Tuesday 24 November 2020

في ذات اليوم: المعلِّم … مقابل لطخة عملاء – عادل سمارة


سوريا تودّع الدبلوماسي الصلب وليد المعلم - YouTube

 

  الصفصاف

لا تكتب عن رجل السياسة حتى يرحل فما أكثر منزلقات الكتابة عن الأحياء. أما من بدأ ورحل نموذجا عروبياً فرثاؤه واجب بل إن رثاءه تحدِ للسقوط ومنارة للصمود.

وليس أجدر من سوريا لولادة مثله ولا أجدر منه بحبها.  فليتمدد في عينيها وليعلو قاسيون.

مقابلة خاصة مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم - YouTube

رحل الذي كانت سبابته كلاشنكوف في عين وزير خارجية العدو الأمريكي بينما كان من يزعمون أنهم ذوي سيادة وفخامه وعظمة وسمو جميعهم خراف تحت نعله، قطَعا من السجاد الرخيص تتمنى ان يدوسها وهو يمشي خَيلاء.

في زمانه قال دوقلة المنبجي: “والضدُّ يُظهر حسنه الضدُّ”

ففي يوم رحيل المعلم كان 200 عميل فلسطيني من نسل بلفور يُقدمون الوطن الذي لا يملكون ليتملكه الصهاينة. عقد تمليك لا يملكون من شرف ملكيته شيئاً.

وكأن التاريخ على إصرارِ بان يُعلي من موقف الرجل فسخَّر هؤلاء بسقوطهم ليُعلنوا مساواة الضحية بالجلاد، المالك بالسارق والثابت بالعابر والمُقاوم بالغازي، وهذا أدنى انماط التطبيع. إنه سباق العملاء إلى القاع. فمن يُملِّك وطنا للعدو بل أدنى من عميل.

مئتان ممن يُقال بانهم مثقفون وأكاديميون ووووو يرسلون للكيان رسالة خائنة، فيدوسها الكيان كما داس مبادرة عبد الله بن سعود ومعه مختلف دُمى الغرب والصهيونية في سلطات فرضها على  الوطن الكبير.
يريدون دولة للعدو ومع العدو بينما يأنف العدو، وهو عدو وغازٍ، حتى ان يُشير لما فعلوا بإصبعه الوسطى،  يحملون إليه الطيب، فيبول عليهم.

أيُّ حق رُفع وأي باطل وُضع” كان ذلك يوم رحل عمر بن الخطاب حيث وُلد الشاعر الفوضوي عمر بن ابي ربيعة. واليوم اي بطل اعتلى واي لفيف من العملاء اندلقوا يلعقون أحذية الكيان بينما الكيان يزيد على أحذيته طيناً. لفيف كلفيف دُعاة دولة مع المستوطنين، فالمرض الخبيث يُجتث  ولا يلبث أن يُفرِّخ.
ليس المعلم اول بطل سوري عربي فلسطيني يرحل وليس هؤلاء أول رشقة/لظخة أحذية تُقدم نفسها لمن يرفض انتعالها. ما قالوه قاله قبلهم عملاء كثر: إميل حبيبي، عزمي بشارة، يحي غدار، وسلامه كيله، وخمسة وخمسون صاغوا بيانا وضيعا كهذا ضد العمليات الاستشهادية.

في ذكراها الخمسين: "الحركة التصحيحية" إذ تودّع وزير خارجيتها ! - الحل نت
انقر الصورة

أما سوريا، فأنجبت وليد المعلم ويوسف العظمة وسلطان باشا الأطرش وجول جمال والكثيرين.
رشقة العملاء هذه لن تمحو مجد فلسطين من أبطال الثلاثاء الحمراء إلى غسان كنفاني إلى دلال المغربي إلى وديع حداد إلى عز الدين القسام.

أما الحدث الثالث فهو ما يقوله متحدث من أوساط العدو (شاهدوا). لم يقل ذلك في يوم رحيل المعلم، ولا في يوم كتابة عريضة المذلة للمئتين: شاهدوا كيف ينفي اي “حق” للغاصب، وبه يرد على من يقدمون اجسادهم للاغتصاب، لأنهم لا يملكون الوطن الذي يقدمون.

حاشية: بينما نعيش زمن الصد والرد لا بد أن يحرك العدو لحظة السقوط. فالصد والسقوط والمقاومة والمفاوضة في تناقض تناحري.

فتح وإقفال الصندوق وحامل المفتاح – عادل سمارة

هناك أكثر من درس وعبرة يفيدنا بها الصراع الانتخابي في الولايات المتحدة الأمريكية. وقد يكون موقف ترامب ومؤيديه، ا ي حزبه وناخبيه هو الخلاصة الأكثر وضوحا لنا وبالتالي الأكثر فائدة. وليس هدفنا مجرد التمتع بتآكل الديمقراطية اللبرالية في الغرب الراسمالي بقدر ما نستفيد بفهم جذورها التي لا بد أن تقود إلى ما هي عليه من ثمار لصالح أقل عدد ممكن من الناس على حساب أكثر عدد ممكن منهم. . هذا من جهة ومن جهة ثانية كي يكون لدينا السلاح المناسب، وهذا الأهم في التصدي للطابور الثقافي السادس في الوطن العربي والذي يُراكم آلاف مرتزقة الثقافة حيث يتم تجميعهم، في الدوحة/بقطر أو دُبي في الإمارات والتي تضيف لهم مافيا الكوكب، لغسيل وجه هذه الديمقراطية الدامية. فربما من المدهش والصادم للمواطن العربي حين يرى كُتَّابا ومثقفين ومفكرين ومناضلين سابقين/ات يتم تجميعهم تحت فرج حاكم يُدعى أميراً فقط لأنه ورث منصباً اسس له الاستعمار لا أكثر ولا أقل. ويتراكم هؤلاء هناك بلا وخزة من ضمير وذلك فقط لسببين:

الأول: إنه لمعان الذهب أخضر أو اصفر لا فرق​​
والثاني: لأن المثقف المشتبك والاحزاب الثورية ترددت في معاقبة من سقط وخان وباع. وطبَّع، فصار تخريب الثقافة العربية أمر عادي بل ويبدو كمالو كان عملاً “مفيداً” .

وأحد أخطر آليات التخريب هو الترويج للديمقراطية اللبرالية الغربية في الوطن العربي وخاصة وهي تأكل ، مثلا العراق، ويحمل لوائها متخلفين من حكام العرب، وتتآكل ذاتياً.
دور هؤلاء المثقفين هو الخدمة التخريبية الثقافية في الوطن العربي باستيراد الديمقراطية المتآكلة وهذا الجزء المكمل لخدمة هؤلا ءالحكام للاقتصاد الراسمالي الغربي المتآكل ايضا حيث تقدم الصناديق السياية وربما حِلْي نسائهم لإسعاف تلكم الاقتصادات. هي خدمة مزدوجة: المثقف يروج للديمقراطية اي يستوردها والحاكم يروج لها نفسها بأن يدفع ثمن استيرادها للغربي!

من دروس تجربة ترامب وحزبه في “الديمقراطية” تعميم الحرب على صعيد عالمي حرب التجارة أي التقشيط وحرب السلاح وخاصة بالإنابة حيث تقوم كيانات الخليج بتدمير الوطن العربي داعية لدمقرطة سوريا والعراق والجزائر واليمن وليبيا…الخ. وعولمة الشعبوية حيث انتقلت من نطاق البلد القومي إلى صعيد عالمي. وهذا في الحقيقة تعبير عن جوهر الديمقراطية اللبرالية الغربية خارج بلادها كاستعمار وتخليق أدوات لهذا الاستعمار من بنية البلد الخاضع نفسه.

بكلام آخر هذه الديمقراطية فراخة ومولدة للاستعمار بالضرورة. وهي إذا ما حوصرت من التمدد الى خارج بلدانها سوف تعاني من تحارق ذاتي داخلي وهذا ما يجب ان تعمل لإنجازة قوى الثورة العالمية اي نقل الصراع إلى داخل الدول اللاستعمارية.

تجربة ترامب ركلت تبادل السلطة بالحذاء، هذه المفخرة التي أهلكونا بالترويج لها، فإذا بها كفُخَّار يتم كسره باقدامهم. لقد أعلن قبيل الانتخابات وخلالها وبعدها بانه مالك السلطة وسيقاتل لحصرها بيده. وبغض النظر عن مآلات هذا الموقف، فإن المهم هو كشف أكذوبة تبادل السلطة والتعددية وخاصة التعددية “الثنائية” بين حزبي أمريكا.

ومع ذلك لم يتوقف مروجو أو باعة “بُقج” الديمقراطية الغربية الراسمالية في وطننا العربي ولن يتوقفوا. والحقيقة أن هؤلاء الشغيلة لدى “بن سلمان وبن زايد وبن حمد، هم أخطر من سادتهم المًسوْدين من الاستعمار طبعاً.

و لمن يقرأ جيدا اصبحت ديمقراطية الانتخابات الغربية هي دعوة الفقراء لانتخاب اغنياء ثم وضعهم في صندوق لحين انتهاء دورة المجلس “المنتخب” ليُفتح الصندوق ثانية وينتخبوا ويُعادوا إلى الصندوق مجددا.

ولا شك أن الناس أخذت تعرف جيداً، بأن من يمكنه الوصول لبرلمان في الغرب الراسمالي خاصة حيث الترشُّح هو مشروع راسمالي مكلف هو:
1- إما ملياردير
2- أو ممثل اللوبي الصهيوني

لذا، نجح ترامب سابقا، ولم يعد بوسعه تخيُّل ان لا يفوز لآنه يجمع بين الإمكانيتين. لكنه عجز عن رؤية بأن نفس هذه الماكينة المتحكمة بالانتخابات يمكنها فرز خصم له. كيف لا وهي التعددية بين ما نسبته 1 بالمئة من المجتمع.


River to Sea Uprooted Palestinian   
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!

No comments: