً عن أفضل خمسة جيوش في التاريخ، وذلك في عددها الصادر بتاريخ 8/7/2015، جاء فيه جيش الامبراطورية الرومانية في الدرجة الاولى، لما كانت تتمتع به قواتها من إرادة قتالية عالية وتكتيكات عسكرية تفاجئ العدو دائماً وتحقق الانتصار الساحق عليه، رغم عدم تكافؤ قوات الجيش الروماني مع قوات العدو، كما حصل في معركة قرطاج التي انتصر فيها الجيش الروماني، رغم قلة أعداده وافتقاره للمعلومات الضرورية عن قوات العدو وكيفية انتشارها والتكتيكات التي تستخدمها (أيّ إرادة القتال عند المقاتلين).
خامساً: وهذا بالضبط هو السؤال الاستراتيجي، الذي يجب طرحه والبحث عن إجابة له، خاصة أنّ الأمثلة، على أهمية دور القوات البرية في حسم نتيجة أيّ حرب، كثيرة وآخرها الحرب العدوانية على العراق واحتلاله سنة 2003، حيث حشدت الولايات المتحدة وأذنابها، الأوروبيون والأعراب، ما يزيد على مليون ونصف المليون جندي حتى تمكّنت من السيطرة على أرض العراق.
وها هو الجيش الإسرائيلي لا يجرؤ على التقدّم داخل قطاع غزة أكثر من أمتار معدودة، خشية من أن تتكرّر مجزرة الدبابات، في وادي الحجير بجنوب لبنان ولكن في غزة هذه المرة. ناهيك عما يتعرّض له مرتزقة ابن زايد وابن سلمان، سواء كانوا من عناصر “بلاك ووتر” الأجانب أو من تكفيريّي “القاعدة” و”داعش”، الذين تعرّضوا لهزيمة ساحقة، على جبهة ولد ربيع، في محافظة البيضاء اليمنية.
سادساً: إنّ قراءة نتائج هذه المسرحية الأميركية الإسرائيلية، التي يقوم بإخراجها المهرّج التلفزيوني ترامب، تؤكد انّ هذه الاتفاقيه لن تؤدّي الى ايّ فائدة لأيّ من الطرفين، لا عسكرياً ولا سياسياً ولا اقتصادياً.
فمن الناحية العسكرية لن تسمح إيران، تحت كلّ الظروف، للكيان الصهيوني بإقامة أيّ تواجد عسكري او استخباري، في ايّ دولة من دول الخليج ومهما صغر شأنه، وهي الدولة (إيران) القادرة على منع ذلك بطرق عدة.
اما سياسياً فإنّ ايّ اتفاقية سلام (او اتفاقية صلح بين عدوين) يجب ان تسفر عن إخضاع الطرف المهزوم لإرادة المنتصر. لكن هذه الاتفاقية لا يمكن اعتبارها اتفاقية بين منتصر ومهزوم، لكون طرفي الاتفاق مهزومين، ولكون الطرف الإماراتي لا علاقة له بجوهر الاتفاق، ايّ القضية الفلسطينية، التي يرفض أصحابها، شعب فلسطين، الخضوع لإرادة المحتلّ منذ ما يزيد عن مئة عام وهو مستمرّ في مقاومته لهذا الاحتلال ومقاومة كلّ من يقدّم له الدعم، السري أو العلني، من الشخوص التي نصبتها القوى الاستعمارية في الحكم قبيل جلاء الاستعمار عن الشرق العربي، ابتداء من نهاية الحرب العالمية الثانية.
وإذا ما انتقلنا الى الجانب العسكري المستقبلي، من النتائج او التداعيات المحتملة، لأيّ اتفاقية سلام بين طرفي حرب، فإننا نرى في الاتفاقية الإسرائيلية الاماراتية الحاليّة تعبيراً عن عجز ثنائي، إسرائيلي إماراتي، ولسنا بحاجة لأكثر من استذكار تقارير الجنرال اسحق بريك، المفتش السابق للجيش الإسرائيلي، الذي ركز في أكثر من تقرير على عدم قدرة الجيش الإسرائيلي على القيام بأيّ مناورات ذات قيمة بقواته البرية وذلك لعدم جهوزية هذه القوات للدخول في ايّ حرب، الى جانب انعدام الروح المعنوية والقتالية لدى هذه القوات، بما فيها القوات المدرّعة، وبالنظر الى الفوضى التي تعتري مراكز القيادة المختلفة وعلى كلّ مستويات القيادة في هذه القوات.
ومن الطبيعي أن نذكر بأنّ الامارات لا تملك جيشاً في الأصل وإنما هي تعتمد على مرتزقة مختلفي الجنسيات، سواء في داخل اليمن أو في جزيرة سوقطرى او في القرن الأفريقي. وبالتالي فانها (الامارات) ستبقى مكشوفة، كما كانت قبل الاتفاقية، لأنّ نتن ياهو لن يستطيع دعم مرتزقة ابن زايد بفرق من جيشه العاجز عن التحرّك على الجبهات الشمالية والجنوبية في فلسطين المحتلة.
سابعاً: أما اذا ما انتقلنا الى إجراء تقييم سريع، للقدرات العسكرية لقوات حلف المقاومة، فإننا نخرج بالنتيجة التالية:
قوات متكاملة متماسكة تراكم قدراتها العسكرية باستمرار ولديها الجهوزية العملياتية الدائمة للتصدي لأيّ عدوان وتدميره والانتصار فيه على القوات المعتدية، سواء كانت إسرائيلية او أميركية او من أيّ جنسية أخرى، وذلك حسب خطط عسكرية معدة سلفاً ستشارك فيها كلّ أطراف حلف المقاومة، الإيرانية والعراقية واليمنية والسورية والفلسطينية وستفتح خلالها كلّ الجبهات.
امتلاك كامل لزمام المبادرة، وقدرة عالية على المناورة، على كلّ الجبهات، فيما الجيش الإسرائيلي عاجز عن الثبات في مواقعه، بمجرد صدور تهديد من حزب الله اللبناني، بأنه سيردّ على عملية اغتيال أحد ضباطه من قبل سلاح الجو الإسرائيلي، فيقوم هذا الجيش بإخلاء مواقعه الحدودية بعمق ثمانية كيلومترات. وربما قد تساعده هذه الاتفاقية، مع ابن زايد، على طلب عدة فرق مشاة من مرتزقة “بلاك ووتر” الذين يموّلهم ابن زايد نفسه.
غطاء سياسي قوي لحلف المقاومة، تقدّمه كل من الصين الشعبية وروسيا، الى جانب الدعم العسكري الروسي المباشر، لقوات الجيش السوري وللدولة السورية، وللرئيس بشار الأسد شخصياً، الذي يعتبر صمام الأمان، لضمان الحفاظ على المصالح الروسية، ليس في سورية فحسب وإنما في كلّ “الشرق الأوسط”، وبالتالي المساهمة الفاعلة والمباشرة في توطيد الدور الروسي على صعيد توازن القوى الدولي. وما لذلك من أهمية في لجم الجموح العدواني الأميركي الاوروبي (عبر الناتو) ضدّ روسيا.
وهذا ما يؤكد أنّ طبيعة العلاقة، بين سورية وروسيا وبين روسيا وإيران، هي من الناحية الموضوعية طبيعة استراتيجية، سواء أعلن عن ذلك ام لم يعلن، خاصة أنّ هذه العلاقة هي حلقة من حلقات الأمن القومي الروسي، الذي يشهد محاولات أميركية غربية حثيثة لإيجاد او لخلق ثغرات في جدرانه السميكة تسمح لهم باختراقه (الأمن القومي الروسي) وذلك بما نراه من محاولات يومية بالاعتداء على سيادة الأجواء الروسية، سواء على الجبهة الجنوبية في أجواء البحر الأسود او على الجبهة الغربيه في روسيا البيضاء ومقاطعة كاليننغراد، الواقعة بين الحدود البولندية واللتوانية على بحر البلطيق او على الجبهة الشمالية في بحر البلطيق (منطقة لينينغراد شمال غرب روسيا)، حيث تقوم القاذفات الاستراتيجية الأميركية وطائرات الاستطلاع والحرب الالكترونية بمحاولات يومية لخرق هذه الأجواء، ما يجبر المقاتلات الروسية على التصدي الفوري للطيران الأميركي وطرده من الأجواء.
وعليه فإنّ سورية، برئاسة الرئيس بشار الأسد، هي خط الدفاع الأول عن الجبهة الجنوبية والجنوبية الغربية لروسيا، وذلك لأنها متصلة (سورية) مع هذه الجبهة من خلال مضائق البوسفور والدردنيل الموصلين الى البحر الأسود، حيث قيادة أسطول البحر الأسود الروسي.
وهذا ما يجعل سورية، ليس حليفاً استراتيجياً لروسيا فحسب، وإنما جزء لا يتجزأ من أمنها القومي وهي بالتالي (سورية) جزء من المعسكر الروسي الصيني المعادي للهيمنة الأميركية. بينما تقف “إسرائيل”، كقاعدة عسكرية أميركية، وكافة مشيخات الخليج ومعها السعودية، في المعسكر الأميركي الغربي المعادي لروسيا والصين.
إنّ ايّ قراءة موضوعية لما يجري من صراع في العالم، وفي “الشرق الأوسط” على وجه الخصوص، لا بدّ ان يخرج بهذه النتيجه غير المنحازة، والمرتكزة الى قواعد التقييم العلمي الموضوعي، وليس الى قواعد الدعاية السياسية الغوغائية التي لا تؤدي الا الى غرق أصحابها في ضجيجهم من دون تحقيق اية نتائج على الأرض. وهذا هو الفارق الأساسي بين الغوغائي نتن ياهو وذيله الإماراتي المنضمّ، محمد بن زايد، من جهة وبين أسلوب حلف المقاومة في التعامل مع قوانين الصراع من جهةٍ أخرى.
إنها السنن الكونية التي تنتظر إنفاذها على يد رجال الله. وهذا اليوم ليس ببعيد، يوم نبطش البطشة الكبرى، إنّا منتقمون.
بعدنا طيّبين قولوا الله…
فيديوات متعلقة
مقالات متعلقة
No comments:
Post a Comment