–
حسمت التأكيدات الرسمية صحة ما تمّ تداوله إعلامياً عن دعوات رسمية يقوم وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، لقمة تعقد في بغداد تحت عنوان دول جوار العراق للتعاون الأمني، بالتزامن مع توقيع إتفاق انسحاب القوات الأميركية القتالية، بعدما أعلنت بغداد أنّ زيارات وزير خارجيتها واتصالات رئيس حكومتها تتمّ في سياق التحضير لقمة تضم دول جوار العراق نهاية شهر آب الجاري، وقد شملت دعوة السعودية وتركيا والكويت حتى الآن ويفترض أن تشمل إيران وسورية والأردن قريبا، ولقيت تجاوب الرئيس الفرنسي للمشاركة في القمة، ورغم بعض التقديرات التي تقول إنّ الأرجح هو أن تستبدل القمة بلقاء يضم وزراء الخارجية والمسؤولين الأمنيين، لأن عقد قمم من هذا النوع لا تزال دونه عقبات كثيرة، يبقى أن التوجه بذاته يمثل تحوّلاً كبيراً في أوضاع المنطقة يستحيل حدوثه بمبادرة عراقية صرفة دون تنسيق مسبق، أو طلب مسبق من الأميركيين.
–
سبق لواشنطن أن اعتمدت إطار لقاءات دول جوار العراق لحوار إقليمي غير مباشر مع سورية وإيران، ولا تبدو موافقة الرئيس الفرنسي على المشاركة والتشجيع بعيدة عن تلبية رغبة أميركية، خصوصا بعد زيارة رئيس الوزراء العراقي الطازجة لواشنطن، كما لا تبدو الصيغة بعيدة عن الاستنتاجات الأميركية الخاصة بتسارع الإنهيار في أفغانستان، والحاجة لتنسيق يطال دول جوار العراق لحماية الصيغة القائمة على ما يسمّيه الأميركيون بإعادة الإنتشار الإقليمي، وإقامة قاعدة عسكرية في الأردن تستضيف القوات التي سيتم إخلاؤها من العراق، وربما من سورية أيضاً، دون التسليم بالانسحاب الكامل، من غير إتفاق كامل، لا يبدو متيسّراً مع إيران وقوى المقاومة، حتى الآن.
–
القرار بالانفتاح على سورية من عدد من الدول المشاركة يناقض ما سبق إعلانه عن نصائح أميركية بتجميد العلاقات معها، خصوصاً بعد الإنتخابات الرئاسية السورية، وكان واضحاً انّ الرسالة الأميركية تستهدف العلاقات السعودية السورية والإماراتية السورية، وانعقاد لقاء وزاري تشترك فيه سورية يكفي لإعلان سقوط مفهوم المقاطعة والحصار، ويطعن نظرية العقوبات، لأن العنوان الثاني للقمة هو التعاون الإقتصادي، ولعله من الملفت أن نسمع حماسة فرنسية للمبادرة العراقية، وسيصير الأمر مفاجأة أنّ عقد اللقاء على مستوى القمة وحضره الرئيس الفرنسي، كما أعلن، وهذا في حال حدوثه يعني ان زمن التحوّلات الكبرى قد بدأ، وان المنطقة دخلت مرحلة جديدة سياسياً وأمنياً وإقتصادياً، فلا يُعقل أن ترضى سورية بالمشاركة في لقاء يشارك فيه الأتراك دون أن تكون بين يديها ضمانات مسبقة تتصل بتغيير جوهري في التعامل التركي مع الواقع السوري.
–
الأهمّ من اللقاء الوزاري، والشديد الأهمية إذا تحققت القمة، هو المفاوضات الحثيثة التي ستسبق الإنعقاد، حتى لو تأجّل الموعد فهو لا يعني إحباطاً، بل مزيداً من الوقت لإنضاج التفاهمات وإزالة التعقيدات، ولقاءات غير علنية تضمّ الأطراف المعنية تمهيداً ربما للقاء أول على مستوى وزاري وأمني، يعقد في الخريف، وقمة تعقد مع نهاية العام، كما تقول التقديرات، وهذا وحده يعني رسم خريطة جديدة للمصالحات والتسويات التي تشكل الدعوة العراقية بذاتها إيذاناً بإنطلاقها.
مقالات متعلقة
- كيف يناور الأميركيون لتفجير المنطقة انطلاقاً من أفغانستان؟
- اللاجئون السوريون والأفغان وحسابات إردوغان الانتخابية
- الدعوة لقمة بغداد بمشاركة تركيا والسعودية وإيران وسورية نهاية آب تتصدر المشهد الإقليمي ماكرون مشاركا ًويدعو لبنان لحجز
- مقعد… وحكومة سورية جديدة لترجمة خطاب الأسد
- اتفاق أردني سوري بشأن مرور المقيمين في الخليج عبر «نصيب ـ جابر»
- انفجار المرفأ: التحقيق يُسقط فرضية الاعتداء ويرسم خريطة وصول النيترات
No comments:
Post a Comment