Friday, 19 December 2014

هيكل: الجيش السوري أذهل العالم


كتبت صابرين دياب ـ فلسطين

كلما أصابني اليأس من الواقع العربي وكلما أحسست بالمرارة من مستوى الأداء السياسي في أمتنا، ألجأ إليه استشرف منه بعض الآفاق، وأستنير برؤيته التي لا تغلّب التمنيات على الوقائع، من دون أن تفقد الأمل بأنّ الآتي أفضل.


إنه أستاذي ومن أكتفي باختصار اسمه بكلمة الأستاذ، حتى يعرف أصدقائي عندما أكلمهم، وأقول قال الأستاذ، فيعلمون أنّ المتكلم هو الأستاذ محمد حسنين هيكل.

اتصلت للاطمئنان إلى صحة الأستاذ هيكل كما أفعل كلما سنحت الفرصة وسمح وقته، وفي بالي كلّ هذه الآلام والآمال والهواجس.

البداية دائماً فلسطين وآلامها، وهو يشيد ببطولات الشعب الفلسطيني ومواصلته للتضحيات، بالقول لا أخاف على شعب هذه بسالته وهذا مستوى إصراره على حقوقه وهويته وقضيته، مهما كان الأداء السياسي رديئاً ودون المستوى، فلا بدّ أن يأتي وقت يفرض فيه هذا الشعب إرادته.

اطمأن إلى صحتي وسأل عن جروحي بعد آخر اعتقال وآخر إصابة.

وتنفس لما قلت له إنّ المشهد في المنطقة يطغى عليه السواد أستاذي، ورحت أحكي عن العراق وسورية والتفتت والتمزق والعصبيات، والأمراض التي تجتاح الجسد العربي الذي يبدو في أسوأ حالاته.

فقال إن الوضع سيّئ وصعب، لكن دائماً نفتش عن عامل قوة غير محسوب يغيّر المعادلات، ويفرض مساراً جدياً للأحداث، وأضاف: ما حدث في حرب «إسرائيل» على لبنان في 2006 جاء صمود حزب الله وحُسن قيادته للمعارك، ففرض مساراً جديداً للأحداث والتطورات.

وتابع الأستاذ، اليوم هناك متغيّر أظنّ أنّ من لا يراه ولا يتابعه ويبني عليه استنتاجاته مخطئ، وسيضيع طريق رؤية مستقبل التطورات وهو ما ينجزه الجيش السوري.

قال الكاتب العربي الكبير محمد حسنين هيكل: «إن الجيش السوري جيش عقائدي عظيم، كثيرون راهنوا على تفككه ثم سقوط الدولة، لكنه وعلى رغم قساوة معركته المفتوحة التي تستنزفه مع المجموعات المسلحة، التي تصبّ في مصلحة المستفيد الأكبر «إسرائيل» إلا أنه يحقق انتصارات كبيرة بصمود أذهل العالم».

لقد أحسست من كلام أستاذي الكبير، أنه يرغب إليّ أن يصل كلامه إلى الرأي العام العربي ونخبه، وأردت عبر تعاوني مع شبكة «توب نيوز» وصحيفة «البناء» أن أنقل رسالة هذه القامة العربية الفكرية التاريخية، لأقول عندما يتحدث الأستاذ هيكل عن الجيش السوري كعامل غيّر المعادلات، وأربك الحسابات فهذا يعني أنّ زمناً جديداً يُكتب من بوابات دمشق وحلب.


RELATED
River to Sea Uprooted Palestinian   
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!

No comments: