Thursday, 16 January 2020

احذروا الفتنة القادمة.. فيلم مُسيء للصحابة







كاتب وأستاذ جامعي جزائري
يتم التحضير لفتنة جديدة خطيرة في بريطانيا، وتتجسّد بفيلم مسيء للصحابة، يستبسل دُعاة الفتنة في الدعوة إليه.




تظاهرة في لندن تندد بجرائم “الكراهية ضد الإسلام”

كما أفلح الغرب وعملاؤه في تشويه المدرسة السنّية عبر أولئك الذين امتلأوا بالعنف والتطرّف فإنه يسعى بكل جهده لتشويه المدرسة الشيعية عبر أدعياء التشيّع الذين لا يختلفون عن السلفيين في تطرّفهم وتشدّدهم وسوء أدبهم.
وقد اُستعمل ذلك سابقاً ـ وأفلح فيه للأسف ـ عندما أثار بعض دُعاة التشيّع البريطاني قضايا خطيرة تتعلّق بعرض رسول الله (ص)، والتي تصدم كل مؤمن محب لرسول الله سواء كان سنّياً أو شيعياً؛ فلا يمكن لمُحب لرسول الله أن يرضى بالإساءة إلى عرضه.
وعلى الرغم من كثرة الفتاوى من جميع مراجع الشيعة في العراق وإيران والبحرين وباكستان وأفغانستان والهند وغيرها من المناطق التي يتواجد فيها الشيعة، والذين ردّوا على أولئك المُنحَرفين عن التشيّع وأئمة أهل البيت في هذا الشأن وغيره، إلا أن كل ذلك لم يستطع ـ بفعل الآلة الإعلامية الشَرِسة ـ من محو آثار تلك الفتنة العريضة، والتي لا نزال نعيش آثارها إلى اليوم.
وعلى منوال تلك الفتنة، يتم التحضير لفتنة جديدة خطيرة في بريطانيا، وتتجسّد بفيلم مسيء للصحابة، يستبسل دُعاة الفتنة في الدعوة إليه.
وللأسف فإن الدعوة إلى هذا الفيلم تتم عبر قنوات يستضيفها (نايل سات)، المملوكة للشركة المصرية للأقمار الصناعية، والتي استطاعت السعودية وغيرها أن تجبرها على إزالة قناة المنار، وغيرها من قنوات المقاومة، في نفس الوقت الذي تترك فيه قنوات أخرى تسبّ الصحابة، وتُسيء إلى أمّهات المؤمنين.
ولكن لأن تلك القنوات تقف موقفاً سلبياً من إيران والمقاومة، بل تحكم بتكفيرهم، فهي لذلك لم تر بأساً في أن يسبّ الصحابة أو يتعرّض لأمّهات المؤمنين، وخاصة أن غلوّهم وانحرافهم يخدم أهدافهم في خدمة الفرقة والفتنة بين المسلمين.
ولهذا لا نجد في الواقع مَن يواجه هذا الفيلم (نتحفّظ على ذكر اسمه كيلا نروّج له)، ويفتي بتحريمه وتحريم دعمه سوى علماء الشيعة ومراجعهم الكبار، والذين أصدروا الفتاوى والبيانات في ذلك.
لكن للأسف لا يستمع إليهم أحد، حتى إذا جاء دور الفتنة وخرج الفيلم، حينها يصحو أولئك الذين يحضّرون للفتنة، لا لينشروا تلك الفتاوى والبيانات المُحذّرة، وليشكروا مَن قدَّمها، ويعتذروا من التقصير في تفعيلها، وإنما ليتّهموهم بأنهم هم مَن أنتج الفيلم وأن الشيعة جميعاً هم الذين أساؤوا إلى الصحابة، وليس أولئك النفر المحدودين الذين يموّنهم الحقد الغربي والعربي.
ومن باب إقامة الحجّة على المسارعين للفتن قامت وكالة (فارس) الإيرانية ببحث حول آراء علماء الشيعة ومراجعهم الكبار حول الموقف من الفيلم، وقد خلصت من خلال بحثها إلى أن “مراجع الشيعة أفتوا وبشكل قاطع بضرورة التنبّه له، بل أجمع العلماء لا سيما مراجع الحوزة الدينية في قم المُقدّسة، أن أية مساعدة أو إبداء أيّ اهتمام أو مُشاهَدة للفيلم هو أمر حرام ومُخالِف للشرع”.
ومن الفتاوى والبيانات التي نقلتها في ذلك فتوى المرجع الديني آية الله ناصر مكارم شيرازي، ومما جاء فيها: “مما لا شك فيه أن أولئك الذين يساهمون في إعداد ونشر هذا الفيلم أو مشاهدته يرتكبون كبائر الذنوب خاصة في الظرف الحالي الذي يصب فيه أيّ خلاف بين المسلمين، في صالح الأعداء ويعتبر نصراً لهم.. والقيام بمثل هذه الأمور يحمل في طيّاته مسؤولية شرعية جسيمة، وهناك احتمال قوي بأن يكون للأعداء يد في ذلك وأنهم خطّطوا لإثارة مثل هذه الموضوعات.. وكل مَن يساهم في ذلك يُعتبر شريكاً في الدماء التي قد تُراق بسببه.. ولا بد من أن تقول للجميع أن مَن يبحث عن مثل هذه البرامج المُثيرة للخلافات، ليس منا”.
ومنها فتوى آية الله نوري همداني، والتي جاء فيها: “نحن ضد هذه الأنشطة ولا نعتبرها أبداً لصالح الإسلام، ونرى في أية مساعدة أو إبداء أي اهتمام أو مُشاهَدة للفيلم، حراماً وخلافاً للشرع”.
ومنها فتوى آية الله جعفر سبحاني، ومما جاء فيها: “في الظروف التي تعيشها البلدان الإسلامية في الوقت الحاضر والفتنة الكبرى التي أثارها الأجانب والتي أدَّت إلى تقاتُل المسلمين وتشريد الملايين من العراقيين والسوريين من منازلهم وأوطانهم ليلجأوا إلى الغرب، فإن إنتاج هكذا فيلم لا يُحقّق إلا مطالب الأعداء، وهو بعيد كل البُعد عن العقل والتقوى، وعلى هذا فإن إنتاجه حرام وأية مساعدة مالية له، تعاون على الإثم”.
ومنها فتوى آية الله صافي كلبايكاني، ومما جاء فيها: “لقد قلنا مراراً وتكراراً إن الشيعة ومُحبي أهل البيت يجب أن يكونوا دائماً حذرين وأن يحرصوا على نشر المعارف القرآنية والعترة النبوية وأن يتجنّبوا القيام بأيّ عمل قد يؤدّي الى الإساءة للإسلام والمذهب”.
وقبل ذلك فتوى وبيان السيّد علي الخامنئي، والتي أصدرها لا باعتباره مرجعاً فقط، وإنما باعتباره الوليّ الفقيه، والذي يعتبر الموالون له طاعته واجبة شرعياً، فقد سُئِل هذا السؤال: “ما هو رأي سماحتكم في ما يُطرَح في بعض وسائل الإعلام من فضائيات وإنترنت من قِبَل بعض المُنتسبين إلى العِلم من إهانة صريحة وتحقير بكلمات بذيئة ومُسيئة لزوج الرسول أمّ المؤمنين السيّدة عائشة واتهامها بما يخلّ بالشرف والكرامة لأزواج النبي أمّهات المؤمنين رضوان الله تعالى عليهن”.
فأجاب بقوله: “يُحرَّم النيل من رموز إخواننا السنّة فضلاً عن اتهام زوج النبي بما يخلّ بشرفها، بل هذا الأمر ممتنع على نساء الأنبياء، وخصوصاً سيّدهم الرسول الأعظم (ص)”.
ولم يكتف بذلك، بل هو يشير في خطبه كل حين إلى حرمة ذلك، وينبّه إلى أنه دسائس أجنبية، ويُسمّي التشيّع المرتبط بمثل هذا “تشيّعاً بريطانياً”، وليس تشيّعاً علوياً مثلما يُسمّى التسنّن الداعي إلى الفتنة “تسنّناً أميركياً” لا تسنّناً نبوياً.
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الميادين وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراًالمصدر : الميادين نت

River to Sea Uprooted Palestinian   
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!

No comments: