Saturday, 26 July 2014

Erdoghan: Where is your Army?

وكالة أوقات الشام الإخبارية
نبيه البرجي
الم يقل، ذات يوم، لبشار الاسد «سيكون الجيش التركي جنباً الى جنب مع الجيش السوري في تحرير مرتفعات الجولان؟».
الم يقل، ذات يوم، لجورج دبليوبوش اذا احتليت العراق اصبحت ملك الشرق والغرب، ربما مستعيداً قول امبراطور الصين للرحالة القرشي عقب ثورة الزنج «ان الملوك خمسة اوسعهم ملكاً الذي يملك العراق في وسط الدنيا، والملوك محدقة به».

وكان بوش يعتقد ان الكرة الارضية التي تقف على قرن ثور، كما في اساطير الغال، لا يجرها سوى ثور واحد.
الم يقل، ذات يوم، لباراك اوباما ان دوايت ايزنهاور الذي تتخذ منه مثالاً في الرؤية الاستراتيجية، وهو بطل النورماندي، من اعتبر ان دخول تركيا في حلف شمال الاطلسي يعني ان اميركا اصبحت على ابواب موسكو.
وعلى هذا الاساس، ناشد اوباما نصب منشآت الدرع الصاروخية في بلاده لتدجين الصواريخ الايرانية والروسية على السواء.

الم يقل، ذات يوم، لحاكم عربي «تريدون ازالة النظام السوري؟ ما عليكم الا ان تمدوا اليد الى بنيامين نتنياهو الذي يمكنه بين ليلة وضحاها ان يصل الى ساحة الامويين في دمشق؟».

كم تبدو سذجاً حين نطلب من رجب طيب اردوغان ان يرفع صوته، او اصبعه، في وجه تل ابيب؟ لا تصدقوا انه ضد عبد الفتاح السيسي، والى حد وصفه بالطاغية (وهو المسيح العثماني)، لأن سيادة المشير لم يمد يده الى غزة، وانما لأنه قطع الطريق عليه بعدما كان قد خطط، وعبر «الاخوان المسلمين»، لوضع اليد على مصر وسوريا. يسقط العراق تلقائياً، وتعود المتصرفية الى جبل لبنان تحديداً، وينصب نفسه حامياً لدول الخليج ونفط الخليج.

الم يكن يسرائيل شاحاك هو من تحدث عن «الكوندومينيوم التركي ـ الاسرائيلي» لادارة الشرق الاوسط؟ لا ندري اي دور اعطاه احمد داوود اغلو لاورشليم في الـ «نيو عثمانية». لكن سعادة المنظّر الاستراتيجي هو من القائلين بعدم الاحتكاك السياسي او العسكري مع اسرائيل الا في الاطار التكتيكي ما دام هناك من يضحك على العرب وعلى ذقون العرب.

الآن، يلعب، بعد كل اللعب العبثي الذي دفع به الى الحائط. قال لمسعود برزاني ان الجيش التركي تحت امرة قيادة البيشماركة. المهم ان يتفكك العراق، وتقوم الدولتان الكردية، وعاصمتها اربيل، والسنّية، وعاصمتها الموصل، تحت الوصاية العثمانية اياها. فوجئ بالموقف الايراني القاطع «سنعمل بكل قوتنا ضد اي دولة كردية في العراق»، فيما كانت واشنطن تتخوف من تفاعلات عسكرية خطيرة في المنطقة، بما لذلك من انعكاسات على مصالحها الاستراتيجية.

الآن يحاول ان يغري طهران بمحور ثلاثي ( تركيا- ايران-قطر) في مواجهة محور ثلاثي آخر (مصر- السعودية- الامارات). قال انه مستعد لكي يطرد رئيس واعضاء «الائتلاف الوطني السوري» بالمكنسة. متى لم يتعامل مع هؤلاء على انهم الغبار البشري؟

لا الايرانيون يصدقونه، ولا الروس يصدقونه. بالاحرى لا احد يصدق الرجل الذي ينتقل قريباً من منصب الصدر الاعظم الى منصب الباب العالي. وقيل لنا انه يفكر باعادة تأهيل قصريلدز الذي تم تحويله الى متحف. كل شيء ممكن في رأس السلطان. هو الرأس الذي قال كمال كليتشدرا اوغلو ان الشيطان يرقص الفالس في داخله.

اسألوا رمضان عبد الله الشلاح، الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي ماذا قدمته انقرة لغزة. هل قدمت رصاصة واحدة، بندقية واحدة، صاروخاً واحداً؟ لا شيء سوى المواقف البهلوانية، بدءاً من دافوس وغوغائية النقاش مع شمعون بيريس وانتهاء بالضجيج الحالي، وهو الذي حاول ان «يبيع» الضفة لنتنياهو في مقابل اقامة دولة مستقلة في القطاع.

الكل يحدثونك عن «استراتيجية الثعبان». الثعبان العثماني الذي يلعب في كل الاتجاهات، ويسقط في كل الاتجاهات، فاين هو المسلم او الاسلامي فيه عندما لا يترك مناسبة، ومعه اوغلو، الاويذّكر فيها بـ «اننا احفاد العثمانيين والسلاجقة» بعدما كان قد ضحك كثيراً عندما سأله ذلك الصحافي الخليجي ما اذا «كنت تسعى لتعريب تركيا». الاجابةكانت «الا تعتقد ان تتريك العرب افضل بكثير؟».

لا احد الا ويعلم ما هو دور الاستخبارات التركية في تهريب «داعش»، وفي استيلائها على الرقة، وكيف ان هؤلاء المغول الذين دمروا اضرحة الصحابة، كما دمروا تماثيل ابن الاثير وابي تمام، لم يقتربوا البتة من قبر سليمان باشا، جد العثمانيين، والذي تحرسه ثلة من الجنود الاتراك. نعلم ان العرب لم يعودوا معنيين بالقضية الفلسطينية. اعادوا ترتيب اوراقهم، كما ترتيب اولوياتهم. لا عدو هناك سوى ايران التي اذا ما قرأت ما يكتبه البعض (البعض النجوم) عنها لحسبت انها امبراطورية لا تغيب عنها الشمس، وانها لا الصين ولا روسيا، القطب الثاني في العالم. في هذا العالم. اي فارق بين شيخ القبيلة والمهرج؟

ولنسأل متى كان اردوغان مع العرب، وهو الذي كان يحسب انه بأصبعه يزيل النظام في سوريا، ويفكك العراق قطعة قطعة، ويعرض قواعد العسكرية في «العزيزة اذربيجان» على الاسرائيليين من اجل ضرب ايران.
اين هو الآن؟ وهل يكفي بأن يصف السيسي بالطاغية، فيما يقول لـ «الاخوان الاوروبيين» ان الجيش التركي هو الذي يحمي ظهوركم من حملة السواطير. من غيره يقود (ويخترع) حملة السواطير؟

الديار
River to Sea Uprooted Palestinian   
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!

No comments: