Saturday, 21 August 2010

Ibrahim Al-amin: The resistance stratigic threat as read by the Enemy


ابراهيم الأمين

رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، أمان، عاموس يدلين، ألقى محاضرة في مركز دراسات الأمن القومي بداية العام الجاري عن التحديات الاستراتيجية لإسرائيل. خاطب المشاركين قائلاً: «بصفتي رئيس أمان، من وظيفتي التحذير من أن وقت قصف القذائف قد حان، لكنني أود الإشارة إلى مجال آخر مخفي، لا يقل أهمية، وهو الوقت الذي لا ترعد فيه القذائف. عندما تكون القذائف هادئة، يدور نشاط إضافي ذو أبعاد سرية أمام المحور الراديكالي. بُعد أسمّيه «سباق التعلّم».

فجهات المحور الراديكالي درست جيداً عِبر الحرب في لبنان وهي تطبّقها وتلائمها، في الجيش السوري وفي الجيش الإيراني. والمواجهة في غزة، يجري تحليلها في طهران وبيروت بالمقدار نفسه من العناية التي توليها حماس.

وهكذا تمر مفاهيم استخبارية، نظريات فلسفية، إدراك نقاط الضعف والقوة من أدنى الشرق الأوسط إلى أقصاه، وتجري مناقشة نقاط الضعف والقوة الخاصة في المجتمع الإسرائيلي».
أضاف: «ثمّة ظاهرتان بارزتان لا يمكن تجاهلهما في تعاظم العدوّ،

الأولى تخص التجهّز غير المتوقّف بمنظومات صاروخية، انطلاقاً من زيادة الكمّيّات، الأمداء، والدقّة، والانتقال إلى القتال من تحت الأرض، فحزب الله، المنظّمة الإرهابيّة الوحيدة في العالم الّتي بحوزتها صواريخ أرض ـــــ أرض، وحماس تسعى إلى الأمر نفسه،

أما الظاهرة الثانية فهي الانتقال إلى البعد الّذي تحت الأرض. فتجربة حرب لبنان الثانية علّمت أعداءنا ميّزات إقامة الخنادق والاحتماء من قدرات التسليح الموجّه والدقيق والتفوّق الجوّي لدولة إسرائيل، إنّهم يستعدّون للقتال من داخل الحفر، إطلاق النار من الأنفاق، والتحرّك من مكان إلى آخر دون الظهور على سطح الأرض».

من جانب آخر قال يدلين: «لقد تحوّلت سوريا من دولة محاصرة ومعزولة إلى دولة شرعية. كل أسبوع، يستضيف الرئيس السوري بشار الأسد في قصره وزراء خارجية محترمين من أوروبا، أعضاءً من مجلس الشيوخ، أعضاءً من الكونغرس، ملوكاً وأمراء من دول عربية، ينتظرون شكره على عدم تدخله في الانتخابات في لبنان وعلى مساعدته في تأليف حكومة في بيروت.

وفيما يطول طابور الضيوف الكبار الواقفين على مدخل مكتب الرئيس، ينسلّ من الباب الخلفي حسن نصر الله، خالد مشعل، وعناصر أمنيون إيرانيون، أنهوا، في هذه اللحظة الاتفاق على شراء وسائل قتالية ونقل العلوم».

التقديرات الواردة أعلاه، من شأنها أن تشرح ولو بطريقة غير مباشرة الحملة غير المتوقفة على المقاومة من خارج إسرائيل. ثمة خصوصية يعطيها العالم لحزب الله لجهة عدم التعامل معه كحقيقة قائمة، بل عودة الى التركيز عليه كقوة منافية لكل أشكال الدولة والاستقرار والتطور. وهي المهمة التي تتطلب الكثير من عناصر الضغط المباشرة، بما في ذلك العمل الخلفي حيث تصعب المواجهة.

ثمة إشارات كثيرة في كلام يدلين، إلى كون المقاومة انتقلت من مستوى الإزعاج وتعريض السياسات العملانية للخطر، الى مستوى الخصم الذي يمثل نقطة ارتكاز لمشروع إقليمي، ما يعني أن إسرائيل ستكون ملزمة التعامل مع حزب الله كما مع الفلسطينيين المقاومين لها، على أساس أنهم باتوا جزءاً حيوياً من التهديد الوجودي الذي تتعرض له هذه الفترة.

هل بمقدور إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة تحقيق نتائج جدية في هذا المجال؟

بعيداً عن كل الكلام اللبناني، ومقترحات الاستراتيجيات الدفاعية، والحملة الدعائية ضد المقاومة، فإن الهدف الحقيقي لما يقوم به فريق التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، هو المشاركة في الحملة العالمية ضد حزب الله بوصفه حجر الارتكاز في منظومة المقاومة العربية والإسلامية الفاعلة ضد إسرائيل وضد السياسات الأميركية والغربية في الشرق الأوسط.

وهي حملة تستهدف تعطيل القدرات الفعالة لهذه المنظومة في المواجهة القائمة، وتسعى الى أكثر من ذلك إذا توافرت لها القدرة، من إشغال هذه المنظمة في سياسات دفاعية، الى وضعها في مواجهة الجمهور، الى فرض قيود عامة وخاصة على مشاريع التنمية والتوسع الخاصة بها، الى تعريض صورتها الأخلاقية لاختبار وتشويهات، الى تهديدها المباشر بمواجهة مع قوى رديفة منضوية في المشروع الأميركي، تمهيداً لجعل مهمة التخلص من حزب الله والمقاومة مهمة عالمية لا تقتصر فقط على إسرائيل وبعض داعميها في العالم، لتتحول الى قضية في رأس أولويات الشارع العربي والمسلم.

وبمعزل عما سوف تحققه هذه الحملة في القريب أو المتوسط من المدى المفتوح أمامنا، فإن الحقيقة القاسية تتمثل في أن كل ما يجري حتى اللحظة، لا يعدو كونه تمرينات كرياضة الصباح. أما اللعب الحقيقي، فسوف يظل مؤجلاً، الى حين تجد إسرائيل نفسها مرة جديدة، أمام المهمة المباشرة. وساعتها، لا يعود هناك أهمية لكل هذه الحسابات. وتبقى الحقيقة القاسية هي المتعلقة بالقدرة على تحقيق إنجاز لا يرقى إليه الشك. وهو الذي يتطلب عدة واستعداداً، لا يتصل أبداً بكل هذه الزعبرات، بل في مدى استعداد وجهوزية جيش الاحتلال لمواجهة شاملة، قد تحمل نتائجها الكارثة الكبرى على إسرائيل.


River to Sea Uprooted Palestinian

No comments: