Sunday, 7 April 2013

Syria developements changes the Arab scene


تحولات سورية تقلب المشهد العربي




‏الأحد‏، 07‏ نيسان‏، 2013

أوقات الشام
غالب قنديل

تقدمت عمليات الجيش العربي السوري في الميدان واستمر صخب الواهمين من أوباما إلى خادمه بندر بن سلطان وصولا إلى وليد جنبلاط مرورا بمئات المحطات والصحف والمواقع التي ما تزال تبشر بهجوم جديد لعصابات الإرهاب يستهدف دمشق.

أولا: يمثل تطهير مدينة داريا في ريف دمشق ضربة قاصمة للعامود الفقري لعصابات الإرهاب التي حشد منها عشرات الآلاف في الغوطة والريف حول المدينة الصامدة والعاصية التي شبهها المراسلون الأجانب بقلعة عسكرية ثابتة يعيش فيها راهنا وبسبب الأحداث ملايين السوريين الذين نزحوا إليها لأنهم يتمسكون بدولتهم الوطنية وبجيشها القومي الصلب الذي يشهد له الخبراء العسكريون بالتماسك والقدرة الميدانية وببراعة التخطيط في إدارة العمليات الهجومية.

الأسابيع القادمة سوف تشهد تقدما حاسما لإعلان مدينة حمص مدينة آمنة بعدما استطاع الجيش العربي السوري تطهير أحيائها الداخلية باستثناء بعض البؤر المحاصرة مع الإعلان عن استعادة حي بابا عمرو ومعظم أنحاء الخالدية ومع تقدم عمليات الجيش في مناطق ريف القصير وتوطيد الأمن في منطقة تلكلخ أما في محافظة حلب فيواصل الجيش تقدمه داخل المدينة محاطا بحالة شعبية متعاظمة من الدعم والإسناد رغم كل المعاناة التي تسبب بها الإرهابيون الوافدون من مختلف أنحاء العالم في حين قلبت المعادلات في الريف الحلبي بعد فك الحصار عن عدد من القرى التي طوقها الإرهابيون وبنتيجة فتح الطريق بين محافظة حماه ومطار حلب والسيطرة على جميع القرى المنتشرة على جانبيه بامتداد عشرات الكيلومترات وصولا إلى السفيرة في أقصى الشمال.

ثانيا: يتضح وبقوة أن جبهة النصرة القاعدية هي القوة الرئيسية المحاربة من العصابات التي تواجه بجميع تشكيلاتها نزفا بشريا كبيرا بعد سقوط آلاف القتلى وهروب الآلاف ممن شرعوا يعودون من حيث أتوا وخصوصا دول المغرب العربي تونس وليبيا والجزائر ومراكش حيث يعدون العدة للانتقال إلى مالي المسرح الجديد لمشاريع القاعدة ومن جهة أخرى يتواصل تفكك ما يسمى بالجيش الحر نتيجة التبدل الكبير في المزاج الشعبي السوري لصالح الدولة والجيش.

أثبتت الدولة الوطنية السورية قدرة عالية على التماسك والمبادرة وهي تعد حسب جميع التقارير والتوقعات لانجاز إحياء الدورة الاقتصادية الوطنية عبر إحكام السيطرة الشاملة على جميع مراكز المحافظات ومحيطها والطرق العامة في البلاد والنجاح في تحقيق هذا الهدف هو نصف الطريق إلى إعلان انتصار فعلي على العصابات الإرهابية التي ستبقى بعد ذلك محصورة في بؤر حدودية وعرضة لاستنزاف كبير حتى لو تمكنت بعض الخلايا النائمة من تكرار هجمات إرهابية عبر العبوات الناسفة والتفجيرات الانتحارية.

لقد كان اغتيال الإمام البوطي حلقة في اختبار القدرة على شن هجوم في دمشق من أطرافها كسرها الجيش السوري بسرعة في جوبر ومحيطها، على غرار ما فعل بعد تفجير مكتب الأمن القومي في سحق الهجوم على حي الميدان للتمركز داخل العاصمة ومعادلة القوة الناشئة بعد استعادة داريا ستكون لها تداعيات كبيرة على الحالتين الميدانية والعسكرية التي تحكم وضعية عصابات الإرهاب وخليطها المتنافر.

ثالثا: بينما تواصل الدولة السورية البناء على مبدأ الحوار السياسي الوطني كخيار داخلي يوسع من الشراكة في إطار الدولة والمؤسسات تتمادى حالة التفكك والتناحر داخل الواجهات السياسية العميلة للغرب وحيث بات تنظيم الأخوان المسلمين ورهط المرتزقة المحيطين به هو ما تبقى في حوزة الغرب والحكومات الإقليمية المتورطة في العدوان وخصوصا تركيا وقطر والسعودية وحكومتا أنقرة والرياض تواجهان مشاكل داخلية كبيرة تقلق الأميركيين فقد اضطر أردوغان إلى السير في التفاوض مع قيادة حزب العمال الكردستاني والمخاطرة بالتفاوض على حكم ذاتي سيزيد من حجم المعارضة التركية لحكومته بعد الاستنزاف التي سببته له ورطته في سورية وحيث ضاقت هوامش التلميع السياسي والإعلامي لصورته في المنطقة بعد انتقال تحالفه مع إسرائيل إلى العلن بمشيئة أميركية أما السعودية فهي موزعة بين هموم وراثة العرش وشيخوخة أمراء الصف الأول وصراعات الصف الثاني وبين انتقال الحراك الشعبي إلى نجد حيث معقل النفوذ السعودي الأول في الجزيرة وبعدما تم تهجير أعداد متزايدة من العمال اليمنيين بنتيجة خسارة المملكة لحديقتها الخلفية والخشية من اضطرابات اجتماعية كبرى تولدها البطالة وحالة الجوع المتفاقمة في صفوف ملايين السكان من قاع المجتمع ومع تطلع شرائح متزايدة من الطبقات الوسطى والرأسمالية الجديدة إلى تغيير ديمقراطي لا يفلح القمع في إخماده.

رابعا أما قطر فهي تهرول لتدارك انهيار وهم الدور المتضخم مع المأزق الخطير الذي دخلته حكومات الأخوان المسلمين في تونس ومصر وليبيا وحيث يعجز الراعي القطري المفترض وسيده الأميركي ومشغله الإسرائيلي عن تقديم النجدة للحكام الجدد الذين انكشفت عوراتهم في بضعة أشهر فمصر تميد بحراك شعبي وسياسي كبير ونزاعات سلطة مستمرة وتونس توازيها في عهد الاضطراب الاجتماعي والسياسي الذي تعيشه بينما حكام ليبيا تزلزلهم اضطرابات أمنية وسياسية بصورة لا يكاد يمضي معها يوم دون اقتحام مقر رسمي أو اختطاف مسؤول أو تمرد في إدارة أو مؤسسة.

مساران متعاكسان في المنطقة تشير إليهما علامات النهوض السوري القادم وحالة التراجع والتأزم التي تجتاح الموجة الأخوانية بينما يرتفع هدير انتفاضة فلسطينية ثالثة حول قضية الأسرى ستجعل حياة قادة حماس في الحضن القطري الأخواني شديدة الصعوبة.

سورية قلب العالم وعاصمة العروبة وانتصارها سيكون محورا لجميع التطورات بين المحيط والخليج بينما يبني عليه حلفاؤها وشركاؤها في معادلة الصمود والانتصار من حليفيها الكبيرين في منظومة المقاومة إيران و حزب الله إلى كوريا والصين وروسيا ومجموعة البريكس الذين يتلاقون في رسم خارطة العالم الجديد، آلام تلك الولادة ومخاضاتها الصعبة وكلفتها الكبيرة تعادل ضخامة التحول التاريخي وحجم الانجاز الذي سيكون صمود الشعب السوري وكفاح الدولة السورية وجيشها وثبات قائدها الرئيس بشار الأسد عنوانه العريض .
 
River to Sea Uprooted Palestinian  
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!

No comments: