- البرلمان الروسي يعتمد تعديلاً دستورياً يتيح لبوتين البقاء في السلطة حتى 2036
- أردوغان المأزوم
- تركيا تبدأ بسحب الأسلحة الثقيلة من نقاط مراقبتها في إدلب
- أبعاد اعتراف مايك بومبيو بالهزيمة الاستراتيجيّة الأميركيّة في سورية!
- ما بعد وقف إطلاق النار في إدلب.. ترقُّب واستعداد لأي سيناريو
- صحيفة روسية: تركيا استغلت وقف إطلاق النار لإعادة نشر قواتها في إدلب
Wednesday, 11 March 2020
لقد أتى القيصر…!
لتهتف قلوب الجميع رهبة: «لقد أتى القيصر»!
ها هو نراه يجلس في غرفة التحكم ليراقب زائريه، ويخالف بروتوكول الانتظار بتوقيته هو دون سواه، وكأنه أراد أن يؤكد للعالم أجمع أنه القيصر؛ ونراه أيضاً يستمتع بمشاهدة ردات فعل المنتظرين بأمّ عينه من خلال تجهّم ملامحهم…
هي ليست لغة جسد، تحتوي على تعابير وحركات وأداء بصمت بعيداً عن حروف اللغة وقواعدها في الخطابة والحوار فقط! بل هي أعمق من ذلك بكثير، فهي تغيير لمفاهيم يُراد منها قلب معادلات سياسية عن بكرة أبيها…
فعندما يبدأ القيصر بإيصال رسائله السياسية عبر تغيير البروتوكولات الرئاسية؛ يكون قد بدأ يجبر الأعين على الطواعية في حضرة وجوده وكأنّ الرسائل تطلع من أعماقه مرادها التهويل…
فهي حتماً لا ترمي إلى خلق المودّة والتفاهم كما فعل مع الملياردير الإيطالي برلوسكوني والاستقبال الوديّ المشهور الذي حصل بينهما في مطار روما حيث تعانقا بحرارة والسعادة تغمر القلوب…
فلقاء القيصر بالسلطان يظهر بما لا يحمل الشكّ أن الأول يتعامل مع الأخير كموظف لديه ولا يعترف بأراضيه وكأنه ينظر إليها كامتداد للأرض الروسية…
هذا الامتداد كرّسه بوضع منحوته لـ «كاترين الثانية» أو العظيمة فوق رأس السلطان الجالس وحده على كرسي فيما باقي الوزراء والمسؤؤلين المرافقين له واقفين؛ وكأن فجأة! لم يعد يوجد كراس شاغرة في روسيا لاستقبال الوفود الرئاسية لدول أخرى!
بقوا واقفين وكاترين فوق رؤوسهم المنحنية تُذكرهم بأنها الامبراطورة التي هزمت العثمانيين في المعارك والحروب التي اشتهرت بإسم الحروب (الروسية ـ العثمانية) خلال العصر الكاتريني القوي الذي جعل الدول الغربية والشرقية كافة تقرّ لها وتعترف بأنها القوة العظمى آنذاك…
كيف لا! وهي التي وسّعت أراضي الامبراطورية الروسية على حساب جيرانها والأهمّ من ذلك! هي التي سحقت (خانية القرم الموالية للدولة العثمانية) وشجعت الحركات الثورية في البلقان ضدّ العثمانيين وبعض الولاة الكارهين لهم في الشرق…
فهل تصرف القيصر يغيّر في المستقبل تصرف الرؤساء والزعماء والمسؤولين من أجل إيصال رسائل معينة للزائرين!؟
وهل كلّ زعيم يريد أن يوجّه رسالة لزعيم آخر ليحاسبه على تصرفاته يقوم باستدعائه إلى قصره ويغيّر بروتوكولات الاستقبال والمُراد منها أحياناً التهديد أو التحقير المبطن بتصرفات منظمة حسب ما تقتضيها الحالة السياسية أو إلى أيّ غاية في نفس القيصر!؟
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment