| فرنسا ـ سوريا ـ لبنان ـ أفريقيا.. خط النار |
لكن الميدان السوري كذب الطوحات الاردغانية التي تكسرت على صخور الصمود السوري ، و لم يؤثر في هذا الصمود كل ما قامت به تركيا و معها جبهة العدوان على سورية ، و هي التي لم توفر اسلوبا او وسيلة او تصرفا الا و مارسته في العدوان المستمر و المتمادي ضد بلد قدم سابقاً كل ما يمكن تقديمه من اجل حبك وشائج الصداقة و حسن الجوار لا بل تحالفا استراتيجيا مع تركيا ، لكن الغدر التركي قفز فوق كل ما قدمته سورية في هذا السبيل و غرز خنجره في ظهر "الصديق و الحليف " و مارس سادية رهيبة باستمتاعه بنزيف الدم السوري ، مستقيلا من كل اقواعد الاخلاق الاسلامية و الاحكام الشرعية و القانونية و راح يرعى الجرائم بحق السوريين و السوريات في بلدهم و في مخيمات اعدها لما اسماه "لاجئين او نازحين سوريين " ، و لم يتورع عن ادارة سرقة منظمة و موصوفة للمصانع و الثروات السورية من اجل ضمان انهيار سورية الدولة و الكيان السياسي ليضمن بعد ذلك اخضاعها لامبراطورية يحلم باقامتها على انقاض الدول العربية التي ضربها " الحريق العربي" الذي تأكد بدون شك بانه "ربيع اعداء العرب" . بعد كل ذلك وصل اردغان الان الى ساعة الحقيقة التي تشير و بكل وضوح الى ان سورية خرجت من منطقة الخطر على كيانها و استقلالها بعد ان اقتنع الغرب الذي يقود العدوان بانه هزم و ان الارهاب الذي عول عليه مضافا الى الضغوط السياسية والاقتصادية التي مورست ضد الشعب السوري و دولته لن يحقق الاهداف المرسومة ، و بدأت التحولات في سلوك الغرب و التراجع الواضح في سياق اعادة النظر من سورية بحيث يتقدم السعي الى اعتماد البدلوماسية و السياسة على العنف و الارهاب الذي مورس حتى الان و هنا نسجل :
- على الصعيد الاميركي :
- على الصعيد الفرنسي :
تراجع خجول عن تشجيع الارهاب و العنف في سورية بعد ان تشكلت قناعة فرنسية بان النظام السياسي القائم في سورية هو من القوة ما يجعل حمقا الاستمرار بالتفكير باسقاطه ، و انها لمست مدى الحاجة الى تغيير سياستها باتجاه سورية التي تواجه بنجاح ملفت المجموعات الارهابية التي تدعي باريس بانها ذهبت الى مالي من اجل محاربتها و باتت فرنسا تمني النفس بالاستفادة من المعلومات و الخبرة السورية في مواجهة الارهاب ، و بالتالي لن يكون بمقدور فرنسا بعد المتغيرات الميدانية المتعددة و التحولات الدولية المسجلة لن يعد بمقدورها الاستمرار في نهج دعم العدوان خاصة في وجهه الميداني الارهابي ، و باتت ملزمة بالتحول التدريجي الى الانخراط في مجموعة البحث عن حل تقود اليه عملية سياسية و دبلوماسية يفضي اليها حوار جدي بين الاطراف السوريين عامة .
- على الصعيد الموقف الاسلامي
- على الصعيد العربي
في ظل هذا المشهد تجد تركيا نفسها شبه معزولة – لولا وجود قطر - تسير في اتجاه مختلف عما تقدم و لا تتقبل فكرة التراجع فلماذا التعنت و الاصرار الاردغاني على الاستمرار في اضرام النار و الطرب للحريق في سورية خاصة ؟
| قصة رفيق الحريري…ا لذي اشتهر من خلال تزويده لجناحي الحرب الأهلية بالسلاح |
من اجل هذا ترفض تركيا اخماد الحريق قبل ان يحقق الهدف لانها تعلم ان اي مخرج ينهي العنف و يعيد للشعب السوري حقه في اختيار نظامه و حكامه ، يعني اسقاط الاحلام التركية في سورية و عبرها الى المنطقة و العالم الاسلامي ، و ضياع فرصة احياء الامبرطورية التركية، و اردغان سيكون عندها الخسار الاكبر على كل الصعد .
فاردغان "نجح" في ممارسة سياسة صفر اصدقاء بدل سياسة "صفر مشاكل" التي ادعاها ، و "نجح" في ضرب معنويات الجيش التركي عبر القاء المئات من الضباط في السجن بمن فيهم كبار الجنرالات ، و حمل اخرين على الاستقالة خاصة في سلاحي البحرية و الجو ، كما "نجح" في الامعان بالتبعية للاطلسي ودون ان ينجح في كسب وعد و لو كاذباً في الدخول الى الاتحاد الاروبي ، و "نجح" في التراجع عن مواقفه تجاه اسرائيل و بلع تهديداته و داس على كرامته و تخلى عن دماء الجنود الاتراك ، ثم اضطر للدخول في بازار التراجع و التنازل في الملف الكردي ، اي باختصار "نجح" في ضرب الكيان التركي في مقومات القوة و الكرامة و العلاقات الدولية ( اما الاقتصاد فحدث و لا حرج ) ، و كان يتأمل ان ينجح في مشروعه العدواني ضد سورية فيعوض او يحجب عن نظر الشعب التركي الكوارث التي تسبب له بها و التي ينتظر ان يحاسبه عليها في الانتخابات لمقبلة . لهذا يرى اردغان ان حريق العرب و سورية خاصة هو ربيع لتركيا و لحلفائه الاستراتيجين عامة (للغرب و الصهيونية ) و يعلم ان اخماد الحريق و اعادة الشأن الى اصحابه اي الى الشعب السوري يعني فشل المشروع برمته لهذا يرفض اردغان الحوار بين السوريين و يرفض اخماد الحريق و يرفض عودة الاستقرار الى سورية يرفض... و يرفض... و لكنه لا يعلم ان رفضه لن يغير مسار الاحداث و لن يؤثر في ما خطه الميدان و في ما بات متشكلا من قناعات لدى من تبقى من مكونات الجبهة المعتدية ، و لن يوقف الجيش و الشعب السوري عن متابعة العمل الذي يحفر في صخر الحقيقة المبدأ القاطع " سورية لا و لن تنكسر " ، يكابر و يرفض و لكن لا يعلم كما يبدو ان رفضه سيرتد عليه خسارة او خسائر اضافية متعددة الاشكال .. اما سورية فانها و بعد ان حققت النصر الاستراتيجي تسير الان و بخطى متسارعة نحو تثبيته ميدانيا في مسيرة استعادة الامن و الاستقرار و اعادة البناء و ترميم ما خربه الحريق .
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!





No comments:
Post a Comment