أوقات الشام
لا ريب ان الروس غادروا مخدع العزلة والانكفاء القسري وسياسة التكور على الذات وبدأوا عملياً باستعادة هيبة الدور والمكانة عبر اقتحام المشهد الدولي من باب الحارة الدمشقية، وعاد «العقيد ابوشهاب بوتين» يتبختر مزهواً على مسرح النفوذ متسلحاً بملفات موجعة لاميركا وحلفائها الغربيين وظهيره نصف العام وعلى رأسه التنين الصيني، ويهز العصا في وجهها وهي المترنحة بازماتها الاقتصادية وحروبها الفاشلة ولا ننسى غضب الطبيعة.
الروس يهزأون بنا وبالاميركيين عندما يقولون لنا اذهبوا وتفاوضوا مع الاسد. ان كنتم تسعون لرحيله وهذا الكلام ان دلّ على شيء فعلى ان النظام باق والروس في موقع متقدم ومن خلال سوريا يريدون تقاسم العالم معنا بكل عجرفة وكبرياء
ان مناوراتهم على شاطئ المتوسط ودعمهم للجيش السوري بأحدث الاسلحة وبكميات كبيرة من الذخائر ليس مجرد عمل تكتيكي بقدر ما هو توطئة لقفزات نوعية في دعم النظام ومنع سقوطه لا بل اعادة ترتيب كل المنطقة وها هم الروس يعلنون عن اعادة اطلاق طائراتهم الاستراتيجية في العالم للمرة الاولى منذ سقوط الاتحاد السوفياتي في حين تعرض الصين على اليونان سداد كامل ديونها مقابل اقامة قاعدة صينية في اليونان في وقت نرى وزير الدفاع الاميركي يدعو جيشه للتقشف واوروبا تشحذ الغاز من الروس وتبحث عن مخرج لصنعتها في دعم الاسلاميين بالوصول الى السلطة حيث انقلب هذا الدعم الى وبال على الاوروبيين. بعدما ظنوا ان الدول الاسلامية المستحدثة ستمتص الجاليات الاسلامية التي تثقل كاهل اوروبا.
نعم ان الروس لا يلهون فهم جديون الى اقصى الحدود وقد ابلغوا حكومات الغرب واميركا ان اسقاط نظام الرئيس الاسد بالقوة يعني حربا عالمية ثالثة وهذه الرسالة ابلغتها روسيا لمن يعنيه الامر بالقنوات الديبلوماسية واللقاءات المباشرة بين الروس والاميركيين والاوروبيين.
ومن الرسائل الدقيقة والواضحة التي ابلغتها روسيا للدول الاوروبية بأن تسليم السفارات السورية التابعة للنظام السوري الى جماعة الثورة السورية ستكون عواقبه وخيمة جدا وسيؤدي الى قطع روسيا لعلاقاتها الاقتصادية والتجارية والديبلوماسية مع الاوروبيين الاميركيين وبديل ان فرنسا قبلت سفيرا للائتلاف دون ان تقارب كينونة ووجودية السفارة السورية في باريس او تبحث مسألة ترحيل او اقصاء طاقم السفارة لصالح سفير الثورة.
الاسرائىليون مذعورون من ان الاسد لن يترك اسرائىل تتنعّم بخراب سوريا وسينتقم حتما بضربات موجعة لدولة اسرائىل وعندها ستدخل كل المنطقة في اتون حرب مدمّرة كما ان اوروبا المستعجلة لاسقاط النظام بأية وسيلة حتى لو كان ذلك عبر القاعدة تفاجأت بالتريث الاميركي الذي تقوم استراتجيته على حسابات خاصة لا تأخذ بعين الاعتبار الدور الاوروبي والاميركيون بدأوا بالحديث عن ضرورة تجفيف منابع الدعم للثوار لأن السلاح والمال يذهب للقاعدة ودول الخليج وتركيا تلقوا تنبيهات وتحذيرات اميركية، صارمة من الاميركيين في هذا الشأن والاهم من ذلك ان الاميركيين باتوا على يقين بأن النظام من الصعوبة بمكان اسقاطه خاصة وانه بعد سنتين من الصراع الدموي يزداد عدد المتطوعين في الجيش وخاصة من المدن الكبرى والارياف وهذا دليل على ان الحاضنة الشعبية للجيش السوري والنظام لا زالت موجودة خلافا لكل التعبيرات الإنشائىة في الفضائىات وغيرها.
- Syria between Lavrov and al-Faisal
- Kremlin: Al-Assad Political Plan Good Basis for Solution in Syria
- France’s FM: Fall of Bashar Not Imminent
River to Sea Uprooted Palestinian
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!
No comments:
Post a Comment