Sunday, 22 June 2014

Nasser Kandil: 60 minutes on Iraq and the regional scene

60 دقيقة | ناصر قنديل 20-6-2014



قنديل في ستون دقيقة : تأثير داعش لن يقتصر على دول المنطقة ومواجهته تحتاج لتفكيك العناصر التي ادت لتجمعه


  • قنديل في ستون دقيقة : تأثير داعش لن يقتصر على دول المنطقة ومواجهته تحتاج لتفكيك العناصر التي ادت لتجمعه
  • مجموعة الـ 23 التي ضبطت في فندق الحمرا كانت تحضر لعمل امني كبير
  • ما يجري في العراق شبيه بعشية ولادة الكيان الصهيوني واقتطاع جزء من الاراضي العربية لصالح كيان دخيل



في حلقة اليوم سوف نتوقف مع مجموعة من العناصر التي يتشكل منها مشهد واحد ولذلك لن اقسم حلقة اليوم الى مجموعة اقسام بل كما توقفت في الحلقة الماضية امام تطورات الوضع في العراق شرحا للخلفيات والابعاد بالتكوين والاتجاه والتداعيات .

في هذه الحلقة سوف اقف امام مجموعة تطورات متشابكة على مساحة المنطقة، افقها الدولي وطابعها الاقليمي حيثياتها المحلية في اكثر من ساحة وصولا الى رسم المشهد الاجمالي ورسم التوقعات التي يمكن ان نتنبأ من خلالها تطورات الامور في الايام القادمة

لايزال المشهد العراقي كما هو معلوم العنوان الابرز في تطورات ساحتنا لكن وبصورة مفاجئة وبعد كثير من الكلام الاعلامي عن تعقيد في مسار المفاوضات الايرانية الامريكية بصورة خاصة والامريكية الغربية بصورة عامة، فاجئنا الاعلام الغربي بأن الاتفاق الامريكي الايراني واستطرادا الايراني الخمسة زائد واحد قد وصل الى نتائجه النهائية وان الصياغة للشكل النهائي للإتفاق قد تمت وهذا الحديث عمره اكثر من يومين ونحن نتحدث في اليوم الثالث، اذا الامور تتقدم بسرعة والتفاهم بخطوطه العريضة قد انجز، ايران والغرب تفاهما على خطوط الملف النووي التي غالبا كما قالت الصحيفة الامريكية المشهورة وول ستريت جورنال ما تخفي ورائها كلام اخر اي التفاهم على السياسات وليس التفاهم عند حدود الملف النووي الذي جرى طبخه وعجنه وخبزه لأكثر من مرة

هذا الاتفاق يعني تحول كبير، تحول في الخريطة السياسية الاقليمية وتحول في الخريطة السياسية الدولية، ماذا يعني هذا الاتفاق ؟ هل له صلة بالذي يجري بالعراق الان ؟ هل هو نتيجة الذي يجري في العراق ؟ ام ان الذي يجري في العراق بصورة او بأخرى هو تمهيد لهذا الاتفاق بمعنى هل ان الاستشعار الامريكي بخطر ما يجري في العراق دفع الولايات المتحدة الامريكية الى الاسراع في تذليل العقبات التي تحول بينها وبين ايران على التفاهم، ام ان تفاهما كبيرا قد جرى بين ايران والولايات المتحدة الامريكية لم يجري تظهيره في موعده وبالتالي جرى ما جرى في العراق لإعطاء المبرر بتجسيم خطر كبير يمثله سيطرة القاعدة على اجزاء اساسية من المحافظات العراقية وصولا الى القول ان هذا امر لا يمكن معالجته الا بأحد الخيارين ، اما العودة لإحتلال العراق كما بدأت تتعالى صرخات عدد من الشيوخ الامريكيين واما بأن تتولى قوى اقليمية كبرى بحجم ايران عملا بمستوى رعاية تنظف العراق من بقايا القاعدة
طبعا في التحليلات التي تتخذ الطابع البوليسي بمعنى التي تحاول ان تنسب الحدث الى مؤامرة والى اخطة او ترتيب جهنمي الى تلاي شيطاني لا توجد ادلة، لكن في التحليل السياسي نستطيع ان نستقرأ مدى صوابية ومدى صحة هذا الكلام

انا لست من الذين يريدون البحث عن اتفاق امريكي ايراني مسبق انتج الظاهرة العراقية لتبرير التفاهم لعدة اسباب
هو انه يتسحيل ان تخاطر ايران بسقوط المحافظات الثلاث الاساسية بين حدودها والحدود السورية بيد القاعدة وان تكون الكلفة العالية شعبيا وسياسيا ومعنويا بالمطلق بالمستوى الذي رأيناه بأن يسقط المئات من الشهداء والجرحى لتقوم بإستردادها لاحقا في تبرير تفاهم حدث مع الولايات المتحدة الامريكية، هذا خيار غير قابل للتصديق، هذا اقرب لأن يكون من الوشاية الهادفة الى تشويه صورة ايران وتقديمها كما تكتب الان بعض الصحف وبعض الاقلام المرتبطة بالمحور السعودي الخليجي القطري بأن ايران تتولى وكالة السياسات الامريكية في الشرق الاوسط وان ايران تتخلى عن ثوابتها، طبعا الحديث يبدأ من مدة بالتصاعد عن حلف شيعي امريكي بمواجهة السنة وما يقال هنالك من محاولات لخلط الاوراق التي تريد تعبأة حاقدة اساسها وخلفيتها سياسية لكن ظاهرها وغلافها مذهبي
الذي جرى في العراق بالحقيقة يستحق تحليل علمي منهجي بعيدا عن العواطف والانفعال والتصنيف وبعيدا حتى عن التوصيف، بمعنى نحن نتفق مع الذين يقولون ان القاعدة وفرعها الشرق اوسطي المتبقي( داعش) هي تنظيم ارهابي، لكن البعض يتعامل مع وصف الارهاب هنا وكأنه مجرد شتيمة او اجرامي، وهو فعلا اجرامي لأن قتل الابرياء وسفك دمائهم والتعدي على ارزاقهم وعلى اعراضهم لا يمكن وصفه بأدنى من الجريمة، لكن كلمة ارهاب هنا هي توصيف علمي بمعنى ان التنظيمات الارهابية عبر التاريخ، اي عندما نتحدث عن مرحلة البكونينية في فرنسا في القرن الثامن عشر والتاسع عشر نتحدث عن الظاهرة الارهابية بصفتها الظاهرة التي تستند الى سفك الدماء من اجل خلق مناخ من الرعب والذعر يسمح للقوة السياسية ان تحمل مشروعها الى العلن وان تجعل من هذا المشروع فرصة قابلة للتحقق

الذي يجري في العراق وبعيدا عن التوصيف هو اننا امام ظاهرة في الحقيقة غير عادية وانا هنا اريد القول ولو بطريقة اخرى اي حتى عندما يكون عدوك مبتكرا لوسائل ولأشكال واساليب عمل ومنهجيات تستحق ان تلفت اليها الانتباه وان تنوه بها فمن واجبك  من الزاوية العلمية والمبدئية والاخلاقية ان تفعل ذلك .

تنظيم داعش بالطريقة التي يتصرف فيها بين لبنان وسورية والعراق هو تنظيم استثنائي، هو تنظيم لم يرقى الى مستوى ادائه كثير من التنظيمات التي كانت تحمل قضية محقة وكانت تعبر عن نبض شعبها والتي تقدم التضحيات لأجل هذا التعبير، لكن درجة المحافظة التي تقييمها في حساباتها التردد في اقدامها الحرص على عدم الحاق الاذى بمن يقفون على جنباتها كان دائما يحكم سياساتها .

سأذكر مثال عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حركة فتح الاحزاب الشيعوية العربية، بل حتى الاحزاب التي حملت السلاح كحركات ثورية مثل الحزب الشيوعي القيادة المركزية والحزب الشيوعي السوداني مثل كثير من الحالات التي كانت تقدم نفسها كقوى كفاح مسلح

لم يمر في التاريخ العربي المعاصر اذا استثنينا تجربة حزب الله وحتى تجربة حزب الله نفسها تقيم حسابات وتضع استراتيجيات وتكتيكات و تقيم في كثير من الاحيان ضوابط محافظة وانا هنا لا اتحدث عن الضوابط المتلاحقة بإستباحة ارواح الابرياء بل اقول ان هذه ضوابط واجبة ومقدسة وتستحق ان ننحني امام اصحابها، لكن اقول هل مر في تاريخنا المعاصر قوة على سبيل المثال تجرأت على تحدي حدود سايكس بيكو وعندما توفرت لها فرصة النفوذ في دولتين مجاورتين قررت ان تكسر الحدود وتعلنهما دولة واحدة .

الم نشهد حزب البعث في سورية وحزب البعث في العراق دون ان نرى في يوم من الايام قبل ان يصلا الى السطلة ان هناك مشروع البعث السوري العراقي الجهاز والحاضر لكسر الحدود واقامة الدولة الموحدة
حركة القوميين العرب كانت حركة عابرة لكل الحدود العربية ولها فروع في كل الدول العربية لكن هل نعلم مثلا ان الفرع الفلسطيني للحركة والفرع الاردني والسوري لم يفكروا يوما في ان يكون بينهم عمل مشترك عابر للحدود .
بالتاريخ التأسيسي الحزب الشيوعي اللبناني والحزب الشيوعي السوري كانا حزبا واحدا، لكن عندما وقع سايكس بيكو وكرس لبنان وسورية كدولتين منفصلتين وحدث الاستقلال انفصل الحزبان وتحولا الى الحزب الشيوعي اللبناني والسوري.

انا هنا اقصد الاشارة الى مسئلة، اقول عندما نتعامل مع قوة سياسية تملك هذه القدرة على تغيير قواعد اللعبة لايمكن توقع ما ستقوم به وفق العقل التقليدي الذي تروض وتعلم وتدرب من رؤية مشهد سياسي تشترك فيه احترام قواعده وسلوكياته القوة المتقابلة والمتقاتلة والمتعارضة .

يعني المشهد الرتيب الذي نعرفه على مساحة المنطقة منذ قرن من الزمن، هذا المشهد ارسى في ذهننا نمطا وفهما وقدرة على التوقف مبنية على المشاهدة ومبنية على الاستخلاص والاستنتاج من الوقائع، في هذا المشهد كان سقف مستوى ما يمكن ان نراه جذرية مثلا في الموقف السياسي هو حمل السلاح بوجه اسرائيل او القيام بإنقلاب عسكري او بثورة مسحلة داخل حدود قطر معين او كيان معين او دولة معينة لكن نحن نشهد الان قوى سياسية ميزتها الاولى هي انها تتجاسر وتتجرأ على كسر حدود سايكس بيكو، هذا مثلا حزب الله قام في تدخله في سورية بمواجهة القاعدة لكنه دائب دائما على ان يقول انه يفعل ذلك لأجل حماية لبنان ومن اجل منع ان تأتي القاعدة الى لبنان واننا ذهبنا اليهم قبل ان يأتوا الينا واننا نحمي ظهر المقاومة لكن لم يرد بعد في خطاب حزب الله اننا لا نؤمن بسايكس بيكو وان الذين جاؤو بعدوان عابر للحدود الى سورية ومثله على لبنان يجعل الحدود بين الدول وراء ظهرنا ونحن لانقيم لها اعتبارا عندما يكون عدونا في زنجبار سنلاقيه في زنجبار، فكيف واننا نؤمن ان في لبنان وسورية شعب واحد وتاريخ واحد وشعب واحد ومستقبل واحد

هذا الخطاب بغض النظر صحيح ام لا، انا هنا لا اقيم بل اوصف فهذا الخطاب لم نسمعه بعد، حتى الحزب السوري القومي الاجتماعي حزب قائم على مفهوم سورية الطبيعية والامة السورية فرعه في لبنان وسورية في الادرن وفلسطين والعراق، حتى عندما يقاتل القوميين السوريين في سورية فهم يقاتلون بصفتهم حزب سوري وليس بصفتهم الحزب القومي السوري اي الذي يعلن فتح باب التطوع لمقاتليه في الاردن وفلسطين ولبنان وسورية والعراق ويقول الان المعركة هي على حماية الحاضنة والقلعة التي تمثلها دمشق، ربما يكون فعل ذلك لكنه لم يفعله في السياسة بمعنى لم يكسر لعبة الحدود الكيانية بشكل هجومي علني سياسي بمؤتمر صحفي او مهرجان ويقول انتهى سايكس بيكو نحن لانقيم له اعتبارا، نحن نعتبر ان هذه المنطقة امتداد جغرافي واستراتيجي واحد نقاتل فيها حيث يتاح لنا القتال

داعش قامت بهذا، اذا التوصيف الاول الذي يميز هذا التنظيم هوالتجاسر على قلب قواعد اللعبة ورسم قواعد جديدة لها، نحن للمرة الاولى امام تنظيم حدوده مفتوحة على الاقل بين الاردن ولبنان وسورية وفلسطين والعراق ويعتبرها كينونة سياسية جغرافية واحدة وتخضع لقيادة واحدة ولهيكلية عمل واحدة ولخطة عمل تلبي وتناغم جبهاتها المختلفة بصورة واحدة

الامر الثاني اننا اما تنظيم ايضا يملك خطة مالية غير عادية، بمعنى الذي اختار في سورية ان يقيم في دير الزور مثلا وكان ممكنا ان يقيم في ادلب وان تكون قلعته حصينة في غوطة دمشق، هو فعل ذلك مدركا سلفا ان حقول النفط السورية في دير الزور وان 100الف برميل يوميا تخرج من دير الزور وان بواسطة هذه ال100 الف برميل التي تخرج يوميا قادر عبر المافيا التركية ان يؤمن بيعها عن طريق تركيا وان العداء والحقد للحكومة التركية على سورية سيسمحان تحت مظلة ائتلاف ومجلس اسطنبول ومعارضة بأن يعود له ولو نصف عائد بيع هذا النفط، فراكم كما تؤكد المخابرات الامريكية علىا لاقل مبلغ 500 مليون دولار هو العهدة المالية لحربه التي يخوضها في العراق هذا رقم ليس بالسهل تجمعها داعش من نهب النفط السوري ومن ثم عندما نقول 500 مليون دولار فنحن نقول عما يقوله الامريكي ايضا عن انا هذا ما اتاحه داعش لتعبئ 50 الف مقاتل نستطيع من خلالهم ان تفعل ما فعلت في محافظات الوسط العراقي

المعركة الابرز في الوسط العراقي، لمذا تم اختيار بيجي ومصفاة النفط الاكبر في العراق التي تكرر في اليوم 300الف برميل والتي بدونها توجد ازمات مشتقات نفطية في دول المنطقة، هذا يعني ان المافيات في الاردن وفي لبنان وسورية ويمكن في ايران وانحاء من العراق سترمي بثقلها من اجل تحصل على مشتقات مكررة من بيجي ولو كانت بيد القاعدة وبالتالي سوقها مؤمن وكلنا نعرف ايام الحصار الامريكي على العراق ان النفط العراقي الممنوع من التصدير كان الامريكيون والبريطانيون التجار حملة الشنطة والسوق السوداء يقيمون في فنادق بغداد ويرسلون القوارب عبر البحر في الليل تحت الرقابة، قوارب صيادين تحمل براميل وبعضهم صنع في دبي لانشات فيها خزانات تتسع ل 1000 ليتر و5000 ليتر و10000 اللاف ليتر لتسير في عمة الليل خارج الرقابة، فبتالي المافيات لا تعدم وسيلة.
يقال في علم الاقتصاد ان المال والسلع كالمياه متى حبستها تكتشف وحدها مساربها ومساراتها فهي تقتحم السدود عندما يسير الطوفان ينفجر السد وبالتالي لا احد يستطيع ان يعمل شيئ، اذا السعر الذي انت تبيع به النفط المكرر من بيجي ارخص من السعر الذي يمكن ان يشترى به النفط المكرر في الاردن تأكد بأن التاجر الاردني سيخترع الف طريقة من يصل ويؤمن النفط المكرر

هذا قانون طبيعي لا يملك احدا القدرة على مقاومته وبالتالي اذا الميزة الثانية هي العقل الاقتصادي، هذا العقل الاقتصادي الذي يتحكم بجغرافيا الحركة ويتحكم بتحديد الخطوات التكتيكية التي يمكن اللجوء اليها، ثالثا هو مناطق الهجوم ومناطق الاشغال دائما نشهد ان داعش لديها منطقة مركزية تقيم عليها حركتها الاساسية وتحشد فنرى مئات والاف السيارات المحملة بالمسلحين ورشاشات ثقيلة ومتوسطة، هكذا دخلوا من الباب الى حلب من الحدود التركية، هكذا رأيناهم عندما دخلوا الرقة ودير الزور كذالك تكريت والموصل وبالتالي حملة مركزية، لا تخوض 20 معركة ولا تفتح الكثير من الجبهات، حملة مركزية ومجموعة محاور للمشاغلة وهذا دليل على وجود عقل عسكري استثنائي ونعترف بهذا

نحن امام جهة في طريقة العمل وفي اساليب العمل: النصرة حتى الان العمليات الانتحارية التي تنفذها واضح هي وعبدالله عزام وغيرهم انها اقرب الي المجانية، بمعنى يموت الرجل لديهم يرسلوه في عملية تنجح او لا تنجح يذهب جريح او قتيل تحقق الهدف او لا تحققه هي اقرب الى العمل الانتحاري بالمعنى السياسي بمعنى ان تنظيما لا يملك القدرة ان يفعل شيئا طريقه مسدود فهو يرسل رجاله للإنتحار، ينتحرون فإن قتلوا قتلوا وان لم يقتلوا يقتلون،
داعش دخلت الموصل وتكريت بدون اي عملية انتحارية احتلت الثكنات والحمايات ومواقع الحواجز بعمل امني اسقطها من الداخل، بمعنى كمية الوقت العملية كبيرة على عزت الدوري بجيش النقشبندي الذي له اصول بعثيين والضباط العراقيين السابقين الذي تم إغارؤه بأن يكون رئيس حكومة المؤقتة في منطقة الوسط، لان من الواضح السيطرة الكاملة لداعش على وسط العراق والاختراقات معروف انها تحتاج لوقت وجهد وتحتاج دقة واتقان ومواقيت
هذا النوع من العمل يعرفه كل الذين شاركوا في اعمال امنية وعسكرية في موقع قيادي انه من المواضيع الدقيقة والحساسة والشائكة والمعقدة.

التسلسل الزمني، لمذا العراق الان؟ من سورية تنكفئ داعش ومعلوم بأنها تركت مجموعة من المحافظات بالتدريج ومن يدفع الثمن هم النصرة وما تبقى من التنظيمات الاخرى كالجبهة الاسلامية التابعين للسعودية او الاتراك
بينما داعش عندما رأت الطريق مغلق في سورية وبأن الجيش يحقق الانتصارات وبأن الشعب السوري وبالتحديد الشريحة التي تعمل داعش على جعلها البيئة الحاضنة لها من الطائفة السنية فقد عزلتها ونبذتها ورفضت فكرها واسلوبها في الحياة وقررت العودة الى كنف الدولة ورأت فيما رات اثناء الانتخابات الرئاسية، المشهد اللبناني والمشهد الاردني لاحقا المشهد السوري، لم تتصرف داعش بمدأ مناطحة الجدار وادعاء الاكاذيب، بكل واقعيه حزمت امتعتها واكتفت بأن تبقى في المناطق التي تشكل الغطاء الضروري لحركتها المقبلة في العراق . وربط الجبهتين العراقية والسورية والحفاظ على دير الزور حيث ابار النفط التي تشكل عصب حيوي لداعش في مشروعها المستقبلي

نحن الان نشهد تنظيما استثنائيا في تاريخ المنطقة، هذه ليست القاعدة التي ضربت ابراج التجارة العالمية، هذه ليست القاعدة التابعة ل ابو مصعب الزرقاوي الذي استثارت غضب الناس عيلها في العراق وانتقلت من المقاومة الى تقتيل الشيعة، هذا شيئ اخر هذه كتلة سياسية شعبية تعرف معنى العلاقة بالناس، هي تعرف جيدا بأن البيئة السنية في العراق التي كانت تتصرف قبل الغزو العراقي كأنها الام الحاضنة للنظام السابقة وتتعامل مع الشيعة العراقيين كمواطنين فئة ثانية، وهذا الشيئ عشناه في لبنان قبل الطائف حيث اشعر الموارنة والمسحيين عموما بأنهم اصحاب البلد وان المسلمين هم مواطنوهم لكنهم هم المسؤولون عن البلد وبالتالي يعطوهم بعض المراكز والادوار لكن البلد كما كان يقال هو بلد الموارنة والمسحيين، يعيش فيه ويشترك في العيش فيه مسلمون
اقنع المسيحيون هكذا ليحموا النظام ليدافعوا عن النظام.. لكن مالنتيجة؟ انه عندما اتى الطائف الملمين لم يتصرفوا افضل ( هذا بالمزاج العام ) بالغالب الاعم تصرف المسلمون كمنتصرين وعومل المسيحيون كما كان يعامل المسلمون او كما كان يشعر المسلمون انهم يعاملون، فنشأ ما نعرفه *** المسيحي

الان في العراق هناك شيئ مشابه بعد اكثر من 30 عام من الغبن الذي كان يعانيه شيعة العراق، عندما وقع الاحتلال انتفض الشيعة وشاركوا بتسلم السلطة بقلم العملية السياسية التي كان عنوانها الاحتلال وكان يعتبرونها من حقهم بالتخلص من الطاغية ومن النظام الاستبدادي وحتملون 100 احتلال ولا هذا الاستبداد، هذا رسم في ذهن الطائفة السنية وقياداتها شبهة عى وطنية خيارات الشيعة واعطاهم شعور بأنهم هم الذين يقاتلون المستعمر والمحتل، دخل الشيعة على خط القتال من خلال عصائب اهل الحق وكتائب حزب الله و التيار صدري فتوازنت الصورة نسبيا، لكن القوى السياسية الشيعية التي جائت في العملية السياسية وخصوصا حركة نوري المالكي لم تكن شريكا بصورة او بأخرى في العمل المقاوم و لم تنجح بغض النظر عن الاسباب في ان تكسر الهوة، ممكن الكلفة عالية وممكن ان القيادات السنية غير متعاونة وممكن انها بذلت جهد وممكن ارتماء هذه القيادات السنية الفاعلة والوازنة مثل طارق الهاشمي الاخواني ومثل حارث الضاري الذي بدا قوميا واسلاميا واصبح لم يعد لديه مانعا في السعودية اي ان المذهبية تغلبت عنده على الوطنية، ممكن انه لم يجد الشريك، وحولت وفشلت والنتيجة ان البيئة السنية العراقية تحولت ببعثييها القدمى وعشائرها التي كانت قبل اشهر تملئ الساحات بمئات الالاف كما كنا نراها بالتنظيمات المتطرفة والقيادات السياسية المشاركة في العملية السياسية منها كلها معا بيئة لاتريد المالكي وبيئة ترى انها يجب ان تفعل شيئا ما يرد لها الاعتبار، انها اذا انتفضت في الشارع ربما تفرض معادلة، انها اذا صرخت وارادت ان تكون جزءا من تحالف اقليمي تركي سعودي ممكن ان تاخذ دورا ما، كلهم وصلوا الى طريق مسدود

الانتخابات التي راهن عليها الجميع ومولها الجميع وعملوا عليها ليضعف المالكي فيها.. سجل المالكي انتصار كاسحا، هذا الانجاز العظيم الذي نحن معه بالمطلق لانه انتصار لخط المقاومة وانتصار موقف المالكي بالدعم الكامل لسورية الذي تحدى فيه ليس فقط الخليج وتركيا الذين كانوا من الممكن ان يغروه ويجعلوا قيادات السنة حلفائهم الذين يتدعون انهم ثوار من زعماء العشائر وغيرهم، لكانوا قد وقفوا يصفقون للمالكي لو اخذ موقفا عدائيا لسورية، هذا الانجاز الذي حققه المالكي وقع عند الذين يراهنون على اضعاف المالكي واسقاطه في موقع اليأس، اي ان الطريق اقفل ولا يوجد امل،

هنا جائت داعش وقالت لا تيئسوا فلقد اعددنا العدة، نريد حضانتكم ومساندتكم ووقفتكم ولن نكرر اخطائنا وسوف نتصرف بطريقة اخرى وسوف لن نعدم الجنود ... وقدمت اثباتات

داعش الجديدة المولودة من رحم الفشل السوري هي داعش ناضجة سياسيا هي داعش مقتدرة ماليا هي داعش متجرءة ومتجاسرة على قواعد اللعبة، يعني هزيمة مثل هذا التنظيم ليست بالامر السهل ولا يمكن هزيمة هذا التنظيم بردة فعل طائفية

تفكيك مشروع داعش لا يمكن ان يتحقق الا بعقل سياسي يتفوق عليه وبعقل اخلاقي بتفوق عليه وبإعادة تفكيك العناصر التي تجمعت له حتى يتمكن من مصادر القوة التي بين يديه الان بدون هذا لا يمكن ان يتحقق النصر على داعش
هذا التحول المفارق الذي استطاع ان يوظف الموقف التركي من خلال عزت الدوري الذي اختفى الذي لديه معسكرات في تركيا تضم الاف المقاتلين يتمول من قطر والسعودية ووضعوه في الواجهة

داعش بدون تفكيك مصادر القوة التي تشكل منها مشروعها سوف تتحول الى قوة شعبية معها 8ملايين من سكان المنطقة الوسطة للعراق المحاذية لإيران وسورية وعلى اطراف كردستان، والاكراد ايضا ميالين للإنفصال وبالتالي هذا الوضع العراقي اذا حسب بالعقل هو وضع خطير صحيح انه يزعج سورية وايران لكن حدود تأثيرو لن تقف عند سورية وايران

قضية داعش اذا استتب لها الامر عينها الاولى على تركيا لانها معبرها الى الغرب وطريقها الى الاردن، فالاردن هو الخاصرة الرخوة للوطن العربي وليس العراق، العراق القلعة الاقتصادية والبيئة الشعبية الحاضنة والاقتصاد لداعش، الاردن اوهن من بيت العنكبوت نظام متهالك وشعب يعاني الامرين ومناخ اسلامي غير قادر على اقامة مشروع الارض الفلسطينية المحتلة عبئ على تاريخ القاعدة لانها لم تطلق طلقة واحدة على اسرائيل، وسيكون الاردن هو نقطة انطلاقها نحو الجزيرة العربية، هذا المشروع هو مشروع واقعي، فالذي اسقط محافظات العراق الوسطى بثلاث ايام، سيسقط محافظات الادرن في ثلاث ساعات، فالاردن لن يستطيع الصمود ولن تعود داعش من الاردن الى سورية بل ستأخذ الاردن ومنها الى السعودية ولها خلاياها النائمة ولها مشروعها هناك ولها قواها هناك ولها مالها وامتداداتها وستتقاسم هي واسرائيل لعبة الامن في المنطقة، 680 كلم طول الحدود الاسرائيلية مع الاردن كل ما اهتز امن المنطقة كل ما تزعزع الاستقرار فيها كلما شعرت اسرائيل بالخطر عبر حدودها مع الاردن

في البدايات لا مانع من مناوشات لبناء الكتلة الشعبية التاريخية التي تقول ان التنظيم الذي يغير وجه المنطفة الان هو داعش لإعادة تصحيح الصورة التي تأثرت بالسواد من تجربته في سورية او من شراكته مع النصرة وسائر المكونات في سورية وبالتالي الان داعش تعيد رسم صورتها التي تراهن هي انها ستؤهلها للإتحافظ بقلب العراق ووسطه وللإنتداب الى الاردن وعبر الاردن الى السعودية وعندها تتقاسم الادوار مع اسرائيل،

هنا الحركة المصرية السعودية هي حركة مبنية على القلق من داعش، السعودية الان امامها حل من اثنان اما ان تسلم بالقرائة التي تقول ان الاولوية هي لمواجهة خطر الارهاب وانه في خدمة مواجهة هذا الخطر قبل التنظير على المالكي

مصر هي الجهة المهيئة الان للعب هذا الدور، لكن مصر لاتعرف ماهي درجة الادراك لحقيقة وطبيعة الظروف التي تعطي مصر فرصة لتعطيها دور ربما تضيعه بسبب انها لا تريد احراج السعودية، اي اذا السعودية طلبت موقف تجاه الذي يجري في العراق وسورية ووضع على الطاولة ال 10 مليارات دولار التي دفعتها السعودية انا شخصيا لا اراهن كم سيصمد بل اقول ليس لدي ما يسمح من جواب

اتوقع في السياسة ان يكون الجواب لا وان يكون الجواب نصح للسعودية وماذا بعد ؟ اعطيناكم بيان ضد العراق وضد سورية هل هذا يغير ؟ الان سورية تنتصر.. انتم بحاجة لمن يتواسط مع سورية.. انتم بحاجة لمن يصالحكم مع سورية
هذا العقل الذي يقول ذلك بأن مصر التي لا يوجد بتاريخها اشتباك مع سورية مصر الحديثة مصر السيسي التي جائت على انقاض مصر مرسي الذي اساء بما فيه الكفاية، فيكفي ان السيسي خلع مرسي حتى يكون مقدر عند السوريين والعراقيين والمقاومة في لبنان وبالتالي هذا مع ان السيسي اذا جاء يقول المطلوب حوار سوري سوري، والمطلوب حوار عراقي عراقي لن يقلق السورييون والعراقيون منه. لماذا؟ لان الحوار الذي يرعاه السيسي او يرشح له اطراف سورية لن يكون بينهم اخوان مسلمين ولن يكون بينهم النصر ولا في العراق، فمشكلة الامن المصري تكمن في الاخوان المسلمون في سورية او العراق او اي مكان اخر فبالتالي الضمانة المطمأنة في وضعية مصر وهمومها واهتماماتها تسمح بأن تكون مقبولة اكثر . لان مصر بالاساس هي نقطة ضعف في ضمير كل عربي وخصوصا عند السوريين .

مصر الامريكي والغربي والسعودي متعبون وصلت حروبهم الى طريق مسدود ليس بين ايديهم اوراق اخرى،
المغفل هولاند يقول ان مايجري في العراق هو نتيجة مأساوية لما جرى في سورية وموقف المتجتمع الدولي منه، وانا علقت على كلامه في مقالتي اليوم وقلت له معك حق لان الذي جرى في سورية هو نفاق مما يسمى بالمجتمع الدولي الذي يدعي حربا على الارهاب ودعم الارهاب بلا حدود في سورية الذي يجري في سورية هو تجميع كل افاعي الدنيا لتقاتل في سورية ليس من اجل هدف يمس الشعب السوريه ومستقبله الا بالسوء والاذى بل من اجل تحقيق اهداف ومآرب تتصف بالسياسات عنوانها حماية اسرائيل، هذا الذي جرى في سورية ادى الى ان سورية انتصرت، فأين ستذهب هذه الكتلة الجرثومية التي هزمت في سورية ستذهب الى الخاصرة الرخوة وهي العراق
المخابرات الفرنسية سلمت المعارضة المسلحة بعضا من الصواريخ النوعية واكتشفت انها تطلق عليها في مالي وبالتالي داعش كانت تنظم وترتب امورها، الان الجميع امام هذه المسؤولية لكن الامريكي يعرف بالمعلومات ما السلاح الكيماوي الذي استخدم كحجة للتدخل في سورية ويعرف من صنعه ويعرف من استعمله، محققين الامم المتحدة طلبوا صور الاقمار الصناعية التي تسجل على مدار الساعة فوق سورية ليتمكنوا من رؤية الصاروخ الذي سقط في الغوطة من اين خرج فرفضت امريكا تسلميهم الصور.

الامريكي يعلم من هي داعش وكيف جمع غاز السارين يعلم انهم عملوا على الحصول على سلاح نووي ويعلم ما معنى الاغا خان ويعلمون ويعلمون... وبالتالي التجربة الامريكية مع داعش تجعلها تخشى وتقلق، فهي تطلب من المالكي ان يذهب الى عملية سياسية ليس لان معهم وقت بل لأن القضية معقدة وشائكة، لكن امريكا تعرف ان القادر على ادارة هذه العملية السياسية وادارة هذه العملية العسكرية هي دولة هادئة قادرة ماسكة لاوراقها جيدا وهي ايران، لذلك كان التفاهم السريع مع ايران، ان مدير هذا الشرق المعقد لم يعد جائزا تأخير استلام مهامه.
هذا التفاهم الايراني الامريكي هو بداية مرحلة جديدة وهي خلطة جديدة مثل التفاهم الامريكي السوفييتي بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، من الذان قاتلا وتقاتلا وغيرا المعادلة ؟ الامريكي والسوفيتي الذين اسقطوا النازية ونشأت بينهما قسمة لمراكز القرار والصراع وحددوا ملفات الخلاف وحيدوها او اداروا الخلاف حولها وتجت بعدها الحرب الباردة ومن ضمنها حروب ساخنة كفيتنام وكوريا وكموديا .. الخ

فإذا عندما نقول ان الوضع يشبه الذي جرى بعد الحرب العالمية الثانية، فليس الذي جرى بعد الحرب العالمية ولا الذي يجري الان هو تحالف. بل هو تفاهم مصلحي على مواجهة عدو مشترك، الان ايران هي القوة الصاعدة والقادرة والممسكة بناصية الامور وايران ستدير عملية سياسية في العراق وستشجع عملية سياسية في العراق مع نوري المالكي بالانفتاح على العشائر.

داعش سوف تتحتفل في بيروت، وقيمة الذي انجزته في العراق هي في ان تثبت انها موجودة في بيروت، هي في ان تتصدر صفحات الصحف اللبنانية وعشرات الاخبار التلفزيونية وتقارير السفارات المقيمة في بيروت بعدما اصبحت هي السفارات الاهم في الشرق الاوسط وهي دائما الصحافة الاهم في الشرق الاوسط وهي دائما التلفزة الاهم في الشرق الاوسط، ليس مهم ان تصبح داعش متصدرة عناوين العربية او الجزيرة المهم التلفزة اللبنانية وفي الصحافة اللبنانية وفي الحدث اللبناني، القوة الحيوية في هذا الحلف الممتد من ايران الى العراق الى سورية ولبنان وفلسطين هناك قوة حيوية وقوة اكثر من حلفائها وهي قوة مشرقة تعجب بها شعوب العالم ببسالتها وشجاعتها، لانها ليست حاكمة لانها انجزت تحريرا ولانها هزمت اسرائيل وهي حزب الله، اربراك حزب الله يتم في لبنان لا في مكان اخر والتشويش على الحزب يتم في لبنان، جعله ينشغل عما يجري في العراق ولا يفكر احد ان حزب الله غير مهتم بما يجري في العراق وليس معني به ولا متابع له على مدار الساعة مع نوري المالكي والجعفري والمرجعية ومع عصائب اهل الحق ومع كتائب حزب الله،

كيف حزب الله؟ المعلومات التي شهدتها بيروت وهزتها اليوم على محورين من هما ؟ استهداف الرئيس بري فيما لو ذهب الى مهرجان المخاتير في اليونيسكو والمعلومات الامنية كلها تشير الى اليونيسكو بمئات القتلى والجرحى وعلى رئسهم الرئيس نبيه بري حماه الله والثاني ضهر البيدر الذي ثبت ان المستهدف فيها هو اللواء عباس ابراهيم، هؤلاء هم جناحي حزب الله في الدولة اللبنانية الجناح اللامني والسياسي، وفي نفس اليوم بجناحها السياسي الذي يمثله الرئيس بري وجنحاها الامني في الدولة اللبنانية الذي يمثله اللواء عباس ابراهيم يستهدفا في عمليتين امنيتين كبيرتين مزلزلتين لا يقوم منها لبنان لشهر هذا في حال تمكن لبنان من لملمة اشلائه وان يعيد ترميم ما سقط وما خسر وما دفع من ابناء لبنان .. الله نجا لبنان والعناية الالاهية تتجسد في بشر.
المجموعة التي ضبطت تضم حوالي 23 شخص من جنسيات متعددة في فندق في الحمرا، وهذه المجموعة بطريقة وتعليمات وصيغة تجميعها تدل على انها كانت مشروعا لعمل امني كبير لا يعلم الا الله الابعاد والمرامي التي كانو يستهدفونها والتي قال ان اولها كان ماسيجري في اليونيسكو

المنطقة تواجه مشروعا وانوه انني في هذا التعبير لا اقصد به تشويه المسلمين في محافظات العراق وفي بعض امتداداتهم في سورية ولبنان وفي فلسطين ب( اليهود) انا اريد ان اقول بالمعنى السياسي والاستراتيجي نحن نعيش لحظة شبيهة بلحظة ولادة الكيان الاسرائيلي، اقتطاع جزء من الجغرافيا والناس لاقامة مشروع مفارق كليا عن السياق التي تعرفه منطقتنا عبر مئات السنين، هذا المشروع اصلا هو عندما قلت عنه انه نوعي
نحن عشية مشهد شبيه بضياع فلسطين، كي لا تضيع فلسطين اخرى وتكون بداية لمسار يشهد رعبا والما ومعاناة، طبعا نتطلع الى قادة حلف المقاومة لأخذ الامر على محمل الجد ووضع كل الاثمان اللازمة، التنازلات مطلوبة والتسويات مطلوبة مد الايدي مطلوب وتسهيل التراجع مطلوب، لدينا خصم وماء وجهه يحول دون التراجع نحن نذهب له، هكذا فعل السيد حسن نصرلله في تركيب الحكومة التي منعت في لبنان الفتنة المذهبية وكذلك يجب ان نفعل في العراق وهكذا نفكك مشروع داعش، كذلك يجب ان نشجع المالكي انه لا يخسر اذا ما اقام التسويات واذا ما قدم التنزلات واذا ما مد اليد للمصافحة والمسامحة والمشاركة والتجسير للهوةن، حتى اقليميا اذا التركي حاول ان يجد مخرجا نسهل له وذلك ليس بمعنى الصفح وعفا الله عن ما مضى واصبح التركي الدولة الاسلامية التي تقاتل اسرائيل.. طبعا لا

هذه اللحظة ليست لحظة دلع وغنج وليست لحظة ترف، نحن مجبرين على ذلك اذا كان يؤدي الى تسريع في الانجاز ومنع وقوع الكارثة

اكتفي بهذا القدر لاقول انا مازلت يقينيا بأننا ذاهبون الى النصر، لكن اقول ان هذا التحول قد يرفع كلفتنا بصورة كبيرة وقد يؤخر لحظة انصارنا بصورة كبيرة/ لكني على ثقة بحدود ما اعلم كيف يفكر السيد القائد المرشد على الخامنئي مد الله في عمره وكيف يفكر الرئيس بشار الاسد الذي قدم نموذجا وتجربة تحتذى في سورية وكيف يفكر سماحة السيد حسن نصرلله حماه الله، لأنني اعرف الثلاثة كيف يفكرون حماهم الله جميعا ومعهم الرئيس المالكي الذي اثق بعقله وقدرته على فهمه للأمور في   فأنا اقول انني على ثقة بأننا سوف نكون على بر الامان، لكن وبصراحة اقول ما اقوله كي لاتقف في بيئتنا الشعبية اصوات تشكك غدا عندما تقدم تسويات هنا وتنازلات هناك لتقول انتم تردون الاعتبار لخائن وتمدون اليد لمن تآمر وتصفحون عمن قال فينا كلاما لا يقال، اقول لشعبنا لأهلنا واخوتنا وبيئتنا علينا ان نشجع قادتنا ليكونوا اكثر سياسة كي نعزل هذه المجموعة التي اذا ما استتب لها الامر فسوف تكون وبالا وخرابا وتضييعا لإنتصاراتنا





- ما يجري في العراق بدأ كما في سورية استغلال مطالب محقة لخدمة هدف سياسي
- ما يجري هو سعي اميركي لمقايضة فدرلة اوكرانية بفدرلة العراق والسعودية تدير اللعبة لصالح الاميركي
- القاعدة فشلت في سورية لعدم قدرتها على ادعاء المقاومة وللتأييد السني الكاسح للقيادة السورية
- المخطط يقضي بفدرلة العراق لدولة في الجنوب وأخرى للاكراد في الشمال وواحدة في الوسط للسنة
- مواجهة مشروع الفدرلة يكون بخلق وحدة فدرالية سورية عراقية تقع الطريق على المشاريع الاميركية


حلقة اليوم خاصة جداً بطريقة مختلفة عن الحلقات السابقة سنتوقف أمام حدث كبير استراتيجي ونوعي وهي التطورات الاخيرة في العراق حيث يشكل الاشتباك الاخير بمثابة الطلقة الاخيرة في الحرب أو النقلة الاخيرة في رقعة الشطرنج

كلنا يعلم اهمية العراق استراتيجياً جغرافياً نفطياً بشرياً عسكرياً الدولة العربية الثانية بعد مصر جمال عبد الناصر في التصنيع العسكري كل تلك الاسباب هي التي ادت اصلا للحرب على العراق هذا العراق أكبر احتياط عالمي في النفط يقع على نقطة وسط بين السعودية وايران وسورية وتركيا عراق التعدد الديني والعرقي والطائفي فهو قلب العالم القديم والحديث لذلك كانت الحرب على العراق لذلك كان مطلوباً أن يستهلك طاقته في الحرب على ايران لمنع التقاء عراقي ايراني سوري لكنا قد دخلنا في مرحلة جديدة على مستوى العالم منذ الثمانينات لذلك بذلت كل الجهود لتوريط العراق في الحرب مع ايران وكانت بداية دراماتيكية انتهت بالتدمير الاميركي للعراق واطلاق الروح المذهبية والفتنوية واعادة انتاج الحياة السياسية على قاعدة التقسيم الطائفي والمذهبي والعرقي

هناك تيه وضياع في العراق خرج ضمنه نوري المالكي ليقود الطائفة الشيعية ويشكل علاقة جيدة وقوية مع ايران ومع سورية نجح في استنهاض العدد الاكبر من الشعب العراقي ولكنه فشل في تكوين جيش وطني عابر للطوائف وفشل في التفادي في المشكلة مع الاكراد وفشل في أن يلئم الجرح مع السنة وتوسعت الهوة وشهدنا ما شهدناه حيث بدأ الصراع يتحول الى صراع سني شيعي

القاعدة نجحت في افغانستان في ان تقدم نفسها بهويتين أولها انها المقاوم للاحتلال والغزو والاميركي فوضعوا يدهم على العنوان الوطني المقاوم بالاضافة للقوة التي تحمي الشريعة والدين والطائفة وفي العراق جاءت العراق للعب ذات اللعبة وقطع عليها الطريق امران الاول أن السنة في العراق يشكلون 25% من مكونات الشعب العراقي ولأن هناك منافس على الساحة السنية وهو حزب البعث الذي كان يقوده الرئيس السابق صدام حسين وتولى قيادته عزت الدوري الذي كان بكل انصاف اكثر جدية بمقاومة الاحتلال الاميركي من القاعدة التي شغلت ببناء دولتها ولكن جعل عدائه مع الشيعة في اولوياته وبالتالي لم ينجح القاعدة بحمل راية المقاومة بسبب تصرفاته ووجود المنافس وبالمقابل لم تتأخر الساحة الشيعية من افراز تشكيلاتها المقاومة سواء عصائب اهل الحق وغيرها بالاضافة لموقف السيد مقتدى الصدر ولقائه مع حارث الضاري ففشلت القاعجدة بحمل راية المقاومة بالاضافة لظهور الصحوات في العشائر العراقية التي قاتلت القاعدة

تسارع الاحداث في المنطقة فرض على حكومة المالكي ايقاع لم يعطيها الفرصة لاخذ النفس لتفكيك العقد التي تؤدي للتأزم بين الشيعة والسنة ولم تنجح بتحقيق اختراق حقيقي للشريحة السنية المشاركة في بناء العراق وبصورة او بأخرى اصبح هناك هوة بين المكونين وكان نوري المالكي يرغب بأن يأخذ وقته لترتيب البيت الداخلي العراقي والعلاقة مع الشريحة السنية وجاءت الازمة السورية حيث اضطر لاخذ مواقفه الشجاعة ولكن هذا الموقف أدى لاستعمال السلاح المذهبي بوجهه واستثارة الفتنة بوجهه لانه اخذ موقفاً سياسياً الى جانب سورية ولو كان المالكي في موقف مؤيد لتخريب سورية لكان الذين حضروا وعبؤوا ومولوا ضد المالكي قد فعلوا العكس تماماً وبايعوا المالكي وعرضوا عليه قبل الانتخابات بثلاثة ايام أن ينأى بنفسه جانباً مقابل 70% من اصوات المحافظات السنية وبهذا المفهوم كانت هناك خطة لاضعاف المالكي باستنهاض الحالة المذهبية وجرى توظيف بعض المطالب المعيشية واليومية والفساد سياسياً بوجهه كما تم استخدام تلك المطالب في سورية

تجربة محافظة الانبار وعشائر الفلوجة التي تحالفت مع الجيش قادرة على الوقوف بوجه داعش والسؤال المفاجئ ماذا حدث خلال ساعتين حتى تسقط ثلاث محافظات كبرى بيد مجموعات مسلحة تنكفئ الدولة والاجهزة الامنية لتسقط الجغرافية السياسية مع الحدود السورية وهنا لا يجوز تحليل الامر بأن داعش انجزت عملاً استخباراتياً خطيراً واستعدادات ولا بالمقابل لا يمكن اعتبار الامر صدفة

بالتوصيف المعلوماتي القوة الاساسية في المجموعات المسلحة التي ساهمت في العملية هو عزت الدوري النائب السابق لصدام حسين الذي اصبحت معادلته الفكرية تقوم على قاعدة أن التمثيل الديني هو الذي يشكل بعدها الديني بعدما كان بعثي علماني لأكثر من عشرة سنوات والان انشأ جيشاً من 25 الف عنصر مدعوم سعودياً وقطرياً وقد حل مكان داعش التي هزمت وهي تملك بيئة شعبية وصاحبة نفوذ لحالة حيث تم تهيأتها للانفجار الكبير حيث التقى التركي والقطري ليقدم الحاضنة الاقليمية ضد المالكي حليف محور المقاومة في سورية وايران

لمن يتوقع حرباً كبرى في المنطقة كما حصل سابقاً في العراق فهذا لن يكون لانه لا يوجد اي طرف قادر على شن هكذا حرب سوى الاميركي الذي حسم امره بعدم الدخول باي حرب منذ عودة الاساطيل الاميركية من المتوسط فإذا لا يجري ليس تصاعداً بإتجاه الحرب فهذه الرقعة الاستراتيجية الممتدة من افغانستان الى المتوسط والتي تدخل عملية بناء نظام اقليمي جديد تدار فيه الصراعات

بالانتخابات السورية شهدنا ان المكون الذي يجري الصراع حوله وهم السنة تمكن خلالها الرئيس الاسد من ان يثبت قاعدة شعبية وازنة بين السنة وأن المعارضة وداعش والنماذج الاخرى لا تتمتع بأي ثقل شعبي بعد اختبارها واختبار حلفائها واختار السوريون الدولة السورية كبديل ووقفت الاغلبية الكاسحة من السوريون مع الرئيس الاسد
الجيش السوري يتقدم ويضرب المجموعات المسلحة وجاء التحول الذي شكلته الانتخابات ليشكل نقطة تحول داخل المسرح وصار على اللاعبين الكبار ترتيب النقلات ما قبل الاخيرة على رقعة الشطرنج والنقلة التي شهدناها في العراق هي نقلة ما قبل الاخيرة فمن يربح حصيلة هذه المواجهة في اللعبة ستكون حصيلة المواجهة له
السعودية تدير اللعبة في المنطقة لصالح الاميركي وقامت بتأمين مصر وتعمل في ليبيا وتونس لتأمين هذا المدى الحيوي بأكمله في المقابل قام محور المقاومة بقطع الطريق في لبنان بترشيح العماد عون واصبحت اللعبة بأكملها في شرق البحر المتوسط أي سورية والعراق وبتأمين حمص تم فتح الطريق امام ايران إلى المتوسط فكان المخطط في العراق لفدرلة الدولة وتم طرح ثلاث ولايات في الوسط وفي الشمال للاكراد وولاية في الجنوب وكلها على اساس مذهبي والهدف منها اعادة اشعال الساحة السورية بوجود الولاية السنية على الحدود مع سورية حيث تتواجد داعش في الطرف المقابل وإذا حدث هذا سيكون ايضاً تهديد للامن الايراني لانها تشكل حضن دافئ للقاعدة انطلاقاً من الاهواز ودولياً أمكن الوضع في العراق مقايضة الفدرلة في العراق بالفدرلة في اوكرانيا

ما سيحصل في العراق هو كما حصل في طرابلس حيث لن يكون مكان لا لشيوخ العشائر ولا لعزت الدوري وستصبح قبضة داعش هي القبضة المرعبة وسيصبح الاميركي بعد تجذر القاعدة في العراق غير قادر على استئصالها فسورية نجحت في استئصال القاعدة بسبب عدم قدرتها على ادعاء المقاومة فهي لا تملك هذا الخطاب ولكن في سيناء المصرية مثلا يمكنها ان تلبس لبس المقاوم ويمكنها لعب دور حامي السنة بوجه حكومة المالكي ولكن في سورية لا يمكن أن تلعب دور حامي السنة والثقل الشعبي السني الوازن مع الدولة السورية فكان الاسلام السني السوري منخرط في الدولة ومؤيد للدولة السورية وقيادة الرئيس الاسد العامل الثالث في التكافؤ العقائدي انت امام جيش سورية ومقاومة اسلامية تحمل راية مقاومة اسرائيل واميركا وان الطرف الاخر يمنعه من ذلك بينما لا تستطيع القاعدة ادعاء مقاتلة حزب الله لانه يمنعها من مقاتلة الاميركي والاسرائيلي وهي مدعومة من السعودية وقطر فهذه العناصر الثلاثة ادت لانتصار سورية على القاعدة

وبالتالي في العراق لا يمكن لغير الوصفة السورية أن تتحقق وهم بالاستعانة برموز لا يمكن التشكيك بقوميتهم وبسنيتهم وهم موجودون ويشكلون القيمة المضافة وهم العنوان السني العروبي المقاوم الذي دعمته سورية واختلفت مع المالكي لأجله فالمطلوب اليوم منهم سد الدين والوقوف بوجه التعبئة الطائفية ومن استخدام العراقيين كوقود للمشروع الصهيوني

الرد على الحلف المعادي والانجرار معه الى ساحة المواجهة سيعطي افضلية لمن اختار ساحة المواجهة والرد على ذلك استراتيجياً بإتباع عكس استراتيجية الخصم اي بدل تقسيم المجمع تجميع المقسم فهذه اللحظة التاريخية التي يجب أن تلتقي فيها الحكومتان السورية والعراقية وتضع خطط انمائياً وامنية مشتركة وخلق تكامل عسكري سوري عراقي في دولة كبرى قابلة على الاتحاد الفدرالي ليضم اليه مستقبلا الكويت ولبنان والاردن وتستقر المنطقة وتضيع ضمنها كل هذه التفاصيل وهذه النقلة الاستراتيجية من شأنها أن تقلب المعادلة وأدعو القيادة العراقية أن لا تقيم اي حسابات للاميركي وغيره فهم في عين العاصفة فهذا التغيير ايضاً سيغير الصراع مع اسرائيل هذه المعادلة تطمئن سنة العراق وتشكل ضمان لمنع الاستثمار على المكون المذهبي وتنشئ معادلة جيواستراتيجية غير قابلة للارتداد

River to Sea Uprooted Palestinian   
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!

No comments: