2021/08/04
لم استفد او اتعلم شيئا من رجب طيب اردوغان سوى انه اعطاني عبارة (لقد نفذ صبري) .. وفي الحقيقة ان صبري على مسلحي درعا قد نفذ .. وللأسف فانني فشلت كلما حاولت ان انسى ان مسلحي درعا وبعض الفعاليات التي عاشت هيجانا وهستيريا لاثارة الناس هم الذين تسببوا في كل معاناتنا حتى هذه اللحظة .. فانا لااستطيع ان انسى ان كل مادفعته سورية من ثمن باهظ حتى هذه اللحظة تسببت به عنتريات وانفعالات بعض الشخصيات المهووسة في درعا .. ولا أذكر من تلك الأيام من حواراتنا معهم سوى انهم كانوا مهووسين بالعنف والانتقام وكان أحدهم كالثور الهائج لايقبل أي شيء الا ان تسقط كل الدولة .. ويهدم فيها كل شيء .. ولايقبل بشكل أرعن بأي طريقة للصلح والتسامح والهدوء واللجوء لصوت العقل مهما قدمت الدولة من تنازلات ولبت المطالب .. وكانوا قد أصموا آذانهم وباتوا على يقين غريب ان الدولة انتهت وانهم يصنعون الدولة الجديدة في درعا رغم اننا تعبنا ونحن نشرح لهم انهم يدخلون بأرجلهم الى فخ كبير وانهم يعيشون خدعة كبيرة .. وكنت أستغرب أي نوع من الأخلاق تعلم فيه هؤلاء عندما كانوا يأتون الى القصر الرئاسي ويضعون مطالب في منتهى الوقاحة فيستجاب لهم ويقولون امام وسائل الاعلام بصفاقة ان الرئاسة استجابت لمطالبهم دون أي تلكؤ وهي تستحق الشكر .. وماان كانوا يصلون الى درعا حتى يجتمعوا في الساحات ويحتفلوا بشكل هستيري وسوقي باطلاق الشتائم المقذعة والقبيحة على الرئاسة وشخص الرئيس وتحدي الدولة وتقيؤ نفس الشعارات التي ذهبوا بها الى دمشق وأجيبوا عليها دون اعتراض ..
كنت أتساءل فعلا عن مستوى الوطنية والعقل والأخلاق في هذه الجموع والشخصيات التي لاتملك أي تقدير للخطر الذي تدفع البلاد اليه رغم توسلنا اليهم وتوسل الشعب السوري لهم ان يتم الاصغاء لصوت العقل .. وصرت اتساءل ان كان من اللائق والمناسب ان تستقبل هذه الشخصيات الموتورة في القصر الرئاسي بعد اليوم طالما انها على هذه السوية من الرعونة والوقاحة والهستيريا والجنون والتهور .. رغم اننا كنا نحذرهم انهم يأخذون البلاد الى الدمار .. ولكن ماكان يفاجئني انهم كانوا مثل اسماك القرش التي تشم رائحة الدم فتهتاج وتزداد شراسة .. فكلما كان أحدنا يشير الى خطر نزيف الدم كانوا يستثارون ويصابون بالجنون وكأنهم يسعون الى الدم ويتوقون الى السباحة فيه .. ولم تكن هناك طريقة لايقاف هذا الاندفاع الفاقد للعقل .. فلاعقل ولا منطق ولا حرص على السلم الأهلي ولا تفكير لأمتار قليلة ان العنف سيأتي بالعنف وان من الأفضل ان نجنب البلاد الفوضى .. بل كان بعضهم يقول انهم يتمنون تدمير كل شيء من اجل ماسموه (الحرية والكرامة) دون الاخذ بعين الاعتبار ان لاكرامة ولا حرية مع هذا الكم الهائل من العنف والحقد الاسود .. ووصلت منذ الأسابيع الأولى الى نتيجة قاطعة وهي ان النقاش مع هذه الأسماك الهائجة عبثي وبلا جدوى .. وانهم غالبا كانوا فعلا كما قال الراحل القذافي يتعاطون نوعا خاصا من المهلوسات والحشيش .. ولذلك ان النقاش لن يفيد وتمنيت ان توفر الرئاسة الوقت والجهد وان ينفذ صبرها وترسل الوحدات الخاصة وتعالج الامر بطريقة تليق بهذا النوع من الشراسة والرعونة والعناد والغباء الذي سيجر البلاد الى كارثة ..
ولكن صبر الدولة السورية كان كبيرا الى حد مثير للدهشة وبقيت تتعامل مع هؤلاء الضالين على انهم أبناء الوطن رغم انهم كانوا ألد أعداء الوطن .. وفي المعلومات الدقيقة كانوا يستقبلون ضباط استخبارات عربا وغربيين وإسرائيليين .. وكان من الواضح ان إسرائيل تريد ان تتحول درعا الى مدينة للعملاء الذين ارسلوا السلاح الكيماوي الى معارك تل الحارة ضد الجيش السوري والذي تسبب بمجزرة كيماوية بحق الجنود وبغطاء غربي أصر على ان يدير العين العمياء على تلك الحادثة رغم كل الرسائل السورية الى بان كيمون الذي أرسلت له الصور والوثائق ولكنها اختفت ولم تظهر الى أي علن .. الا ان الموتورين في درعا في نفس الوقت الذي كانوا يرتكبون المجازر الكيماوية بحق الجيش السوري كانوا يشكلون فرقة مستعربة للاسرائيلييين .. قامت بتدمير شبكات الرادارات وشبكات التشويش الالكتروني التي تؤذي الجيش الإسرائيلي .. وهي التي تسببت في اول خروقات الطيران الإسرائيلي عندما حدثت البقع العمياء في الشبكة نتيجة التدمير الواسع الذي ارتكبه مسلحو درعا ..
بالفعل نفذ صبري منذ زمن طويل .. وعندما كانت دبابات الجيش السوري تقترب من درعا كنت أحس ان ناري تبرد لأن العدالة تتحقق ومحاكمة الخونة يجب ان تكون في قلب المدينة .. محاكمات ميدانية للعملاء .. ولكن فوجئت ان المسلحين لجؤوا الى التمسكن ولعب دور الضحايا المغرر بهم وانهم يحتاجون الى بعض الوقت لانهاء هذا التمرد والتخلص من الشخصيات الاجرامية بينهم وهي التي تهددهم .. وطلبت اميريكا من الرئيس بوتين ان يتوسط كي يهدئ الأمور لأن المتمردين يائسون ..
ثم تبين ان هذه الفصائل تشم اليوم رائحة الدم ويزداد هياجها .. وهي جائعة للعنف .. ومتعطشة للدمار .. ولكن يجب ان أرفع صوتي الآن وأقول ان صبري وصبر السوريين قد نفذ .. وان هؤلاء القتلة والمهووسين المتمرسين بين الناس وتديرهم المخابرات الإسرائيلية يجب ان تتم معاملتهم بمنتهى القسوة ومنتهى العنف .. والا تأخذنا بهم رحمة ولاشفقة .. وايقاف عملية ارتهان اهالي درعا بقوة البلطجة لهؤلاء المسلحين جزاء نكالا بما جرّوه على جميع السوريين من عذابات بدأت مع جنونهم عام 2011 ولانزال ندفع ثمنه حتى هذه اللحظة في انقطاع الخبز والكهرباء والوقود وتراجع الليرة .. كل مانشهده اليوم من تراجع وحصار اقتصادي سببه هو تلك المجموعات العنيفة المتهورة التي عملت ولاتزال تعمل بإدارة إسرائيلية في مدينة درعا ..
لقد نفذ صبرنا جميعا .. وأتمنى ان لانعود الى أي مفاوضات مع هذه المجموعات لأنه مضيعة للوقت .. وانه آن الأوان أن تثأر كل سورية من ذلك المستنقع الذي تتجمع فيها أسماك القرش منذ عام 2011 .. وان تغلق هذه الصفحة الى الابد مهما كلفنا الثمن .. وانا على يقين بان الدرس الذي ستتلقاه هذه المجموعات سيتردد صداه في ادلب وبين القسديين .. لأن إسرائيل ترعاها مباشرة في درعا .. واقتلاع هذا الوضع الشاذ سيعني ان العقاب سينال كل الآثمين بحق الوطن وكل الخونة مهما كان الداعم والغطاء.. حتى لو كانوا تحت رعاية قوة إقليمية .. إسرائيلية او تركية او أمريكية .. وانا على قناعة أن الذي بدأ في درعا لايمكن ان ينتهي الا من درعا .. وأن البحيرة لايجب ان تترك فيها التماسيح او اسماك القرش .. كي يعود الهدوء الى كل البحيرة .. وتعود قطعان الظباء والغزلان والطيور لتشرب الماء دون ان تنهش .. فلقد زاد الظمأ .. وآن أن نشرب الماء دون ان نرى ظلال التماسيح وأسماك القرش تتجول تحت سطح الماء ونحن لانكاد نرتوي من وطننا ..
Related Videos
No comments:
Post a Comment